نفدت أعداد صحيفة «الجمهورية» من الأسواق في وقت مبكر من صباح أمس بسبب ما نشرته من تشكيك حول إعدام الرئيس العراقي/صدام حسين.. وجاء الخبر تلخيصاً لكتاب صدر الأسبوع الماضي في القاهرة لمؤلف مصري تحت عنوان «صدام لم يعدم وعدي وقصي لم يقتلا».ويبدو أن مؤلف الكتاب كان دقيقاً في تشخيصه للمشاعر العربية التي يغلب عليها طابع العاطفة وتصديق الإشاعة بل وترويجها.وأحدث الخبر انقساماً في الرأي العام بين مصدق ومستهجن لمحتوياته، وفي هذا الإطار قال عدد من المراقبين: إن الكتاب صادر عن مغمور يبحث عن الشهرة وجد ضالته في التشكيك بحقيقة إعدام صدام، إدراكاً منه أن الشعوب العربية أكثر قابلية لتصديق الإشاعات.مؤكدين أنه في الوقت الذي يأتي فيه إعدام صدام حقيقة واقعية غير قابلة للتشكيك وتمت مشاهدة عملية الإعدام على شاشات القنوات الفضائية وما تخللته من ملابسات اهتزت لها المشاعر الإنسانية في عموم دول العالم؛ إلا أن الطامحين عن موطئ قدم في عالم الشهرة يجدون في التشكيك بعملية الإعدام فرصة لدغدغة مشاعر الشعوب لتحقيق تلك الطموحات.عموماً لقد جاء نقل «الجمهورية» للخبر من باب الاستخفاف بمثل هذه المزاعم التي لا يصدقها العقل، فبعد سنة من متابعة الشعوب المختلفة لمحاكمة صدام وإعدامه عبر شاشات التلفزة العربية والعالمية مازال هناك من هو قابل لعدم التصديق.. وهل من المنطق الاعتقاد أن من مثّل أمام المحكمة والتف حبل المشنقة على رقبته هو «الشبيه» وأي شبيه هذا الذي يقدم نفسه بغير حق لحبل المشنقة، وماذا سيستفيد من تقليده لصدام بعد أن تم إعدامه .. أليس من السخف أن نصدق إشاعة أطلقها مغمور ونتناسى الحقيقة المؤكدة بإعدام صدام؟؟!.