أكد الأخ/أحمد مسعود القدسي، مدير الترميم والصيانة بدار المخطوطات الأهمية الكبيرة للرقوق القرآنية المكتشفة مؤخراً في الجدار الغربي للجامع الكبير بصنعاء القديمة في أثناء سير أعمال الترميم الجارية حالياً في الجامع.. وقال القدسي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن هذه الرقوق والتي تسلمتها دار المخطوطات تعد من نفائس المخطوطات وأهمها.. مؤكداً أنها لاتزال بحالة جيدة وستمثل إضافة نوعية لمكتبة المخطوطات اليمنية وبالذات على صعيد المخطوطات الألفية والتي تعد من أهم مميزات مكتبة المخطوطات اليمنية على مستوى العالم. وأضاف القدسي: "إن المختصين في دار المخطوطات سيقومون بتنظيف وترميم هذه الرقوق القرآنية المخطوطة بالخط الكوفي والتي يعود تاريخها إلى القرنين الأول والرابع الهجري بعد أن يتم حصرها وتوثيقها". وتسلمت دار المخطوطات هذه الرقوق بحضور الدكتور/أحمد الغماري، مدير عام الدار والقاضي/أحمد عبدالرزاق الرقيحي، خطيب الجامع الكبير.. وكانت أعمال الترميم الجارية حالياً في الجامع الكبير وتحديداً في الجدار الغربي للجامع قد أفضت مؤخراً بالصدفة عن وجود خزانة مغطاة بمادة الجص تبيّن بعد فتحها احتواؤها على مجموعة من الرقوق القرآنية الهامة المكتوبة بالخط الكوفي.. ويعد هذا الكشف - حسب مصادر مطلعة - الكشف الثاني على صعيد الرقوق القرآنية في الجامع الكبير، بينما كان الكشف الأول في سبعينيات القرن الماضي.. وأوضح الأخ/محمد صالح القاضي، رئيس فريق الترميم أن الصدفة في أثناء أعمال الترميم كشفت عن هذه الثروة التاريخية في خزانة مغطاة بالقضاض المعروف بالجص. يشار إلى أن الجامع الكبير في صنعاء القديمة يعد من أهم الشواهد التاريخية في العمارة الإسلامية، ويعود تاريخ بنائه إلى سنة ست للهجرة، وبني حينها بأمر من الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كما قال الرازي في تاريخه.. فيما اختلفت المراجع في تحديد من قام بتأسيسه؛ فقيل الصحابي الجليل معاذ بن جبل، وقيل الصحابي الجليل فروة بن مسيك المرادي، وترجح بعض المصادر أنه الصحابي الجليل وبر بن يحنس الأنصاري. وتعاقبت على الجامع سلسلة من الإصلاحات والتوسيعات والإضافات منها ما شيده الوالي الأموي على اليمن/أيوب بن يحيى الثقفي عام 86 هجرية، الموافق 705 ميلادية بأمر من الوليد بن عبدالملك، وأخرى قام بها علي بن الربيع الحارثي عام 134 هجرية، الموافق 751 ميلادية.. بالإضافة إلى التوسعة التي قام بها الأمير اليعفري/محمد بن يعفر الحوالي بين عامي 266 هجرية الموافق 880 ميلادية - 270 هجرية الموافق 883 ميلادية، وكذا الجناح الشرقي الذي بنته سيدة بنت أحمد الصليحي إبان حكمها اليمن في فترة الدولة الصليحية. وتوالت التوسعات والإضافات في الجامع الكبير كان آخرها بناء مكتبة الجامع الذي يحتوي على العديد من المصاحف والكتب والمخطوطات النادرة والنفيسة.