أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، أن ما يجري في صعدة هو تمرد مسلح ضد الدولة من قبل عناصر إرهابية وتخريبية خارجة عن النظام والقانون تحلم بإمكانية إعادة الإمامة الكهنوتية التي قضى عليها شعبنا اليمني من خلال ثورته المباركة في 26 سبتمبر 1962م. وقال في حديث لقناة السودان الفضائية أذاعته الليلة الماضية :" ما يجري في صعدة هو تمرد مسلح ومعلن أهدافه في إشعال فتنة التخريب والتمرد قبل حوالي ست سنوات من قبل عناصر التمرد الخارجين عن النظام والقانون". وأوضح الأخ الرئيس أنه تم إصدار قرارات بالعفو عن تلك العناصر أكثر من مرة، مع إطلاق المضبوطين منهم وبذل جهود مكثفة بغية إنهاء تلك الفتنة سلمياً في إطار حرص الدولة على تجنب إراقة الدم اليمني بكل الوسائل، إلا أن عناصر الإرهاب والتخريب والتمرد رفضوا الجنوح للسلام وإنهاء الفتنة وكانوا يستغلون أية هدنة ليعيدوا بناء أنفسهم مجدداً ويواصلوا أعمالهم الإجرامية والتخريب بالاعتداء على المواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن ونهب وتدمير المنشآت العامة والممتلكات الخاصة ويقطعون الطرق على المواطنين لإعاقة حركة السير ومنع وصول المواد الغذائية للمواطنين في محافظة صعدة أو تسويق منتجاتهم الزراعية. وأشار فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى أنه في ضوء استمرار جرائم تلك العناصر وأعمالها التخريبية اضطرت الدولة إلى التصدي لهم، حيث تقوم القوات المسلحة والأمن ومعها المواطنون الشرفاء من أبناء الوطن بمواجهة صلف التمرد بغية إنهاء فتنتهم . وقال :" عناصر الإرهاب والتخريب التي أشعلت فتنة التمرد يحلمون بعودة الإمامة الكهنوتية وإعادة الوطن الى ماقبل حوالي 47 سنة، متجاهلين أن شعبنا اليمني قضى على الإمامة من خلال ثورته المباركة وقدم تضحيات غالية في سبيل ذلك ". وأضاف :" لقد عانى شعبنا الأمرين جراء ظلم وقهر حكم الإمامة الكهنوتية الاستبدادية التسلطية والذي كان يقوم على العصبية المقيتة والعنصرية والطائفية والمذهبية فضلاً عن موروثاته من التخلف والجهل، ففجر شعبنا ثورة 26سبتمبر ليقضي على تلك الإمامة الكهنوتية ". وتابع قائلاً :" والآن تسعى هذه العناصر التخريبية لإعادة شعبنا إلى ذلك العهد المظلم ورغم هزيمة فلول الإمامة وفشل محاولة مواجهة الثورة بعد قيامها لعدة سنوات وفشلوا في ذلك حتى جرت مصالحة في السبعينيات وهدأوا، ولكن ظلوا ناراً تحت الرماد وأطلوا مجدداً برؤوسهم اليوم وشعبنا ينعم بخيرات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ولايمكنه أن يعود إلى عهد الاستبداد والكهنوت الإمامي، ولفت الأخ الرئيس إلى أن هذه العناصر استغلت الديمقراطية التي انتهجها شعبنا منذ إعادة تحقيق وحدته الوطنية في 22مايو 90، ليطلوا برؤوسهم مجدداً ويحاولوا إعادة الامامة، بينما الديمقراطية جاءت لتكفل لكل مواطن حرية التعبير عن رأيه وممارسة حرياته وحماية حقوقه وانتخاب ممثليه في البرلمان والمجالس المحلية فضلاً عن ضمان التعددية السياسية وحق التنافس الشريف للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع وكل ذلك يكفله دستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة . وأكد أن أبطال القوات المسلحة والأمن سيواجهون عناصر التمرد ويخمدون فتنتهم مهما كان الدعم الذي تتلقاه تلك العناصر من أية قوى معادية لشعبنا وثورته المباركة . وعن الجهات الخارجية الداعمة لعناصر الإرهاب والتمرد في صعدة .. أوضح الأخ الرئيس أن عدداً من عناصر التمرد متورطون في تجارة وتهريب المخدرات ويعتمدون من عائدات ذلك على نشاطاتهم التخريبية.. أما الدعم الخارجي فيتضح لأي متابع لبعض القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الرسمية التي تتبنى دعم تلك العناصر .. مبينًا أن أجهزة الأمن سبق وأن ضبطت خليتين من عناصر التمرد اعترف أعضاؤهما بالحصول على دعم مالي من بعض المرجعيات الدينية في ايران . وأشار إلى أن تلك العناصر تسعى إلى نشر أفكار ضالة ومنحرفة دخيلة على مجتمعنا وترفع شعارات وهمية (الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل ) لتضليل الرأي العام عن حقيقة أهداف فتنتها الشيطانية وتمردها المسلح ضد الدولة. وبشأن حجم تواجد عناصر التمرد، أشار الأخ الرئيس إلى أن كل من يقاتل مع عناصر التمرد ليسوا على قناعة تامة بمخططهم التآمري التخريبي فبعضهم مغرر به وآخرون لهم خصومات أو تصفيات حسابات مع عشائرهم أو مشائخهم أو مع قبائلهم أو مع ممثليهم في السلطة المحلية أو في السلطة النيابية فانخرطوا مع تلك العناصر الإرهابية واعتبروا فتنة التمرد بصعدة مظلة لهم لتصفية حساباتهم . وفي رده على سؤال حول العلاقة بين ما يجري في صعدة وبين ماجرى في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية .. قال الأخ الرئيس:" لا نستطيع أن نقول إنها أجندة واحدة ولكن أجندتهم كلها ضد النظام السياسي ". ولفت في ذات الوقت إلى أن الوضع في المحافظات الجنوبية والشرقية الآن أفضل وأهدأ مما كان عليه في السابق بعد أن تمت معالجة قضايا المنقطعين والمتقاعدين . مبيناً أن الدولة تعالج أية قضايا مطلبية مشروعة من خلال التعامل مباشرة وفي الميدان مع المواطنين أصحاب تلك المطالب وليس عبر من يحاولون تنصيب أنفسهم لتمثيل المواطنين في تلك المحافظات وخصوصاً القيادات القديمة والحرس القديم في الحزب الاشتراكي اليمني الذين جاءوا إلى الوحدة ثم ارتدوا عنها وحاولوا الانفصال في 94 م، لكن شعبنا تصدى لهم وانتصرت الشرعية الدستورية وتجذرت الوحدة الوطنية . وأوضح الأخ الرئيس أن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ممثلون في مجلسي النواب والشورى وفي السلطة المحلية وفي الحكومة وكافة أجهزة الدولة وقيادة دفة الحكم وهذه القيادات هم الممثلون الحقيقيون لأبناء تلك المحافظات وليس تلك الأصوات النشاز الحاقدين في الداخل والمتآمرين في الخارج الذين يسعون لتنصيب أنفسهم ممثلين عنهم بينما هم في الحقيقة يعتبرون ظاهرة صوتية وليس لهم أي تواجد لا في الجنوب ولا في الشمال.