لم يعد هناك ما يُفرح المرء في هذه المرحلة الحرجة التي تشهدها اليمن بكل مرارة وحسرة على ما يحدث فيها من أوضاع مأساوية وكارثية جرّاء ما آلت إليه الأوضاع مؤخّراً إلى منحنى خطير نتيجة لغياب الرؤى السياسية الثاقبة والتي يمكن من خلالها أن تخرج اليمن واليمنيين منها بدلاً من استمرار هذه الحرب والتي لن يستفيد منها أحد سوى من يريدون لليمن الدمار والخراب؛ وبالتالي فإن بقاء الأمور على حالها دون زحزحة لها سيؤدّي إلى عواقب وخيمة على كافة فئات المجتمع اليمني والذي هو بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى تنمية اجتماعية وتنموية وتوفير الأجواء أو المناخات المناسبة للاستثمارات الاقتصادية في جميع المجالات، وهذا كما أرى لن يأتي إلا من خلال استجابة جميع الفُرقاء أو الأطراف بما فيها المكوّنات السياسية والمجتمعية والتي يعوّل عليها المواطنون كثيراً لتعمل على تجنيب اليمن ويلات هذه الحرب المدمّرة لمقوّماتها الاقتصادية وبُنيتها التحتية وعودة الجميع إلى طاولة الحوار حالاً قبل أن تستفحل الأمورأكثر مما هي الآن، وتحرق الكل في آن معاً، مالم فإن الأوضاع ستتفاقم أكثر فأكثر، وهذا ستكون له مؤشرات خطرة في نهاية المطاف إذا لم يتم تدارك ما يجري داخل الوطن؛ لأن أموراً كهذه ستترتب عليها انعكاسات سلبية على مجمل الحياة برمّتها، وهذا ما سيضع الجميع أمام مسؤولية وطنية تاريخية بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية مما يقع عليهم في هذه الآونة من مؤامرات خارجية؛ وبالتالي عليهم أن يذعنوا لصوت الشعب والوطن والعودة إلى جادة الصواب والحوار؛ مغلّبين مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأنانية الأخرى بهدف الحفاظ على اليمن ووحدته الوطنية أرضاً وأنساناً.