تحتفل اليمن اليوم الخميس مع سائر دول العالم باليوم العالمي للمياه الذي يصادف 22 مارس من كل عام، بتنظيم عدد من الاحتفالات والندوات التوعوية والارشادية في مختلف محافظات الجمهورية الهادفة الى نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وايضاح المشكلة القائمة التي تعيشها اليمن كواحدة من الدول النامية التي تعاني من تناقص في مخزونها الجوفي. وقال المهندس عبدالرحمن فضل الارياني وزير المياه والبيئة لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) " إن الحل الوحيد لمشكلة المياه في اليمن يتمثل في الإدارة الرشيدة للموارد المائية والمشاركة المجتمعية في الحد من الاستنزاف الجائر للمياه".. مضيفا" ان احياء اليوم العالمي للمياه يمثل أهمية كبيرة للتذكير بالتحديات المائية التي توجهها البلاد وتمثل مشكلة مستقبلية تؤكد ضرورة وضع الحلول والبدائل لها من الآن، ومنها نشر الوعي في أوساط الناس بأهمية الحفاظ على هذه الثروة.مشيراً الى ان كل الاطر النظرية لحل المشكلة في اليمن قد تم اعدادها واقرارها غير ان المشكلة الحقيقية تكمن في تطبيق هذه الاطر.. واكد الارياني أن وزارة المياه والبيئة لن تتمكن من تحقيق الاهداف التي رسمتها في إطار الحد من الاستنزاف الجائر للمياه والحفر العشوائي للآبار وخفظ زراعة القات التي تستنزف ما يقارب 93 بالمئة من المياه الجوفية التي تستهلكها الزراعة، مالم يكن هناك تجاوب وشراكة مع مختلف القطاعات والمجتمع.. واشار الارياني الى ان الوزارة لاتزال بحاجة الى 70 مليون دولار للإستثمار في مجال المياه بحسب ما تضمنته الخطة الوطنية والبرنامج الاستثماري للمياه 2005-2009م لتجاوز المشكلة المائية التي باتت تمثل هماً كبيراً خصوصاً في ظل الاستنزاف الجائر للمخزون الجوفي الامر الذي يهدد بنضوبه.مؤكدا ضرورة تكاتف جهود الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الزراعة والري باعتبارها تستهلك ما نسبتة 90 في المائة من اجمالي المياه المستخرجة مقابل نسبه ضئيلة تستهلك في الشرب والصناعات .. وجدد وزير المياه والبيئة تأكيدة على الحاجة الى عقد مؤتمر وطني للمياه يضم المسئولين في الجهات المختصة وذات العلاقة بما فيها مجلس النواب والمجالس المحلية ومشائخ ورجال دولة ومثقفين ومواطنين وقطاع خاص، لتوضيح أزمة المياه والدور المطلوب من كل فرد في المجتمع من أجل الاسهام في حل المشكلة والطرق السليمة للخروج بحلول لها او التخفيف من حدتها.. وتتمثل المشكلة المائية التي تواجهها اليمن في المواءمة بين الطلب المتزايد على المياه والمخزون المائي المتناقص بفعل الاستنزاف الجائر وقلة التغذية الجوفية حيث ان اليمن تعد من دول العالم التي تعاني من شحة في الموارد المائية نظراً لموقعها الجغرافي الخالي من المصادر المائية الكبيرة كالانهار والبحيرات وتعتمد في تغذية مخزونها المائي على مياه الامطار الموسمية حيث يقدر العجز المائي السنوي في اليمن حوالي ترليون متر مكعب.وتشير الاحصاءات العالمية الى ان الذين يعانون من مشكلة ندرة المياه يبلغون /700/ مليون شخص من /43/ بلداً ، وتوقع تقرير صادر عن الامم المتحدة ان يرتفع الرقم بحلول العام 2025م الى ثلاثة بلايين شخص في الوقت الذي لايزال فيه وضع المياه في العالم يتسم بالهشاشة مما يستدعي تبني نهج متكامل ومستدام لإدارة موارد المياه في ظل تنامي عدد السكان وأنماط الاستهلاك غير المستدامة والممارسات الإدارية السيئة والتلوث وعدم كفاية الاستثمارات في الهياكل الأساسية وتدني مستويات الكفاءة في استخدام المياه .لذلك ناشد امين عام الامم المتحدة بان كي مون في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي للمياه منظومة الامم المتحدة وجميع أصحاب المصلحة، إقامة شراكات أمتن واتخاذ اجراءات أكثر تضافراً ليس في هذا العام فقط ولكن طوال العقد الدولي للعمل بمبدأ "الماء من أجل الحياة".. وتركز الامم المتحدة في احتفالها بالمناسبة هذا العام، على موضوع "التعامل مع مشكلة ندرة المياه" التي يمكن ان تكون ذات طبيعة مادية أو اقتصادية أو مؤسسية.. وتوقع تقرير الامم المتحدة زيادة الطلب على المياه في المستقبل من أجل زراعة المحاصيل الغذائية وتوفير مياه الشرب النقية وخدمات الصرف الصحي وتشغيل الصناعات ودعم المدن الآخذة في التوسع مما يهدد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستدامة البيئية.إلى ذلك احتفلت محافظة صعدة باليوم العالمي للمياه تحت شعار مواجهة ندرة المياه.وفي الحفل الذي نظمته المحافظة أمس أكد الأخ يحيى محمد الشامي أهمية المياه في مختلف جوانب حياتنا ، مشددا على ضرورة ترشيد استخدام المياه وبناء مشاريع السدود والحواجز المائية لتوفير المياه وتغذية الخزانات الجوفية .وأشار الأخ المحافظ الى أنه تم اعتماد (مليار) و(600) ألف ريال لتنفيذ عدد من السدود والحواجز المائية بالمحافظة، بالإضافة الى (خمسة) مليارات و(200) مليون ريال لمشروع المياه والصرف الصحي .فيما نوه المهندس محمد الأبيض مدير عام فرع الهيئة العامة لمياه الريف ,والأخت غدير الهاروني عن جماعات حماية المياه، على ضرورة الحد من الاستنزاف الجائر للمياه، وتفعيل القوانين والتشريعات المائية الممثل بقانون المياه، وكذا وضع الاستراتيجيات والسياسات الوطنية للمياه وتنمية الموارد المائية.وفي نهاية الاحتفال افتتح محافظ المحافظة معرض الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية والمجلات الحائطية للمدارس المشاركة.حضر الحفل الأخوان سالم محمد الوحيشي وكيل المحافظة وحسين ناجي عوفان وكيل المحافظة المساعد وأعضاء المجلس المحلي للمحافظة وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي والشخصيات الإجتماعية والباحثين والمهتمين بقضية المياه.