- د.محمد رضا مبارك ..فإذا استطاع فن ماأن يكون جامعاً لأكثر من فن واحد، فلم لايكون سيد الفنون وقائدها في مضمار الحداثة الجديدة. وإذا كانت القصة القصيرة كالرواية منذ عرفاً فنين أدبيين لهما السيادة المطلقة على الشعر في الكثير من التجارب فإن الحديث جرى في أكثر من محفل أدبي عن الشعرية في القصة والرواية..مثلما جرى الحديث عن السردية في الشعر بعد أن كان السرد موئل القصة لا يتجاوزه إلى فن آخر..وعلى هذا النحو شهدنا ونشهد نمو التجارب التي تقرب بين الأجناس الأدبية، أو قد توحد بين أكثر من جنس أدبي واحد وإذا كان للشعر ميزة التفرد على الفنون بكونه موسيقياً أولاً، ولأنه فن اللحظة المدهشة الخارقة التي تقول كل شيء في إيجاز كثيف فإن الذاكرة ما عادت تركن فقط للموسيقى الخارجية دليلاً على الشاعرية، إنها تبحث عن موسيقى الكلمات الثاوية في النص وعن الصوت الموصوم لا الصوت الظاهر، عن تجانس لفظي ومعنوي في آن واحد وليس ضرورة أن تكون هذه الموسيقى ذات انفعال صاخب بل يكفي فيها همس الكلمات..وأصبح البحث عن مثل هذه الموسيقى هم الناقد الذي عليه أن يكتشف جماليات النص في إطار رؤية جديدة لاتعتني بماهو معطى في النص بل بماهو متخفى..ولاتعتني بالذي يقال في النص بل بالذي لايقال..لهذا أصبحت مهمة الناقد صعبة ومعقدة لأنها تبحر في نصوص لاتعتمد القناع أو الرمز للوصول إلى أعلى درجات التعبير بل تعتمد اللغة التي يجب أن تطاوع تجربة واسعة الآفاق، معقدة في أصولها وفي تطلعها وفي فهمها..فماعاد القارئ المعاصر يبحث عن السهولة في النص،بل ماعاد يبحث عن المعنى، وهل المعنى هو مايقصده الكاتب..وهل للنصوص معنى معين يمكن الوقوف عنده أو مراجعته بين الحين والآخر..وإذا كان للنص معنى فماالفرق بينه وبين اللغة العادية؟؟ وليس هذا موضع إشكاليه ما، فالإشكالية توجد حين لايوجد من يستجيب لسؤالها وإنما هو مواضعة فكرية وأسلوبية ولغوية ، طلع بها علينا العصر وإن كان القدماء قد أشاروا إليها خير ماتكون الإشارة في بعض المدن العربية القديمة. تنتمي نصوص خالد الأهدل إلى هذا المنحى الفكري واللغوي الذي أشرنا إلى بعض مواضعاته السابقة.. فهو يتخذ لنفسه فناً حديثاً هو فن عرفت أصوله منذ زمن، ولكن لم يتخذ لنفسه الانتشار الكافي إلا بعد حين..حين وجدنا فن التكثيف القصصي الشهير عن «أو.هنري» أو عند «ادغار الآن بو»، والتقط الكاتب العربي بعض مسارات هذا الفن بعد منتصف القرن حين ظهرت قصص «أميل حبيبي»، سداسية الأيام الستة، قصص سعيد أبي النحس المتشائل..وظهرت إلى جانبه شعرية قصيدة النثر عند محمد الماغوط..وإن اختلف الفنان الأدبيان في كلا التجربتين فإن التجارب اللاحقة قربت بينهما أي تقريب..ولقد فاجأ الذاكرة العربية القارئة تلك القصائد أو «القصص القصيرة المترجمة» عند الشاعر اليوناني «كافافي» حين كتب أجمل قصائده في منفاه الاختياري في مدينة الإسكندرية..لقد قر في الذاكرة العربية المبدعة أن أساليب التعبير عن التجارب الفنية متسعة اتساع هذه التجارب..فالتقطت هذه الذاكرة هذا المنحى المدهش والمقلق في آن، تتقدمه رموز الثقافة العربية المتطلقة مثلما تتقدمه طلائع من مثقفي الغرب. وليس بدعاً أن يتأثر الأدب العربي بغيره من الآداب العالمية، فقد أوجد هذا التأثر أفضل إبداعاته في تطور الشعر العباسي بعد التلاقح الثقافي الكبير إبان ذلك العصر، وإذا كان هذا التلاقح لم يقض على الهوية الثقافية العربية فإن التلاقح الجديد لايضيع هذه الهوية قطعاً..لأن التجربة الخاصة واللغة المستخدمة في تجلية هذه التجارب لابد أن تعزز هذا المنحى الجديد. في مشاهد مثل «السفر الليلي» وفي «إعدام» وفي «مرسوم عاجل» «2» هناك تجربة تخيلية واحدة..مفرداتها التي تكون هذا المعمار التخيلي الليل، المقبرة، الإعدام، العهد..الأشلاء..وإذا رصدت رصداً موضوعياً طبيعة القص، لابد أن ترتسم خارطة ربما واسعة الأرجاء لنمط من التخييل وتتحدد أبعاد تجربته في إحساس عميق بالمأساة التي تلف كل شيء.حتى إذا وجد القاص الأهدل طريقاً لتجسيد هذه التجربة المتصورة والمتخيلة استعار من عالم الحيوان رمزاً لإيصال القصد الشعوري الذي أطرته المأساة، فهناك دائماً ليل وظلمة وكائنات تشبع رغباتها في هذا الليل، وهناك حوار مفترض بين كائنات ليلية «بوم، قط» وبين كائن متخيل يصدر أوامره عشوائياً تارة وتارة يصدرها بنظام دقيق، فالتجربة تجاوزت الواقع المأساوي لا لكي تبتعد عنه بل لكي تكون قريبة منه، فماذا تعني مراسيم إعدام قط مثلاً، غير محاولة من القاص استدراج قارئه إلى حادثة غريبة، لا ليتوقف عند تلك الغرابة بل ليتجاوزها إلى فضاء أوسع يتعلق بالشرائع الدولية أو انتهاك حقوق الإنسان..إن التأليف بين هذا الكل المتناقض لن يكون صعباً أو مستحيلاً لأن القاص يتحرك في فضاء متخيل اختاره لنفسه، إنه رصد عوالم التخييل اللغوي على وفق مايقوله رولان بارت «يجب أن نرصد الكلمة بوصفها وحدة فريد،وجوهراً فرداً سحرياً وأن نرصد الكلام بوصفه أداة للفكر أو تعبيراً عنه. ويجب كذلك أن نرصد الكتابة بوصفها نسخاً للكلام والجملة بوصفها قياساً منطقياً مغلقاً» «3». أصبح للكتابة إذا خاصيتها المعبرة عن ذاتها، وتختلف كل الاختلاف عن كل مايظن أنه يشابهها وفي قصة «إصرار» «4» يحاول القاص عبر منحى قصصي واضح الأبعاد أن يميز بين فعل القراءة وبين عدمها..والقراءة هنا الإصرار على وعي الذات أو وعي الكائنات المحيطة..إنها فعالية الكائن في مواجهة الإبعاد والنفي..حين تهاجم القراءة كائنات التيه الضبابية التي تحجب الحروق وتقمع القراءة من جذورها..نحن أمام قصة يتوسع فيه الرمز وتضيع الحدود بين الرمز والمرموز إليه..فإذا كانت القراءة رمزاً محدداً ومعنياً بفعل ماتشير إليه المفردة «القراءة» فإنها أصبحت في القصة رمزاً عاماً مطلقاً وربما تعادل الوجود وماحوله..وبقدر ماأراد القاص أن يشير إلى فعل القراءة المحدد فإنه أراد من ناحية أخرى أن يوسع أفق الرمز لكي يخرجه من سكونيته ومعناه المحدد وكلا المعنيين يمتزجان في تجربة شعورية وعاطفية مثيرة، إذ ليس فعل القراءة وحده هو المقصود بل هو فعل الحياة بأوسعها، حين تنتهي القصة بالابتسامة وإشعال الضوء، فإذا كانت الكائنات الليلية المظلمة مدمرة للحياة ولقوانينها، فإن الابتعاد عنها ماكان إلا فعلاً عادياً لا يصعد إلى مستوى المواجهة مع هذه الكائنات ولعل «إغلاق الباب» خوفاً من تسرب هذه الكائنات يوحي بنوع ما من المواجهة.. إن الرمز في هذه القصة وإن بدا طيعاً سهلاً لبساطة التركيب إلا أنه يظل رمزاً يتجاوز منحاه الظاهري إلى ماهو أكثر بعداً وغوراً فهل المنحى الصوري في هذه القصة أو في غيرها كان بفعل ايديولوجي أم فني لغوي..ومعروف أن التفاضل في النص لايقوم على أساس ايديولوجي «فالتفاضل ينم عن انحراف: فالنص وقراءته شيئان منفصلان، وماهو فائض ومكسور،إنما هو الوحدة الأخلاقية التي يلح المجتمع على وجودها في كل إنتاج إنساني» «5». في قصته القصيرة «اقتربت الشمس والتحم القمر» «6» حاول القاص جاهداً إضفاء الشعر على الكلمات..فتكاثر الوصف الداخلي والخارجي للمنظر اليومي المعتاد، مع شيء من الصور العاطفية المتخيلة والبعيدة التي تتناقض وتتحد في آن معاً..استفاقة الأطفال من القيلولة والبساط الأخضر الذي زرعوه ثم ليالي المرفي مدن التيه، إنه حفل يومي هو استيقاظ المدينة وفرح الأطفال والشمس ودائماً هناك ماينتظر فماذا ينتظرون؟ هنالك شبه بين هذه القصة وقصيدة قصيرة أنتجها «كافافي» وأطلق عليها اسم «البرابرة»، ومع اختلافات في التفاصيل فإن المدينة تعج بالضجة والشكوى لأن البرابرة لم يصلوا..هنالك إذا انتظار..لكنه انتظار من نوع خاص، فماذا يفعل البرابرة ولو وصلوا..لقد طال ليل المدينة حتى بدأ لها أن فعل البرابرة هو المخلص!! أية سوداوية كافافية تلك التي يكون بطلها لا المسيح المنتظر التي تتلهف مريم المجدلية ليوم بعثه بل البرابرة الذين لن يجدوا شيئاً لكي يهدموه.. تحاول هذه القصة أن تسير في الاتجاه الشعوري والفكري نفسه وأن تستعين بلغة الشعر الواسعة الأفق والقليلة التفصيل لكن دائرة القصة لم يكتمل قوسها الأخير، بل ظل مفتوحاً يشير إلى أن القاص لم يستطع التوفيق تماماً بين أسلوب القاص العادي والمنحى الشعري للكلمات وكأننا نطالبه بما يطالب به عادة الشاعر الحق «فبمستطاعنا تعريف الشاعر القوي على أنه الذي لايحتمل أن تتوسط الكلمات بينه وبين الكلمة، كما لايحتمل أن يحجز الآخرون عنه آلهة الشعر» «7» وربما كان له مايسوغ وقوفه خارج الدرجة العالية من الشاعرية فمحاكمة القصة بمعنى الشعر أو بدلالته أمر لم يقر بعد في الذاكرة الإبداعية والذاكرة النقدية أيضاً. قد يدعونا الموقف النقدي إلى التوقف أمام قصة أزالت اللثام عن المغزى الرمزي الذي يتبعه القاص، فبعد قراءة فاترة للمجموعة، يظل الرمز عصيا على الإفصاح، ومع قراءة أخرى تقف قصة «حالة ولادة لمقبرة عتيقة» «8» وكأنها فاتحة المجموعة القصصية، فلقد توضح المنحى الرمزي عند القاص، ولعل هذه القصة مفتاح لقراءة القصص الأخرى، وقد وضع القاص هذه القصة عنواناً للمجموعة كلها.وبغض النظر عما تعنيه دلالة العنوان فإن القصة تتمحور حول كائن غريب أطلق عليه القاص اسم «الغول العنكبوتي»، الذي يصيد كل يوم صيداً تبعثه المدينة إليه وهي صاغرة.. والدلالة الرمزية لهذا الكائن وعلاقته بالمدينة لاتخفى بل علاقته بمدننا كافة لاتخفى أيضاً، وحين يكون الأطفال هم مادة صيده اليومي، نتيقن جيداً أن القصة توغل في ترميز أحداثها لتصل إلى نهايات قد تكون متوقعة.. أما سبب هذا التوقع فهو المنهج الفكري للقصة فالأطفال الذين يرمون طعماً للغول العنكبوتي هم أنفسهم المخلصون، إذ تنتهي أسطورة هذا الغول عندما يجهز عليه في آخر المطاف طفل تحرر من عقدة الخوف «وقد نام طفل على ظهره، بعد أن صنع من الدم المسفوح غطاء يقيه رياح الخنوع الباردة » «9» والقصة في منحاها تشير إلى انتظار المدينة زمناً، تقدم مايفرضه عليها واجب الطاعة..وهي تنتظر المخلص وقد لايجيء وتظل زمناً على حالها السكوني تنزف كل يوم لإرضاء هذا الكائن النهم الذي يجثم على صدرها.. ولايخلو المشهد الكتابي القصصي من إثارة تربط بعض معطيات الحاضر بالماضي السحيق في هامش جانبي حين تنص القصة «في اليوم التالي سمع المارة جذع نخلة غرس في الساحة منذ بداية التكوين يقرأ فصولاً من سفر الزمن الماضي تحلق الناس أرهف الشيخ السمع واستطرد الراوي هذا المشهد الذي بدأ وكأنه يعترض المنحى الرمزي في القصة ولكنه في الحقيقة يمضي في إغناء الرمز القصصي الذي بني أساساً على الضحية التي تعطي دون حدود وتساق هي نفسها في الأخير إلى الموت..لأن نهم الكائن العنكبوتي هذا لايتوقف عند حد..ومعروفة دلالة العنكبوت الواقعية في قدرته على الامتصاص، امتصاص الدماء ليس إلا..وحين يتجاوز الطفل صمت المدينة، ويتصدى للغول، فذلك هو المنحى المتوقع الذي ربما وجدنا له صدى في كثير من الآداب العالمية، وتقف مسرحية في انتظار غودو للكاتب المسرحي الشهير «صموئيل بكت» «10» في أول مايمكن أن يشار إليه في هذا المجال، إذ بينما كان الناس ينتظرون المسيح المخلص، كي يرفع عنهم حياة المذلة والهوان والصغار..وإذا المسرحية تنتهي بالنهاية التي تقول أن المخلص هو أنتم أنفسكم وليس المسيح..وكان انتظاركم الطويل هو انتظار دون جدوى على هذا النحو تنتهي قصة «حالة ولادة لمقبرة عتيقة» بمشاهدها الثلاثة حين تقول القصة «ثار النقع، حجبت الرؤية..قهقهة..زئير..انكمشت الأشياء..وانقشع النقع:« الغول» يتخبط في دمه.. «الطفل» يمسح عرقه، يرتقي ظهر «الغول» ليستريح قليلاً..بينما ذهب طفل آخر ليصنع فجراً جديداً..» وليس من شك أن القصة في اختيارها لرموزها وفي منحاها الرمزي المختار بدقة قد نجحت أيما نجاح في تجلية رؤيتها وكان الطفل رمزاً موحياً كأكثر مايكون الايحاء قوة وتدفقاً. وإذا كان القاص حريصاً على تغليف رؤيته القصصية بأقصى مايمكن من أغطية ربما ليقاوم سهولة التلقي ولكي يصطدم قارئه بفجوات في النص، يختبر فيها وعيه وقدرته على ملء هذه الفجوات وإن لم تصل جميع القصص إلى هذا الهدف إلا أن بعض القصص تندرج في سياقات أليفة ومشاهدة وكأنها تفصح عن منحى فكري قريب من أحاسيس القارئ.. وإذا كان هذا النوع من القصص قد وجدناها عند عدد كبير من القصاصين في البلاد العربية فإن القاص خالد الأهدل لجأ إليه مذكراً بأن هذا النوع من القصص لم يأفل بعد من سماء الإبداع الفني والقصصي، وقد تكون القصة القصيرة جداً «العودة» «11» أنموذجاً حياً وواضحاً لهذا الاتجاه القصصي..فلقد حلت المدينة المعشوقة مكان المرأة المعشوقة،وغدا الاثنان متحدين في رمز واحد، فلقد وجد المعشوقة المرأة والمعشوقة المدينة تقفان في مستوى تعبيري واحد إذ يقول «بينما كانت أشعة الضحى تغازل جسدها البض، وقد تعرت لها تماماً، سوى غلالة ضبابية تحمي بها مفاتنها الصاخبة من أية نزوة مراهقة». وقد غلب على القصة بوح عاطفي صيغ بمهارة لغوية، وقدرة على التصوير..وجعل الصورة البصرية مشاهدة عياناً كأقرب ماتكون وأوضح ماتكون ولو دققنا في لغة القص هذه لوجدنا أن القاص تمكن وبقصدية فنية من تغليف رمزه بطريقة من يعي كيف يستخدم اللغة ويتعامل مع مفرداتها. وإذ وضع نهاية لهذه القصة تتناسب مع عودته إليها، فإن هذه النهاية ماكانت إلا لتمشي بهذا الانسياب الجميل للكلمات لكي يكون الفعل في الأخير منسجماً ومتجاوباً مع هدف فكري أوضحه القاص من الكلمات الأول للقصة..هكذا تكون العودة إلى «عدن» تجلياً لأشواق ومكابدات طالما ظلت الذاكرة حية تنبض بها.ثم لتشهد في الأخير هذا اللقاء الذي لا فكاك منه. الهوامش: 1 مجموعة قصصية تحت الطبع تضم أربعة عشرة قصة قصيرة سبق نشرها في الدوريات اليمنية. 2 مشاهد من قصة بعنوان «مقاطع من موشح عربي معاصر » نشرت في ملحق الثورة الثقافي، الجمعة 29/8/1997م. 3 رولان بارت لذة النص ترجمة منذ العياشي دار لوسوي باريس ط1 1992م. 4 نشرت في مجلة الثقافة. 5 المرجع السابق، ص62. 6 نشرت في ملحق الثورة الأسبوعي، الجمعة بتاريخ 2/3/1990م. 7 .محسن الموسوي مجلة علامات المقارنة والتناص ص27، الجزء السادس والعشرون، المجلد السابع 1997م. 8 نشرت في ملحق 14 أكتوبر الأسبوعي. 9 المصدر السابق. 10 صموئيل بيكت كاتب إيرلندي معروف، وهو واحد من كتاب العبث واللامعقول، هذا الاتجاه الذي ظهر في الأدب الغربي في منتصف هذا القرن، وترجمت المسرحية إلى العربية، ومثلت على المسرح مراراً في عدد من العواصم العربية. 11 نشرت في صحيفة البريد الأدبي، العدد الخامس.