النص الكامل وفيديو كلمة الرئيس العليمي في القمة العربية 33 بالبحرين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    تمييز وعنصرية.. اهتمام حوثي بالجرحى المنتمين للسلالة وترك الآخرين للموت    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    أسباب أزمة الخدمات في عدن... مالية أم سياسية؟؟!!    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشعوذون مع سبق الإصرار
يستغلون جهد البسطاء ويتاجرون بمآسيهم
نشر في الجمهورية يوم 29 - 03 - 2007

بعض المرضى يغمى عليهم من شدة الضرب .. وآخرون يخسرون أهلهم بسبب كلام المشعوذين
أكثر الضحايا من النساء .. ولابد من تدخل فاعل للجهات ذات العلاقة
يدّعون أنهم أصحاب روحانيات وكرامات .. وأن لديهم المقدرة على معالجة كل أنواع المس والسحر .. تارة ينهالون على مرضاهم بالضرب المبرح .. وتارة أخرى يعطونهم بعض الطلاسم والتمائم لتحجبهم عن العين وتقيهم شر الإنس والجن .. لكن المستور في نهاية المطاف ينكشف للجميع فلا يبدو هؤلاء غير مجموعة من المشعوذين والدجالين الذين يستغلون جهل البسطاء ويتاجرون بآلامهم ومآسيهم .. فيما المواطن الغلبان هو الذي يدفع الثمن في كل مرة ويتطلع لما يتوجب عمله من قبل الجهات ذت العلاقة.
ضرب مبرح
كالعادة نمر من ذلك الشارع الذي ينتهي بنا في سوق القات ثم نعود منه إلى حيث أتينا ..لكن شيئاً كان يبعث على التساؤل والدهشة إنه ذلك الصراخ والأنين الذي تعودنا على سماعه أثناء مرورنا إلى سوق القات.. مصدر ذلك الصوت في العمارة البيضاء المكونة من ثلاثة طوابق حيث الطابق الأول الذي يمكث فيه الشيخ ويمارس أساليب وطرق علاجية مدهشة كما أشار صاحبنا عبدالله .. وبفضول أقتربنا من المبنى وأمامنا اللوحة وقد كتب عليها «العلاج بالقرآن الكريم» وهناك عدد من الأشخاص على مقربة من الباب ينتظرون مرضاهم سألنا أحدهم عن الصياح والصراخ اللذين يشبهان صراخ مرضى أجريت لهم عمليات جراحية دون مخدر.. لكن صاحبنا سالم محمد أكد أن ذلك الصياح ما هو إلا نتيجة للضرب الذي يلحق بمريضهم الذي أكد الشيخ أنه مسكون بجني وأن الغرض من الضرب هو طرد الجني .. وذلك الصياح هو صوت الجني أما المريض فلا يشعر بشيء وأثناء حديثه معنا انقطع الصراخ والأنين فجأة لندرك أن المريض لم يتحمل شدة الضرب فأغمي عليه وتم في الحال نقله إلى المستشفى ليفيق وفي جسمه علامات الضرب المبرح وهو ما جعله طريح الفراش لأيام ..
أوهام ليس إلاّ
زكي علي قاسم (مدرس) يقول :
إنه لمؤسف حقاً أن تجد اليوم من مازال متمسكاً بما يروج له البعض من الأفكار السخيفة والهمجية وتلك الأفكار الرجعية التي تعود بنا إلى ما قبل الإسلام أيام الجاهلية حيث كان في ذلك الزمن للكاهن دور في تحديد مستقبل الفرد وكان الناس يؤمنون بخرافات وأساطير ويعتقدون بالتأويل والتنجيم بمعنى أن بيئتهم كانت بيئة جهل وظلام ومفاسد ومجون فكانت البيئة هي المورد الذي يستقي منه هؤلاء أفكارهم وتصوراتهم لأنماط الحياة المختلفة .. فقد كانوا معذورين إن حضرتهم أشباح الليل في التصور الذهني فقط .. أما اليوم فأنماط الحياة مختلفة تماماً وثقافتنا بطابعها البيئي وليس اللغوي مستقلة تماماً وهناك انسجام بين النفس البشرية والبيئة التي تعيش فيها .. لم يبقَ سوى الوهم والخيال ومتغيرات الظروف ربما تنعكس على النفس لتغذي الذهن بالصور المقلوبة ومن ثم قد يصاب الإنسان بهلوسات مرضية وهذيان وتقلب في حالته النفسية التي تنعكس على سلوكه ومنطقه حينئذٍ يظن البعض إن ذلك إما سحر أو جني سكن فيه أو عمل له طلاسم أو.. أو ..الخ من المسميات في حين تظل حقيقة حالته لا علاقة لها بكل ماذكر أساساً.
شعوذة وخداع
جمال المخلافي «مهندس» أشار من جانبه بالقول :
- بصراحة موضوع الجن والحديث عنهم مخيف بعض الشيء لكن طالما ونحن في مجتمع إسلامي نؤمن بحقيقة وجود الجن إيماناً مطلقاً .. يبقى الالتباس في تفاصيل الكيفية التي يعيشون عليها وماهي النمطية التي تقوم عليها حياتهم وهل ما يدعيه بعض المرضى صحيح أم أن ذلك خرافة حول ما يقال أنهم يلتقون بالجن وبعضهم يقول بأنه متزوج من جنية وتنجب له أطفالاً و.. وغيرها من الأقاويل.
وأعتقد بأن كل ذلك لن يؤكد إلا بحقائق علمية تبرهن لنا صحة ما يقال .. لأنه وبصراحة كلما كان هذا غامضاً كلما استغله البعض لخداع الناس ونشر أكاذيبهم وخرافاتهم (فهناك الكثير ممن احترفوا مهنة معالجة المرضى الذين يعانون من حالات نفسية بواسطة الطلاسم والحرز وأشياء كثيرة وعملوا على تقديم العلاج لهم وهم بذلك يشخصون مرضاهم ويعبرون عن ذلك بعدد من المصطلحات وهي إما مس شيطاني أو سكون جني في أحد أعضاء المريض وغيرها من المسميات التي يطلقونها على مرضاهم .. ومعلوم أن الشيطان ليس له سلطان على البشر إلا من خلال الوسواس والتمثيل وتصوير الأشياء على غير حقيقتها وهذا لمن هم أهل للشيطان.
هؤلاء أقرب ما يكونوا إلى الشعوذة وهم بعيدون كل البعد عن الطب النفسي المبني على أسس علمية حقيقية وصحيحة وما نخشاه هو أن يأتي يوم وقد صور لنا هؤلاء أن كل واحد منا قد سكنه جني أو سكنته جنية.
نصب واحتيال
الأخ/ عابد الشرعبي يقول :
في أحياء وقرى ومناطق بلادنا مازال الكثير من بائعي الكذب والدجل يمارسون خداعهم وأساليبهم الملتوية التي تؤثر تأثيراً سلبياً ومباشراً على المجتمع ونتيجة لاقتناع البعض بما يقوله هؤلاء المشعوذون تصبح لديهم اعتقادات ربما تقودهم إلى بؤرة من المشاكل في حين يفقدون التفكير السليم وهنا سأوضح لك بعض المشاهدات التي حصلت .. في القرية المجاورة لقريتنا ذاع صيت رجل لا أحب ذكر اسمه هنا على أنه صاحب قدرات فائقة ومنها اكتشاف السرقات ومعرفة السارق عن طريق البيضة وكثير من الناس كانوا يتوجهون إليه للتعرف على الحرامي الذي سرق كذا وكذا واستمر على هذا فترة قصيرة إلا أنه نتج عن ذلك مشاكل وصراعات وكل من ظهرت صورته في البيضة كان السارق (حسب ما يزعمه الشيخ) وبالتالي كل واحد يصبح غريمه إما جاره أو صديقه أو ابن عمه فبدأت الصراعات وازدادت الاختلافات حتى وصلت إلى القتل .. وبعدها تم القبض على هذا الدعي، ومثل هذا يحدث في مناطق عديدة ولأن البعض على نياتهم وطيبون يصدقون وهذا ما يجعلهم يتقبلون مثل هذه الأفكار الضالة والمضلة .. وفي هذه الحالة لابد أن يتدخل القانون لعقاب هؤلاء المشعوذين والذين ينشرون أباطيلهم في مجتمعنا .. إذ أنهم يسخرون وسائل الزيف والخداع في سبيل الاسترزاق المحرم وهذا ما نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف كما أنهم يثيرون الفتن ويفككون الأسر .. وحرفتهم ليس لها معنى سوى النصب والاحتيال عن طريق الدجل والشعوذة والإفتراء .. وهذا ما يجعل منهم خطر على المجتمع وعلى ثقافة المجتمع.
كنت ضحية لأحد المشعوذين
الشاب أحمد حيدر الريمي يقول : إسأل مجرب ولا تسأل طبيب وطالما والموضوع له علاقة بالدجل والشعوذة والجن فأنا إذا تكلمت عن هذا الموضوع فإن ذلك من واقع تجربة مرة عشتها أنا .. وكنت أعاني من تخيلات في المنام تأتي على هيئة تلك الفتاة التي كنت أحبها وغالباً ما كنت في المنام أحدثها ومن شدة حبي لها كان انشغالي بها في أغلب الأوقات، هذا الأمر أقلق والدي وكل من في البيت فأخذوني إلى الشيخ ليقرأ الآيات ويعمل لي حرز .. الشيخ بدوره قرر فترة علاجي لأكثر من شهر بحيث أظل بجواره كي يقوم بعمل العلاج بين فترة وأخرى ..حينها كنت أتوقع أن الشيخ سيقرأ القرآن وسيقوم بتركيب خلطة الأعشاب لأتناولها وكنت أتصور أن هكذا سيكون علاجي في حين أني لم أكن مريضاً أصلاً .. في الحقيقة الشيخ له ممارسات في علاج ضحاياه ومرضاه فهو يقوم بالشد والضرب والمد والجزر .. انقضى الشهر الأول وحالتي الصحية بدأت بالانكسار وتضاعفت فالشيخ قرر أيضاً بقائي إلى أجل غير مسمى حتى أشفى كما قال ونزولاً عند رغبة والدي فقد مكثت أكثر من ستة أشهر أحسست خلالها بالكبت والعزلة والضيق في حين لم أسلم من اكتواء جسمي بوخز الكهرباء والضرب المبرح وكأني أعيش في سجن أبو غريب لما كان يمارس ضدي من العذاب الحسي والمعنوي ولولا أن تداركت نفسي بالخروج لكان هلاكي على يد الشيخ وأمثالي وأمثاله كثير ..إن هؤلاء المشائخ الذين يمارسون هذه المهمات بغير علم بلاشك هو دجل وشعوذة وقلة خير وحياء أيضاً لأن من يدعي علم الغيب كاذب ومن يدعي المعرفة لفنون ومهام الطب العربي أو ما يسمى التداوي بالأعشاب بغير علم أيضاً كاذب ويتعرض الكثيرين للخطر بسبب ما يقوم به هؤلاء الذين لا يعلمون شيئاً أيضاً من يقول أن له خوارق وو.. وهؤلاء إذا لم تلتفت إليهم الدولة وتضع لهم حداً سيكونون مصدر خطر على المجتمع .. لأن تركهم هكذا أضر بمصالح الناس .. والذي نخشاه أن يزداد نشاطهم وسيكون ذلك مؤشر سلبي على ضعف الوعي والصحة العامة.
عودة إلى الوراء
جميل أحمد الراعي «مثقف» يقول :
اليوم ومع معطيات العصر الحديث فيمكن القول أن لا مجال لهؤلاء لأن يكونوا محل اهتمام وتصديق فنحن في عصر العلم والتقنية ولاداعي للرجوع إلى الوراء إلا أنه في الوقت ذاته مازال هؤلاء عباقرة الدجل ومبدعي الاكاذيب يستغلون جهل البسطاء من الناس ويوهمونهم بأن لهم القدرة على النفع والضر وكشف المستور .. كما أنهم يقومون بعمل طلاسم قاصدين منها جلب المحبة وطرد الكراهية و غيرها من الأعمال السخيفة التي تعكس مدى تطاول هؤلاء في الشرك بالله تعالى فهم حين يقولون أنهم على يقين من نفع هذا أو ضر ذاك فإنما ذلك شرك بالله تعالى في صفاته وإن كانوا يستخدمون هذا الاسلوب للترويج لبضاعتهم ولكسب تصديق الناس لهم ليكونوا مصدر رزق .
في حين أن البعض قد كشف أمرهم وقبض عليهم وهم يمارسون الدجل والشعوذة ..ومازال بعضهم مستمرين في مواصلة إحراق البخور وترديد التمتمات المتقطعة في سبيل إقناع الآخرين بعظمة ما يقومون به وأنهم على صلة مع عالم غير عالمنا.
أكثر ضحاياهم من النساء
ويضيف جميل :
النساء في مجتمعنا أكثر عرضة لتأثير هؤلاء وتصديقهم والجري لتلقي نصائحهم الضارة وذلك بسبب تفشي الأمية بنسبة عالية في بعض الأرياف بين أوساط النساء الأمر الذي يساهم بسهولة في تقبل آراء وطلاسم الشعوذة .. وكثيرا يكون الاقبال على أماكن هؤلاء من النساء .. كما أن هناك من بين هؤلاء المشعوذين من قد يعمل على الايقاع بمن تحلو له من النساء وقد حدثت نماذج من هذا النوع وقد سمعنا أن شخصاً كان يعالج فتاة بين الحين والآخر ثم تزوجها ..وآخر رآها فريسة له فهم بها وكشفه الناس ..وفي حين يظل بعضهم متلبسا بالاستقامة محاولة منه لكسب ثقة الناس به في حين تجد أن ممارساته لاتمت بأي صلة إلى مانهانا عنه الدين وتتعدد أصناف وأنواع هؤلاء الدجالين والكذابين .
إننا على أمل بضرورة أن تقوم الدولة بحملة وقائية ضد المشعوذين ليكفوا المجتمع شرهم .. وحرصاً على سلامة المجتمع.
ضيعت ذهبي ولم يعد ولدي
زكية أحمد والتي تبلغ من العمر 70 عاماً تحكي ما حدث لها بالقول :
كانت جارتي حُسن تزور هذا المشعوذ باستمرار والذي كان يطلق عليه «الحاجبي» وكانت كل من لها قصد في هذا المجال لعمل محبة أو فرقة أو أي شيء من هذه الطلاسم أو التي يمرض إبنها كانت تتوجه إلى حُسن لتتوسط لها عند الحاجبي وعلشان إبني الكبير محمد غائب في السعودية وله عشرين عاماً كنت في أمس الحاجة إلى طريقة تجعل ولدي الغائب يعود فطرحت الموضوع على حُسن وقررنا الذهاب إلى الحاجبي في المرة الأولى أكد لي بأن أبني معمول له عمل كره للبلاد ولي.. وهذا العمل محتاج إلى جهد ووقت لفكه وأيضاً محتاج لفدية وطلب مني المال الذي يساعده على دفع قيمة الفدية ومصاريف لجلب بعض الأدوات التي يستعين بها لجلب الخدام ليدلوه على مكان العمل أو السحر .. فدفعت له عشرة آلاف ريال كبداية .
ثم مكثت أسبوعين وعدت إليه في المرة الثانية فكتب لي ورقة لا أدري ما هو مكتوب فيها وقال لي ضعيها تحت عتبة الباب وطلب مني خمسة آلاف ريال فنفذت كل ما طلب مني وبالحرف الواحد ولكن لا نتيجة فإبني محمد يتصل ويؤكد عدم عودته وأنه مشغول .. في المرة الثالثة عدت إليه وقلت له لا فائدة لكنه قال بأن الفدية لم يقتنع بها خادمه هرموش كما قال إنه محتاج لمبلغ يساوي ثلاثة أضعاف المبلغ السابق ليقتنع هرموش ويفكك العمل فاضطررت إلى بيع ذهبي واعطيته المبلغ .. وفي المرة الأخيرة كنت أذهب لأخبره بأن لا شيء حدث وإن كل ما عملناه سراب في سراب ولكن كنت القى الإجابة بعدم وجوده في البيت ومرات عديدة أذهب إليه وفي حالة ما أعثر عليه يقول بأنه مشغول ثم يذهب في الحال وهكذا حتى يئست وعرفت أن ما يقوم به ما هو إلا نصب واحتيال وكذب على أمثالي من الناس الطيبين.
ففوضت أمري إلى الله .. ودعوت الله وحده أن يعوضني فقد ولدي ويعيده بالسلامة وأن يعيذنا من شر الدجالين والمشعوذين والمحتالين على الناس بالباطل.
مطلوب توعية الناس
الأخ/ ناجي البدوي (خطيب جامع) يقول :
في الحقيقة السحر والشعوذة محرمان إذ أن ذلك يتعمد استغلال الكثير من الناس لجلب المصالح الشخصية إذ يقوم البعض من هؤلاء باستخدام وسائل غير مشروعة في نشر وتوزيع الأباطيل والكذب وزرع الفتنة والتفريق بين الاخوان والأب وولده والرجل وزوجته فهم يمارسون ماحرمه الله وذلك عن طريق الطلسمة والشعوذة.
ولهذا دعانا الدين الإسلامي إلى تجنبه والابتعاد عنه لأن ذلك قد يؤدي
بالكثيرين إلى الشرك والعياذ بالله لأن الاعتقاد بما يعمله هؤلاء المشعوذين يعد شركاً ربما أن البعض من الناس قد تؤثر فيه تلك الأفعال نتيجة للجهل والانقياد لما يقوله هؤلاء .. لذلك مطلوب توعية الناس وآفراد المجتمع بخطر هؤلاء واجتنابهم لئلا نقع في فخ الرذيلة والبعد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
ضرورة تنظيم المسألة
في الإطار ذاته أوضح الحبيب حسين محمد الهدار مفتي محافظة البيضاء بالقول:
إن ما يمارسه البعض من أعمال الطلاسم ومن يقومون به من عمل أعمال الفرقة ، المحبة وغيرها من المسميات المتعلقة بالطلاسم هذا حرام ولا يجوز شرعاً.
وفي الحقيقة هناك نوعان ممن يقومون بالعلاج عن طريق القرآن الكريم النوع الأول وهم أهل صدق ومعرفة وذو علم فهم يقومون بالمعالجة بآيات الله وبطرق شرعية مصادقة للشرع وفي هذه الحالة تكون المعالجة بالقرآن بصورة شرعية وجائزة.
أما النوع الثاني وهم الذين ليس لديهم علم يؤهلهم للقيام بعلاج الناس بالقرآن وإنما استغلالاً لجهل الناس فهؤلاء يصبح أمرهم موكولاً على الدولة بحيث يكون هناك منح تصاريح أو تراخيص تمنحها الدولة لمن هو قادر على هذه المهام وبحيث يتم اختيارهم والتأكد من ما يملكونه من مؤهلات ومعارف في هذا الجانب وبذلك لن يكون هناك من يدعي الشيء وهو فاقد له .
وبالتالي فإننا سننجو بجتمعنا من دعاوى المبطلين وأصحاب الفتن والخرافات الذين يعممون أفكارهم على الناس بغير علم ولا هدى .. وهؤلاء يشكلون خطورة على المجتمع إذا لم يتنبه لهم وتوضع لوائح من شأنها الرقابة على ما يقوم به هؤلاء المعالجين الذين ينتشرون هنا وهناك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.