قائد الاحتلال اليمني في سيئون.. قواتنا حررت حضرموت من الإرهاب    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    تراجع في كميات الهطول المطري والارصاد يحذر من الصواعق الرعدية وتدني الرؤية الافقية    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الجنوب هو الخاسر منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    غريم الشعب اليمني    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المحامي خليل الدليمي :تعجيل إعدام صدام حسين جاء ضمن صفقة إيرانية أمريكية مترافقة مع أجندة سياسية
نشر في 26 سبتمبر يوم 11 - 03 - 2007

في حوار أجرته معه صحيفة الجزيرة السعودية.. كشف خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين عن الضغوط السياسية والأمنية والإقليمية التي واجهها عمل الدفاع طيلة فترة المحاكمة بدءا بالمغريات المادية التي قدمها مسؤول إيراني رفيع المستوى مرورا بالتدخلات السياسية لمسؤولين عراقيين بمجرى المحكمة وانتهاء باستهداف فريق الدفاع من قبل الميليشيات المسلحة في العراق.
واعتبر الدليمي أن رواية العثور على الرئيس العراقي السابق في الحفرة نسيج هوليودية بامتياز لأن صدام لحظة إلقاء القبض عليه لم يكن داخل الحفرة.
واتهم خليل الدليمي الذي التقى الرئيس أكثر من 140 مرة الإدعاء العام بالطائفية وعدم النزاهة مؤكدا أن هيئة الدفاع أعطت ما بوسعها وقدمت الكثير من الأدلة والبراهين لإثبات براءة االراحل صدام حسين ورفاقه لكن ذلك لم يؤثر في قرار المحكمة لأنه سياسي بامتياز بدليل إجبار القاضي رزكار أمين على الاستقالة ليحل مكانه القاضي رؤوف رشيد الذي لا يمت للقضاء بصلة لاسيما وأنه محكوم بالإعدام لأكثر من مرة حسب الدليمي.. وفيما يلي نص الحوار:
* مسؤول إيراني قدم لفريق الدفاع 100 مليون دولار مقابل نسب (حلبجة) لمجاهدي خلق
* شُكلت هيئة الدفاع برئاستكم كيف تم ذلك؟ وما الدوافع التي وقفت وراء تصديكم لهذه المهمة؟
- بداية لا بد أن أوضح بأن هيئة الدفاع لم تكن وليدة الصدفة بل تم تأسيسها وفق المصالح الوطنية وليس وفق مصالح ذاتية هدفها الشهرة.
عندما يتعرض الوطن للاعتداء أو الخطر يجب أن يهب كل أبنائه لنجدته كل حسب اختصاصه وهيئة الدفاع تطوعية لم تقبل سنتاً واحداً من أحد كما تدعي حكومة بغداد مهمتها الدفاع عن حقوق العراقيين قيادة ومعتقلين آخرين بمهنية وإنسانية. وعندما انتخبت رئيساً لهيئة الدفاع قدمت أوراقي للحصول على الوكالة الجزائية ولم يسمح لي في وقتها اللقاء بالرئيس للبحث حول التفصيلات القانونية وهو أمر مخالف للنصوص القانونية العراقية إلا أنني أرفقت الوكالة الجزائية وأرسلتها عبر نقابة المحامين العراقية التي أعطتها إلى القوات الأمريكية ووصلتني الوكالة بذات الطريقة، وتم تحديد موعد اللقاء في 16-12-2004 والتقيت الرئيس الراحل كأول محام يلتقيه، وكان اللقاء ذا طابع خاص وحميم لأنني لم ألتقيه طيلة حياتي وتخلل هذا اللقاء أسرار وحكايات كثيرة والتزامات لا أزال أصونها وعرفت في هذا اللقاء كيف سقطت بغداد بيد الاحتلال وعرفت حينها هل كان يتوقع الرئيس الراحل سقوط بغداد؟ وهل كان يراهن على الموقف الدولي؟ وعرفت الطريقة التي اعتقل بها هل كانت وشاية وما علاقته بالمقاومة وأين كان يوم 9-4-2003.
* هذه التساؤلات التي طرحتها لا تقدم للقارئ ما ينتظره منك دون توضيح؟
- أنا حريص على أن يطلع القارئ على كل التفاصيل والحقائق التي تم تشويه وتزوير معظمها، وسأعرض كل هذه الحقائق في مذكراتي التي سأنشرها في الوقت المناسب. ولعل التساؤل الكبير هل الصور التي عرضت على التلفزة العالمية تعود للرئيس أو شبيهه؟ وهل الذي قابلته أنا كما أثير في وسائل الإعلام هو الشبيه؟ وهل التقى الرئيس بمسؤولين أمريكيين كبار؟ وهل قدمت له عروض لمساومته؟ وهل طلب منه إيقاف المقاومة؟ في هذه المذكرات سأنشر قصة الحصان وقصة الدراجة النارية وقصة الزورق وقصة المزرعة وما علاقته بالمقاومة التي تعتبر الأسرع والأقوى في العالم؟.
* ما هو تقييمك لرحلة الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين؟ وهل كنت تتوقع نتائج أفضل من التي خرجت بها؟
- عندما يختار المرء القيام بعمل ما فعليه أن يكون بعيد المدى في حساباته وفي رحلة الدفاع عن الرئيس الراحل عرفنا مسبقا أن النتيجة خاسرة من الناحية المهنية والعملية. لكن من الشجاعة أن يستمر المحامي في إكمال المهمة الإنسانية التي ارتضاها لنفسه وكنت على ثقة من نجاح مهمتي في نواحي أخرى ليس من حيث النتيجة بل من حيث التأثير في المحيط العراقي والعربي والدولي وهذا ما جعل هيئة الدفاع تنجح في النتيجة المهنية على مدى ثلاث سنوات وأعطت كل ما بوسعها.
* هناك من يخالفكم الرأي على الأقل من الناحية المهنية؟
- لو أتي بأي محام مهما امتلك من قدرات مهنية لا يمكن له أن يأتي بغير هذه النتيجة لأن قرار الإعدام وضع سلفاً قبل غزو العراق. ومنذ أن خططت الولايات المتحدة وبريطانيا لغزو العراق وارتكبت جريمة الاعتداء على مبدأ القانون واستخدمت قانون القوة وليس قوة القانون واعتدت على المنظومتين القانونية والدستورية للدولة العراقية في سابقة خطيرة في العرف الدولي لأن العدوان غير شرعي لذا أقول ان الرحلة مليئة بالمصاعب والآهات وأمتع ما في الرحلة أننا كنا نجلس إلى (القائد التاريخي) صدام حسين.
* إذاً متعة الرحلة كانت فقط الجلوس إلى الرئيس الراحل للاستماع إليه لاسيما أنكم وكما أسلفت تعرفون نتيجتها؟
- متعة الرحلة كانت في الاطلاع على مكامن الراحل الكبير وعلى إنسانيته التي كانت تغيب عن أذهان الكثيرين لكن الصعوبة كانت عندما نواجه عدواً بسلاح غير الذي يواجهنا به، كنا نواجههم بقوة القانون ولكنهم كانوا يواجهوننا بقانون القوة وشريعة الغاب.
* البعض كان يرى أن فريق الدفاع ذهب بعيداً في تسييس المحكمة لأنه لم يوفر الحجج القانونية والأدلة الكافية في الدفاع عن الرئيس الراحل؟
- أحترم الرأي الآخر لكني أؤكد للمشككين في قدرات هيئة الدفاع أن القضية برمتها قضية سياسية والمحكمة لا تستند على أي مسوغ قانوني ولا العدوان على العراق يعتمد على مسوغ قانوني لكن الغزو الأمريكي للعراق جارٍ تحت ذرائع سياسية وما قامت به الولايات المتحدة بعد 9-4-2003 من احتلال لم يكن قانونيا، وتأسيس المحكمة العراقية جاء على أساس باطل، ولم نجد في هيئة الدفاع ما يمت للقانون في هذه المحكمة وحاولنا منذ اليوم الأول توجيه المحكمة إلى الجهة القانونية لكننا لم نستطع لأن هذه المحكمة مصممة شكلاً ومضموناً وفقا لإطار سياسي وليس قانوني، على سبيل المثال جاؤوا بشهود أسموهم شهود الإثبات كانوا صبية لا يعتد القانون بشهاداتهم حتى على مستوى الاستئناس، لكن هيئة الدفاع أتت بشهود فجروا أكثر من مفاجأة حيث أثبتوا أن هناك أكثر من 36 شخصاً على قيد الحياة ضمن ال148 من ضحايا الدجيل وبينهم زميل (محامي) يعمل في محافظة صلاح الدين، وهناك مخالفة تضاف إلى حزمة المخالفات القانونية التي ارتكبتها المحكمة حين أودعت شهود الدفاع في السجن وكان يفترض على القاضي ألا يقدم على هذه الجريمة لأنه ليس من صلاحية هذه المحكمة أن تبت في طبيعة الشهادة التي يتقدم بها الشاهد سواء كانت في قائمة الزور أو خارجها، كان على القاضي رؤوف رشيد وفقاً لقانون أصول المحاكمات الجزائية ولقانون العقوبات العراقية إما أن يأخذ بهذه الشهادة كلاً أو جزءاً أو لا يأخذ بها وإذا ما وجد خرقاً فاضحاً فعليه أن يحيل هذا الشاهد أو ذاك إلى قاضي تحقيق خارج ولاية هذه المحكمة، إذاً المحكمة سياسية ولا بد أن نواجه هذه المحكمة بذات السلاح ولكننا لم ننس الجانب القانوني وقدمنا من الأدلة والبراهين ما يكفي لبراءة الرئيس ألف مرة، وهيئة الدفاع لم تقصر وقامت بالجانب القانوني لو كانت المحكمة قانونية والدليل أنه لم يعتد بمرافعاتنا ولم يتم استلامها إلا قبل دقائق من تلاوة حكم الإعدام الذي أتى به (جون نيغروبونتي) كذلك لم يعتد باللوائح التمييزية التي سلمت قبل تسعة أيام وتم طرحها جانبا.
* برأيكم ما هي الاعتبارات القانونية التي وقفت وراء استبدال قاض مكان آخر؟
- هذا ما يؤكد الطابع السياسي للمحكمة، لأن السلطة التنفيذية كانت تتدخل بشكل سافر غير منطقي أدى إلى إجبار القاضي رزكار محمد أمين على الاستقالة لأنه حي الضمير، كذلك أبعدت السلطة التنفيذية القاضي سعيد الهماشي وأتوا بالقاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن الذي لا يمت للقضاء بصلة ولا يمتلك مواصفات المحامي المثالي وهو مصاب بأمراض عقلية وصدرت بحقه أحكام عام 1969 وعام 1972 و1998 وهو من بلدة (حلبجة) التي ضربتها القوات الإيرانية بغاز (السيانيت) الذي لا يمتلكه العراق وهو لا يصلح لأن يكون قاضياً عادلاً ويمكث الآن في أحد فنادق إيران الفخمة!.
* إذاً التعجيل في الحكم يخفي وراءه صفقة سياسية؟.
-التعجيل في حكم الإعدام جاء ضمن صفقة إيرانية أمريكية مترافقة مع أجندة سياسية داخلية ولا علاقة لعملية (الإعدام) بها من الناحية القانونية. لقد خالفوا كل القوانين حتى التي وضعوها فيما يتعلق بقانون المحكمة ذاتها وكذلك المادة 266 من أصول المحاكمات الجزائية التي تراعي انتظار هيئة الدفاع بأن تتقدم بطلب لتصحيح القرار التمييزي ولذلك وقتوا التصديق على قرار الإعدام يوم الأربعاء حيث يليه يوم الخميس عطلة للمحاكم وأعدم الرئيس الراحل في صبيحة يوم الجمعة في أقدس أيام المسلمين حيث يجتمع أكثر من مليوني حاج في البيت الحرام وهنا تبرز العقدة الصفوية الفارسية بوضوح. كذلك اغتالوا حق الدفاع ولم يعطونا فرصة وفق المادة 270 من قانون أصول المحاكمات الجزائية وفق الفقرات (1، 2، 3، 4) لوجود أحياء ضمن الدعوة التي زعموها- ومن الأدلة والبراهين التي أكدت كيدهم وكذبهم إخفاؤهم اضبارة الدعوة وكان من الواجب عليهم وفق القاعدة 42 من قواعد إجراءات وجمع الأدلة على المدعي العام وجوباً أن يقدم أدلة الإثبات وأدلة التجريم- وما قدمه المدعي العام هو أدلة تجريم مزورة ولم يقدم أي دليل للبراءة.
* سربت معلومات عن محاولة بعض القوى استمالة فريق الدفاع لصالحها من خلال تقديمها مغريات لثنيها عن استكمال مهمتها؟ ما صحة ذلك؟.
- فيما يخص المغريات التي قدمت لفريق الدفاع فقد أوفدنا عام 2005 ثلاثة محامين عرب إلى فرنسا وأُخبرونا بأن أحد أركان السفارة الإيرانية في باريس عرض عليهم 20 مليون دولار مقابل عدم التحدث عن موضوع (حلبجة) وفي حالة الاضطرار ينسب استخدام الغازات السامة (غاز السيانيت) إلى منظمة مجاهدي خلق، وأن نقول إن حلبجة ضربت بغاز الخردل وهذا فيه أكثر من دس وعندما رفض محامو الدفاع هذا العرض رفع المبلغ إلى 100 مليون دولار وهذا الأمر رفضته هيئة الدفاع لأن القضية ليست للمساومة أو المتاجرة ولا بد من كشف الحقائق كاملة.
* هل تتوقعون تنفيذ أحكام جديدة تطال بقية رموز النظام العراقي السابق؟
- لدي يقين بأن جميع الموجودين من أعضاء القيادة في المعتقل سيتم تصفيتهم بطرق مختلفة. قبل يومين أخبرني أحد الأخوة من الدجيل بأن محمد عزاوي الشخص الذي تم زجه في هذه المحكمة من أجل إعطائها صبغة قانونية تم حقنه بإبرة سامة وهو الآن يصارع الموت.
* ما هي طبيعة العقبات التي واجهت عمل هيئة الدفاع؟
- الشهية الصفوية لاستهداف العراقيين مفتوحة من خلال عمليات التهجير اليومي التي تتعرض لها بغداد والبصرة والقتل على الهوية الذي تقوم به الميليشيات بإمرة الحكومة، والدليل دفعت هيئة الدفاع خمسة من أعضائها شهداء اغتالتهم ميليشيات الحكومة (فيلق بدر وجيش المهدي) والمخابرات الإيرانية. طلبنا من الجانب الأمريكي والأمم المتحدة الضغط للتحقيق ووعد الجعفري حينذاك شخصياً بالتحقيق ولم يحقق مطلقاً في هذه الجرائم، والذين يقومون بتخويف المحامين وقتلهم كانوا يجلسون في الطابق العلوي من المحكمة، وهم من أقطاب الحكومة، ويتم استهداف المحامين على أساس كفاءتهم وشجاعتهم. ومن الأمور التي اعترضتنا خلال ثلاث سنوات من عمل هيئة الدفاع تعرضت ل13 محاولة اغتيال من قبل الميليشيات الحكومية.
* هل كان الرئيس حين ألقي القبض عليه في بزته العسكرية؟
- لم يكن الرئيس في لباسه العسكري حين ألقي القبض عليه لذا هو قانونياً مختطف وتم اعتقاله اعتقالا جزافيا نددت به المنظمات الدولية.
* ماذا عن قصة الحفرة التي ظهر فيها الرئيس الراحل وكأنه اتخذها مكانا آمنا يصعب الوصول إليه؟
- هناك فبركة أمريكية واضحة ويبدو أنهم استفادوا من القصص التي ينسجوها في مدارس هوليود لاسيما وأن الجيش الأمريكي أثبت في هذه العملية أنه مدرسة هوليود الأساسية بل تفوق عليها في نسج هذه الأفلام.
* كيف تصف لنا حال الرئيس الراحل في آخر لقاءاتك به؟
- الرئيس ومنذ اللقاء الأول معه كانت معنوياته عالية جداً ويحرص على رفع معنوياتنا داخل المحكمة وحين نكون في حالة توتر إزاء خروقات المحكمة كنا نستمد منه قوتنا لأنه كان متألقاً رابطاً للجأش ومؤمناً بقدره ومؤمناً بإرادة الله وأكثر ما كان يهمه أن يطلع العالم على الحقائق التي زورها الاحتلال ورموزه في العراق.
* ماذا عن أصعب المواقف التي مر بها الرئيس الراحل خلال فترة محاكمته؟
- فترات التحقيق كانت صعبة جداً لاسيما وأن جميع القضاة والمدعين العامين تم تعيينهم على أساس طائفي ومذهبي وكانوا يستفزون الرئيس كثيراً. هذه لحظات عسيرة لاسيما في مراحل التحقيق من عام 2005.
* كم مرة التقيت الرئيس؟
- التقيت الرئيس أكثر من 140 لقاء بينها لقاءات بمفردي مع الرئيس وأخرى بوجود زملائي أعضاء هيئة الدفاع ولكنني لم ألتقه في آخر لقاءين يومي 26-28-12-2006 قبيل إعدامه لأنني تلقيت طلباً من الجانب الأمريكي بعدم الذهاب إلى بغداد بحجة وجود مخاوف على حياتي.
* لوحظ وجود حساسية خلال التعاطي القانوي بين فريق الدفاع من جهة والمدعي العام ورئيس المحكمة من جهة أخرى، كيف تصف هذه العلاقة؟ وهل ثمة فارق بين القاضيين رزكار أمين ورؤوف رشيد؟
- القاضي رزكار محمد أمين كان يحترم الجميع ورجلاً مهنياً وهو من الأكراد المشهود لهم تاريخياً بدماثة الخلق وحب العراق وتربطنا به علاقة احترام ومهنية، ولكن القاضي رؤوف رشيد وضع نصب عينيه معاداتي لكسر إرادة هيئة الدفاع والتأثير سلباً على الرئيس الراحل ورفاقه. وكانوا يقصدون استفزازنا من خلال ارتكابهم للمخالفات القانونية داخل المحكمة، الادعاء العام لم يكن خصماً نزيهاً وكان ينظر إلى فريق الدفاع بطائفية ويتوعد بعض المحامين من خلال الحركات التي كنا نشعر بها وكان متحيزاً بشكل مبالغ فيه.
* أشرتم إلى أن الرئيس الراحل كان معتقلاً في المنطقة الخضراء؟
- كان الراحل يحتجز في أحد قصوره بضواحي بغداد وبعيداً عن معسكر (كروبر) وكان اللقاء الأول لي معه في قصره، أما اللقاءات الأخرى فكانت في معسكر كروبر أو في المحكمة أثناء انعقاد الجلسات.
* كيف كان الرئيس يتابع المجريات السياسية في العراق والمنطقة؟
- في المقابلة الأولى لم يكن الرئيس على علم بما يجري خارج حدود غرفته وفي الزيارات اللاحقة تم إدخال بعض الصحف التي لاحقها مقص الرقيب داخل المعتقل رغم أنها تابعة للحكومة انتهاكا لاتفاقية جنيف وقوانين حقوق الإنسان واستجابت القوات الأمريكية لطلبنا لكن بعد فترة من مطالبتنا وأدخلوا له صحيفتين (الصباح والشرق الأوسط) وهذه الصحف يلاحقها مقص الرقيب وهي داخل المعتقل وكان يقول لي: عندما أقرأ صحيفة الصباح أفهم ما يدور فيها بالعكس وحين تذكر الصحيفة (إرهابيو الرمادي) ضربوا القوات الأمريكية يعني أن هناك مقاومة، وفي المكان الذي كان يعتقل فيه يسمع الانفجارات وأزيز الرصاص، والجانب الإنساني كان غير متوفر كلياً في المعتقل، وتعرض لضغوط نفسية من قبل الجانبين الأمريكي والمحكمة لكنه بالرغم من ذلك كان صلباً ولم يتأثر بهذه الضغوط وطالبنا من اللحظات الأولى ب(جهاز راديو) وتم إيصال المذياع لكنه أيضاً تعرض للفلترة ولا يبث سوى إذاعة المؤتمر واعترضنا مرة أخرى وفلتروه على راديو سوا وفيما بعد فلتروه على وكالة الأنباء العراقية وتم سحب الجهاز قبل يومين من اغتياله لكي لا يسمع بنبأ إعدامه، وكنا ننقل له ما يدور على الساحة الإعلامية لأننا كنا نؤمن معه أن المعركة سياسية وإعلامية وكنا نقرأ له مقالات المعارض العراقي السابق الصحفي علي الصراف (رسالة اعتذار إلى دكتاتور رائع) وفرح بها كثيراً وكنا نزوده ببعض الكتب الدينية والمصاحف وبعض الكتب ذات الصلة بالتراث العربي واللغة العربية.
* هل تم استلام كل المتعلقات الشخصية التي تعود للرئيس الراحل؟
- تم استلام كل المتعلقات الشخصية من قبل المحامي المخول بذلك وتم تسليمها لعائلته دون نقص بما في ذلك المصحف والملابس التي كان يرتديها لحظة اغتياله.
* كيف كان ينظر إليك الرئيس الراحل؟
- نظرة الأب لابنه والأخ لأخيه لقد قال ذات يوم واصفا إياي: الحمد لله الذي أكرمني مكان عدي وقصي بك يا خليل إن مكانتك داخل نفسي عالية وكبيرة وثقتي بك ليس لها حدود.. لقد منحني ثقة عالية أقلها أن لا يمنح أي محام وكالة عنه مشترطا موافقتي أولا ناهيك عما قاله عني من أبيات شعر رائعة من تأليفه وثقته العالية بي في أمور كثيرة.
* بعيدا عن السياسة ما هي أبرز مخالفات المحكمة من الناحية القانونية؟
- مخالفة المادة 285 من قانون أصول المحاكمات الجزائية (أ، ب) المادة 286 والمادة 288 التي تنص على أن حكم الإعدام لا ينفذ إلا بمرسوم جمهوري وكان يتوجب عليهم إخبار المحامي لحضور عملية الإعدام. وقانون المحكمة الذي لا نعترف به اشترط أن يوقع مجلس الرئاسة (رئيس الجمهورية ونوابه) على مرسوم الإعدام لكن ذلك لم يحدث وحاول رئيس الوزراء تدارك الموقف بإرساله كتابا يحمل رقم 545 تاريخ 28-12-2006 إلى القاضي مدحت محمود وهو رئيس أعلى سلطة قضائية في العراق يطلب منه تخويله بتوقيع حكم الإعدام لكن هذا القاضي المهني رفض عملية الإعدام وطلب أن تصادق هيئة الرئاسة بالإجماع قبل تنفيذ الإعدام وإلا فإن تنفيذ الحكم سيكون غير قانوني وغير دستوري ولهذا أنا أسميها عملية اغتيال وفقاً للدستور العراقي.
ولا بد من الإشارة أيضا إلى مخالفة صريحة تتعلق بحبل المشنقة إذ إن النص القانوني يؤكد على صنع الحبل من مادة الحرير أو البريسم حتى لا يؤذي الجسم لأن المقصود من الإعدام قانونياً إفقاد الشخص لحقوقه في الحياة لكن عملية التمثيل والتشويه التي تم بها الإعدام عملية غير قانونية، وتم صنع الحبل في إيران من مادة الخيزران أو الليف الخشن بسمك لا يتناسب مع طول وقامة ووزن الرئيس الراحل لأنه يجب أن يكون هناك توافق بين سمك الحبل وقامة الشخص ووزنه أثناء الإعدام، كان طول الحبل 41 قدما وقام جندي أمريكي من أصل يهودي بقطع قدمين والمقصود بهذه العملية أن يكون بقدر عدد الصواريخ التي استهدف بها الرئيس الراحل إسرائيل، وحاولوا إرباكه في اللحظات الأخيرة لعدم تمكينه من النطق بالشهادة كما تم تسليم جثة الرئيس إلى الميليشيات وتعريضها للركل الذي فسره لاحقاً مستشار الأمن القومي (كريم شهبور) موفق الربيعي حين قال: (ان الرقص على الجثة هي من عادة العراقيين) لكني أؤكد له أن الرقص على الجثة عادة فارسية وليست من عادة العراقيين وتذكرنا بمقتل العباس حين علقوا رأسه بالسهام. فضلا عن المخالفات التي لا تعد ولا تحصى لهذه المحكمة.
* طالما كنتم غير مؤمنين بالمحكمة لماذا واصلتم دفاعكم حتى اللحظة الأخيرة؟
- بما أن المحكمة سياسية والنتيجة معروفة سلفاً كان علينا أن نثبت للعالم أجمع حقيقة هذه المحكمة وهذا متفق عليه بيننا وبين الرئيس الراحل ولذلك فإن المحامين المتطوعين تجشموا الصبر والمخاطر للدفاع عن الحق مهما كانت طبيعة المحكمة والأهم كيف يمكننا أن نتعرف على أخطاء المحكمة ونحن بعيدون عنها، ولولا وجودنا داخل المحكمة لما تعرف العالم على هذه المغالطات القانونية ووجودنا داخل المحكمة لا يعني شرعيتها، وإجراءات المحكمة لا يمكن لأي شخص أن يوقفها من الناحية القانونية لأنها سياسية بامتياز ولا علاقة لها بالقانون.
كلمة أخيرة.. تحية إلى الشعب السعودي وقيادته الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي نذكر بإجلال مواقفه العربية ولا أنسى الزملاء المحامين السعوديين الذين آزرونا طيلة فترة المحكمة، كما نوجه التحية لكل الشعوب العربية التي قدمت الكثير لخدمة القضايا المصيرية ولكل الخيرين في الإنسانية وألف تحية لزملائي فرسان هيئة الدفاع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.