في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحروب تعمدت غربان العدوان الصهيوسعودي قصف موقع النصب التذكاري لشهداء جيش جمهورية مصر العربية بمنطقة عَصرِ غرب أمانة العاصمة فقتلت حارس النصب وكافة أفراد أسرته... ترى ما الرسالة التي يود صهاينة تل أبيب والرياض توجيهها؟!.. هل يريدون تصفية حسابات قديمة مع شهداء القوات العربية الذين ارتقوا أثناء معركة الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م؟!.. ولماذا تزامن قصف النصب التذكاري مع وقائع الهجوم الإرهابي على إحدى الكنائس القبطية بحلوان في صعيد مصر؟!.. هل كان الأمر محض صدفة ...أم تعبير عن رسالة مزدوجة للقيادة المصرية؟!.. يبدو أن ثمة خلافات حادة تدور وراء الكواليس بين الرياضوالقاهرة كالعادة، إذ من العسير على القيادة المصرية التسليم بكافة مطالب الرياض وتل أبيب، على الأقل أن الجيش المصري لا يزال يحمل عقيدة قتالية تجعل من الكيان الصهيوني عدوا أساسياً لمصر رغم معاهدة كامب ديفيد، ويبدو أن صفقة جزيرتي «تيران» و«صنافير» لم تحقق هدفها المأمول بعد أن اتخذت مصر تدابير متزامنة لحماية الأمن القومي المصري من الانكشاف عبر بوابة الجزيرتين المذكورتين. ومن المرجح أن ثمة مطالب كبيرة ترفض القاهرة تنفيذها أو التعامل معها لمساسها بالأمن القومي المصري.. وبالمجمل فمن المؤكد أن مصر تواجه حربا شرسة تشنها العصابات الصهيونية بهدف زعزعة الأمن وتدمير الاقتصاد وإضعاف الجيش وصولا إلى تحقيق الحلم الصهيوني بتفكيك الدولة المصرية...فهل سيسمح الشعب المصري للمخطط الصهيوني بإحراز التفوق؟!.. وهل فهم قادة مصر فحوى الرسائل الصهيونية السعودية التي سلمت أولاها صواريخ الرياض في صنعاء، فيما تولى الإرهابي تسليم الرسالة الثانية بحزامه الناسف في حلوان؟!.. إن التاريخ لا يعيد نفسه، وإن حدث ذلك فإنه يصبح في الأولى ملهاة ويصبح في المرة الثانية مأساة..!، وهو التاريخ ذاته الذي يشهد بصوت عالٍ أن اجتماع مصر والسعودية والعدو الصهيوني في برنامج واحد مستحيل وإلا حلت الكارثة بأمة العرب، وهو ذات التاريخ الشاهد على سرمدية الحقد السعودي الصهيوني على مصر دولة وشعباً وتاريخاً وحضارة. فهل ترد مصر الصاع صاعين وبطريقتها الفريدة هذه المرة؟!.. قومي يا مصر وشدي الحيل.... * باحث أكاديمي وكاتب سياسي [email protected]