في العام 1979م قامت الثورة الإسلامية في إيران بطريقة شعبية تشبه إلى حد ما ثورة البلاشفة في روسيا. الإيرانيون قالوا إن ثورتهم عالمية مثل ثورة أكتوبر الاشتراكية، وأنها تستهدف تحرير المستضعفين في الأرض، ولاسيما المسلمين. في الأسبوع الأول لانتصار الثورة وصل الكثير من الشباب الإيراني لقتال إسرائيل من جبهة الجنوب اللبناني. الشاه كان شرطي الغرب في المنطقة جنوده وصلوا إلى جبال عمان لملاحقة الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي والتي كانت تنطلق من جبال ظفار، وبدعم من اليمن الديمقراطي. والكثير من خبراء بهلوي كانوا يدربون المرتزقة الملكيين في نجران للاعتداء على الثورة اليمنية. الثورة الإسلامية هزت عروش البعران في الخليج والسعودية، فدبروا لها مكيدة الحرب مع العراق، إذ ورطوا صدام في الاعتداء على أراضي إيران، وخرق اتفاقية الجزائر بين العراقوإيران. أمريكا أمدت صدام بالسلاح الكميائي الذي استخدمه ضد الأكراد في حلابشة، وأشرف على ذلك الأمريكي رامسفيلد الذي تبوأ فيما بعد منصب وزير الدفاع. اعتبرت قوى اليسار، وكل القوى المعادية للامبريالية الثورة في إيران مكسباً لقوى الثورة العالمية. تحولت السفارة الإسرائيلية في طهران إلى سفارة فلسطين، وتلقت قضية فلسطين دعماً سخياً من الثورة الإيرانية. كانت إيران الشاه حليفة الرجعية العربية، وكان الشاه حبيبهم، ولم تكن إيران حينها رافضية، أو عدوا للبعران، رغم أنها كانت تقيم علاقات كاملة مع دولة العدو الإسرائيلي. أعادت الثورة الإسلامية إيران إلى الإسلام، وإلى مناصرة قضايا الشعوب العربية والإسلامية، ومن هنا انبرى البعران لمعاداة إيران، وتسلم عصا الشرطي الأمريكي. إيران ليست عدوي، والإيرانيون اخوتي في الإسلام الثوري المحمدي الرسالي الذي أومن به، والذي يريد الاستبداد الرجعي القضاء عليه. أنا لم أر طائرة إيرانية في سماء وطني، ولم أشاهد جندياً إيرانياً على أرضي. عدوي من يستبيح دماء أطفال وشيوخ ونساء شعبي المظلوم. عدوي من يدمر إمكانات يمني،عدوي من قصف مقابر آبائي، وأجدادي وأخرج عظامهم إلى العراء حارقة. عدوي من قصف مضخات المياه، وحرم الناس من شربة الماء النقية، عدوي من قصف المزارع، والمصانع، وقتل عمالها فوق الآلات. عدوي من يقتل النساء في الأعراس، والمآتم، ويقتل الأطفال في المدارس، والمرضى في المشافي. عدوي من يقتل الناس في الأسواق والطرقات، والمزارع. عدوي من يرسل الطائرات لإختراق سماء بلدي ليلاً، ونهاراً. عدوي من يحاصر شعبي من كل الجهات، ويمنع عنه الدواء والغذاء وكل مستلزمات الحياة. عدوي من يستعلي على وطني بالأموال، ويستقوي على أمتي بالأمريكي والصهيوني، ويدنس مقدساتي الإسلامية. عدوي من يهين كرامة ابناء وطني، ويجند المرتزقة لقتلهم. عدوي من يقذف بأطنان القنابل والصواريخ ليلاً ونهاراً في وجه أبناء شعبي، ويمزق أجسادهم، وهم نائمون في منازلهم. عدوي من يتدخل بشؤون بلدي، ويتحكم بارادتي، وقراري. عدوي من يحتل أرض وطني، ويسرق ثروات شعبي، ويرسل الأمراض لتفتك بأبناء شعبي. عدوي من يرسل الصواريخ، والقنابل المحرمة لقتل وتدمير شعبي. عدوي من يجند الإرهابيين لذبح النساء، والشيوخ في وطني. عدوي هو عدو الإنسانية. عدوي الإمبريالية الأمريكية، وأسرة آل سعود، وآل زائد والصهيونية. والطغمة العسكرية الإسرائيلية. هؤلاء هم أعدائي، وأعداء شعبي، وأعداء الحرية والاستقلال، وأنا ملتزم بالنضال ضدهم حتى النصر.