آل سعود ألغوا اتفاقيات الحدود اليمنية- السعودية، بداية من اتفاقية الطائف (مايو 1934)، وانتهاء بمعاهدة جدة (يونيو2000)، ألغوا كل ذلك من الناحية العملية، وسنسوق الأدلة على ذلك بعد قليل.. فإذا كانوا قد ألغوا هذه الاتفاقيات من الناحية العملية، فلمَ نتمسك بها نحن عملياً ونظرياً؟ فالرد على إلغائهم للاتفاقية والمعاهدة وملحقاتهما، أقلّه أن يجتمع مجلسا النواب والشورى ويعلنان الإلغاء من الجانب اليمني، أو على الأقل تعلن ذلك اللجنة الثورية العليا والأحزاب الرافضة للعدوان السعودي، لجعل هذا الشعب يهبُّ لاستعادة أراضيه السليبة، وهو على بينة.. إن اتفاقية الطائف، ومعاهدة جدة، تقرران تعهد الطرفين اليمني والسعودي بالإبقاء على حالة سلم دائم وصداقة وطيدة وأخوة عربية إسلامية، وأن يعترف الطرفان باستقلال الآخر استقلالاً تاماً مطلقاً، ولا يجوز لأي طرف حشد قواته المسلحة على مسافة تقل عن عشرين كيلو متراً على جانبي الجزء الثاني من خط الحدود.. بينما آل سعود انتهكوا حالة السلم، وبعدوانهم العسكري جعلوا البلدين في حالة حرب من طرف واحد، كما قام آل سعود بتصرفات تدل على عدم اعترافهم باستقلال اليمن، ومنها أنهم جعلوا اليمن تحكم من الرياض، وأقدموا على احتلال مدن يمنية من قبل الجيش السعودي وجيوش الدول التي حشدها آل سعود إلى جانبهم في حربهم على الشعب اليمني.. وتنصُّ اتفاقية ومعاهدة الحدود على تعهد الطرفين اليمني والسعودي بالامتناع عن استخدام القوة لحل المشكلات بينهما، وأن كل طرف ملزم باستخدام كل ما لديه من وسائل القوة المادية والمعنوية، لمنع استعمال بلاده قاعدة أو مركزاً لأي عمل عدواني، أو شروع في عمل عدواني.. بينما آل سعود شنوا حرباً على اليمن دون وجود مشكلات بين البلدين، واستخدموا كل وسائل القوة دون مبرر، وصارت الأراضي السعودية قاعدة تنطلق منها 180 طائرة حربية إماراتية وقطرية وكويتية وبحرينية ومغربية وأردنية وأمريكية وإسرائيلية لتعتدي على اليمن.. وتقضي اتفاقية ومعاهدة الحدود بأنه في حالة حصول اعتداء خارجي على بلاد أحد الطرفين المتعاهدين، فإنه يتحتم على الطرف الآخر الوقوف على الحياد التام سراً وعلناً، والمعونة الأدبية والمعنوية الممكنة.. بينما آل سعود اعتدوا على الشعب اليمني وحشدوا إلى جانبهم دولاً خارجية أخرى.. وتقضي المعاهدة والاتفاقية بأن كل طرف ملزم بعدم قبول من يفرّ عن طاعة دولته، كبيراً أو صغيراً، موظفاً أو غير موظف، فرداً أو جماعة، وأنه في حالة حصول فتن أو منازعات داخلية في بلد أحد الفريقين يتعهد كلٌّ من الطرفين باتخاذ التدابير الفعالة لعدم تمكين المعتدين أو الثائرين من الاستفادة من أراضيه، ومنع التجائهم إلى بلاده، وتسليمهم أو طردهم إذا لجأوا إليها، ومنع إمدادهم بأرزاق وأسلحة.. بينما آل سعود آووا عبدربه وبقية أطراف الأزمة، ومنحوهم الأرزاق والأرض والسلاح والفنادق واستخدموهم قناعاً للعدوان على الشعب اليمني.