- واشنطن/ وكالات .. بدأ الرئيس الأمريكي التغييرات في إدارته قبل الإعلان عن استراتيجيته الجديدة في العراق. فقد رشح بوش رسمياً المدير الأسبق لوكالة الأمن القومي مايك ماكونيل ليشغل رئاسة الاستخبارات الوطنية الأمريكية خلفاً لجون نيغروبونتي الذي رشح لمنصب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية.وأعرب بوش في كلمة بالبيت الأبيض عن ثقته في أن الرجلين سيقومان بعمل جيد في منصبيهما الجديدين، وقال: إنه من الضروري أن يباشرا مهامهما بسرعة. وأعرب عن أمله في أن يقر مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الديمقراطية حالياً تعيين المرشحين في أقرب وقت.وقد أكد نيغروبونتي في كلمته أن خلفه سيواصل الإصلاحات التي بدأها هو بأجهزة الاستخبارات عند توليه المنصب قبل نحو عشرين شهراً.. كما أعرب عن سعادته بالمنصب الجديد مؤكداً أنه فرصة للعمل في مجال تنفيذ السياسة الخارجية.وقد تعهد ماكونيل في كلمته بمواصلة الإصلاحات خاصة في مجال التنسيق وتبادل المعلومات بشكل أفضل بين 16 وكالة استخبارات مدنية وعسكرية أمريكية. ووعد أيضاً بتحسين مستوى العمليات الاستراتيجية المهمة في إطار مواصلة ما أسماها الحرب على الإرهاب العالمي.يشار إلى أن الأدميرال المتقاعد ماكونيل تولى إدارة وكالة الأمن القومي بين الأعوام 1992 و1996م خلال الولاية الرئاسية الأولى لبيل كلينتون.وشغل خلال حرب الخليج الأولى في 1990-1991م منصب مستشار شؤون الاستخبارات لرئيس هيئة الأركان الأمريكية وقتها الجنرال كولن باول. وبعد تقاعده من الجيش عام 1996م عمل نائباً لرئيس وكالة "بوز آلن هاملتون" الدولية للاستشارات. لكن مراقبين يخشون من أنه لا يتمتع بالخبرة السياسية لسلفه، فهو يندرج تالياً في لائحة طويلة من العسكريين السابقين الذين لعبوا دوراً أساسياً في البنية التحتية للاستخبارات الأميركية، وقد عين العام الماضي مدير سابق آخر لوكالة الأمن القومي هو مايكل هايدن مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي).أما نيغروبونتي (67 عاما) فقد شغل سابقاً منصب السفير الأميركي بالأمم المتحدة وفي بغداد بعد الغزو الأنجلو أميركي. ويرى مراقبون أنه يمثل ثقلاً دبلوماسياً مهماً يحتاجه بوش في الفترة القادمة خاصة في مواجهة ملفات ساخنة مثل العراق وإيران وكوريا الشمالية.وأعرب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ العضو الديمقراطي جون روكفيلر عن قلقه تجاه "توقيت الإعلان عن رحيل نيغروبونتي من منصبه وللفراغ الذي سيتركه".ولا شك ان رحيله يكشف عن صعوبة المهمة الموكلة إليه وسيثير بالتأكيد مخاوف في الكونغرس الذي وجه بعض أعضائه انتقادات حادة إليه تناولت بطء عملية التغيير.واستبعد مسؤولون أميركيون أن تكون عودة نيغروبونتي للخارجية مقدمة لأن يحل بدلاً من الوزيرة كوندوليزا رايسهذا وقد أكد عدد من النواب الديمقراطيين في الكونجرس الامريكي تحفظاتهم على التغييرات في ادارة البيت الأبيض ..مشيرين إلى أن التغييرات لن تمكن بوش من تنفيذ سياسته أحادية الجانب والتي ورطت أمريكا في عدد من القضايا الدولية.. منوهين إلى أن الكونجرس سيخضع بوش للمساءلة عن تورط أمريكا في حرب العراق وافغانستان.