- دمشق / وكالات.. وجه الرئيس السوري بشار الأسد رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت تتمحور حول استئناف مفاوضات التسوية بين الطرفين، بحسب ما كشف عنه مصادر دبلوماسية غربية لقناة العربية امس الثلاثاء ، بينما رفض اولمرت البدء فورا في مفاوضات مع دمشق.. وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن الرئيس الأسد عرض في الرسالة التي حملها لمسؤولين ألمان استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة أو سقف زمني محدد. ويتضمن العرض الوارد في الرسالة: موافقة سوريا على قيام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، شرط الا تتضمن صلاحيات هذه المحكمة استدعاء أو محاكمة قادة ومسؤولين كبار، والبحث في مصير الجولان المحتل دون شروط مسبقة، وأن تعمل سوريا على تحقيق الأمن على الحدود مع العراق وضبطها كما هو الحال على الحدود بينها وبين إسرائيل، والعمل مع قيادة حماس في الخارج للحد من تأثيرها على قيادات الحركة في الداخل، ومنع وصول الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا. وكانت المصادر الديبلوماسية كشفت أن الإدارة الأمريكية وبعد علمها بأمر الرسالة أوفدت "ايليوت ابرامز" الى تل ابيب لاستكشاف الوضع، من دون ان تشير الى فحوى الرسالة التي يحملها.. من جهته، رفض اولمرت البدء فورا في مفاوضات مع سوريا وذلك اثناء مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني توني بلير. وقال اولمرت "ليس لدينا الانطباع بان الاسس لبدء مفاوضات مع سوريا متوفرة حاليا". واضاف "هناك افكار اطلقت في وسائل الاعلام لكننا نرى من جهة اخرى سلوك سوريا من مسائل حاسمة بالنسبة لاسرائيل".. .وفي غضون ذلك، تحدث سيرج برامرتس رئيس لجنة التحقيق الدولية في مقتل الحريري امام مجلس الامن عن تقدم في التحقيق الذي يجريه مع المنفذين المفترضين لهذه العملية.واوضح ان اللجنة والسلطات اللبنانية تعتبر ان "الكشف عن المعلومات المتعلقة بالمشتبه بهم والشهود قد (...) تؤثر على التقدم في محكمة مستقبلية".. وفي تقويم لتقريره المرحلي المؤلف من 22 صفحة الذي قدمه الاسبوع الماضي اشار القاضي البلجيكي الى ان الهدف من اللجنة هو "جمع الادلة التي تكون مقبولة من قبل محكمة دولية مستقبلية".وكان التقرير المرحلي السادس للجنة التحقيق اشار الى ان سوريا تعاونت "عموما بشكل مرض" في التحقيق.. ومن ناحيته اشار مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الى ان تقرير برامرتس "يظهر بوضوح ان تعاون سوريا كان مرضيا وجاء في المهل المحددة".. وتعهد الجعفري بأن تواصل دمشق التعاون ولكنه حذر من ان "الخطر الاكبر" من التحقيق هو "استغلاله من قبل بعض الاطراف في منطقتنا وخارجها" لاغراض سياسية.