مجزرة مروعة في محافظة تعز واستشهاد 5 نساء بقصف حوثي على المدنيين    هل يُخفي البحر الأحمر مخططًا خطيرًا؟ القيادي المؤتمري ابوبكر القربي يُحذر!    الدوري الالماني ... بايرن ميونيخ يحقق الفوز امام فرانكفورت    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    البريميرليج ... ليفربول يواصل السقوط    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    "نجل الزنداني" يكشف عن رسالة من ايران لأسرتهم ..ماذا جاء فيها    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    اختطاف ناشط في صنعاء بعد مداهمة منزله فجر اليوم بسبب منشورات عن المبيدات    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللغة الصوفية في الشعر اليمني المعاصر
نشر في الجمهورية يوم 06 - 02 - 2007

- د/عبدالحميد الحسامىتسعى الرؤية الصوفية إلى إدراك الحقيقة عبر رموز الموجودات وليس عن طريق العقل؛ فهي تتجاوز فكرة التجريد وميدان العقل إلى ميدان الروح والتذوق «فالجمال لديهم يبدو متجاوزاً مظاهره الحسية»ولذلك فإن الضرورة المعرفية تقتضي «خلق لغة داخل اللغة والارتماء في أحضان تجربة لغوية بديلة» لغة خارج قواعد اللغة المعروفة، «فاللغة الصوفية هي التجاوز الممكن «لصنافة» اللغة بعد أن مزجت بين الصناعة والحلم محطمة بذلك القواعد المتعارف عليها في بينة الأنساق وقوانين الربط الصوري بين الأشياء والأسماء».
إن إحساس الصوفي بسعة الرؤية لديه جعلته يبحث عن لغة متجاوزة تتسع للكشف الذي ضاقت العبارة» يمارسه خلال عملية بحثه عن المعرفة مما جعله يفصح أنه «إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة» فلغة التصوف ليست لغة وصف تقدم شيئاً معلوماً تبرزه أمام الذاكرة «إنما هي لغة كشف تحمل معاناة البحث والتساؤل في أفق غريب.. لغة كشف تحفر في الواقع من أجل كشفه وإدراك علاقاته» وكلمة صوفية لها أصولها وتاريخها في التراث العربي إذ تعني «استشفاف المجهول واكتشاف مايختبئ وراء هذا الستار الكثيف الذي هو الواقع اليومي» كما يرى أدونيس،وإذا كان الشعر في حد ذاته في نظر الشاعر الحداثي نزوعاً نحو اكتشاف المجهول فإن هذا مسوغ لارتباط الشعر بالتجربة الصوفية، إذ وجد الشاعر الحداثي في اللغة الصوفية ضالته التي تحمل نزوعه نحو رفض السائد المتشكل ذي الحدود والفرائض إذ «الصوفية في جوهرها كانت رفضاً للشكل الطقسي وبحثاً عن هذا النظام اللامرئي.. اللامتشكل الكامن في انسيابية العالم وتداخله وتشابكه» ويرى إحسان عباس أن الاتجاه الصوفي في الشعر الحديث أبرز من سائر الاتجاهات في هذا الشعر ويرجع ذلك إلى حالة السأم واليأس لدى الإنسان العربي فضلاً عن مافيه من تعويض عن العلاقت الروحية والصلات الحميمة التي فقدها الشاعر،وليس ذلك فحسب بل إن الشاعر الحداثي حاول أن يبحث عن شرعية تاريخية لخرقه اللغوي وتجاوزه لقواعد اللغة فلاذ بلغة المتصوفة التي تلجأ إلى الدلالة الرمزية الإشارية عوضاً عن الدلالة الوضعية مما عمق الصلة بين الشاعر الحداثي واللغة الصوفية حتى أن عدداً من الباحثين أرجع أبوة الحداثة إلى قسم من شعراء الصوفية «وليس بعيداً أو غريباً أن يرتبط الشعر في أحد أزمانه وعند عدد من مبدعيه بالتجربة الصوفية لأن الشاعر في لحظات إبداعه هو في حالة فناء فيما هو فيه، في حالة انسحاب من عالمه إلى عالم آخر يكاد لايحس فيه إلا ذاته كأنه في حالة اتحاد مع عالم آخر ولكن من خلال اتحاد الذات مع نفسها».
ويبدو أن الشاعر شوقي شفيق كان أسبق شعراء الحداثة في اليمن في التحول نحو اللغة الصوفية بدءاً من ديوانه «مكاشفات» الذي صدرت طبعته الأولى في العام 1984م والعنوان في ذاته مصطلح صوفي يوحي بالكشف والتجاوز والبحث عن عوالم أخرى جديدة، ففي قصيدته الأولى «هم صغير» يقول:
و.. أضوي ذاكرتي في العادة
بالحب المغموس بنور الأرض
وشوق البسطاء
وأحاول أن أدخل في بقعة ضوء
تحملني لعوالم أكثر إشراقاً
ونقاءً
إن هاجس البحث عن مظاهر الجمال المطلق، عن عوالم أكثر إشراقاً ونقاءً بقدر مايوحي بالبحث عن تعويض عن العلاقات الروحية والصلات الحميمة التي فقدها الشاعر فإنه يوحي بأنه هناك تعشقاً لاقتحام المجهول لدى الشاعر والبحث عن لغة جديدة مستخدماً مفردات المعجم الصوفي «الإشراق،النقاء، الحب، النور، أدخل في بقعة ضوء...» وفي قصيدة بقعة أولى يصدر الشاعر القصيدة بمقولة «النفري» الشهيرة «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة» يقول:
سأدخل في القصيدة
من مكان آخر
وأقول هذا الباب أحرى بانهماري
دخلت القصيدة من مكان آخر
فوجدت متسعاً لأجنحتي.
ويأتي مصطلح مكاشفات عنواناً لقصيدة «مكاشفات «ش» في صبوات الجسد»
و«ش» رمز ل شوقي شفيق دالاً جديداً على النزوع الصوفي لديه، وفي قصيدة نشيد الفصول نجد اقتباسات من القاموس الصوفي «فإن الحروف لاتتسع لدمي / والمزامير تضيق كلما تنهدت عبارة»، ويخصص فصلاً من القصيدة «للنفري» سماه «فصل النفري في اشتراطات القيامة» يقول:
قال لي
:ادخل إلى ملكوتي، دخلت
قال: «ادخل في متسع الرؤيا
واخرج من مضيق العبارة»
قال لي انحن على سجاد ملكوتي
فيشتعل دمي قصيدة وأركض في اشتراطات القيامة
أدعوه...
وفي هذا النص يقتبس عدة مقولات للنفري من كتابيه «المخاطبات»
و«المواقف» وهذه المقتبسات تلويحات صوفية تكشف عن رغبة في التجاوز إذ إن اللغة الشعرية في طبيعتها لغة متجاوزة كما تنبئ عن بعد معرفي صوفي، وشوقي شفيق متابع لأدونيس في ديوانه «كتاب التحولات في أقاليم الليل والنهار» الذي صدرت طبعته الأولى عام 1965م الذي يستهله بعبارتين للنفري «كلما اتسعت الرؤيا، ضاقت العبارة» وقوله:
وقال لي اقعد في ثقب الإبرة ولاتبرح وإذا
دخل الخيط في الإبرة فلاتمسكه
وإذا خرج فلاتمده
وافرح فإني لا أحب إلا الفرحان.
فكلاهما يستدعي مقتطفات من نص النفري بيد أن شوقي شفيق يلتقط النصوص التي تعضد نزوعه نحو التجاوز اللغوي أو تدل عليه.
وتأتي تجربة الشاعر عبدالعزيز المقالح في ديوانه أبجدية الروح» الطبعة الأولى عام 1988م تعزيزاً لتوجه الشاعر الحداثي في اليمن نحو استثمار معطيات العالم الصوفي، واستخدام معجمه في القصيدة الشعرية بما يحويه من «لغة تنهض بشمولية التجربة الإنسانية بجميع أبعادها فهي لغة الإنسان في بحثه عن وجهته وعن حركته المصيرية» وهذا الديوان في جملته نص صوفي ينتظمه نفس واحد، نفس الروح الصوف بلغته الشفافة، يقول في إحدى قصائده:
ياسيدي:
ورق العمر مازال أبيض من غير سوء
سوى ثرثرات المرايا
وأبخرة تتصاعد من كبد الشك
هل تستطيع اللغات التي ستموت معي
والقصائد أن تعبر الدهشة الصامتة؟
فدهشة الصمت أو صمت الدهشة إيذان بانفتاح عوالم جديدة تقف اللغات المألوفة عاجزة عن اجتيازها وعبورها، فلفظ «تعبر» يوحي بوجود عالمين منفصلين تتكفل اللغة الجديدة بمد جسور التواصل بينهما.
ويقول عن يفرس:
قرية هي أم باحة القلب
يقرعها الغرباء فلا تسأل الناس عن لون
أجفانهم وأصابعهم
كلما دخلوها استنارت مواجدهم
واستحمت بأول ضوء من الحب أرواحهم
فاجعلوها إذا ما استطال دخان الحروب
وأدمى الخصام صدور الحمام
اجعلوها مقاماً تلوذ به الروح
تأنس في ظله
حين تتلو بأول ضوء من الصبح قرآنها
وتسوي مناضدها
في انتظار زمان جديد وماء جديد
قرية تلك أم واحة تتهجى حروف المحبة
لؤلؤة يتوهج فيها اليقين.
فالنص يكشف عن روح صوفية «يفرس» ذات محمول دلالي مكتنز في ذاكرة الإنسان اليمني ولذلك استحقت أن تكون باحة القلب، ومأوى الغرباء، ومنطلق الحب واليقين، هي ملاذ الروح في زمن استطال فيه دخان الحروب وهي السلم إذا جن ليل الخصام، نجد المفردات الصوفية طاغية على النص «باحة القلب، الغرباء، مواجد، الضوء، أرواح، مقام الروح، حروف المحبة، اليقين» ونجد للشاعر نصاً آخر في يفرس مقام الصوفي العارف «أحمد بن علوان» كما تدل على بحث الشاعر عن خصوصية محلية لتجربته الصوفية، هذان النصان يحيلان إلى قصيدة «يا أهل يفرس» للشاعر أحمد العواضي في تجربته الصوفية في ديوان «مقامات الدهشة» ذي الطابع الصوفي بدءاً من العنوان،وفي هذا الديوان يستخدم مفردات المعجم الصوفي ك «الدهشة، التجلي، مدارات التجلي، العشق والتأويل،طلاسم ،ذهول ،رؤيا، الإشراف، الوجد، أسرار التقرب، النقاء، العشق، التأمل، الخوارق، حالات الحلول، ابن علوان، خزائن المعنى» كما نجد لديه توظيفاً وتحويراً لعبارة النفري في قوله:
«كلما اتسعت يضيف بدهشة العشق المقام».
كما يستلهم البردوني مفردات المعجم الصوفي في مثل قوله:جائعاً من صدى ابن علوان خبزي» «ولبستني كعباءة البرعي» «يبدو حلولياً بلا تجلي» وقوله:
أصبحت ياكشف حلاجية فتحت للريح أبواب الظواهر
وقوله:
وعند ثاوي يفرس يرجي مثل ابن خالي مهنة الجذابة
وقوله:
كما تتلو السما في فم الصوفي قرآنا
ولعل استخدام البردوني للغة الصوفية أقل بكثير من نظرائه المقالح والعواضي وشوقي شفيق، وقد هيأت اللغة الصوفية للشاعر الحداثي مطمح التجاوز ومنحته شرعية تقديم المختلف على صعيد الرؤيا والمعنى والتعبير، وانعكست التجربة الصوفية على التجربة الابداعية لبلورة القصيدة الحداثية لدى الشاعر اليماني.
ثانياً: اللغة اليومية:
تميزت تجربة الشاعر الحداثي بجنوحها نحو دمج لغة الكلام اليومي في لغة النص الشعري بغية إيجاد نص لايتقيد باللغة المعيارية وينزاح عن المألوف اللغوي، وحينما نسم هذه اللغة ب «اللغة اليومية» فإننا لانقصد «اللغة العامية التي تصدر عن العامة.... دونما تقيد بالقواعد النحوية ودونما التزام بضوابط الإعراب المتبعة في المستوى الرسمي» فحسب وإنما نضيف إلى ذلك اللغة الفصيحة التي اقتربت بفعل تداولها وشيوعها بين الناس من اللغة العامية، ولعل الدعوة إلى استخدام مفردات الحياة اليومية في النص الشعري «كانت إحدى معطيات الحركة الرومانسية التي تمردت على اللغة الأرسطوقراطية المرتبطة بطبقة النبلاء، إذ دعا «كولردج» إلى أن تكون اللغة المأخوذة من أفواه الناس في الحياة الحقيقية هي لغة الشعر» وكذلك دعوة وردز وورث الذي يقول:«إنه لاينبغي أن تكون هناك فروق جوهرية بين لغة النثر ولغة الشعر».
بيد أن دعوة ت ،س أليوت هي الأكثر تأثيراً في شعراء العربية المعاصرين إذ يرى محمد بنيس أن ثلة من الشعراء العرب المعاصرين أخذوا بدعوة أليوت ومنهم البياتي، وصلاح عبدالصبور، ثم أمل دنقل فيما بعد»،كما كان لدعوته تأثير كبير في حركة النقد المعاصر، إذ «يشكل الأساس التنظيري لأعمال نقدية عربية تالية» كما يقول الشرع ويضيف «إن أليوت وتصوراته عن الشعر ولغته تربع في مركز الحركة النقدية المنظرة للشعر العربي المعاصر في «فترة» الستينيات ،مع أن آراء أليوت في لغة الشعر لم تكن تتوافق وطبيعة لغته التي سمت على لغة الحديث العادي أو فوق العادي، لكن دعوة أليوت في جوهرها تنصب على اتخاذ واقع الحياة المعاصرة مادة مضمونيه للشعر بدلاً عن المضامين التقليدية.. وهذا يعني أن دعوة أليوت لم تكن موجهة للغة الشعرية بقدر ما وجهت لمادة هذه اللغة».
ومع ذلك فقد دعا النقاد إلى اللغة اليومية وعدها محمد النويهي «اللغة الحية في الشعر الجديد» كما عدها شوقي ضيف «أكثر طواعية لأن تكون ترجماناً صادقاً عن حياتنا ووقائعها» ووصفها أدونيس بأنها «لغة التجربة المعاشة والحياة اليومية» كما دعا إليها جبرا إبراهيم جبرا وتوفيق حنا ، أما يوسف الخال فقد كان أكثر صراحة في الدعوة إلى لغة الحياة اليومية وإلى العامية اللبنانية على وجه الخصوص وإذا كان لآراء أليوت هذا القدر من التأثير فإن من الباحثين من يحاول أن يرجع أسباب الدعوة إلى اللغة اليومية إلى وعي الشاعر الجديد وموقفه مما يدور حوله من مشكلات اجتماعية وسياسية، والتصاقه الشديد بالقضايا التي تهم المجتمع ككل....
فضلاً عن تأثير الأدب الواقعي المترجم
والباحث يرى أنه مما يجافي الموضوعية العلمية إنكار تأثير شعراء الغرب في الدعوة إلى اللغة المألوفة ويرى أن وعي الشاعر الجديد لم يتشكل بعيداً عن المثاقفة مع الغرب، وإن كان قد أخذ يبلور خصوصية وعيه ومواقفه.
وقد حاول الشاعر الحداثي في اليمن أن يتمثل هذه الدعوة في نتاجه الشعري وفي اهتماماته النقدية ومن أولئك الشعراء المقالح إذ يقول في القصيدة الثامنة عشرة:
«الفتيات الجميلات فقط
هن اللواتي يوكل إليهن إعداد «بنت الصحن»
وتزيين الوجه اللذيذ بالسمسم
وحبة البركة
عندما لاتكون الفتاة جميلة
فإن اليد لاتتذوق اللقمة
والصحن الساخن لايتمتع بفيض من العاطفة
ولايفتح شهية القلب
ولايستجيب لتشكل القمح في الذاكرة
والعسل لايجد مجراه في امتداد الروح
كتب أحد الأجانب:
رائحة الخبر الصنعاني معقودة بأنفي
منذ عشر سنوات
وصورة الفتاة المحجبة بائعة «الملوج» في سوق القاع
لاتغادر شاشة العين
ولامحيط الذاكرة»
النص يميل إلى اللغة اليومية إذ يقع في وهاد التقريرية التي تتخذ من اللغة المألوفة نسيجها لأنه يلتقط ماتمليه عليه اللحظة الشعرية دون الغوص في التراكيب المعقدة.
ف «بنت الصحن» اسم إحدى الوجبات الشعبية اليمنية؛والشاعر في «كتاب صنعاء» يعمد إلى التقاط صور من صنعاء القديمة، ويحاول الإيغال في تصوير مفردات الحياة اليمنية فيها ومن تلك الصور، صورة «بنت الصحن» بوجهها المزين بالسمسم وحبة البركة فالتقاط تفاصيل الحياة الواقعية يقتضي استخدام اللغة في مستواها المألوف «المتسامح باستخدام المفردات والتراكيب الشائعة على الألسن»؛وكذلك صورة بائعة «الملوج» في سوق «القاع» والملوج نوع من الخبز في اليمن،كما أن مفردة الشاشة مفردة عامية؛فالنص إذاً يستخدم اللغة الشائعة وإن كانت فصيحة كما يستخدم الألفاظ العامية مثل «بنت الصحن»، «الملوج» وقد يومض في أثنائه عدد من التراكيب التي تجذب النص إلى مستواه الفصيح وتحقق نوعاً من خصوصية اللغة الشعرية الموحية، ونلحظ ذلك في «الصحن الساخن لايتمتع بفيض من العاطفة» و«لايفتح شهية القلب» و«لايستجيب لتفتح القمح في الذاكرة» و«لايجد مجراه في امتداد الروح»، وفي اللوحة الخامسة والثلاثين من «كتاب القرية»يقول:
«تخرج السيدات بعيد الشروق
وقد حملت كل سيدة خبزها
والحليب
وتمضي إلى الحقل حيث رفيق الحياة
فيأكل إفطاره بانشغاف
وعيناه فوق نبيذ أصابعها
وتعود وقد حملت بعض ماوهب الحقل من عشبه وفراديسه...» فاللغة لاتمتلك خصوصيتها الإيحائية إلا في الصورة «وعيناه فوق نبيذ أصابعها» ولكن المقالح يتعمد أن يعقد ألفة بين اللغة الفصيحة واللغة المتفاصحة الشائعة كما عقد تلك الألفة بين السيدة ورفيق حياتها في هذا المقطع الشعري وقد نشعر أن هناك طفرة في التعبير بين المستويين اللغويين، وعلى الرغم من أن المقالح أحد المناصرين للعامية لانجد استخداماً لها في شعره كثيراً إلا في الديوانين الأخيرين «كتاب صنعاء» و «كتاب القرية»، ولعل طبيعة الموضوع في الديوانين قد اقتضت هذا المستوى اللغوي إذ إن الأول يستغرق في استجلاء تفاصيل صنعاء الثاني عبارة عن لوحات لتفاصيل القرية.
ويبدو أن الشاعر البردوني أكثر تعلقاً بالروح الشعبية من خلال توظيفه للغة اليومية الشائعة واللغة العامية منذ دواوينه الأولى يقول في ديوانه «لعيني أم بلقيس» في قصيدة «إلا أنا وبلادي»:
يابلادي التي يقولون عنها
منك ناري ولي دخان اتقادي
ذاك حظي لأن أمي سعود
وأبي مرشد وخالي قمادي
أو لأني أطعمت أولاد جاري
ورفاقي دفاتري ومدادي..أو لأني زعمت أن لديهم
لي حقوقاً من قبل حق ابن هادي
فاللغة السائدة لغة مألوفة متداولة شعبياً «ذاك حظي»، «أطعمت أولاد جاري»، «دفاتري ومدادي» كما أن «حق ابن هادي» مصطلح عامي يقصد به الرشوة، والأبيات تنزع نحو السخرية من الواقع الذي يحرم فيه الشاعر من حقوقه إذ لم يعد له إلا: «منك ناري ولي دخان اتقادي»، وربما يكون النزوع نحو السخرية دافعاً لاستخدام اللغة اليومية بغية إثراء النص وتحقيق قدر كبير من التواصل مع المتلقي، وربما كان لموقف البردوني من «الخصوصية المحلية للأدب» أثر في توظيفه لهذا المستوى من التعبير اللغوي، إذ يصر على إغراق نصه بمفردات شعبية وعامية وأسماء أماكن يمنية تثقل النص أحياناً يقول في قصيدته «ثرثرات محموم»:
كان يحكي..يبكي..يجيب..ينادي
يدَّعي..يشتكي..يصافي..يعادي
مرحباً ياسعيد خذ نور عيني
اسكتي..هات بُندقي ياعَبادي
غادرت عمقها البحارُ وجاءت
ركبت ظلها الرمال الحوادي
هل تخافين أن أموت؟ حياتي
لم تحقق شيئاً يثير افتقادي
كنت كالآخرين أمشط شعري
أنتقي بزتي أبيع كسادي
أشتري رُبطة وأصحو بكأس
وبكأس أطفي شموع سهادي
وأوالي بلا اعتقاد وأنوي
سحق من لم يتاجروا باعتقادي
اسقني ياصلاح، زد من دعاني
ياعيال الكلاب ردوا جوادي
فالقصيدة تنتقل بين المستوى الخاص للغة الشعرية والمستوى العادي المألوف شعبياً ويغلب عليها المستوى الثاني:« يحكي»، «يبكي»، «يجيب»، «يشتكي» «مرحباً ياسعيد»، «خذ نور عيني»، «اسكتي»، «كنت كالآخرين أمشط شعري» «أو الي بلا اعتقاد» «اسقني ياصلاح» «ياعيال الكلاب»، «صرحت باسمي كاملاً» «كيف أقضي ديتي» «إن ذا «أكيداً»..
وهناك استخدام لألفاظ عامية «ربطة» «بزتي» «هات بندقي» «سلحونا شيكي» كما يستخدم أعلاماً يمنية «عبادي» «حمادي» كما يوظف المثل الشعبي «ماكفى واحداً كفى اثنين» «أجود الخبز من طحين التعادي» فضلاً عن توظيف أسماء المناطق اليمنية:
قلت..«إبي» «عنسي» «زبيدي» أشاروا
الريالات نسبتي وبلادي
ولاتلبث صور بديعة أن تنتشر خلال النص مثل «غادرت عمقها البحار» و «ركبت ظلها الرمال» و«لبست قامة الرياح جبيني» و«نسي الليل رجله في وسادي» «وتتهادى النجوم في كل درب كالغواني» ولاشك أن المقام لايتسع لنماذج أكثر ويكتفى بما تقدم للإشارة إلى مدى توظيف الشاعر الحداثي في اليمن للغة اليومية الشائعة من الفصحى والعامية محاولاً إغناء تجربته الإبداعية ومحققاً قدراً من التواصل مع المتلقي، بيد أن الإغراق في استخدام اللغة اليومية قد يحط من مكانة النص الإبداعية ويجني على خصوصية اللغة الشعرية وإيحاءاتها.
ثالثاً: اللغة الأجنبية
اللغة وجود إنساني واجتماعي يتأثر بمحيط الزمان والمكان، ومن العسير أن تعيش لغة بعيدة عن جدلية التأثير والتأثر، لأن ذلك يحتكم إلى طبيعة العلاقات الإنسانية لمجتمع ما مع المجتمعات التي يتفاعل معها وقد عرفت العربية في تاريخها الوافد الأجنبي وتفاعل علماء العربية معه «وابتكروا قواعد معينة للتعامل معه حتى ينسجم مع طبيعة العربية في صيغها واشتقاقاتها، ليتم تطويعه للسان العربي عن طريق ماسمي بالتعريب» وقد حدث ذلك في أثناء عملية المثاقفة مع الحضارات الأجنبية من يونانية وفارسية وهندية في العصر العباسي، وتأتي مرحلة المثاقفة الثانية في العصر الحديث إذ وقفت اللغة أمام الوافد الأجنبي بصورة أعمق إذ إن الثقافة العربية كانت في المرحلة الأولى مهيمنة وقادرة على اصطفاء مايتواءم وخصوصيتها، أما اليوم فإن الثقافة العربية في موقف المغلوب ومن غير شك «فإن لغة الغالب المنتصر قد تحمل الضيم على لغة المغلوب» وفق القانون الاجتماعي القائل «إن الأمة المغلوبة تقلد الأمة الغالبة» وحين ننظر إلى الأدب العربي الحديث فإننا لا نستطيع أن نتجاهل مبدأ الإقرار بالتأثيرات العالمية فيه ممايقتضي ورود مفردات أجنبية في لغة الشعر.
وقد حفل الشعر الحداثي في اليمن بمثل هذه المفردات التي تند عن المألوف في قواعد اللغة واستعمالات العربية، ويكون الاستعمال قد راض عدداً من هذه المفردات ممايوهم القارئ بأنها من العربية، ونجد من تلك المفردات في شعر المقالح مثل قوله:
وجه «شيراتون» دم وقوله : أغنية كالقهوة «كالكاكولا» وفي قصيدة له يقول:
بين الرب الأغنية الثورة
والرب القادم من «هوليود»
في أشرطة التسجيل
في رزم «الدولارات»
رب القهر الطبقي
ماذا تختار؟
أختار الله الأغنية الثورة
«فشيراتون» و«الكاكولا» و«هوليود» و«الدولارات» مفردات أجنبية قد تغني في مواقعها وتثري الدلالة الإيحائية للنص كما في المقابلة بين الرب الأغنية الثورة والرب القادم من هوليود في رزم الدولارات وهذه المقابلة بين الروح والمادة، بين الأغنية الثورة بوصفها روحاً وبين رزم الدولارات رمز الإغراء تعمل على إثراء دلالة النص وإن كنا نختلف مع الشاعر في استخدام لفظ الجلالة «الله» في هذا الموقع، وأحياناً يستخدم الشاعر المفردة الأجنبية بحروفها الأجنبية لتأخذ موضعها في النص كما في قوله:
طفلاً كان الجرح المصبوغ
يطلع من أشجار الميلاد
يصعد من خاصرة الأرض المسكونة بالنار
رقصاً، نغماً مبلولاً:Happy New YearHappy New Year
فالشاعر يحاول أن ينقل لنا الصوت بلغته الأصلية وكأن المتكلم ماثل أمامنا وهذه هي الحالة الوحيدة التي تضمن فيها النص الشعري تركيباً أجنبياً مكتوباً بلغته ولم تتكرر إلا في قصيدة لشوقي شفيق بصورة أقل حينما عمد إلى الإتيان بحرف العطف بصورته الأجنبية في قوله:
لست وحدي
معي حذائي&
أ
م
ر
ي
كا
ولانجد داعياً قوياً لهذا الاستخدام إلا أنه يستثير حاسة البصر ويقدم صوتاً ودالاً جديداً وربما كان قصور حركة التعريب عن استيعاب كثير من المفردات الأجنبية هو السبب في لجوء الشعراء إلى اقتباس هذه المفردات، أو أنها في لغتها ربما تبقى أكثر دلالة على ماوضعت له فيلجأ الشاعر إلى نقلها كماهي في لغتها مثل «صوت الكرستال» و«بورترايت للنساء الجميلات» و«البنك مغالقه أخرى» ويكثر البردوني من استخدام المفردة الأجنبية التي راضها الاستعمال اليومي بوصفها جزءاً من النزوع نحو اللغة اليومية كقوله:
ينقش البوليس ماحققته
من فتوح «بالمواسي» في المقل
فالبيت تصوير شنيع لما يقوم به البوليس من فتوح في مقل الأبرياء، والبيت في قصيدة بعنوان «بعد سقوط المكياج» والمكياج مفردة أعجمية أدل على اتضاح الحقيقة وسقوط الأقنعة كما يستخدم الشاعر مفردات أخرى مثل : «المدام»، «موتور» «موديل»، «هوتيل»، «بلاستيك».
وتأتي المصطلحات العلمية الأجنبية في أثناء النصوص كما في قول البردوني:
واحرسوا الأجواء منهم قبل أن
يعلنوها أزمة في «الأوكسجين»
وقوله:
حدس «الجيولوجي» علتها
قال المقري أمر الباري
حتى «رختر» يبدو أغبى
من ذياك العجل الذاري
ويستخدم الشاعر مفردات أخرى مثل :« المايكروفون» «النابال»«الإيدز» ونجد لدى شوقي شفيق عدداً من المفردات الأجنبية مثل:«اليود والفسفور» «الآزوت» «الفاليوم» «كاربونات سقوطي وانهياري» «أوكسيد ضياعي» ونجد لدى المقالح: «نهراً للأفيون» «حضارة البلاستيك».
وقد تتخلل النص مفردات أجنبية من الحقل الأدبي من خلال مقتبسات مترجمة أو أسماء أعلام يبرز الشاعر من خلالها اطلاعه على الآداب الأخرى، يقول شوقي شفيق:
«2 ب »
في غيمة «مايكوفسكي» علبت خمسة خرفان وليلاً غبياً
وثلاثمائة خطاب مفخخ بالنكات الفاحشة أنا من يثير
قهقهة القبيلة المعاصرة..
لي رسائلي التي أكتبها لي لا أنتظر من يكاتبني مثل «الكولونيل» وليس في أحشائي حيوانات مثله..وليس أخيراً لي اسمي وصاريتي والعظام المبعثرة الصامتة ولي الفاجعة.
«3»
رأيت فيما يشبه الصحو «المسيوسان جان بيرس» ينادي شمسه
ياشمس الكائن أيتها الأميرة السيدة
أعمالنا مبعثرة مهامنا بلا مجد
وقمحنا بلا حصاد».
فالاقتباس الأول من قصيدة «غيمة في بنطلون» لمايكوفسكي ترجمة الشاعر المصري رفعت سلام، كما ذكر الشاعر في هامش قصيدته، والاقتباس الثاني إشارة إلى رواية «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه» لماركيز، والاقتباس الثالث من شعر توماس أليوت، أما الصوت الرابع فهو صوت سان جان بيرس وهذه الاقتباسات بقدر ماتوحي بثراء ثقافة الشاعر توحي كذلك بمحاولة استعراض يقوم به الشاعر أمام متلقيه ليلفت انتباهه إليه كما أنها من الناحية الفنية تضفي على النص ثراءً جديداً بإضافة أصوات جديدة، وقد نجد الدافع الثقافي الفني خلف استخدام الشاعر لها إذ إن مايكوفسكي أديب روسي تمرد على التقعيد الأيديولوجي للأدب، وكان أليوت من الأدباء الأعمق تأثيراً في شعراء الحداثة العرب ولاسيما في قصيدته «الأرض الخراب» وهو شاعر إنجليزي من أصل أمريكي حاز على جائزة نوبل عام 1948م، أما سان جان بيرس فهو شاعر معاصر أيضاً حاز على جائزة نوبل عام 1960م وماركيز روائي كولومبي شهير ويبدو أن الجامع بين هؤلاء هو نزوعهم نحو المغايرة وهذا الهاجس هو المهيمن على شوقي شفيق.
وقد تكون المفردات الأجنبية عبارة عن مصطلحات أدبية ونقدية أو فنية، ففي شعر شوقي شفيق ترد «سوريالية» و«الأوركسترا» ونجد لدى المقالح «يوتوبية الشعر» و«سمفونية بيضاء» و«النوتة الوجدانية» و«كوميديا» وترد لدى البردوني:« الدرامات» و«فلم لورنس» و«قصور الإذاعات والأوبرا» وغيرها.
وقد تتسلل إلى النص الشعري عدد من مفردات المعجم السياسي الأجنبي التي أصبحت متداولة كما ورد لدى البردوني: «الليبرالي» «إمبريالي» «البروتوكول» «الناتو» «ديمقراطيا» وفيما يتصل بهذا الحقل نجد أسماء أعلام أجنبية لدى الشاعر شوقي شفيق مثل «أكيوبيان»، «نجوين، وهوشي منه» في قصيدة «أغنية حب لنجوين» بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لميلاد هوشي منه و«لينين» في قصيدة «صلاة إلى الضريح العظيم» في الذكرى التاسعة بعد المائة لميلاد لينين، «ماركس» ولاشك في أن ورود هذه الأعلام يشير إلى بعد ايديولوجي يكتنف نتاج الشاعر ولاسيما في ديوانه الأول فهو يسجل مرحلة انتماء والتزام حزبي وإعجاب بالمبادئ الاشتراكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.