ليس كل ما يلمع ذهباً .. حتى الحب والعلاقات العاطفية صارت شكلاً من أشكال الكذب والخداع اجراءات لضمان المواصفات والجودة.. والتقليل من انتشار السلغ المغشوشة والبضائع المقلدة - تحقيق/يونس عبدالله الشميري - تصوير / عادل العريقي - استفحل الغش بين أوساط المجتمعات وانتشر كانتشار النار في الهشيم بحيث أصبح لا يخلو أي مجال من مجالات الحياة اليومية منه، انه كالملح لسائر الأطعمة غير أنه سام، وكثيره وقليله مضر ومخل بالأخلاق.. الغش أصبح معلماً خادعاً لتصريف أغلب البضائع رديئة الصنع، وسوسة تنخر في جسد العلاقات الزوجية دونما ثقة متبادلة أو ضمير رادع.. الغش هو السبب في تلك المخرجات التعليمية الرديئة التي ترفد بها المدارس والمعاهد والجامعات سوق البطالة المظلم، أو ميدان الوظيفة المزدحم بلا انتاج يلاحظ على أرض الواقع.. كم من نقود مغشوشة مزورة تنهش جسد الاقتصاد وتحاول تركيعه والإطاحة به. وكم من قلبو مطعونة برماح المشاعر المغشوشة ان لم تكن تلك الرماح قد جرحت ماهو أغلى وأعز من ذلك.. في وجود الغش أصبحت العلاقات والمعاملات الاجتماعية مطصنعة ومغشوشة في وقت يتجسد فيه قول الشاعر: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب الغش ظاهرة خطيرة وسلوك سيء وتصرف مشين ويكفي الغاش عقوبة ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا» وللغش أسباب وآثار وعلاج كما ان له صوراً كثيرة نراها في حياتنا اليومية فيما نأكله ونشربه ونتداوى به، كذلك حديثنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا ومعاملاتنا وغير ذلك كثير. العنوسة والحب المغشوش حتى الحب ذلك الزائر الذي يحط رحاله على غير موعد ويدق نواقيس القلوب أصبح يزور البعض في الوقت الذي يريدون ذلك ويدق طبول شهواتهم الشيطانية، ولكنه ليس حباً حقيقياً، كما يزعمون بل فوضى وخداع وتسلية، أو يمكننا أن نطلق عليه حب «فالصو» نظراً لاحتوائه على كثير من الشوائب، وموطنه الأصلي ساحات الجامعات وأماكن العمل والوظائف العامة والأسواق المكتظة وغيرها من الأماكن حيث لا رقيب ولا ناصح عند البعض ممن يجب ان ينادوا ب«الذئاب البشرية «.. ولكن لماذا تقع بعض الطالبات أو الفتيات بشكل عام في فخ حب مصطنع. أنغام «شابة موظفة» ذكرت حقيقة واقعة في مجتمعنا وهي ظاهرة المغالاة في المهور والمطالب الكثيرة التي تحول دون إكمال الدين وهذا ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة العنوسة عند الفتيات والتي تؤدي إلى أن تبحث كل فتاة عن شريك لحياتها وان تجد ملاذاً آمناً يحميها من غدر الزمان من منطلق المثل القائل «ظل راجل ولا ظل حيطة» وبالتالي فما ان تشعر بأن أحداً يميل إليها حتى تهرع لمبادلته المشاعر معتقدة بصدق تلك المشاعر التي غالباً ما تكون مغشوشة وفخاً للايقاع بها والتعرض لكرامتها وخدش حيائها. «محمد صادق» طالب جامعي.. يوضح أن الاعداد الكبيرة للطالبات والتي تفوق عدد الطلاب وفي جو توجد فيه الحرية المطلقة للطالبات بعيدآً عن قيود الأسرة ومراقبتها تحدث مثل هذه العلاقات المغشوشة التي تكون الطالبة هي الأكثر خسارة من الطالب، فإلى جانب ضياع وقتهما وبعدهما عن التحصيل العلمي تكون الطالبة ربما قد فقدت أشياء أخرى غير ذلك. غش بالجملة طالبات أخريات أبدين أسفهن من طالبات يحضرن إلى الجامعة ليس بغرض التعليم وانما فقط لتضييع الوقت والتسلية عبر مثل هذه العلاقات الزائفة ومع أطراف متعددة قد تصل أحياناً إلى حيث العلاقة مع بعض مدرسيهن الذين لا يختلفون أبداً عن بعض الطلاب وقد تكون تلك العلاقات مع المدرسين إلى جانب التسلية تهدف إلى البحث عن النجاح دون بذل أي مجهود أو حتى الحضور إلى قاعة المحاضرات. أمجد «شاب يعمل في محل تجاري» يفيد أن المترددات على محله من الفتيات كثيرات، ومنهن من تأتي بمفردها أو بمعية صديقتها أو على شكل مجموعة وتكون بعض السهام صائبة، ويضيف أن لديه علاقات مغشوشة كثيرة بوعود كاذبة أو من غير وعود إلى جانب قدرته على الترك أو الاستبدال عندما يريد ذلك. فتاة تعمل مدرسة ثانوية أرجعت أسباب حدوث مثل هذه العلاقات المغشوشة في المدارس إلى غياب دور الاسرة في المراقبة المستمرة لأبنائها وبناتها والسؤال عن المستوى الدراسي لهم والاطلاع على دفاترهم بشكل يومي أو شبه يومي. الحذر يرد نصف القدر «ح.م. شابة موظفة» تقول كدت أقع في فخ نصبه لي أحد زملائي في العمل حيث كان دائماً يسمعني كلاماً معسولاً حتى وقعت في حبائله، بعد تظاهره أمام الجميع بالصلاح والالتزام، ولكنني سرعان ماعرفت سوء نواياه فابتعدت عنه، «إنه يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب»، ولم يراع قول القائل: اتقوا الله في قلوب العذارى، فالعذارى قلوبهن هواء». وهذه أخرى لم تحبذ ذكر اسمها موظفة في القطاع الخاص.. تقول: أحدهم شاب معروف لدى أسرتي ساعدني في الحصول على هذه الوظيفة التي أعمل فيها الآن، وظل يتردد عليّ ويسألني عن عملي وأنا لا أستطيع أن لا أتحدث معه، فهو قدم إلي خدمة على سبيل المثل القائل «اطعم الفم تستحي العين» ولكنه ظن أن تجاوبي وحديثي معه يعني انني لقمة سائغة من السهل التهامها، وحينها أخبرته وبكل قوة أنه بإمكاني ترك العمل للحفاظ على كرامتي ومن يومها لم يعد يزورني. ملزمة أم وردة؟ «.عبدالغني طالب جامعي» استغرب عندما استعار ذات مرة ملزمة من زميلته فوجد بين أوراقها وردة وورقة صغيرة بها بعض الكلمات العاطفية الجميلة وكأن الملازم وجدت لتبادل المشاعر بدلاً عما وجدت من أجله في التزود بالمعلومة والمعرفة. «نبيل محمد طالب جامعي» أفاد ان استعارة الملزمة الجامعية تعني بداية الطريق نحو زرع الألفة فالقرب ثم لاعجاب وحينها تتهامس القلوب بتبادل المشاعر والأحاسيس التي تؤدي بعد ذلك إلى أحد نوعين من الحب، الأول الحب الحقيقي الذي يؤدى إلى الدخول في القفص الذهبي، أما الثاني وهو الحب المغشوش الذي يؤدي إلى خروج القلب من القفص الصدري. وتخالفه الرأى «سعاد طالبة جامعية» التي رأت أنه ليس شرطاً أن تؤدى استعارة الملزمة إلى مثل ذلك.. وأضافت أن مبدأ التعاون موجود في كل مكان وان تبادل الملازم بين الزملاء في الجامعة يعتبر نوعاً من أنواع التعاون على نشر الفائدة والمعلومة التي من أجلها يقضي الطلاب سنيناً من أعمارهم في رحاب الحرم الجامعي وليس وسيلة لتبادل المشاعر والأحاسيس كما يعتقد البعض. زواج أكاديمي ولكن مايذا يكون بعد كل تلك المشاعر التي تنشأ خلف أسوار الجامعات.. مجموعة من الطلاب الجامعيين يستبعدون أن يتم زواج في نطاق الجامعة أي أن يتزوج أحد الشباب أو حتى الكهول من فتاة جامعية، مرتكزين في ذلك على أن كل طالب قد حجز شريكة حياته من القرية لأسباب كثيرة، غير أن مجموعة أخرى تناقض هذا الرأي من منطلق أن كثيراً من طلاب الجامعات ومن خارج الحرم الجامعي قد اختاروا شريكات حياتهم من الجامعيات وكانت تلك الزيجات ناجحة، مبررين ذلك بالتوافق في التحصيل العلمي والخبرة الحياتية التي يمتلكها الطرفان. من أسباب الإقدام على الغش ومما لا شك فيه أن الخراب يغمر المجتمعات عندما يستفحل الغش في التعليم فكم من طالب ينتقل من فصل دراسي إلى آخر أعلى منه وهو لا يعرف حتى كتابة اسمه، وكم من طلاب ثانوية تخرجوا منها بمعدلات تؤهلك لدخول أرقى الكليات وهم لم يعرفوا طريق المدرسة الا عندما استلموا الكتب في بداية العام الدراسي أو أرقام الجلوس قبل موعد الامتحانات ، وكم من طالب جامعي قدم بحثاً ليس له فيه إلااسمه المكتوب على غلافه، وكم من طالب قدم مشروعاً لا يعرف شيئاً عن مضمونه، والعجب العجاب أن البعض اعتبر التعاون في حل الامتحانات شيئاً عادياً، فذاك الطالب يساعد زميله، وذاك المراقب يسمح بذلك. رجال الدين يوضحون أسباباً وآثاراً وعلاجاً للغش في التعليم.. وتكمن الأسباب في ضعف الإيمان لأن القلوب اذا ملئت بالإيمان بالله فلا يمكن أن تقدم على الغش وهي تعلم أن ذلك يسخط الله، كذا ضعف التربية وخاصة من قبل الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين إلى جانب ان الشيطان يزين لكثير من الطلاب ان الأسئلة سوف تكون صعبة ولا سبيل إلى حلها الابالبرشام أو الغش، فيصرف الطالب الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم واختراع الحيل والطرق للغش، ما لو بذل عشر هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل، اضافة إلى الكسل وضعف الشخصية فكثير من الطلاب يرى زملاءه من بداية العام وهم يجدون ويذاكرون ويهيئون أنفسهم للامتحان، وهو و لا هم له إلا اللعب والمرح فإذا جاءت الامتحانات فإنه يلهث لطلب المساعدة والنجاح ولو كان على ظهور الآخرين ولو كان ذلك بالغش وهذا دليل على ضعف الشخصية حيث ان الذي يغش لايجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات بنفسه وجهده واستذكار دروسه لوحده والاجابة معتمداً على مذاكرته، كذلك فإن الخوف من الفشل والرسوب يسبب قلقاً مستمراً لكثير من الطلاب ممايجعلهم يلجأون إلى الغش كسبيل إلى النجاح. من شب على شيء شاب عليه والآثار المترتبة على الغش بحسب، آراء رجال الدين خطيرة فهم يرون ان الغش في الأمور التعليمية من أخطر أنواع الغش وذلك لعظيم أثره شره ومن ذلك أنه سبب في تأخر المجتمع وعدم تقدمه وذلك لأن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم وبالشباب المتعلم، كذا فإن الغاش اليوم سيتولى منصباً غداً وسوف يمارس غشه في عمله ومنصبه وقد يعلم غيره الغش، كما ان الذي يغش لا يتورع عن ارتكاب المخالفات الأخرى كالسرقة والخداع والكذب وأعظمها الاستهانة بالله وترك الإخلاص، وترك التوكل على الله، وهو بعمله المغشوش في وظيفته يحصل على راتب حرام وأيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به. وعلاج الغش بحسب آرائهم يستدعي تعاون المجتمع ككل في مقاومة هذه الظاهرة، الأب والمعلم والمرشد، وأن يتذكر الغاش مراقبة الله سبحانه وتعالى له وأنه سبحانه وتعالى «يعلم خائنة العين وما تخفي «الصدور وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا» وعليه العودة إلى الإخلاص لله والإخلاص في العمل وهنا صلاح للمجتمع بأكمله. ليس كل ما يلمع ذهباً انتشر مؤخراً الغش الصناعي والتجاري بشكل كبير جداً حيث امتلأت أسواقنا المحلية بمنتجات أجنبية رديئة الجودة قصيرة العمر وعديمة الفائدة، وأصبح التقليد والتزوير أمراً يسيراً وسهلاً عند البعض فمعظم الأجهزة من تلفزيونات ومسجلات وغسالات وثلاجات وصل إليها التزوير والغش إلى جانب معدات أخرى وساعات مقلدة كل ذلك بسبب المواصفات التي يقترحها التجار على الشركات المصنعة في دول المنشأ. كذلك الذهب وهو على رأس قائمة المدخرات لمعظم العوائل نظراً لقيمته الثابتة عالمياً، يتعرض للغش في عياراته وأوزانه، يوضح المهندس أحمد البشة نائب مدير الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة ان الذهب بحسب عياراته المختلفة ينقسم إلى ذهب عيار 24 ويعتبر ذهباً عالي النقاوة ويكون على شكل سبائك تصل فيها نسبة الذهب الخام إلى 999.9 في الألف وهذه الدرجة من النقاوة تجعله غير صالح للتصنيع إلابعد إضافة معادن أخرى إليه، ثم ذهب عيار 22 ويطلق عليه اللازوردي وهو ذهب من نوع خاص متعدد الألوان وموجود بندرة في السوق اليمنية وتصل فيه نسبة الذهب 916.6 في الألف، أما الذهب عيار 21 فهو المطلوب لعمليات التصنيع والصياغة وصناعة المشغولات الذهبية وتصل نسبة الذهب الخام فيه 875 في الألف.. يأتي بعد ذلك عيار 18 ونسبة الذهب الخام فيه إلى 750 في الألف وتتم عملية الطلاء بالذهب عيار 16 الذي يعتبر غير صالح للتصنيع وتصل نسبة الذهب الخام فيه 666 في الألف ويأتي أخيراً الذهب عيار 14 وتصل فيه نسبة الذهب الخام 586.3 في الألف. المهندس أحمد البشة أشار إلى وجود خطة تكميلية لمابدأته هيئة المواصفات فيما يخص موضوع التراخيص وإحكام السيطرة على المحلات التي تقوم ببيع الذهب على مستوى الجمهورية، بالاضافة إلى ضبط الموازين التي يستخدمها أصحاب محلات الذهب، وأضاف إلى أن الهيئة قامت بإصدار دليل فني خاص بالورش والمعامل التي تقوم بصياغة الذهب وكذا اعتماد ورش محددة لوضع العلامات والدمغات والشعارات الخاصة بكل ورشة واعتمادها لدى الهيئة، ويلزم بوضع العيار القانوني وفقاً للمواصفات والمقاييس. وأفاد ان الهيئة قامت بعمل برامج توعوية للمجتمع حول كيفية التعامل مع الذهب حيث ان الغش فيها يخلق عدم الثقة بالمنتج المحلي، ويسبب الخسائر الكبيرة للمواطنين، إضافة وإلى تأثيره الكبير على الاقتصاد الوطني، لأنه بسبب تدهور سمعة الذهب اليمني فإن فئة كبيرة من المواطنين اتجهت نحو الذهب المشغول في الخارج، وأوضح البشة ان الهيئة لديها خطة قادمة تتمثل في توفير دمغات وطنية تمثل اليمن سيتم بدء العمل بها حال وصولها، وانه حالياً تم العمل في ورش معينة بحيث لايسمح التداول لأي مصوغات ذهبية إلا مع وجود الدمغة المحددة قانوناً. اجراءات لابد منها وأرجع المهندس أحمد البشة أسباب الغش الصناعي والتجاري إلى قلة الوعي لدى المستهلكين بخطورة تلك البضائع، إضافة إلى غياب الوازع والضمير الحي عند التجار الذين يتعاملون مع تلك البضائع بهدف الربح الوفير والسريع واستغلالهم لحالة ضعف المعيشة لدى أغلب المواطنين الذين يلجأون إلى السلع الرخيصة.. وأوضح ان هيئة ضبط الجودة اهتمت بموضوع الغش والتقليد التجاري من خلال التشديد على المنافذ الجمركية لدخول المواد المغشوشة ووضع آلية مناسبة للتحكم والسيطرة على دخول السلع المشكوك فيها والتي تدخل عبر المنافذ الرسمية، اضافة إلى استقبال الشكاوى والبلاغات المختلفة من المصادر وخاصة من وكلاء السلع التي يتم الغش فيها أو التي يتم تقليدها ومن ثم القيام باتخاذ الإجراءات القانونية بسحب ومصادرة السلع المغشوشة أو المقلدة من الاسواق وابلاغ الجهات المعنية بذلك كالنيابة أو صحة البيئة أو الجهة ذات العلاقة، وكذا اهتمت الهيئة بالتركيز على تنفيذ الحملة التوعوية والاعلامية لمحاولة التقليل والحد من ظاهرة انتشار السلع المغشوشة أو المقلدة أو المخالفة للمواصفات، اضافة إلى عزم الهيئة على تنفيذ «البرنامج اليمني الدولي لشهادات المطابقة في بلد المنشأ» والخاص بالرقابة الكاملة على المنتجات والسلع الواردة إلى اليمن عبر المنافذ المختلفة وذلك بهدف التحقق من مدى مطابقة الشحنات المتعددة الواردة وخضوعها للمواصفات والمقاييس المعتمدة قبل الشحن، هذا البرنامج سيتم تنفيذه ابتداءً من العام القادم بعد استكمال مراحله المتبقية بحسب ما صرح به المهندس البشة لصحيفة «الجمهورية» مضيفاً ان هناك جهات أخرى لها علاقة بهذا الموضوع وهي وزارة الصناعة والتجارة كونها معنية بموضوع الغش والتقليد التجاري عبر ادارة خاصة بالغش والاحتكار التجاري.. من واجباتها كشف وضبط السلع المقلدة تجارياً اضافة إلى صحة البيئة المعنية بسحب ومصادرة السلع المخالفة للمواصفات وفقاً لقانون الرقابة على الأغذية. تواريخ عبر اللواصق رئيس قسم العلاقات العامة والاعلام بهيئة المواصفات وضبط الجودة الأخ هاني أحمد الاديمي أفاد ان كثيراً من المستهلكين قد لايدركون أهمية قراءة البيانات الإيضاحية للسلع والمنتجات الغذائية التي يستهلكونها بالرغم من كونها رسالة تهدف إلى ارشادهم ومساعدتهم في اختيار السلعة ذات المواصفات الجيدة من حيث مكونات السلعة والمصدر المنتج وتاريخ الانتاج والانتهاء والتحذيرات الواجب اتباعها في الخزن كي لا تتلف تلك السلعة نتيجة الخزن الرديء، إضافةإلى ذلك فإنها تعتبر بمثابة تعهد من المنتج بمطابقة تلك البيانات لمواصفات السلعة المذكورة، وأي خلل في تلك البيانات يعتبر جريمة وغشاً وضرراً تجارياً يعاقب عليه القانون. «أحمد مصلح مواطن» يفيد ان هناك مطابعاً تقوم بطباعة تلك البيانات الايضاحية على منتجات مغشوشة وكتابة تاريخ جديد على تلك البيانات، وآخر يذكر أن هناك سلعاً في الأسواق تفتقر إلى اسم البلد المنتج أو تاريخ التعبئة والانتهاء. «منال ربة بيت تذكر ان الغش بأدوات التجميل والمستحضرات التجميلية بشكل عام أصبح مستفحلاً فهناك عبوات متشابهة من حيث الشكل لنوع واحد ولكنها مختلفة من حيث لمضمون والمادة الاصلية واحدة فقط أماالأنواع الأخرى فهي مقلدة مغشوشة ولها أضرار وآثار خطيرة عند استخدامها، مضيفة انه من الصعب التفريق بين الأصلي والمقلد إلا بعد فتح العلبة، هذا إذا كان المستهلك متعوداً على استخدام ذلك النوع أما المستهلك لأول مرة فإنه يصعب عليه التفريق بينهما. «مصطفى تاجر تجزئة» يقول: من السهل معرفة السلعة الأصلية من المقلدة وذلك من خلال أولاً: خامة العلبة فالأصلية تكون قوية ومن نوعية جيدة وقالبها متناسق أما المقلدة فتكون هشة وقالبها عشوائي كما ان غطاءها لا يغلق بإحكام، ثانياً من حيث الكتابة الموجودة على العلبة نفسها، فإنها في الأصلية تكون واضحة وألوانها غامقة، أما المزورة فالكتابة عليها تكون شبه واضحة وألوانها باهتة، كذلك يظهر الفرق واضحاً من حيث المضمون بعد الفتح. «شيماء ورغد.. موظفتان» تعيدان أن هناك سلعاً غذائية تحمل تاريخ الانتاج والانتهاء بشكل «ختم» أو لواصق توضع مباشرة على التاريخ القديم الذي غالباً ما يكون تاريخ الصلاحية قد انتهى، ومع ان معظم المستهلكين لا يعيرون ذلك اهتماماً فإن هذه الطريقة تمر عليهم مرور الكرام. الحق في المعرفة الإعلانات التجارية تمثل احدى أهم أساليب التسويق والنفاذ إلى الإسواق وفي التأثير على اتجاهات وخيارات المستهلك، وقد ازداد تأثير الاعلان في ظل التطور الهائل لوسائل الاتصال المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة والدور الذي تؤديه شبكة الانترنت وتجاوز هذا التأثير الحدود الجغرافية والحواجز الثقافية وبات يمثل احدى أهم ملامح العولمة. أمين عام الجمعية اليمنية لحماية المستهلك الأخ محمود النقيب أفاد: أنه وعلى أساس هذه الرؤية تبني الجمعية موقفها من الاعلانات، إذ يجرى النظر للإعلان الذي يوصف القائمون عليه بالمعلنين باعتباره الشق الآخر من اهتمامات الجمعية التي تصب في عملية انتاج وتخزين وعرض وبيع السلع والخدمات والتي يوصف القائمون عليها بالمزودين وهذا يعني ان الاطار العام الذي يحكم نشاط المزودين ينبغي أن يحكم المعلنين أيضاً، مضيفاً ان هذا بالتحديد ما تم تأمينه من خلال مشروع قانون حماية المستهلك والذي أعدته الجمعية وقدمته للحكومة وتم عرضه على المجلس وإحالته إلى لجنة وزارية لمناقشته وابداء الرأى حوله تمهيداً لإقراره كمشروع وتقديمه لمجلس النواب، والقانون يوفر اطاراً قانونياً واجراءً للتحكم بعمليتي الاعلان والتزويد بحيث تتم كلا العمليتين بدون أي اضرار يمكن أن تلحق بالمستهلك. ويضيف انه باعتبار أن الاضرار التي قد تلحق بالمستهلك نتيجة تلقيه سلعة غير مطابقة للمواصفات والمقاييس أو مبالغ في سعرها ستتمثل بأضرار صحية ومادية، فإن الاخطار التي قد تترافق مع أي اعلان قد تتسبب بأضرار صحية ومادية وقيمية أيضاً، فالاعلان عندما يكون مضللاً وغير حقيقي فإنه يوجه المستهلك إلى سلع ليست سليمة وهذا تترتب عليه أضرار صحية ومادية وعندما يقدم الإعلان في اطار لايلتزم بتقاليدي وآداب المجتمع فإنه يلحق الضرر بقيم المستهلكين، غير ان ما يجب التركيز عليه هنا هو التأكد من أن الإعلانات لا تذهب بعيداً بحيث تصل إلى حد التضليل نتيجة لعدم مطابقة السلعة المعلن عنها للمواصفات والمقاييس أو للمعلومات التي يسوقها الاعلان وهذا يشترط عرض الاعلانات على الجهات المعنية لاعتماد مضمونه قبل البث أو النشر. وتأسيساً على ذلك يمكن القول ان الاعلان ليس مشكلة بحد ذاته تستوجب اتخاذ موقف منها من حيث المبدأ لأن الاعلانات لاشك تنطوي على جانب ايجابي يتمثل في تثقيف وتوعية المستهلك ولاشك ان ايجابيات هذه الاعلانات تتعززاذا تقيدت بالاشتراطات التي تحددها الجهات المعنية وفي مقدمتها الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة، بحيث لا تتضمن غشاً أو خداعاً للمستهلك، اذ أنه في بعض الحالات تبث اعلانات مبالغة في تقديم مكونات وصفات السلعة بينما تكون في حقيقة الأمر غير ذلك وفي هذه الحالة يعتبر الاعلان أحد أوجه الغش التجاري. أمين عام الجمعية اليمنية لحماية المستهلك أضاف ان كثيرآ من وسائل الاعلان المختلفة إضافة إلى اليافطات المعروضة على واجهات المحلات التجارية تطالعنا بإعلانات مضللة، مثل الاعلانات التجارية عن التخفيضات أو التنزيلات التي يتم انزالها في المواسم والمناسبات لا تخلو من عمليات الغش والتضليل من حيث النوعية أو السعر، وأوضح أمين الجمعية انه من المعروف على مستوى العالم كله ان من يريد أن يتقدم بالاعلان عن التخفيض فلابد أن يذهب إلى جهة رسمية مختصة مصطحباً معه الأوراق التي تبين السعر الذي على أساسه تم الشراء الفعلي والنفقات الأخرى وعلى ضوء ذلك يتم تحديد النسبة الحقيقية للتخفيض على أسس واقعية، وعليه فإن التأكيد على المضمون الجيد للإعلان يلبي أحد الحقوق الأساسية الثمانية للمستهلك وهو حقه في المعرفة وفي الحصول على المعلومات الصحيحة. حقل تجارب ويبدو أن المستهلك قد أصبح حقل تجارب لأنواع الغش المختلفة التي يمارسها المنتجون، حيث ان الغش لم يقف عند حد معين أو جانب واحد بل تعدى كل ذلك حتى وصل إلى المنتجات الزراعية التي لا غنى للمستهلك عنها. كثير من المواطنين أوضحوا الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية وهذا معروف لدى الجميع بما فيهم الجهات المختصة وأخصائيون أفادوا أن من هذه المبيدات ماهو مسموح باستخدامه وماهو محظور غير ان أغلب المزارعين لا يفرق بين النوعين ويستعمل الجميع دون خبرة أو دراية سواء فيما يتعلق بالكمية أو النوعية أو الموعد المحدد للاستخدام. مصادر طبية تحذر من الاضرار المترتبة على المبيدات الزراعية واستخدامها العشوائي ومن دون خبرة بأنواعها وطرق استخدامها، إذ أن ذلك يسبب الكثير من الأمراض المستعصية والخطيرة للمستهلكين وبرغم ذلك فإن أغلب المزارعين لا يزالون يصرون على استخدامها مسببين الأضرار الجسيمة للمستهلكين الذين لا حول لهم ولا قوة. مصادر في الجهات ذات العلاقة تؤكد أنها تمنع دخول الانواع المحظورة إلى الأسواق المحلية، وتؤكد على تشديد المسئولين في المنافذ المختلفة على منع دخولها، ولكن هذه الأنواع موجودة، وتستخدم بشكل مستمر، وقد اتخذها البعض من أصحاب الضمائر الميتة وسيلة للاتجار والارباح الطائلة خاصة في وجود ظاهرة التهريب التي أصبحت مستفحلة تنهش جسد الاقتصاد الوطني وتلحق الأضرار بالمواطن المغلوب على أمره. «معتز صاحب بوفية» يقول: ان الفواكه التي كانت تتميز بروائح تفصح عن وجودها من بعيد وطعم يجعل المستهلك يدمن على تناولها، أصبحت هذه الأيام بلا طعم ولا رائحة ولا فائدة، بل على العكس أصبحت ذات ضرر كبير وذلك بسبب لجوء أغلب المزارعين إلى انضاجها قبل موعدها عن طريق استخدام «الكربون» من أجل الوصول إلى السوق قبل الآخرين الذين يكونون قد سبقوه بالطريقة نفسها. المصادر الطبية تكشف مخاطر التنضيج بواسطة الكربون بإيضاح أن الفاكهة تكون غير مكتملة لعناصرها الغذائية التي من المفروض أن توجد فيها عند نضجها طبيعياً، إضافة إلى ما يسببه الكربوا من آثار صحية سيئة على صحة المستهلك في الوقت الذي تنعدم فيه أي قيمة غذائية لتلك الفاكهة. المصادر الاقتصادية ترى أن التنضيج بواسطة الكربون يعد اهداراً للثروة الزراعية فإلى جانب انعدام الفائدة والاضرار الصحية يشكل تراكم ذلك النوع من الفاكهة في السوق نوعاً من مسابقة الزمن في الاستهلاك بما يحدث من تلف كبيرلتلك الكميات الكبيرة في زمن قصير جداً، إذ أن التنضيج الطبيعي سيلعب دوراً كبيرآً في وصول تلك الفاكهة إلى الأسواق على شكل دفعات ولفترات متتابعة وهذا ماسيؤدي إلى التقليل من نسبة التلف ومكوث هذه الفاكهة في السوق لوقت أوطول، ناهيك عن القيمة الغذائية العالية التي ستحتويها تلك الفاكهة بفضل التنضيج الطبيعي. ختاماً الغش آفة، والآفة لا سبيل لعلاجها إلا باجتثاثها نهائياً، وهذا يحتاج لجهود جبارة من جهات كثيرة وفي مقدمتها الفرد نفسه فالمجتمع ثم المؤسسات الأخرى، فعلى الرغم من أن ظاهرة الغش والتزوير قد أنشبت أظفارها في كل المجالات الا ان التخلص منه مرهون بالإخلاص واليقين بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. هذه الظاهرة الخطيرة لو ترك لها الحبل على الغارب فإنها ستصل بالمجتمع إلى هاوية انعدام الثقة وتفكك الروابط بين الأفراد، لاسيما والغش قد توغل في العلاقات اليومية، وتطفل على العلاقات الزوجية المقدسة وأواصر الأخوة والصداقة ووطد علاقته مع مهربي ومزوري الأدوية، وجرد سيفه في وجه الاقتصاد الوطني وبأشكال مختلفة منها تزوير العملات النقدية والمعاملات التجارية، فهل حان الوقت لندرك خطورة ذلك؟..