إن الدين الإسلامي يقوم على الرفق واللين والرقة والرحمة، ولا يقوم على العنف والشدة والغلظة والنقمة، ولقد رسم القرآن الكريم منهج الدعوة بقوله تعالى (أُدعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) سورة (النحل:125)، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الرفق ويُنكر العنف، ومن قرأ سنة الرسول الكريم ممثلة في أحاديثه – عليه السلام – أو قرأ سنته العملية ممثلة في سيرته –صلى الله عليه وسلم – يجد أسلوب الرفق واللين واللطف في الدعوة والمعاملة شديد الوضوح والعمق في أخلاقه عليه الصلاة والسلام. وقد جاء في الحديث الشريف عن أمّ المؤمنين عائشة، رضي الله عنها: (إن الله رفيقٌ يحبُّ الرفق في الأمر كلّه). ومنها ما رواه الإمام مسلم – أيضاً –«إن الله رفيقٌ يُحبُّ الرفق ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطي على ما سواه». وعن أمّ المؤمنين، رضي الله عنها –أيضاً - أنَّ النبي «صلى الله عليه وسلم» قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلاّ زانه ولا يُنزع من شيء إلاّ شانه». وعن أبي هريرة - ضي الله عنه - قال: بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم: دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماء – أو ذنوباً من ماء – فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين». وعن أنس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم –قال: «يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا». هكذا دعاء الرسول الكريم، صلّى الله عليه وسلم – إلى الرفق والرحمة، كما دعا إلى ذلك القرآن الكريم. إذن لقد حذّر الإسلام من العنف، في الدعوة والتعامل، وقد ظهر ذلك جلياً، وقد اعتُبر هذا الأمر من جوهر الأخلاق ، كما نهى الرسول – صلّى الله عليه وسلّم – عن القسوة وذمّها، وذمّ من اتصف بها أشدّ الذم. «*» عضو بعثة الأزهر في اليمن