تقود مملكة العهر الداعشي العدوان على اليمن، متجاوزة كل العهود والمواثيق والاتفاقيات المبرمة بينها وبين الجمهورية اليمنية، ومنها معاهدة جدة 2000م التي تجاوزت معاهدة الطائف 1934م بين الإمام يحيى والهالك عبدالعزيز الداعشي، تلك المعاهدة التي فرضت على اليمن بقوة الغلبة والغزو العسكري المدعوم بالاستعمار البريطاني، لكن رغم هزيمة جيش الإمام يحيى في حينها إلا أنه لم يستسلم فقد حدد مدة الاتفاقية بعشرين عاماً قابلة للتجديد بإرادة الطرفين، إذا لم يطلب أحدهما الانسحاب منها، أو إلغاءها. وكانت بالتأكيد أفضل من اتفاقية حكام العام 2000م الذين باعوا الأرض وتنازلوا عن الحقوق التاريخية للشعب اليمني، وجعلوا من اتفاقية جدة نهائية. اليوم جد جديد وهو العدوان الذي تقوده دولة آل سعود على الشعب اليمني والذي أهلك الحرث والنسل، ودمر الحجر والشجر، والأحياء والأموات، وجند كل مرتزقة العالم ضد الشعب اليمني متخلعاً من كل قيم الإسلام والعروبة والجوار. أمام هذا كله فإن على القيادة السياسية الثورية، اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي الشعب اليمني وسيادته واستقلاله، وأرضه، وعرضه، ومن هذه الإجراءات إلغاء كل الاتفاقيات مع دول العدوان السعودي، وخاصة اتفاقية جدة 2000م التي تعطي لآل سعود بسط نفوذهم الأبدي على الأراضي اليمنية في جيزان ونجران وعسير، وكل الأراضي التي شملتها الاتفاقية، والعودة إلى ما قبل اتفاقية 1934م باعتبار أن هذه الاتفاقية تعتبر ملغاة بحكم عدم تجديدها. وعلى ذلك فإن على المجلس السياسي الأعلى طلب الانعقاد لمجلس النواب والنظر في إلغاء كل الاتفاقيات والعهود مع دولة العدوان السعودي، والطلب إلى مواطني الأراضي اليمنيةالمحتلة القيام بواجب التحرير، ومد هؤلاء الثوار بالمساعدات اللازمة، والإمكانات التي تساعدهم على الخلاص من الاحتلال السعودي. إن اليمن تشهد وضعاً ثورياً للخلاص من النفوذ السعودي/ الأمريكي الذي تحاول هذه القوى تأبيده على اليمنيين بالقوة الغاشمة. أن العدوان السعودي لم يوفر أي قيمة، أو احترام للإنسانية في حق اليمنيين، فهي تقوم بحرب إبادة ممنهجة ضد الشعب اليمني على كل المستويات، وخلال ما يقارب من ثلاث سنوات، وإلى الآن صبت جحيماً فوق رؤوس اليمنيين قدر بأكثر من نصف مليون ضربة جوية استهدفت كل ما على الأرض، ولم تستثن، حتى الأموات في مقابرهم. وبعد كل هذا هل بقي هناك أي احترام لأي اتفاق، أو علاقة مع هذا العدو الفاجر الذي غدر بكل القيم؟!!