ليست الخضرة وحدها ما يميز مدينة إب ، وهي تستعد لاحتضان الاحتفالات بالعيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية، بل ان أعلام الجمهورية باتت تتصدر واجهات المنازل والمحلات التجارية وتغطي الشوارع ووسائل النقل. ويولد هذا المنظر الكثير من الانطباعات عن الابتهاج بهذه المناسبة لدى ابناء هذه المحافظة، خاصة انه تم اختيارها لاحتضان فعاليات هذه المناسبة الغالية، مما جعل فرحتهم فرحتين كما يقول " منصور مكين" احد ابناء المحافظة. ويزيد الامر بهاءا الشعارات الوطنية التي تبرز منجزات دولة الوحدة، والمكاسب العظيمة التي تحققت لليمن والمواطن اليمني على مختلف الصعد كإحدى ثمار الوحدة اليمنية ودور محققها فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح في الدفع قدما بعجلة التنمية الشاملة وبناء اليمن الحديث. ولا تقتصر المظاهر الاحتفائية بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية على المحافظة المستضيفة للمناسبة بل تتعدى ذلك لتشمل كافة قرى ومديريات محافظات الجمهورية، حيث تشهد تجارة الأعلام الوطنية والملصقات والصور والزينات رواجا وإقبالا كبيرا خاصة في مناسبة وطنية عظيمة كهذه تمثل لليمنيين عنوان العزة ومصدر القوة والإلهام والانتصار. فالوحدة بالنسبة للطفلين الشقيقين علاء وولاء اللذان يربطا على راسيهما اعلام الوحدة اليمنية ويتجولان بدراجاتهما الهوائية في شوارع مدينة إب قوة ونصر كما يقول لهما والدهما الذي اقتنى لهما العلمان.. ويشيران الى دور والدهما في تعريفهما باهمية الوحدة ومنجزاتها. ورغم تباين آراء عدد من الباعة والمنتفعين من تجارة الأعلام حول ما يكسبونه وما يوزعونه من إعلام في ظل غياب إحصاءات دقيقة، تجد أن الجميع ممن التقتهم وكالة الإنباء اليمنية (سبأ) في ضواحي مدينة إب يؤكدون أن مثل هذه التجارة رغم أنها "مناسباتية" إلا أنهم ينتظرونها بفارغ الصبر ليس للتعبير فيها عن الفرحة بالاحتفال بهذه المناسبة الوطنية فحسب، بل لكونها تمثل مصدر رزق بالنسبة لهم ايضا . يقول خالد عمر (بائع إعلام) :" الحمد لله أبيع في اليوم أكثر من 200 إلى 250 علم ، ولا يوجد أسعار ثابتة، كل قطعة قماشية تباع حسب حجمها ونوعية القماش.. بينما يرى احمد عبد الجليل (تاجر) الذي زين عمارته بالأعلام والصور والشعارات الدالة على أهمية المناسبة " أن محله وعمارته لم يبدوا بالجمال أفضل مما هو الان". وقال" نحن حريصون على المشاركة في كل المناسبات الوطنية، وهذا تعبير لفخرنا واعتزازنا بما انجزته الثورة والجمهورية في مختلف المجالات". ويؤكد عبد الكريم علي ( سائق سيارة أجرة) صادفناه إثناء اقتناءه احد الأعلام لسيارته انه ينظر للمسالة من زاوية وطنية، ويقول" هذا دافع ذاتي وشخصي ان اعلق علم الجمهورية في مثل هذه المناسبات لاشارك ابناء شعبي فرحتهم ". ويعتقد ان هذه المناسبات الوطنية تحقق حراك اقتصادي كبير .. ويقول " عادي يمكن ان يستفيد هؤلاء البائعين من هذه التجارة.. وليس باعة الاعلام وحدهم المستفيدين من هذا الحراك بل يتعدى ذلك ليشمل بائعي الاقمشة والخياطين والخطاطين والمصممين والمطابع وغيرهم. ويفسر عدد من اساتذة العلوم السياسية هذه الظاهرة بانها انعكاس للوعي السياسي والوطني لدى ابناء الشعب اليمني الذي يعي تماما انجازات ومكاسب الوطن منذ قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد.. مشيرين الى ان هذه الظاهرة قلما توجد في بلد آخر وهو ما يعني ان هناك تفاهم بين القيادة العليا والقاعدة الشعبية حول الحفاظ على المكاسب الوحدوية والوطنية العليا. ويرون ان هذا الوعي الشعبي ظاهرة صحية تعكس تطور الثقافة السياسية والتماس المنجزات المحققة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ويتألف علم الوحدة اليمنية من ثلاثة ألوان هي على الترتيب من أعلى إلى أسفل : الأحمر فالأبيض فالأسود، ويكون العلم على شكل مستطيل عرضه ثلثا طوله يتكون من ثلاثة مستطيلات للألوان الثلاثة، ومتساوية الأبعاد بطول العلم. ويشير اللون الاحمر للثورة والابيض للسلام والنقاء والايمان بالمستقبل، فيما يشير اللون الاسود الى ماضي البلاد في عهود الظلام والتشطير.