كان الشأن الفلسطيني الطاغي على افتتاحيات الصحف الخليجية امس الجمعة، فرفضت المقارنة الظالمة بين صواريخ المقاومة وترسانة إسرائيل، وعلقت على المبادرة الأوروبية الأخيرة، كما أشادت بخطاب أمير قطر أمام البرلمان الأوروبي، دون أن تهمل الشأن اللبناني. - المقارنة الظالمة تحت عنوان "المقارنة الظالمة بين مذابح إسرائيل وصواريخ المقاومة" قالت صحيفة الوطن السعودية إن إسرائيل تقدم ذريعة صواريخ القسام التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من حين لآخر، كما قدمت ذريعة اختطاف جنودها على يد حزب الله في لبنان، لتدمر وتقتل وتغتال.غير أن المشكلة كما ترى الصحيفة هي أن الكيان الصهيوني يجد من يتبنى مقولته بأن ما يفعله هو مجرد "الرد على صواريخ القسام" و"حماية إسرائيل" و"أمن إسرائيل"، ويصور صواريخ المقاومة التي لا تتعدى كونها ألعاباً نارية بريئة، وكأنها صواريخ سكود أو صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها حزب الله أحياناً على شمال إسرائيل.وأكدت الصحيفة أن هذه المقارنة الظالمة بين صواريخ المقاومة ومذابح إسرائيل الوحشية تقدم غطاء لارتكاب مجازر أخرى بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هناك بالفعل تهديدات باستهداف قيادات المقاومة الفلسطينية ورموزها بعد أن تسببت بعض صواريخ القسام في قتل امرأة إسرائيلية، وجرح رجل منذ يومين. - أي أوروبا، أي مبادرة؟ افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية علقت على المبادرة الإسبانية الإيطالية الفرنسية بشأن التسوية على المسار الفلسطيني التي أعلنت أمس، فقالت إنها تحتاج إلى الكثير لكي تحلق وتصل إلى مبتغاها، إن كان لها مبتغى فعلي.ونبهت الصحيفة إلى أن هذه المبادرة لا يكفي أن تحظى بموافقة فرنسا جاك شيراك وإسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو، وإيطاليا رومانو برودي، لكي تحمل اسم مبادرة جادة وقابلة للانطلاق والحياة، وإنما عليها أن تنال رضا توني بلير الذي سيستشير كوندوليزا رايس طبعا، وأن تطير إلى ألمانيا لتنال رضا أنجيلا ميركل.وأوضحت الخليج أن هذه المبادرة لا بد أن تطرح على مستوى الاتحاد الأوروبي وتحصل على موافقته، كما أكد ذلك بشكل غير مباشر الموفد الأوروبي إلى المنطقة مارك أوتي، الذي دعا إلى الحذر تجاهها، متسائلا عن مدى شرعيتها على المستوى الأوروبي.أما المرحلة الأخطر كما ترى الصحيفة فهي رفعها إلى قمة الجبل، حيث قد يكون مصيرها مصير سيزيف والصخرة، حين تشد الرحال إلى إدارة جورج بوش المتوترة في هذه المرحلة، ثم الانتقال بعد ذلك إلى الكيان الصهيوني الكفيل بنسفها، إن خالفت فاصلة منها شروطه. - قطر وأمتها صحيفة الوطن القطرية أشادت بكلمة أمير دولة قطر أمام البرلمان الأوروبي، وقالت إنها جسدت ما في الضمير الجمعي العربي، وأنها عبرت بالخصوص عما في الضمير الفلسطيني الذي يتطلع إلى إنصاف دولي وهو واقع تحت أبشع احتلال عرفه التاريخ الإنساني.وأشارت الصحيفة إلى إشادة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بهذه الكلمة كدليل على أن هذه الكلمة تمثل تحركا سديدا على المسرح الدولي وعلى نجاح قطر على المسرح الدولي، مشيرة إلى أن هذه الحركة ليست مصلحة وطنية فقط، ولكنها أيضا لصالح كل القضايا القومية وفي الصدارة منها قضية الشعب الفلسطيني.وخلصت الصحيفة إلى أن عطاء قطر لأمتها لا يقتصر على دعم مادي، بل يشمل أيضاً إعادة صياغة البيئة السياسية الدولية لصالح قضايا الأمة. - كي لا يخرب البلد قالت صحيفة الرأي العام الكويتية إن المحكمة الدولية أصبحت الآن قائمة، وأضافت في تهكم أنه كي لا يخرب البلد بسببها على فريق 14 مارس/آذار أن يقدر طبيعة المرحلة، فيعتذر سعد رفيق الحريري عن مطالبته بالعدالة وبكشف قتلة والده، ويعتذر وليد جنبلاط عن شعار "أسامح ولا أنسى" فعليه أن يسامح وينسى.وتابعت في تهكمها أنه كي لا يخرب البلد، لا بأس أيضا من اعتذارات بالجملة والمفرق عن استقبال السفراء الأجانب والزيارات الخارجية ولقاءات الرؤساء، ولا بأس من الإقرار بأن العلاقات الدولية يجب أن تكون "حصرياً للنظام العربي الأكثر قدرة على التعاطي مع العالم وعقد الصفقات تمهيداً لحل شامل على كل المسارات.واستنتجت بنفس طريقة التهكم أن محكمة دولية لكشف قتلة الحريري ورفاقه هي الانقلاب الحقيقي على النظام العربي السائد منذ عقود، وأنه ما على محبي الاستقرار للبنان إلا رفض المحكمة.