أكاديمي: الشرعية توجه الضربة القاضية للحوثيين بعدما ظلت لسنوات تتلقى "ملطام وراء ملطام"    - العليمي يلغي قرارات البنك المركزي في عدن تنفيذا لتقرير مالي مستقل وينشره موقع الأوراق و يكشف عيوب قرارات بنكي صنعاء وعدن    عاجل: هجوم صاروخي على السفن غرب محافظة الحديدة    محكمة حوثية بصنعاء تقضي بإعدام 44 مواطنا يمنيا بتهمة "التخابر"    قيادي بالانتقالي الجنوبي : اليمن على أعتاب مرحلة جديدة من الانتعاش الاقتصادي    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    أعظم 9 نهائيات في تاريخ دوري أبطال أوروبا    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    الوزير البكري يشهد حفل افتتاح "طرابلس عاصمة الشباب العربي 2024    - بنك يمني لأكبر مجموعة تجارية في اليمن يؤكد مصيرية تحت حكم سلطة عدن    نجاة رئيس شعبة الاستخبارات بقيادة محور تعز من محاولة اغتيال جنوبي المحافظة    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    اوسيمين يخرج عن دائرة اهتمام تشيلسي    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    مواصلة استغلال القضاء.. محكمة حوثية تصدر أوامر بإعدام مدير شركة برودجي عدنان الحرازي    قرارات البنك المركزي الأخيرة ستجلب ملايين النازحين اليمنيين إلى الجنوب    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مبادرة شعبية لفتح طريق البيضاء مارب.. والمليشيات الحوثية تشترط مهلة لنزع الألغام    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    مليشيا الحوثي تختطف عميد كلية التجارة بجامعة إب    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    الحوثيون يطوقون إحدى قرى سنحان بالعربات العسكرية والمصفحات بعد مطالبتهم بإقالة الهادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    تنفيذي العربي للدراجات يناقش أجندة بطولات الاتحاد المقبلة ويكشف عن موعد الجمعية العمومية    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    الشرطة تُحبط تهريب كمية هائلة من الحبوب المخدرة وتنقذ شباب عدن من براثن الإدمان!    فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    خراب    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية : الفترة المقبلة ستشهد اتخاذ المزيد من الإجراءات لتشجيع الاستثمار
في خطاب موجه إلى جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك
نشر في الجمهورية يوم 30 - 12 - 2006

دمج هيتئتي المناطق الحرة والاستثمار في هيكلية إدارية متطورة لخدمة المستثمرين
الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي جسّدوا دوماً حرصهم الصادق على تعزيز الشراكة مع اليمن
نتائج مؤتمر لندن عكست تقدير المانحين لليمن ونهجها السياسي وما حققته من نجاحات ديمقراطية وإصلاحية
رئيس الجمهورية: العام القادم سيكون حافلاً بعطاءات العمل والإنتاج في مختلف المجالات
توجيهات للحكومة:
مواصلة عملية البناء والتطوير إطار الترجمة العملية للبرامج الانتخابية
إعطاء الأولوية لإقامة المشروعات الاستراتيجية العملاقة
تقوية السلطة المحلية وتعزيز دورها ومنحها المزيد من الصلاحيات
الحد من البطالة وتوفير أكبر عدد ممكن من فرص العمل
ويدعو الأحزاب السياسية إلى :
إسدال الستار على مرحلة الانتخابات وتجاوز الآثار التي خلفتها الحملات الدعائية
التطلع إلى الأمام بروح إيجابية ووعي وطني منفتح
عدم الانشداد إلى الماضي أو الانشغال بالمعارك الكيدية و المزايدات الكلامية
على المعارضة الوعي بمهامها وإدارة العمل داخلها بديمقراطية شفافة
إثبات جدارتها بتحمل المسئولية وممارسة دورها من أجل المصلحة الوطنية
نثمن مواقف الأشقاء والأصدقاء المساندة لليمن والداعمة لمسيرتها التنموية من خلال مؤتمر المانحين
مستعدون للدخول ضمن البرنامج الخليجي المشترك مجال التقنية النووية للأغراض السلمية
ويجدد الدعوة لأطراف الصراع في الأقطار الشقيقة إلى:
الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار والعمل من أجل رأب الصدع فيما بينهم
تجاوز الخلافات وإحلال الوفاق والمصالحة بما يصون الوحدة الوطنية
تفويت الفرصة على أية مخططات تستهدف زرع الشقاق بين أبناء الشعب الواحد
أعلن فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية أن الفترة القليلة القادمة ستشهد اتخاذ المزيد من الخطوات والإجراءات التي من شأنها تشجع المستثمرين وتكفل استكمال معاملاتهم بسهولة ويسر وفي مقدمة ذلك دمج هيئة المناطق الحرة والهيئة العامة للاستثمار في هيئة واحدة وبهيكلية إدارية متطورة ومرنة تحقق الأهداف المنشودة لخدمة الاستثمار وتسهل الإجراءات أمام المستثمرين.
وأكد الأخ الرئيس في خطاب وجهه إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج وجماهير أمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك مساء أمس أن ملف الاستثمارات سوف يحظى بالاهتمام والإشراف والمتابعة الشخصية من قبله مع الجهات المعنية من أجل الدفع به وتهيئة المناخات المناسبة أمام المستثمرين وبعيداً عن أي إجراءات إدارية بيروقراطية وبما يحقق المصالح المشتركة للمستثمرين ولبلادنا ويترجم أهداف التنمية.
وقال إن العام القادم سيكون إن شاء الله حافلاً بعطاءات العمل والإنتاج والإنجاز في الوطن وعلى مختلف الأصعدة والمجالات من خلال الترجمة العملية لما تضمنه برنامجه الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة الشعب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ال 20 من سبتمبر الماضي.. مبيناً أن الأولوية ستكون لإقامة المشاريع الاستراتيجية العملاقة في الوطن سواء في المجال الصناعي والطاقة والطرقات والسدود والحواجز المائية أم في مجالات النفط والغاز والمعادن كمشروع ميناء بلحاف الاستراتيجي لتصدير الغاز الذي يستوعب حالياً حوالي ثلاثة آلاف عامل والذين سيصل عددهم في عام 2007 إلى حوالي عشرة آلاف عامل، أو في مجال الموانئ والسكك الحديدية وغيرها من المجالات والتي تعزز جهود تحقيق النهضة الشاملة وتحد من البطالة.
ووجّه فخامة الأخ الرئيس الحكومة بمواصلة عملية البناء والتطوير في كافة محافظات الجمهورية وتقوية بنيان السلطة المحلية وتعزيز دورها الدستوري والقانوني ومنحها المزيد من الصلاحيات المالية والإدارية من أجل تحمل مسؤوليتها في مضاعفة منجزات التنمية والبناء في الوحدات الإدارية.
وأكد الأخ الرئيس أن مهام المرحلة القادمة كبيرة ومتعاظمة وتتطلب تضافر جهود الجميع في الوطن أحزاباً وأفراداً في السلطة والمعارضة على حد سواء من أجل النهوض بها ولما فيه مصلحة الوطن.. مشدداً أنه ينبغي أن يتطلع الجميع إلى الأمام بروح إيجابية متفائلة ووعي وطني منفتح يستلهم المستقبل دون الانشداد إلى الماضي أو الانشغال بالمعارك الكيدية ومتاهات المزايدات الكلامية التي لا تعني سوى إهدار الوقت والجهود والطاقات.
وقال: "وكما أن على المسؤولين في مختلف مواقع المسؤولية الحرص على الاضطلاع بمهامهم التنفيذية والتزاماتهم العملية بتفانٍ وإخلاص من أجل خدمة الوطن والمواطنين فإن على المعارضة أيضاً تحمل مسؤوليتها في الوعي بدورها والمهام المناطة بها وإدارة حركة العمل داخلها بروح ديمقراطية شفافة وإيجابية وبما يكفل تجنب القصور أو الوقوع في الخطأ.. ولتؤكد بذلك أنها الرديف للسلطة، وأنها جديرة بتحمل مسؤولياتها الوطنية وممارسة دورها من أجل خدمة المصلحة الوطنية أولاً وقبل أي اعتبار آخر.
وأضاف: "وكما أكدنا مراراً فإن الوطن هو ملكنا جميعاً، ونحن جميعاً مسئولون عنه وهو يتسع للجميع".
وثمّن الأخ الرئيس عالياً مواقف الأشقاء والأصدقاء في الدول والمنظمات المانحة الذين ساندوا اليمن ودعموا مسيرة التنمية من خلال مؤتمر المانحين وفي مقدمتهم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين أكدوا حرصهم الصادق على تعزيز علاقات الإخاء والتعاون والشراكة مع اليمن باعتبار ذلك يحقق المصالح المشتركة لبلدان وشعوب الجزيرة والخليج ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.. وفيما أعلن فخامة الأخ الرئيس تأييد الجمهورية اليمنية لما خرجت به القمة الخليجية السابعة والعشرون المنعقدة في مدينة الرياض من قرار في الدعوة إلى إجراء الدراسات لإقامة برنامج خليجي مشترك في مجال التقنية النووية للأغراض السلمية، وطبقاً للمعايير والأنظمة الدولية أبدى استعداد اليمن ورغبتها في الدخول ضمن ذلك البرنامج في إطار منظومة واحدة بدلاًً من أن يعمل كل بلد على حدة في هذا المجال.
وعبّر فخامة الأخ الرئيس عن الحزن العميق لحلول هذا العيد السعيد في ظل وجود بعض الأوضاع والتداعيات المؤسفة في عدد من الأقطار الشقيقة سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو الصومال أو أفغانستان.
وقال: "وإننا إذ نشعر بالقلق إزاء ما يجري في تلك الأقطار الشقيقة من تطورات محزنة وتوترات، فإننا نجدد دعوتنا لكافة الأطراف المعنية بالصراع فيها إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار والعمل من أجل رأب الصدع وتغليب العقل والحكمة وتجاوز الخلافات وإحلال الوفاق والمصالحة فيما بينهم بما يصون الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية ويفوّت الفرصة على أي مخططات تستهدف زرع الخلافات والشقاق بين أبناء الشعب الواحد في كل بلد منهم وإلحاق الضرر بوحدتهم الوطنية ومصالح بلدانهم الشقيقة.
وفيمايلي .. نص الخطاب:
أعظم القيم السامية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للبشرية إلى يوم الدين.
الاخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يسعدني ونحن نستقبل مناسبة عيد الأضحى المبارك أن أهنئكم أينما تكونون، ومن خلالكم أهنئ كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية بهذه المناسبة الدينية الجليلة التي تقترن بالفداء والتضحية والطاعة والالتزام والبذل والعطاء..
وأبارك لكم هذه الأفراح المتصلة بإحياء أعظم القيم الإنسانية السامية وتخليدها على مر السنين؛ ذلك أن التضحية هي أغلى هبات النفس البشرية السخية والشجاعة وأعلى مثل الإنسانية، كما تترابط أفراحها بابتهاجات المسلمين كافة بإقامة ركن أساسي من أركان الدين الإسلامي الحنيف وهو أداء فريضة الحج وزيارة البيت العتيق لمن استطاع إليه سبيلا.
قال تعالى: "ولله ِعلى الناس ِحجُ البيتِ من استطاع إليهِ سبيلا" وقال تعالى: "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق"
صدق الله العظيم..
رحلة إيمانية تعبدية
ذلك أن أداء فريضة الحج - أيها الاخوة والأخوات - هي رحلة إيمانية تعبدية إلى أقدس وأطهر البقاع في الأرض، وارتقاء بالروح الإنسانية المؤمنة إلى أقدس المشاعر والشعائر الاتصالية المجسدة للارتباط الحميم بالخالق عز وجل، وبذل كل الطاقات وتحمل أكبر المشاق من أجل الظفر بالجائزة الربانية الكبرى للإنسان المسلم والتي يتحقق بها كمال الالتزام بإقامة كافة أركان الدين الإسلامي الحنيف وتعزيز المعارف والصلات الحميمة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة من ضيوف الرحمن في مهبط الوحي العظيم ومتنزل كتابه القرآن الكريم في البقعة التي أشرق منها فجر الإسلام بتاريخ جديد للبشرية جوهره التوحيد والخضوع والطاعة لله وحده وتعزيز أواصر الإخاء والمساواة والحرية والعدالة والتسامح والاعتدال ومكارم الأخلاق.
دين عظيم خالٍ من الخزعبلات
وما من شك فإن مشهد الوقوف بعرفات الله لا يختزل وحدة الأمة الإسلامية ويجلي حقيقة قوتها فحسب.. وإنما يقدم شهادة عملية ناصعة على عظمة الدين الإسلامي الحنيف الجامع باعتباره خلاصة الأديان السماوية كما شاء الله له أن يكون وملتقاها المبسط الخالي من كل أشكال الخزعبلات والكهنوت والتعصب الأعمى والكامل في تحديد صلة الإنسان بخالقه، وجعل الإنسان خليفته في الأرض كما هو في تجسيد معنى الإيمان بكل الكتب السماوية وكل الأنبياء والمرسلين، وتعميق المعرفة بالله سبحانه وتعالى، وتحصين النفس البشرية والعقل الإنساني من كل آثار الجاهلية والوثنية والزيغ والانحلال والإشراك، وهي المعاني التي لا ينفك حجاج بيت الله الحرام يرددونها ويبتهلون بها إلى الله جل شأنه في تلبيتهم جماعات وفرادى من لحظة إحرامهم إلى ذروة أدائهم لشعائر الحج.. فهنيئاً لحجاج بيت الله على ما تحقق لهم من حج مبرور وذنب مغفور وما حصدوه من الثواب وحسن الجزاء في تجارة لن تبور بإذن الله.
عام جديد حافل بالإنجازات
الاخوة المؤمنون ..
الأخوات المؤمنات ..
إنه لمن حسن الطالع أن تزامنت أيام عيد الأضحى المبارك ببداية العام الميلادي الجديد الذي نسأل الله العلي القدير أن يكون عام خير وسلام على شعبنا وأمتنا والعالم، وأن يأتي حافلاً بعطاءات العمل والإنتاج والإنجاز في الوطن وعلى مختلف الأصعدة والمجالات.. وهو ما يفرض على الحكومة أن تواصل الجهود في مجالات التنمية والنهوض الشامل وفي إطار الترجمة العملية لما حددته البرامج الانتخابية التي بموجبها نلنا ثقة الشعب في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدها الوطن في ال20 من سبتمبر الماضي.. مع إعطاء الأولوية لإقامة المشاريع الاستراتيجية العملاقة في الوطن سواء في المجال الصناعي والطاقة والطرقات والسدود والحواجز المائية أم في مجالات النفط والغاز والمعادن كمشروع ميناء بلحاف الاستراتيجي لتصدير الغاز الذي يستوعب حالياً حوالي ثلاثة آلاف عامل والذين سيصل عددهم في عام 2007 إلى حوالي عشرة آلاف عامل أو في مجال الموانئ والسكك الحديد وغيرها والتي تعزز جهود تحقيق النهضة الشاملة وتحد من البطالة وتوفر فرص العمل لأكبر عدد ممكن من الأيدي العاملة، وكذا الاهتمام بتشجيع الاستثمارات الوطنية والعربية والدولية وتقديم كل التسهيلات اللازمة لها وجذبها إلى تلك المجالات.. مؤكدين أن ملف الاستثمارات سوف يحظى بالاهتمام والإشراف والمتابعة الشخصية من قبلنا مع الجهات المعنية من أجل الدفع به وتهيئة المناخات المناسبة أمام المستثمرين الجادين لضمان تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية بنجاح وبعيداً عن أي إجراءات إدارية بيروقراطية وبما يحقق المصالح المشتركة للمستثمرين ولبلادنا ويترجم أهداف التنمية.. ولهذا فإنه وخلال الفترة القليلة القادمة سوف تتخذ المزيد من الخطوات والإجراءات التي تشجع المستثمرين وتكفل لهم إنهاء معاملاتهم بسهولة ويسر وحيث سيتم في هذا الإطار دمج هيئة المناطق الحرة والهيئة العامة للاستثمار في هيئة واحدة وبهيكلية إدارية متطورة ومرنة تحقق الأهداف المنشودة منها في خدمة الاستثمار وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين.
تقوية المحليات وتعزيز دورها
كما نوجّه الحكومة مواصلة عملية البناء والتطوير في كافة محافظات الجمهورية وتقوية بنيان السلطة المحلية وتعزيز دورها الدستوري والقانوني ومنحها المزيد من الصلاحيات المالية والإدارية من أجل تحمل مسؤوليتها في مضاعفة منجزات التنمية والبناء في الوحدات الإدارية حسب البرامج التنفيذية المرسومة لذلك وبما يرسخ قواعد الديمقراطية والمشاركة الشعبية ويوطد بناء الدولة اليمنية الحديثة ويدفع بحركة التغيير الشامل داخل المجتمع اليمني الجديد ويحشد الإمكانات والطاقات الوطنية في ميادين البناء والتنمية والتطور.
تثمين دعم الأشقاء
الاخوة والأخوات ..
إننا في الوقت الذي نشعر فيه بالارتياح لما أسفر عنه مؤتمر المانحين الذي انعقد في لندن في شهر نوفمبر الماضي من نتائج إيجابية لدعم مسيرة التنمية في اليمن والذي عكس التقدير الكبير للمانحين من الأشقاء والأصدقاء لليمن ونهجها السياسي وما قطعته من أشواط على درب الديمقراطية والإصلاحات وجسد الرغبة الصادقة في تعزيز الشراكة مع بلادنا، فإننا مجدداً نثمن عالياً مواقف الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية المانحة الذين ساندوا اليمن خلال ذلك المؤتمر وفي مقدمتهم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين جسدوا دوماً حرصهم الصادق في تعزيز علاقات الإخاء والتعاون والشراكة مع اليمن باعتبار أن ذلك يحقق المصالح المشتركة لبلداننا وشعوبنا في الجزيرة والخليج ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.
برنامج خليجي للتقنية النووية
وبهذه المناسبة فإننا في الجمهورية اليمنية إذ نؤيد ما خرجت به القمة الخليجية السابعة والعشرون المنعقدة في مدينة الرياض من قرار في الدعوة إلى إجراء الدراسات لإقامة برنامج خليجي مشترك في مجال التقنية النووية للأغراض السلمية وطبقاً للمعايير والأنظمة الدولية، فإننا نؤكد استعداد اليمن ورغبتها في الدخول ضمن ذلك البرنامج في إطار منظومة واحدة بدلاًً من أن يعمل كل بلد على حدة في هذا المجال، نظراً لما للعمل الجماعي من مردودات اقتصادية واستراتيجية وتبادل للمنافع وتشابك للمصالح باعتباره يمثل الخيار الاقتصادي والعلمي الصائب والمشروع الذي يحقق غايات البناء والتكامل ويوفر الكثير من الجهد والإمكانات في مجال استخدام التقنية النووية لتوفير الطاقة الكهربائية ومستلزمات النهوض التنموي بمردودات اقتصادية كبيرة ومجدية وتقنيات علمية حديثة ومتطورة.
مهام متعاظمة تتطلب تضافر الجهود
الاخوة المواطنون الأعزاء ..
الأخوات المواطنات العزيزات ..
إن مهام المرحلة القادمة كبيرة ومتعاظمة وتتطلب تضافر جهود الجميع في الوطن أحزاباً وأفراداً في السلطة والمعارضة على حد سواء من أجل النهوض بها ولما فيه مصلحة الوطن، وحيث لا ينبغي مواصلة الانشغال بالتنافس الحزبي وآثار ما خلفته الحملات الدعائية خلال مرحلة الانتخابات؛ فتلك مرحلة قد تم إسدال الستار عليها، وينبغي أن يتطلع الجميع إلى الأمام بروح إيجابية متفائلة ووعي وطني منفتح يستلهم المستقبل دون الانشداد إلى الماضي أو الانشغال بالمعارك الكيدية ومتاهات المزايدات الكلامية التي لا تعني سوى إهدار الوقت والجهود والطاقات، وكما أن على المسؤولين في مختلف مواقع المسؤولية الحرص على الاضطلاع بمهامهم التنفيذية والتزاماتهم العملية بتفانٍ وإخلاص من أجل خدمة الوطن والمواطنين فإن على المعارضة أيضاً تحمل مسؤوليتها في الوعي بدورها والمهام المناطة بها وإدارة حركة العمل داخلها بروح ديمقراطية شفافة وإيجابية وبما يكفل تجنب القصور أو الوقوع في الخطأ.. ولتؤكد بذلك أنها الرديف للسلطة وأنها جديرة بتحمل مسؤولياتها الوطنية وممارسة دورها من أجل خدمة المصلحة الوطنية أولاً وقبل أي اعتبار آخر.. وكما أكدنا مراراً فإن الوطن هو ملكنا جميعاً ونحن جميعاً مسئولون عنه وهو يتسع للجميع.
تداعيات محزنة في العيد السعيد
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية ..
إنه لمن المحزن حقاً أن يطل علينا هذا العيد السعيد في ظل وجود بعض الأوضاع والتداعيات المؤسفة في عدد من الأقطار الشقيقة سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو الصومال أو أفغانستان.
وإننا إذ نشعر بالقلق إزاء ما يجري في تلك الأقطار الشقيقة من تطورات محزنة وتوترات فإننا نجدد دعوتنا لكافة الأطراف المعنية بالصراع فيها إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار والعمل من أجل رأب الصدع وتغليب العقل والحكمة وتجاوز الخلافات وإحلال الوفاق والمصالحة فيما بينهم بما يصون الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية ويفوّت الفرصة على أي مخططات تستهدف زرع الخلافات والشقاق فيما بين أبناء الشعب الواحد في كل بلد منهم وإلحاق الضرر بوحدتهم الوطنية ومصالح بلدانهم الشقيقة.
نماذج رائعة للبذل والعطاء
الاخوة المواطنون ..
الأخوات المواطنات ..
في الختام أكرر التهنئة لكم وأخص بها عرفاناً ووفاءً أولئك الأبطال الأشاوس في قواتنا المسلحة والأمن المرابطين في مختلف مواقع الشرف والبطولة والواجب والذين يجعلون لأعيادنا معانيها الجميلة والجليلة، ولحياتنا سكينتها واطمئنانها، ويقدمون دائماً الصورة الرائعة للنماذج الإنسانية المشرفة للبذل والعطاء والتفاني ونكران الذات في كافة ميادين تحمل المسؤولية وأداء الواجب الوطني المقدس، حراساً أمناء على كل المكاسب والمنجزات، وحماة أقوياء للأمن والاستقرار والسكينة العامة في الوطن.. وهم في كل حال وحين على أهبة الاستعداد لخوض المهام الصعبة، والتضحية والفداء من أجل عزة الوطن وتقدمه ورخائه وصيانة أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.. فلكل منتسبي المؤسسة الوطنية الكبرى القوات المسلحة والأمن جنوداً وصف ضباط وضباطاً وقادة كل التقدير والتبجيل والتهنئة.. سائلين الله العلي القدير أن يتغمد شهداء الوطن الأبرار بالرحمة والغفران.. إنه سميع مجيب.
عيد سعيد .. وكل عام وأنتم بخير،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.