التخبُّط وعدم القدرة على إدارة الأمور السياسية يعطي ملمحاً جديداً على تتابع الفشل الذي مُني به كل من كان يمكن أن يكون محل ثقة الشعب بسبب تصرفاته المبنية على الكيد والمؤامرة، وتحقيق رغبة الانتقام أو فرض الهيمنة والسيطرة دون احترام لإرادة الشعب الحرّة والمستقلة التي لا تقبل بمن لايحترم ثقة الشعب ويعمل وفق العهد والميثاق الذي قطعه على نفسه في خدمة الوحدة الوطنية والحفاظ على السيادة اليمنية وعدم جلب الأعداء وقوى العدوان أو الاستقواء بأيٍّ منهم لتحقيق رغبة الانتقام ومحاولة تدمير المؤسسة الدفاعية والأمنية، ولأن الفشل قد أضحى بارزاً على مستوى الساحة الوطنية وعلى المستوى الخارجي ولم يعد هناك من يمكن أن يبرّر كل ذلك الفشل. إن محاولة توريط الأصدقاء في التدخّل في شئون اليمن الداخلية باتت اليوم الملاذ الذي ترى بعض القوى أنه يمكن أن يحقق لها رغبة الانتقام من الشعب اليمني، ولم تدرك القوى الدافعة بهذا الاتجاه أن ذلك من المحرّمات التي لايمكن أن يقبل الشعب اليمني بها كافة، وإن حاول، أي البعض التورّط فيما تزيّنه القوى الفاشلة فإنه يضع نفسه في موضع العدو المباشر للشعب، الأمر الذي سيجعل الشعب كافة، رجالاً ونساءً على حد سواء يحملون السلاح من أجل الدفاع عن سيادة اليمن الواحد والموحّد. إن الذين يسعون خلف الفاشلين لتحقيق رغباتهم في تدمير اليمن يدركون أن أية محاولة للتدخل في الشأن الداخلي ستكون بمثابة الانتحار، لأنهم يدركون أن اليمن عبر مراحل التاريخ مسالمة، وتحترم مبدأ عدم التدخل في شئون الغير، ولكن إذا أحد ركبه رأسه فإن ذلك مفتاح البلاء الذي لاينتهي على الإطلاق إلا برد اعتبار الإرادة اليمنية، ومن لم يعرف بأس الإرادة اليمنية الواحدة والموحدة فإن عليه العودة إلى تاريخ نشوء الإمبراطوريات اليمنية، المعينية والسبئية والحميرية، وقوة الإرادة وعظمة الاعتصام بحبل الله للرجال الذين التفوا حول الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأنشأوا الامبراطورية الاسلامية بقوة الإرادة، وسماحة المبادئ، وعظيم الالتزام بمكارم الأخلاق. إن العالم بأسره يدرك خطورة التدخّل في الشأن اليمني، ويدرك أن اليمن قد برهن أن الوحدة اليمنية منذ ربع قرن مضت على الوحدة اليمنية عامل أمن واستقرار للمنطقة والعالم، حيث تمكّن اليمن خلال الفترة من 22مايو1990م وحتى اليوم من الحفاظ على مصالح العالم المشتركة، وأحدث التوازن في العلاقات الدولية، ولذلك ينبغي الحفاظ على الوحدة اليمنية وعدم المساس بها، وسيكون اليمنيون أكثر اعتصاماً بحبل الله المتين.