في الواقع جاءت مبادرة دول تجمع صنعاء للتعاون هي مبادرة حكيمة من فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، خاصة أنها جاءت بعد أحداث «11» سبتمبر 2001م والتي كان من آثارها احتلال العراق عام 2003م وكان أول لقاء لقادة الدول الثلاث «اليمن، السودان، وإثيوبيا» في صنعاء في أكتوبر 2002م. بقلم/ د . علي عبدالقوي الغفاري فالرئيس/علي عبدالله صالح، يرى أنه لابد ان يكون هناك تجمع اقليمي يخدم أمن واستقرار المنطقة وفي الوقت نفسه دول القرن الافريقي وجنوب البحر الأحمر علماً بأن دول القرن الافريقي مكونة من «جيبوتي اريتريا الصومال اثيوبيا السودان اوغندا وكينيا» أما لماذا الجمهورية اليمنية وعلاقاتها بهذه المنطقة من العالم ؟ للإجابة أقول: إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عمق امتداد اليمن التاريخي بهذه الدول ويكفي الاشارة إلى الهجرات اليمنية القديمة بدول القرن الافريقي والبحر الأحمر هو الذي يربط اليمن بمختلف الدول والقارات الخمس. عندما بدأ الإرهاب يأخذ مكانه في المنطقة كان لابد من الاهتمام بايجاد منظومة لمكافحة الإرهاب تسهم فيه دول المنطقة، ويعرف الجميع بأن لدى اليمن أكثر من «300» جزيرة فقط في البحرين العربي والأحمر. إن كانت الفكرة جديدة بعد انهيار الحرب الباردة وبعد التواجد الأمريكي والغربي في المنطقة لكن لابد من الاشارة إلى انه سبقها عقد اجتماع لدول القرن الأفريقي دعت الجمهورية العربية اليمنية وقتها إلى عقد مؤتمر تعز عام 1977م في تلك الفترة شاركت اليمن بشطريها اضافة إلى الصومال والسودان ويعتبر أول مؤتمر لدول المنطقة .. في ظل الحرب الباردة وقتذاك. ويأتي تأسيس دول التجمع بعد التواجد الأجنبي العسكري في المنطقة وانهيار المعسكرين والحرب الباردة، وإذا جئنا إلى الأهمية الجيبولوتيكية للمنطقة فتعتبر من أهم المناطق على مستوى العالم استراتيجياً، حيث يوجد مضيق باب المندب وعبره تمر السفن الحاملة للنفط الخليجي الذي تحتاجه أمريكا وأوروبا وجنوب شرق آسيا وهذا النفط يمر عبر باب المندب. أيضاً مضيق هرمز، حيث البحر العربي «الذي يقع في المياه الاقليمية لعمان» وأيضاً المحيط الهندي والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب.. وكلها نقاط استراتيجية في الملاحة الدولية. أيضاً المنطقة مليئة بالخامات واليمن جزء من المنطقة.. أيضاً التجارة إلى العالم تمر عبر البحرين العربي والأحمر. وأيضاً المنافع المشتركة وتبادل المصالح القائمة بين دول هذه المنطقة كل ذلك جزء لايتجزأ من أهمية المنطقة. في الوقت نفسه دول تجمع صنعاء يمكن أن تحمي نفسها بدلاً من أن تكون قواعد أجنبية اضافية إلى ما هو موجود في هذه المنطقة. أما الأجندة التي ستطرح أمام قمة أديس أبابا فاعتقد انها ستركز على موضوع الصومال لأهميته على أمن واستقرار دول القرن الأفريقي، حيث سيكون محور حديث القادة أيضاً موضوع دارفور سيكون حاضراً، خاصة وان أمريكا وأوروبا تضغط على السودان للقبول بنشر قوات دولية اضافة إلى قوات الاتحاد الافريقي.. لكن السودانيين لهم منطقهم ولهم رؤاهم وتصوراتهم التي ترفض تلك الضغوطات. نحن في الجمهورية اليمنية رحبنا بموافقة السودان على قبول ما يمكن تقديمه من المجتمع الدولي، ولاحظت أن المسؤولين في السودان رحبوا بمساعدة الأمم المتحدة ولكن بشرط ان تكون لوجستية ومادية بما يساعد قيام قوات الاتحاد الافريقي بواجبها في دارفور. إن أزمة دارفور هي أزمة خطيرة جداً واعتقد أن واجب الجامعة العربية والدول العربية ان تساعد وان تقدم الدعم في تنفيذ ما أقرته الخرطوم في مارس العام الماضي. إن مستقبل دول التجمع في ضوء التطورات الراهنة من حيث كونه لايختلف عن بقية التجمعات الاقليمية الأخرى ولذلك لابد أن تسارع دول تجمع صنعاء في تغيير النهج الحالي حيث لابد أن يكون هناك «النهج الحالي لايفي بالطموحات» اسواق ومعارض مشتركة وعمليات استثمارية بين دوله. لا أريد ان أقول ان هذا الطموح منحصر لدول التجمع في دول القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر فحسب ولكن اريد ان أقول إن هذا التجمع سيخدم في القريب العاجل مجلس التعاون الخليجي، خاصة ان الخليج لديه بضائع رائجة واسواقاً كبيرة جداً ودول العالم تقبل باستمرار لاقامة المعارض المختلفة. ومن مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي ان تسوق لها في الاسواق الافريقية مثلما بدأت الصين حالياً تعمل على ايجاد اسواق لها في أفريقيا. خاصة أن الصين قدمت حالياً مائة مليار دولار للدول الافريقية، فلماذا لاتعمل الدول الخليجية من خلال علاقة الجمهورية اليمنية بدول تجمع ودول صنعاء القرن الأفريقي ؟ لماذا لا يعمل مجلس التعاون الخليجي على ربط وترتيب هذه العلاقات لتسويق منتجاتها لمناطق جديدة في القرن الافريقي خاصة ولدى هذه الدول أسواق كبيرة واياد عاملة رخصية. -أعدت المقالة بتصرف من مقابلة شخصية اجراها نائب رئيس التحرير