دعا نائب وزير الخارجية الدكتور علي مثنى حسن المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إعطاء الأولوية لتطورات الأوضاع في الصومال بغية العمل على عودة الأمن والاستقرار فيه باعتبار ذلك أهم الحلول التي تقدم للاجئين لضمان عودتهم إلى ديارهم بشكل طبيعي. وأكد نائب وزير الخارجية في كلمته بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 يونيو من كل عام أن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية يعمل على التقريب بين الأطراف الصومالية المتحاربة، ودعوتهم للجلوس إلى طاولة الحوار بدلاً من حمل السلاح والقتال الذي يزيد الأوضاع تدهوراً وسوءاً. وقال الدكتور حسن: إنه لا يمكن تجاهل المأساة التي يعاني منها الأشقاء في الصومال بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من 18 عاماً ما أدى إلى انهيار كافة مقومات الدولة بما في ذلك البنية التحتية، وانتشار الفقر والأمراض والأوبئة، واضطرار أغلب الصوماليين للهروب إلى دول الجوار ومنها اليمن. وأضاف: إن اليمن فتحت ذراعيها للأشقاء الصوماليين بحكم الإخوة والجوار والتاريخ المشترك، واستقبلت ما يزيد عن 750 ألف لاجئ، وقدمت لهم العديد من الخدمات لتخفيف صعوبة الحياة وتوفير أماكن الإقامة لهم. وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن اليمن تعمل على تقديم الحماية والمساعدة للاجئين الصوماليين ومعاملتهم كمواطنين في المدارس والجامعات والرعاية الصحية، وكذا إعفائهم من رسوم الإقامة والتحرك بحرية في كافة المناطق اليمنية. ولفت إلى أن الحكومة اتفقت مع مفوضية اللاجئين لافتتاح عدد من مركز تسجيل اللاجئين الصوماليين بدءاً من المركز الدائم بصنعاء الذي تم افتتاحه مؤخراً، والمركز الذي سيتم افتتاحه في عدن خلال الأيام القادمة، والهادفة إلى ضمان الاستمرار في تقديم الخدمات بشكل أفضل. وناشد نائب وزير الخارجية اللاجئين الصوماليين تسجيل أنفسهم رجالاً ونساءً وأطفالاً بما يجنبهم إي إجراءات إدارية وقانونية قد تتخذ بحقهم مستقبلاً خاصة وأن اليمن يشهد تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين لأسباب اقتصادية من دول القرن الأفريقي والسودان بهدف تحسين ظروفهم الحياتية. من جانب اخر عبر نائب وزير الخارجية عن إدانة واستنكار كافة ابناء الشعب اليمني لحادثة اختطاف الاجانب التسعة وقتل ثلاث نساء ممن يعملن ضمن برامج الإغاثة في صعدة.. مؤكدا إن هذه الحادثة دخيلة على المجتمع اليمني وعاداته وتقاليده وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. من جهتها اشادت الممثل المقيم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين كلير بورجوا, بجهود اليمن في استقبال اللاجئين الصوماليين واستضافتهم وتوفير احتياجاتهم للأمن والسلامة رغم الأعباء الكبيرة التي تتحملها. وأوضحت بورجوا إن المفوضية تعمل مع الحكومة اليمنية على حل قضايا الهجرة المختلطة وإدارتها وكذا تقديم الخدمات المختلفة للاجئين والتركيز على البرامج التعليمية والتعليم الفني والتدريب المهني وبناء قدراتهم ليكونوا قادرين على بناء وطنهم عند العودة إليه. وأشارت الى برامج وانشطة المفوضية السامية لشئون اللاجئين منذ خمسينيات القرن الماضي ودورها في تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية لملايين اللاجئين في مختلف أنحاء العالم وحمايتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. واكدت إن المفوضية أنشأت لجنة التعاون والتنمية للاجئين الصوماليين لتكون همزة وصل للعمل مع مختلف الجهات لتنفيذ برامج اللاجئين وتقديم الخدمات المختلفة لهم. من جانبه شدد رئيس جمعية التعاون والتنمية للاجئين الصوماليين محمد عبدي آدم, على ضرورة إيجاد شراكة حقيقية لحل مشاكل اللاجئين وهمومهم للوصول إلى حلول واقعية لمشاكلهم. واشار آدم الى خطط وبرامج الجمعية ودورها في تنفيذ برامج تأهيل اللاجئين وتعليمهم وتقديم مختلف الخدمات عبر التنسيق مع الحكومة اليمنية ومفوضية اللاجئين والمنظمات المانحة المختلفة... منوها بجهود الحكومة اليمنية ومفوضية اللاجئين في دعم اللاجئين وتحسين اوضاعهم وظروفهم المعيشية والحياتية. وناشد آدم المجتمع الدولي المساهمة في حل عاجل لمشكلة الصومال ودعم الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي يعيش مأساة إنسانية منذ أكثر من 18 عاماً. وفي الحفل الذي نظمته المفوضية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين بنادي ضباط الشرطة بصنعاء تم عرض فيلم وثائقي عن المفوضية وخدماتها في اليمن, الى جانب تقديم العديد من الفقرات الفنية والأغاني والرقصات الفلكلورية قدمتها فرق من اللاجئين من عدد من الدول. في حين كرمت المفوضية الفائز بجائزة المفوضية في المقالة الصحفية باللغة الانجليزية محمد رمزي والفائزة بجائزة القصيدة باللغة العربية منى الفرح, فضلا عن تكريم فريق اللاجئين لكرة القدم الفائز بكاس اليوم العالمي للاجئين بعد تغلبه على فريق الناشئين لأهلي صنعاء في المباراة التي جمعتهما يوم الخميس الماضي. كما تم افتتاح معرض المشغولات اليدوية للاجئين الذي اشتمل على المنتجات اليدوية من المطرزات والملابس والمنتجات المختلفة التي انتجتها اللاجئات عبر برامج المفوضية لتأهيل النساء اللاجئات. وبالمناسبة نظمت المفوضية السامية للاجئين بمحافظة عدن اليوم حفلا تضمن اقامه معرض للصور وحلقة نقاش مفتوحة شارك فيها ممثلون عن السلطة المحلية ومكتب الهجرة والجوازات ومكتب الخارجية بالاضافة الى ممثلين عن اللاجئين. وجرى خلال الحلقة مناقشة احتياجات اللاجئين الصومال وكيفية حمايتهم وتوفير الخدمات اللازمة من قبل الجهات ذات الاختصاص, الى جانب اهتمامها بدور المفوضية في تقديم الدعم للاجئين القادمين الى محافظة عدن في تقديم الامكانيات لخدمة اللاجئين وحمايتهم . وأوضحت مدير مكتب المفوضية السامية للاجئين الصوماليينبعدن ليلى بانصيف ان الحفل يتضمن العديد من الانشطة والفعاليات بمشاركة كل الجهات ذات العلاقة . وأشارت الى ان المفوضية ستقوم بافتتاح مركز لتسجيل اللاجئين في منطقة البساتين مديرية دار سعد في بداية يوليو القادم سيعمل على تسجيل اللاجئين القادمين الى محافظة عدن بهدف معرفة عدد اللاجئين وكيفية تقديم الخدمات اللازمة وتحديد اقامتهم او ترحيلهم اذا لم تتوفر لديهم الاوراق الرسمية. واكدت أنه يوجد مركز تسجيل في صنعاء ويعمل على تقديم الخدمات اللازمة للوافدين من اللاجئين مشيدة بكل الجهود التي تبذل لمساعده اللاجئين الصومال . يشار الى ان اليمن يعتبر البلد الوحيد في شبه الجزيرة العربية الذي وقع عام 1987م على اتفاقية اللاجئين لعام 1951م ,وتبنى سياسة الباب المفتوح لاستقبال اللاجئين الصوماليين ومنحهم حق اللجوء بالإجماع بينما تخضع الجنسيات الأخرى لإجراءات تحديد حق اللجوء, لهذا يواجه تحديات خاصة بسبب تزايد أعداد اللاجئين والمهاجرين إليها. وتقدر المفوضية السامية للاجئين التي أعادت مجددا أعمالها في اليمن عام 1992م استجابة للتزايد المستمر في عدد اللاجئين الصوماليين, عدد اللاجئين الواصلين إلى الشواطئ اليمنية خلال الفترة المنصرمة من العام الحالي 25 ألف لاجئ.. كما تقدر المفوضية عدد اللاجئين في العالم بحوالي 42 مليون لاجئ ونازح داخلي منهم 16 مليون لاجئ و26 نازح داخلي.