حقاً إننا اليوم أمام مفترق طرق، حيث وأن اليمن تمر في هذه الفترة بأسوأ حالاتها نتيجة لما تعانيه من أوضاع مأساوية في شتى جوانبه المختلفة، الأمر الذي ترتب على ذلك بأن تأخذ الأمور مسارات أخرى عن ما كان ينبغي أن تكون عليه وهو التغلب أو تجاوز تلك الإشكالات، التي أضحت تشكل حجرة عثرة أمام أية تحولات وطنية.. جراء ما آلت إليه الأوضاع من ترد كبير في البنية الاقتصادية والسياسية والأمنية، وهذا أدى إلى انعكاسات سلبية، على أمن واستقرار الوطن، الذي أضحى مثخناً بجراحه الكبيرة والتي لا تزال غائرة في جسمه وكانت فجواته يوماً عن يوم.. الأمر الذي يضعنا جميعاً كقوى اجتماعية، سواء بمكوناتها السياسية أو المجتمعية وغيرها أن تكون عند مستوى المسئولية مما يجري في هذا الوطن، من أحداث ومآس وتشظيات لا مثيل لها إلا في هذه المرحلة الفارقة من حياة شعبنا.. والتي تتطلب منا تضافر الجهود من أجل الحفاظ على وحدته الوطنية وحماية مكتسباته الديمقراطية، حتى تفوت الفرصة على أولئك المتربصين به، من كل حدب وصوب، سيما في هذا الزمن الرديء الذي تعاني منه شعوبنا العربية ومن ذلك اليمن، والتي تعيش هي الأخرى وصفاً شائكاً.. ومعقداً للغاية كغيرها من بلدان الربيع العربي.. ما يهمنا هنا هو أن تكون هناك رؤية واضحة المعالم والأهداف.. حتى نتمكن من معالجة أوضاعنا بصورة جادة وفعالة انطلاقاً من المسئولية الوطنية والتاريخية التي تحتم علينا الخروج من كل ما يمر به الوطن من إشكالات وصراعات عديدة تكاد أن تؤدي به إلى الهاوية، وهذا أمر غير مقبول البتة، خاصة إذا ما أردنا أن نخرج من هذا النفق المظلم. حتى نثبت للآخرين بأننا جديرون من أن نحل مشاكلنا، ونتجاوز الخلافات فيما بيننا بما يحفظ لوطننا أمنه واستقراره، وحتى نكون أيضاً أمام الآخرين.. بأننا شعب (الإيمان والحكمة).أو أن نذهب بهذا الوطن إلى منزلق آخر.. والعودة إلى نقطة البداية أو المربع الأول.. وهنا ستكون الكارثة على الجميع ولن ينجو منها أحد.. وهذا ما لا نتمناه وإنما ما أود قوله هنا هو ينبغي من مراكز القوى أن تضع نصب عينها مصلحة هذا الوطن فوق كل المصالح الشخصية والأنانية الضيقة.. حتى نكون مثل غيرنا في هذا العالم المترامي الأطراف، أو في نهاية المطاف أن ندخل في عراك ونمزق ما تبقى لهذا الوطن حتى لا نكون كالآخرين في هذا الكون. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر