شهدت الساحة الفلسطينية تهديدات متبادلة بين حركتي فتح وحماس على خلفية قرار الرئيس محمود عباس برفض القوة التنفيذية وقال محمد دحلان ان أي مساس بابناء فتح سيواجه برد قاس ، وانطلقت مظاهرة في نابلس ضد الاقتتال الداخلي وقدهددت ست مجموعات مسلحة في غزة امس بالاقدام على تنفيذ سلسلة من الاغتيالات السياسية، بحق من اسمتهم 'العملاء والخونة' في الساحة الفلسطينية. وحملت المجموعات الست وهي (كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى- المجلس العسكري الأعلى، وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش - سيف الاسلام، وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب التوحيد) الرئيس محمود عباس ومحمد دحلان مسؤولية اي مساس بالقوة التنفيذية، معتبرة ان هذا الاستهداف يأتي بطلب من الولايات المتحدة واسرائيل.وقال ابو عبيدة الناطق باسم المجموعات الست خلال مؤتمر صحفي بغزة 'نقول بكل صراحة ان معظم عناصر الأجهزة الأمنية لا يقومون بأي دور، ومن الظلم تحميل القوة التنفيذية مسؤولية الفلتان الأمني ، فهناك مئات الحالات من الفلتان التي وقعت قبل تشكيل القوة التنفيذية'. واضاف 'هناك تيار داخل الساحة الفلسطينية يتفنن باشعال الفتنة'. وحذرت المجموعات الست التي تشكل القوة التنفيذية من اي مساس بها او الصاق التهم حول الاقتتال الداخلي بها حيث أرجعت الاقتتال إلى وجود تيار انقلابي صهيوني أمريكي يفتعل الأحداث هنا وهناك لجر الشارع الفلسطيني إلى فتنة. ووجهت أجنحة تلك المجموعات رسالة لأفراد القوة التنفيذية دعتهم فيها إلى الوحدة واضاعة الفرصة على محاولة البعض احداث الفرقة فيها وزرع بذور الانشقاق والفتنة- على حد تعبيرها - وأكدت الأجنحة على ضرورة الوحدة الوطنية، مشددة على أن المخرج من الاقتتال الداخلي هو البعد عن الضغط الأمريكي . واستنكر المؤتمرون قرار الرئيس أبو مازن بحل التنفيذية حيث وصفوه ب «الرئيس لسلطة أوسلو . وقال المؤتمرون أن أجنحة الفصائل التي تنتمي اليها القوة التنفيذية ستتعامل مع من يتطاول على القوة التنفيذية كما تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وأنها ستعتبره امتداداً للاحتلال الإسرائيلي. في المقابل أكد محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، ورئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لن ترد على الدم بالدم، ولكن ترد عليه بوحدتها وأصالتها وإنغراسها في أرض فلسطين الطيبة. وقال دحلان، في المهرجان الحاشد الذي نظمته حركة "فتح" في ملعب اليرموك بمدينة غزة، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، للجماهير المحتشدة وهي تهتف "تحيا فتح" قائلاً: انكم في هذا اليوم المبارك جئتم لتردوا بصوت واحد وموحد تحيا "فتح"، والموت للقتلة والعار لهم والحياة لنا والمستقبل لفلسطين. جئتم لتردوا بالسلام والوئام والوحدة. جئتم لتردوا على أولئك القتلة الذين استباحوا الدم الفلسطيني، حيث كانت القوات الإسرائيلية تقتحم رام الله في الضفة الغربية، كانت قوى الخزي والعار تقتحم في جباليا بيت الشهيد محمد غريب المسؤول في الأمن الوقائي لتقتله عمداً بدم بارد. وأوضح دحلان، أن المشاركين في المهرجان، لم يأتوا إلا استجابة لنداء "فتح" الحية في قلوب الجميع، وليرسلوا رسالة واحدة من رفح وحتى جنين مفادها: أنه لا زالت أيديكم ممدودة للوحدة الوطنية، وما زالت بندقيتكم مشرعة في وجه الاحتلال. وشدد على أنه من يعتقد أن هذه البنادق ستحجم عن الدفاع عن أبناء "فتح" فهو مخطئ، وهذه البنادق ستتوحد لحماية الكادر الفتحاوي، ليس للاعتداء على أحد، لكن للدفاع عن "فتح". وقال: "أعرف أنكم لا تريدون الاستماع للسياسة ولكن أقول وباختصار، يوم استشهاد العميد غريب ورفاقه، الذين قتلوا بدم بارد من قبل "حماس"، كان يوماً أسوداً. واضاف : سنغادر هذا المكان دون أن نتحدث بالسياسة فلا مكان لها اليوم، فهذا التجمع هو رسالة قوة وتوحد وتعاضد خلف قيادة "فتح" والسيد الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية وأجهزتها العسكرية". وأكد دحلان، على أن دم الشهيد غريب سيكون علامة فارقة للعلاقة بين "فتح" و"حماس"، موضحاً أنه إذا اعتقدوا أن القتلة لن يحاسبوا يكونوا مخطئين. وأعلن أنه على الصعيد العسكري والميداني، إذا تم الاعتداء على أحد أبناء حركة "فتح" فإنها سترد الصاع صاعين، مبيناً أنه إذا اعتقد قادتهم أنهم بمنأى عن قوات الحركة يكونون مخطئين. وقال: "أن يقتلوا في المساء ويأتوا الينا في الصباح، فان هذه سياسة يجب تغييرها". ووجه تحية إلى الرئيس محمود عباس قائلاً "سنقول لسيادته :«سر على درب خلاص شعبنا من الفئة الضالة". كما وجه تحية إجلال وإكبار إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان. وقال دحلان: "أما رئيسنا الخالد ياسر عرفات الذي سيبقى خالداً في أذهاننا فعهداً له منا جميعاً أن تبقى "فتح" حية ولن تموت. وفي الضفة الغربية تظاهر حوالي 400 فلسطيني يوم الاحد في شوارع نابلس شمالي الضفة الغربية ضد الاقتتال الداخلي في غزة الذي اودى بحياة 16 شخصا خلال خمسة ايام. وردد المتظاهرون شعارات مثل "لا للاقتتال الخارجي"، وحملوا شعارات مثل "الاقتتال الداخلي هو المسمار الاخير في النعش الفلسطيني". وكان ثلاثة فلسطينيين قد قتلوا وجرح تسعة آخرون السبت الماضي في اشتباكات بين عائلتين في مدينة غزة. والقتلى الثلاثة ينتمون إلى عائلة تعتبر مناصرة لحركة حماس وقتلوا على ايدي عناصر من عائلة مؤيدة لفتح. ونقلت الوكالة عن شهود عيان أن العائلة المؤيدة لفتح سبق ان اختطفت عشرة من انصار حماس في الايام الأخيرة