مدير عام المديرية : المجالس المحلية أثبتت فاعلية في خدمة مجتمعاتها المحلية استطلاع / عدنان صفي ..منذ أمد بعيد والديمقراطية من أبرز معالم عصور ازدهار الحضارة اليمنية، وبقيام الجمهورية اليمنية وإعادة وحدة الأرض والانسان اليمني في 22 مايو 1990م أضحت الديمقراطية حقيقة واقعة، اعتمدت في جوهرها على التعددية السياسية والقبول بالآخر في صنع القرار.. وبصدور القانون رقم «4» لسنة 2000م بشأن المجالس المحلية تكون الوحدة اليمنية قد خطت الخطوات الاجرائية في فاعلية الحضور لكل الأطراف السياسية والاجتماعية للمشاركة في وضع الخطط والبرامج التنموية للمجتمع.. وبحجم الزمن الذي قطعناه في هذا الطريق يكون حجم التأثير واضحاً للمجالس المحلية في كسر طوق العزلة والتخلف.. لتنطلق نحو البناء وتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع..اليوم وبعد أن خاض الوطن الاستحقاق الثاني في انتخاب المجالس المحلية في 20 سبتمبر 2006م يحتم علينا أن ننقل واقع الانجازات ونسبر أغوارها سعياً في تعزيز كل ماهو ايجابي وتطويرإصلاح ما شابها من سلبيات.. من هنا كانت لنا هذه الجولة الاستطلاعية في مديرية حجر، احدى مديريات محافظة حضرموت، للإطلاع عن ما تحقق من انجازات ومشاريع عملاقة تعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للمجتمع المحلي. 2 مليون نخلة مديرية حجر تقع في الجزء الجنوبي الغربي لعاصمة المحافظة المكلا تحدها شمالاً مديرية دوعن.وتحدها شرقاً مديرية بروم وميفع..وغربا ًمديرية يبعث ومديرية ميفعة م/شبوة وجنوباً / مديرية رضوم م/شبوة ومديرية ميفعة / شبوة. تبلغ مساحتها الاجمالية 3266 كم2 وهي ذات سطح جبلي، وتنتشر فيها العديد من الأودية التي تصرف مياه السيول المنحدرة من أهمها وادي حجر الزراعي كما ترتكز مساحاتها الزراعية على ضفاف الوادي، وتعد مديرية حجر الأكثر انتاجاً بالتمور ، وقدرت أشجار النخيل فيها بما يزيد عن 2 مليون نخلة كما تتمتع بالمواقع الأثرية التي يعود تاريخها لفترات متباعدة من الزمن.. مثل حصون بن دغا الذي أوصى فخامة الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بإعادة تأهيلها إلى جانب تميز وادي حجر الزراعي بالمناطق السياحية نظراً للاخضرار والأشجار المنتشرة في كافة أنحاء المديرية. وقد أولت القيادة السياسية والسلطة المحلية بالمحافظة الرعاية والاهتمام في تطوير وادي حجر الزراعي وذلك ما برز جلياً في الدور البارز للأخ عبدالقادر علي هلال محافظ حضرموت من إقامة مهرجان النخيل الأول في المديرية. نقلات هامة وفي مركز الصدارة التقت «الجمهورية» أحد أعيان المديرية الشيخ ناصر بن مهدي باقطمي والذي تحدث الينا قائلاً: بالأمس كانت «حجر» كئيبة ومجهولة عن الحضور واليوم بفضل الوحدة صارت تزخر بالمشاريع الخدمية والتنموية بعد أن كانت تدفنها الأتربة والطرق الوعرة والصحة المفقودة. ويضيف باقطمي: لقد حظيت المديرية بعدد من التوجهات والخطوات الهامة ومن أبرزها المشروع الحيوي في ربط المديرية بشبكة طرقات اسفلتية في غاية التخطيط والتوسعة عوضاً عن الطرق الوعرة التي لايتحملها المرء إلى جانب الطريق الدائري الذي يربط وادي حجر بالطريق القبلية مروراً بمديريتي يبعث والضليعة. وحث الشيخ باقطمي السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة على ضرورة النظر في وضع دراسة مستفيضة للاستفادة من «سد الخرار» كون المديرية قائمة على الزراعة والنخيل، وهذا السد سيلبي كل الاحتياجات وسيغطي ثلاثة أرباع الأراضي الزراعية بالمياه، وبالأمانة ان هذا المشروع يعد من أولويات مطالبنا. خدمات صحية متوفرة صحياً ارتأينا أن ننقل الجانب الصحي من ذوي الاختصاص.. ففي مستشفى الجول التقينا الأخ/محمد عبدالله بن مرضاح مدير مكتب شئون الصحة بالمديرية والذي حدثنا قائلاً: لقد شهدت الفترة المنصرمة وتحديداً منذ عام 90م جهوداً عظيمة وكل ماتحقق لنا كان في حكم المستحيل حين كنا نعاني ويلات التدهور الصحي، وانتشار الملاريا بشكل مخيف واليوم قد تلافينا كل ذلك بجهود كل المخلصين من محلي المديرية ومكتب الصحة والسكان والسلطة المحلية والتنفيذية بالمحافظة. موضحاً ان مكونات الصحة بالمديرية تتكون من مستشفى الجول الريفي وعدد «19» وحدة صحية.. ولدينا من المساعدين الصحيين عدد 6 أفراد من خيرة الصحيين وعدد 15 ممرضاً وعدد 3 قابلات مجتمع وعدد 3 مرشدات. كما يوجد بالمستشفى عدد من الأطباء والمساعدين الأكفاء الذين يؤدون واجبهم الانساني على أحسن وجه.. وبالمستشفى ثلاثة أقسام هي قسم الرجال والنساء والأطفال والقسم الخاص بالوضع «الولادة» أما الحالات الخطيرة والمستعصية على المستشفى فنقوم على الفور بإرسالها إلى المستشفى العام بالمكلا. وأخيراً شدد الأخ بن مرضاح على ضرورة تأهيل الكادر الطبي من أبناء المديرية وإعطاء الأولوية القصوى لمثل هذه المناطق النائية.. شاكراً جهود المجلس المحلي وهيئته الإدارية في تذليل كل الصعوبات التي تعترض سير عملهم وإبراز التعاون المستمر بين الجميع لهذا العمل الإنساني النبيل. مدارس حديثة وعن جملة المشاريع بمديرية حجر يحدثنا الأخ/ناصر عمر بلبحيث المدير العام رئيس المجلس المحلي بالمديرية قائلاً: لقد شهد الجانب التربوي قفزة نوعية حيث كانت المباني المدرسية لا تتعدى أصابع اليد.. ومجملها مبنية من سعف النخيل، وبعد الوحدة انجزت المدارس الحديثة ذات المواصفات الراقية.. ودليلنا على ذلك مدرسة الصدارة حيث زار الأخ محافظ حضرموت الاستاذ عبدالقادر هلال المديرية في يونيو 2001م وشاهد بأم عينيه الحالة غير المرضية للدراسة تحت سعف النخيل فأعطى توجيهاته بضرورة سرعة انجاز الصرح التربوي الملائم.. وفعلاً كانت التوجيهات في محلها.. ونشير انه التقطت حينها صورة تذكارية للأخ المحافظ يتوسط الطلبة بالصدارة تحت سعف النخيل.. وبعد عام أقيمت المدرسة الحديثة في نفس الموقع المشار اليه. ففي منطقة الصدارة تم بناء مدرسة من 6 فصول مع ملحقاتها بتكلفة 22.711.000 مليون ريال. في منطقة المنتاق تم بناء مدرسة من 4 فصول مع ملحقاتها بكلفة 119.996.000 مليون ريال. في منطقة كحلان تم بناء وتجهيز عدد 5 فصول ومكاتب بكلفة 17.711.000 مليون ريال. إضافة عدد 6 فصول في مدرسة مكارم الأخلاق الثانوية بكلفة 53.500 ألف دولار. ترميم مدرسة الخنفسة بمبلغ 53.000 ألف دولار. وهناك أيضاً العديد من المشاريع التربوية المنفذة وقيد التنفيذ في كل من جزول بون عين باسويد قشت مع ترميم مدرسة البنات في منطقة محمدة. مشاريع طرقات وفي مجال الطرقات تمثلت أبرز المشاريع في تنفيذ الطرقات بطبقة اسفلتية تربط المديرية بباقي المديريات ، وهي تعد مفخرة لنا جميعاً.. حيث تم تنفيذ طريق وادي حجر الزراعي بكلفة اجمالية قدرت ب مليار و878 مليونا و496 ألف ريال. كما تم شق طريق المنشاف والجوبة بمبلغ 12.000.000 مليون ريال. وصيانة الطرق الترابية التي تربط مناطق وقرى المديرية بمبلغ وقدره 80.000.000 مليون ريال. نشاط صحي في الجانب الصحي حقق المجلس المحلي انجازات عظيمة في هذا الجانب المهم لحياة الانسان بحسب مديرعام المديرية وذلك عبر توفير الأجهزة الضرورية وإيجاد الدواء والرقابة والمكافحة ومن بين المشاريع الصحية. بناء وحدة صحية في منطقة محمده بكلفة اجمالية 5.930.730 ريالاً. تجهيز الوحدة الصحية ذاتها بكلفة مليون ريال. وحدة صحية منطقة كحلان بكلفة 3 ملايين ريال. وحدة صحية منطقة المنتاف بكلفة 2.500.000 ريال. وهناك أيضاً عدد من المشاريع الأخرى قام المجلس المحلي بتمويلها ومتابعة سير أعمالها مثل: مركز الأمومة والطفولة بكلفة 12.937.000 ريال. تأثيث مركز الأمومة بكلفة 1.500.000 ريال وثمن جهود دور مكتب الصحة والسكان بالمحافظة في توفير الأجهزة الخاصة بأقسام الأشعة والمختبر مع أجهزة عيادة الاسنان وأيضاً جهود الأخ المحافظ عبدالقادر هلال في توفيره للأجهزة والآثاث لغرفة العمليات. منوهاً ان أبناء حجر ينتظرون في السلطة المحلية بالمحافظة ان تلبي طلبهم في توفير سيارة إسعاف مجهزة حتى تتلافى أية حالات طارئة مستقبلاً. قطاع الكهرباء وفيما يتعلق بالطاقة الكهربائية يوضح الأخ مدير عام المديرية بالقول: هناك العديد من المشاريع الخدمية التي تم تشييدها في المديرية، وهي بحق ستستهم اسهاماً فاعلآً في إحداث نقلة حقيقية لأبناء حجر جميعاً والتي انتظروها منذ فترة من الزمن ومشروع الكهرباء قد خصص له مبلغ وقدره 1.711.264.100 ريال والعمل جار على قدم وساق.. كما خصصت السلطة المركزية بناء خمس محطات كهربائية في كل من مشروع جزول كنينة الصدارة محمدة بون مع الشبكة المتكاملة كهرباء المنتاف البالغة كلفتها الاجمالية 121.421.682 ريالاً وهذه المشاريع تعد من أهم المشاريع الضرورية لمديرية حجر. الزراعة والري ويقول المدير العام للمديرية : ان الزراعة والري هي من أهم المقومات الاقتصادية للمديرية حيث أغلب ابناء حجر يعملون بها ولا ننسى ان المديرية غنية بأشجار النخيل، وهي التي تزود الجمهورية عامة بأجود أنواع التمور وغيرها من المزروعات وكان لمشروع وادي حجر الزراعي المردود الايجابي .. وحقيقة نحن في المديرية نطمح لمشروعات أخرى ترقى لطموحاتنا من خلال الترميمات لبعض القنوات الزراعية.. كما نأمل من السلطات المركزية والمحلية في اعداد دراسة استراتيجية في »سد الخرار». تجربة رائدة وعن أهمية المجالس المحلية يستطرد بلبحيث قائلاً: المجالس المحلية أظهرت جلياً أهميتها وبرزت مضامين أهدافها على الواقع في خدمة مجتمعها المحلي.. وقد افرزت الانتخابات المحلية في سبتمبر من العام الماصي تجلياتها حين اختار المواطن من رآه مناسباً بمحض إرادته ودون تدخل من أحد وكانت هذه الرؤى الصائبة من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لأن يكون المواطن شريكآً في القرار والحكم.. من خلال تلك الممارسات النزيهة للتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة شهد بنزاهتها المجتمع الدولي. وخلص الأخ مدير عام المديرية إلى القول: وفي ختام هذا اللقاء اسمحوا لي باسمي وباسم اخواني في المجلس المحلي وهيئته الادارية وكل ابناء مديرية حجر ان نرفع آيات الشكر والعرفان للأخ/محافظ حضرموت الاستاذ عبد القادر علي هلال الداعم لنا دوماً والتوجه لأعمالنا ونشاطنا بشكل مستمر مما أعطانا الأمل والثقة في تفعيل الإرادة الوطنية نحو دفع عجلة التنمية والعطاء.