يكتسب المؤتمر الثالث للتعليم العالي قدر عال من الاهمية لمناقشتة موضوع ضمان جودة التعليم العالي والاعتماد الاكاديمي, بمشاركة خبراء من بعض دول العالم الثالث . وفي إستطلاع لأراء عدد من الخبراء المشاركين في المؤتمر حول رؤيتهم لواقع التجربة اليمنية في هذا الجانب وخرجت بهذه الحصيلة : تؤكد رئيس الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي الدكتورة نادية بدراوي على ان الجودة شرط إستمرارية و نهوض التعليم العالي في ظل المنافسة العالمية ومتطلبات سوق العمل . وتلفت بدراوي الى سعي الشبكة العربية لايجاد معايير لمخرجات التعليم العالي في العالم العربي تتماشى مع المعايير العالمية ، مشيرة الى تنفيذ الشبكة لدراسة علمية حول محتوى ضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي على جميع الدول العربية . وترى بدراوي ان اليمن حقق تطورا سريعا في التعليم العالي بدليل وجود اكثر من 600 الف طالب جامعي, بينما لم يصعب الحديث عن وجود طلاب جامعيين قبل العام 1967م في هذا البلد. منوهة بضرورة ان تعي الدول تزايد عدد الطلاب خلال السنوات القادمة حتى لا تصبح الاتاحة في الجامعات على حساب الجودة . وترجع الدكتورة بدراوي سبب ضعف الجودة في بعض الدول العربية الى الخطأ الذي وقعت فيه عندما أتاحت التعليم العالي للكثير دون التفكير في الجودة ، مشيرة الى بضرورة مواكبة الجودة للإتاحة . واعتبرت إنشاء مجلس ضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي في اليمن خطوة ايجابية ، متسدركة " لكن الاهم كيف نستطيع تفعيل جودة التعليم العالي وكيف نستطيع تفعيل هذا المجلس وكيف يستطيع العمل في الجامعات؟" . فيما يرى المدير السابق لمشروع التعليم في برنامج الاممالمتحدة الانمائي الدكتور عصام النقيب, ان المشكلة هي في كيفية إنشاء انظمة لضمان الجودة على المستوى الوطني والجامعات وايجاد التفاعل بين دول العالم العربي ، مضيفاً " اليمن دولة ناشئة في هذا الجانب وبدأت تخطو خطوات جيدة في الاتجاه الصحيح" . ويعتبر النقيب ان الحل يكمن في اتجاهين الاول :من اعلى الى اسفل عبر انشاء مؤسسات الإعتماد وضمان الجودة على مستوى البلد وعلى مستوى كل جامعة والثاني :من خلال تقييم مهني موثوق للبرامج والخروج بأجندة اصلاح . ويشير الى ضرورة تشخيص اوضاع البرامج نفسها وتمكين هيئة التدريس ليصبح لديها تصور مشترك حول كيفية تقديم وإدارة تلك البرامج . ويشترط الدكتور النقيب لذلك تدريب اعضاء الهيئة على مفاهيم ضمان الجودة وتنمية قدراتهم ومنحهم حوافز لإطلاق طاقاتهم والاخذ بالمبادرة وتطويرها حتى لا تظل العملية بيروقراطية اكثر مما هي تعليمية بعد ذلك يأتي الاهتمام بالمكتبات ووسائل الاتصال والمختبرات . ويقول : من خلال تجربتنا تبين ان اهم شيئ هو الاستثمار في اعضاء هيئة التدريس اولا ومن ثم ياتي التقييم ومن ثم المكتبات وغيرها على ضوء التقييم . ويشيد الدكتور النقيب بالمؤتمر قائلاً : المؤتمر مهيئ لان يخطو الى الامام فعندما تجتمع كل هذه الكفاءات والخبرات مع بعض لمدة ثلاثة ايام وتختار مواضيعه بشكل جيد فضلاً عن إرادة الجهات المعنية... إذاً لابد من تحقيق خطوات ايجابية . ويؤكد إمكانية ان تحقق اليمن عمليات تطور سريعة من خلال تأسيس نظام تعليم قوي وواضح نظراً لما تمتلكه من إمكانيات بشرية . من جانبه اشاد مدير ادارة المراجعة بالوكالة الماليزية للمؤهلات الدكتور نجمي محمد نور, بإختيار متخصصين من عدد من الدول للمشاركة في المؤتمر، مشيراً الى ان آرائهم و اوراق العمل المقدمة منهم في المؤتمر ستسهم في بناء توصيات متميزة لتطوير نظام ضمان الجودة في اليمن . وعن واقع التعليم العالي في اليمن يقول محمد نور : من خلال مناقشاتي وقراءاتي في المؤتمر احسست ان هناك خطوات جادة وخطة ممتازة لتطوير عملية التعليم العالي . ويؤكد : للإرتقاء بالتعليم العالي لابد من التركيز على تجويد نوعية التعليم و من ثم القدرة على إدارة التعليم العالي وتوفير الموارد المطلوبة لتطوير التعليم العالي . ويشترط الدكتور محمد نور لنجاح العملية في اليمن تفعيل دور مجلس الاعتماد الاكاديمي وحسن اختيار نوعية البرامج والمعايير المناسبة التي تساعد على تلبية احتياجات السوق (محلي ، اقليمي ، دولي) ومدى تطبيقها وادارتها . بدوره اعتبر أمين عام الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد الاكاديمي بالمملكة العربية السعودية الدكتور عبدالله مسلم المؤتمر فرصة للتعارف وتبادل الخبرات والتعاون مستقبلاً . واعرب مسلم عن امله في الخروج بتوصيات تمثل حلولا للتحديات التي تواجه جودة التعليم العالي في الوطن العربي خاصة ، مؤكداً أن نهوض التعليم العالي في تضافر جهود الدولة والوزارة ومؤسسات التعليم العالي . واوضح الدكتور مسلم ان تأسيس جهة تعنى بضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي هي الخطوة الاولى التي تهدف الى رفع مستوى جودة التعليم العالي من خلال وضع معايير تحدد متطلبات مؤسسات التعليم وواجبات الدولة تجاهها . من جهتها اكدت رئيس هيئة الاعتماد الاكاديمي بالفلبين الدكتور كونسبشيون بيجانو, اهمية البدء بضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي كآلية لتحسين التعليم العالي ، مشيرةً الى ان السير الى الامام هو الطريق الوحيد امام الجميع لتحسين التعليم العالي . وترى بيجانو ان تحسين التعليم العالي في اليمن يأتي من خلال التشاور مع المعنيين واصحاب المصلحة ( وزارة ، مؤسسات تعليمية) ومن ثم وضع المعايير لتحسين التعليم ، مؤكدة ضرورة وضع المعايير في اطار محلي وقومي قبل السير نحو العالمية. وتضيف الدكتور بيجانو " لابد من البدء في النظر في الاحتياجات المحلية والبطالة واسبابها ومن ثم وضع المعايير بناءً على السياق المحلي" ، لافتةً الى ان الاعتماد احد اليات ضمان الجودة ووضع الخطط .