على الرغم أن أشكال الخضار الجذرية وألوانها لاتلفت انتباهنا كثيراً ،إلا أن ماتحتويه من أغذية يضعها في الصدارة كما تستخدمها مصانع الأدوية كمواد أولية رخيصة الثمن للحصول على عدد من المستحضرات الدوائية المهمة ، وأثبتت الدراسات الطبية والصيدلانية ودلت الأبحاث أخيراً على أن بعض هذه الجذور المتضخمة والتي تتوارى خجولة تحت سطح التربة «كالزنجبيل» يعتمد عليها أهل الطب المكمل في شفاء العديد من الأمراض.. وهو مايجعلنا نطلق عليها.. «صيدلية لكلِّ شيء» يعد الزنجبيل صيدلية كاملة الأمر الذي يكسبه شهرة واسعة في الطب الشعبي ، واستخدامه منذ القدم لعلاج العديد من الأمراض أو الوقاية منها. كما يعد من أهم الأعشاب التي يعتمد عليها أهل الطب المكمل في شفاء العديد من الأمراض ، وقد أثبتت الدراسات الطبية والصيدلانية فائدته لتقوية الذاكرة والحفظ وعدم النسيان ، وفي علاج الصداع والشقيقة ، والعشى الليلي والدوخة بالإضافة إلى تقوية الفحولة والجسم وأيضاً للقولون العصبي. ويستعمل الزنجبيل في علاج الصداع والشقيقة ، حيث يعجن الزنجبيل المطحون قدر ملعقة صغيرة في فنجان زيت زيتون ، ويدلك منه مكان الألم مع شرب مغلي الزنجبيل مع النعناع ، وحبة البركة «الحبة السوداء» كالشاي. ويستعمل أيضاً كعلاج للعشى الليلي ، حيث يشرب كوب عصير جزر عليه نصف ملعقة زنجبيل مطحون ، مع إمرار معجون زنجبيل بعسل نحل على العينين قبل النوم ، ولتقوية النظر تستخدم الطريقة السابقة وتغسل العينين بمغلي الشمر صباحاً ، ويستخدم الزنجبيل للدوخة والدوار إذ يطحن مع سكر نبات مطحون ونشأ بنسب متفاوته وتجفف في الظل ، ويستحلب قرص عند الشعور بالدوخة أو قبل السفر ولعلاج بحة الصوت وصعوبة التكلم ، تدهن الحنجرة بمعجون الزنجبيل والنعناع وزيت الزيتون بنسبة 1:1:3 مع شرب مغلي اليانسون محلي بسكر نبات أو مص سكر نبات. ولتطهير الحنجرة والقصبة الهوائية ، نفس الطريقة السابقة مع مضغ البقدونس وشرب العسل. وللتوتر العصبي ، ينقع زهر الخزامي قدر ملعقة صغيرة في نصف كوب ماء ، ثم يصفى ويحلى بعسل النحل ، ويضاف إليه ربع ملعقة من زنجبيل مطحون ويشرب عند اللزوم. وللأرق والقلق :يخلط كوب حليب ساخن مع ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون مع دهن الجسم بزيت الزيتون ثم سماع الموسيقى الهادئة أو قراءة القرآن. ويعالج الزنجبيل التبلد الذهني: فيشرب كوب حليب مغلي فيه ربع ملعقة زنجبيل مطحون ويؤكل بعده زبيب مع حب الصنوبر. أما لتقوية الفحولة والجسم ومكافحة الأمراض وتجنب الوهن والخمول يؤخذ الزنجبيل المحلي بالعسل. ولعلاج الكحة وطرد البلغم ، فيؤخذ من زنجبيل مطحون قدر 50 جراماً ، ويعجن في عسل قصب قدر 500 جرام ، وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد كل وجبه ، ولتطهير المعدة وتقويتها يؤخذ زنجبيل مطحون وكراوية وزعتر ونعناع مطحون قدر 25 جراماً لكل نوع ، وتخلط هذه المكونات مع كيلو عسل نحل وتؤخذ ملعقة صغيرة من هذا الخليط قبل الأكل. وللقولون العصبي ، يمزج حوالي 50 جراماً زنجبيل مطحون مع نفس المقدار من كمون مطحون على نصف كوب ماء وعليه ملعقة صغيرة من الخل ويشرب ذلك عند الشعور بالألم ، كذلك هو ملين لعلاج الإمساك مع كوب حليب بارد وربع ملعقة صغيرة من الزنجبيل ويشرب عند الشعور بالإمساك وللزكام يشرب الزنجبيل بعد غليه وتحليته بسكر مع تقطير زيت حبة البركة في الأنف والحلق واستنشاق عصير الليمون. وفي الختام نشير إلى أن الزنجبيل يستعمل كمادة أولية للحصول على عدة من المستحضرات الدوائية المهمة.. فهو بلا شك صيدلية كاملة .. لكل شيء!!