أيها الساردون في غيّكم عودوا إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان.. أيها المتصارعون على السلطة والثروة والجاه والقوة والنفوذ كفى إزهاقاً للأرواح البريئة وسفكاً للدماء الزكية.. كفى تدميراً للوطن ومقدّرات الشعب.. اتقوا الله في وطنكم وشعبكم.. أوقفوا نزيف الدم وحكّموا كتاب الله الكريم وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم فيما اختلفتم فيه. أيها السادرون في غيّكم باسم الثورة والتغيير، باسم الشرعية الثورية والشرعية الدستورية اتقوا الله في وطنكم وشعبكم وخذوا العبرة مما يحدث في الصومال والعراق وسوريا وليبيا.. أيها المتصارعون على السلطة ألم تتأثروا بمناظر أولئك الرجال والشباب والشيوخ والأطفال الذين تمزّقت أجسادهم داخل مسجد بدر ومسجد الحشوش بالعاصمة صنعاء يوم الجمعة الماضي جرّاء التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا جموع المصلين؟.. ألم تشاهدوا جثث الطالبات بمدينة رداع التي مزّقها التفجير الإرهابي؟. ألم تشاهدوا جثث الشيوخ والرجال والشباب والأطفال التي مزّقتها التفجيرات الإرهابية في المركز الثقافي بمدينة إب وفي ميدان التحرير ومستشفى مجمع الدفاع؟.. ألم تشاهدوا جثث الشباب والجنود التي مزّقتها العمليات الإرهابية أمام كلية الشرطة وميدان السبعين؟. ألم تشاهدوا جثث الجنود الذين تم ذبحهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم في حضرموت؟.. ألم تحرّك فيكم تلك المناظر الأليمة المشاعر الإنسانية؟.. كيف تتصارعون على سلطة زائلة وأنتم تشاهدون نزيف الدم في أرجاء الوطن..؟! أربع سنوات مضت على اندلاع الأزمة السياسية التي عصفت بوطننا اليمني ومازلنا في المربّع الأول وسط النفق المظلم، وكلما لاحت بوادر الأمل بخروجنا منه كلما حدثت تطورات وأحداث مؤسفة تعيدنا إلى نقطة الصفر، والسبب في ذلك هو التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية السافرة في الشؤون الداخلية لبلادنا بما يخدم مصالحها وحساباتها الخاصة، ولذلك فهي تتعامل مع الأزمة اليمنية وفقاً لما يخدم مصالحها وحساباتها الخاصة. ويتضح ذلك جلياً من خلال وضع بلادنا تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة والعمل على إطالة أمد الأزمة باستخدام لعبة خلط الأوراق بين القوى السياسية والأطراف المتصارعة على السلطة والنتيجة ما وصل إليه الحال اليوم. البلد بلا حكومة منذ سقوط صنعاء بيد المليشيات المسلّحة التابعة لأنصار الله في 21 سبتمبر 2014م.. أرواح اليمنيين تُزهق ودماؤهم تُسفك بأيدي بعضهم البعض.. جيش تم تفكيكه ونهب سلاحه من قبل مليشيات تابعة للأطراف المتصارعة على السلطة.. انقسام حاد في النسيج الاجتماعي.. انقسام في المؤسستين العسكرية والأمنية.. مليشيات مسلّحة استولت على العاصمة صنعاء وتحكم باسم الشرعية الثورية، ومليشيات مسلّحة سيطرت على عدن ولحج وأبين باسم الشرعية الدستورية والشعب اليمني منقسم ما بين مؤيد لما يسمى الشرعية الثورية بصنعاء والشرعية الدستورية في عدن، وأبواق الشؤم تحرّض على الفتنة الطائفية والمذهبية، وتجّار الحروب يدقون طبول الحرب، والإرهابيون يرتكبون جرائمهم الإرهابية البشعة مستهدفين كل أبناء الشعب اليمني في أرجاء الوطن لا يفرّقون بين رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ.. يستهدفون الجميع دون استثناء.. الضباط والجنود في مواقع أعمالهم والأطفال في مدارسهم والمصلين في بيوت الله. لا تنسوا أبداً أنكم ستنتقلون من دار الدنيا الفانية إلى دار الآخرة، ستقفون بين يدي المولى تعالى وستُحاسبون على كل قطرة دم سالت وروح أُزهقت وأسرة شُرّدت من أبناء الشعب اليمني كنتم سبباً في ذلك. ختاماً.. ألم يعد في يمن الإيمان والحكمة رجال عقلاء وحكماء يقومون بواجبهم الديني والوطني في وقف نزيف الدم؟. [email protected]