- علي راوح بعد انقطاع عن قريتي دام قرابة 12 عاماً قررت القيام بزيارتها بمعية افراد اسرتي المكونة من ثلاثة أفراد وأنا رابعهم، وبعد أن أعدينا العدة لهذه الزيارة - التاريخية بنظري - امتطينا سيارة الصالون «اللاندكروزر» التي انطلقت بنا من مدينة المنصورة بمحافظة عدن صوب منطقة طور الباحة بمحافظة لحج التي وصلناها بعد نحو الساعة و النصف تقريباً من رحلتنا دون توقف، ومما لفت انتباهي ان الطريق التي تربط طور الباحة بعاصمة محافظة لحج قد شهدت تصدعات كبيرة وتخربت مسافات كبيرة منها وأصبحت مصدراً للحوادث المرورية، وبحسب افادة سائق رحلتنا الشاب «فاكر العبسي» فان هذه التصدعات لاتزال قائمة منذ حرب صيف 1994م ولم تلق الاهتمام اللازم في اعادة جاهزيتها، علماً بأن هذه الطريق تربط مديريات المقاطرة والقبيطة وحيفان وتعد شرياناً حيوياً في تنقل المواطنين والبضائع بين عدن ولحج وهذه المديريات. وهنا نوجه كلمة عتاب إلى الجهات المسئولة في مكتب الاشغال العامة والطرقات بمحافظة لحج ونلفت انتباههم للاهتمام بجاهزية هذه الطريق. ومن طور الباحة - التي أحترت في تسميتها هل هي مدينة أم قرية إذ وجدت انها لاتزال تلك المنطقة التي عرفتها منذ مايزيد عن 35 عاماً قلم تشهد لمسات الحضارة والتطور اسوة ببقية المناطق الأخرى. وأصلنا رحلتنا قاصدين قريتي التي رسمت لها في خيالي حلماً جميلاً وتزايدت نبضات قلبي والسيارة تقطع بنا وادي الغريق صوب منطقة الجمعة ثم منطقة المغاليس التي ماأن وصلت إليها حتى أصبت بخيبة أمل نظراً لماأل إليه حال هذه المنطقة بعد ان كانت منطقة تجارية حيوية تجري في واديها مياه الضباب دون انقطاع وتشحن منتجاتها الزراعية من الليمون والباباي والفجل والكراث وحتى الجوافة والموز إلى عدن بشكل يومي أما اليوم فقد انقطعت مياهها وتعرضت للإهمال وهجرها شبابها إلى المدن حزن كبير أصابني وأنا أعود بذاكرتي إلى ماقبل نحو 35عاماً من منطقة المغاليس التي كانت ملتقى للبضائع القادمة من عدن وكذا المنتجات الزراعية المصدرة إلى عدن وكانت تحوي عدد من المتاجر والمطاعم المحيطة بجمرك المغاليس والتي تحولت اليوم إلى اطلال خاربة فهل ستعود.. ؟ ومن المغاليس انطلقت بنا الصالون إلى مفرق ؟؟ لتصعد بنا صوب سوق دعان بمنطقة الأعبوس طريق ترابية لم تشهد أي تطوير منذ نشأتها وهنا تولدت لدي وافراد اسرتي المخاوف من حدوث أي مكروه. جراء صعوبة الطريق وبحمدالله ومن ثم مهارة قائد رحلتنا «فاكر» وصلنا إلى قرية دعان لنبدأ رحلة هي أصعب من ذي قبلها طريق تصعد بنا إلى الأعالي صوب قرية «حارات» هذه القرية التي أنجبت خيرة المناضلين الشداد ومنهم أحمد عمر وسلطان أحمد عمر وأبنا محمد عمر وهم عبدالرحمن محمد عمر وعبدالودود محمد عمر وعبدالوارث محمد عمر وغيرهم ممن قدموا للثورة والوطن العطاء دون كلل وعلى الرغم وبحسب علمي ان هذه الطريق شقت قبل بضع أعوام إلا ان تعبيدها لم يكن بالمستوى المطلوب وتتطلب جهود اضافية كي تصبح طريق أمنه ومريحة. وهناك حطينا الرحال وتحققت زيارتنا بعد ان كانت مجرد وعود واحلام، ومن أهم ماكنت أحلم به في هذه الزيارة ان التقي بعدد من زملاء الطفولة وفي مقدمتهم ابناء خالي الستة إلا أن المفاجأة كانت كبيرة عندما علمت ان خمسة منهم قد هجروا القرية إلى المدن بمعية اسرهم وانقطعوا عنها تماماً على مدى سنوات تاركين أهلهم وأراضيهم وانقطوا حتى عن صلة والدهم وأمهم وبقية أرحامهم، وعلمت ان هذه الظاهرة - هجرة القرى - أصبحت ظاهرة عامة لدى معظم الشباب إلا من رحم ربي وان معظم القرى أصبحت خاوية على عروشها إلا من المسنين وكبار العمر الذين خارت قواهم ولم يعد بمقدورهم التعامل مع الأراضي وحرثها وزراعتها فاصبحت معظم الأراضي عاقرة واصبح الاعتماد الاكبر على القمح والدقيق المستورد، وهذه لعمري مصيبة كبيرة يتحمل ازرها شبابنا الذين فضلوا الهجرة والانقطاع عن قراهم وأهلهم فهل من صحوة وهل من عودة إلى جادة الصواب. منافسة أوروبية على الأسواق تشهد دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً الإمارات، حضوراً أوروبياً متواصلاً، في مساعِ حثيثة من جانب كل دولة للحصول على حصة أكبر من أسواق المنطقة، واستثماراتها الضخمة التي بدأت تشق طريقها إلى الأسواق العالمية. فبعد يوم واحد من مغادرة وزيرة التجارة الخارجية الإيطالية الإمارات، وصل وفد رسمي فرنسي يضم مسؤولين من وزارة السياحة، ورجال أعمال ومستثمرين ومديري شركات فرنسية عاملة في المنطقة، حيث تم تدشين أول مكتب إقليمي لهيئة السياحة الفرنسية، سيكون مقره دبي، يهدف إلى تنشيط التبادل السياحي بين دول المنطقة وفرنسا. وأعلن سفير فرنسا لدى الإمارات باتريس باولي في تصريحات خاصة ل «الحياة»، ان حجم التبادل التجاري بين الإمارات وفرنسا يشهد نمواً قوياً، متوقعاً ارتفاع قيمة المبادلات بين الجانبين هذه السنة، إلى 22 بليون درهم (نحو ستة بلايين دولار). وأوضح، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده الوفد الفرنسي في دبي، أن أكثر من 200 شركة فرنسية تعمل حالياً في الإمارات، مشيراً إلى صعوبة تحديد حجم استثماراتها، التي تغطي دول الخليج والشرق الأوسط، وان كانت تنطلق بأعمالها من الإمارات. ونفى السفير أي تأثير للمشكلات التي تتعرض لها صفقة طيران الإمارات مع شركة «ايرباص»، في ما يتعلق بالطائرة الجديدة «أيه 380»، مؤكداً أن حجم الصادرات الفرنسية إلى الإمارات ارتفع بنسبة 50 في المئة خلال النصف الأول من السنة. وأكد في الوقت ذاته، قوة الشراكة التي تربط الإمارات وفرنسا على كل المستويات، ووجود شراكة استراتيجية بين «ايرباص» وكل من «طيران الإمارات» و «طيران الاتحاد». وكشف عن خطط فرنسية لاستقطاب نصيب كبير من الاستثمارات الإماراتية الخارجية، مؤكداً أن القطاع العقاري الفرنسي يعد من أفضل القطاعات نمواً، فضلاً عن كون الاستثمارات العقارية من الأنماط المفضلة لدى المستثمرين الخليجيين. وأشار الى برنامج حافل للوفد الفرنسي سيقوم خلاله بعدد من الزيارات واللقاءات مع المسؤولين في أبو ظبي ودبي، بهدف دعم الشراكة بين البلدين في مجالات مختلفة، تشمل مسؤولين في دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي، وهيئة تنشيط السياحة في أبو ظبي، مؤكداً أن أبو ظبي بصدد تأسيس مكتب ترويجي لها في فرنسا. وأضاف أن توقيع اتفاق التجارة الحرة بين دول الخليج والاتحاد الاوروبي، من شأنه مضاعفة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، مشيراً إلى ان توقيع الاتفاق أصبح قريباً جداً. وأكد مساعد وزير السياحة الفرنسي آلان بودو، ان الزيارات المتبادلة بين البلدين لا تهدف فقط إلى زيادة التبادل التجاري، وعدد الزوار، لكنها تستهدف بالأساس الى تبادل المعرفة، ودعم الشراكة بين الجانبين في كل المجالات. كما أكد أن زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى فرنسا بداية 2006، فتحت آفاقاً واسعة للتعاون المشترك. وقال مدير مكتب السياحة الفرنسية في دبي الذي يحمل اسم «بيت فرنسا» باسكال لوبيتر ان أكثر من 300 ألف خليجي زاروا فرنسا في 2005، وأن حجم التبادل السياحي بين الجانبين يشهد نمواً قوياً هذه السنة.