العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    ميسي يصعب مهمة رونالدو في اللحاق به    الهلال يستعيد مالكوم قبل مواجهة الاتحاد    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بائعو الهوى وتجار الطلاسم ..استغلال لجهل الناس
نشر في الجمهورية يوم 04 - 09 - 2007

تزايدات أعداد العيادات المتخصصة لأمراض السحر والمس الشيطاني وكل الأمراض التي تتعلق بالجن .. لم يعد الأمر محصوراً على شيخ بعينه بل كثير من أولئك استغلوا هذه المهنة وقد انتشرت هذه الأماكن في عدد من المناطق حول يمننا الحبيب.. فالكل قد أدعى النبوة ويمارسون مهامهم العلاجية وفق أساليب وطرق لاتمت بأية صلة إلى الطب .. وبأبشع الوسائل التي تفتقر إلى أبسط العلوم الطبية .. ناهيك عن قيامهم بأفعال تتنافى مع تعاليم الدين الذي دعانا إلى العلم وحثنا عليه لئلا نقع فريسة للجهل والادعاء .. واليوم ورغم ما وصلنا إليه فمازال في مجتمعنا من يلجأ للتداوي في تلك العيادات معتقداً وذلك عن جهل ألا فائدة إلا عند ذلك الشيخ وكل يوم نرى وفوداً مختلفة من هنا وهناك يؤممون شطر تلك الأماكن وظناً منهم أن ذلك الشيخ «يفك السحر يخرج الجني ينفع لوجع الرأس» وو.. من الدعاية التي قيلت عن الشيخ وصدقها الكثير..
وهكذا تعددت أماكن الدجل والشعوذة لتصبح مهمة تحمل لصاحبها وضعاً مادياً بحيث تدر عليه الأموال التي يجلبها البسطاء والمساكين ..
في هذا الاستطلاع حاولنا تسليط الضوء على ظاهرة الدجل والشعوذة والاستغلال المزيف وإدعاء مهارتهم التي تفوق البشر وصولاً بهم إلى عالم الجن .. فإلى الحصيلة ..
تساؤل ودهشة
كالعادة نمر من ذلك الشارع الذي ينتهي بنا في سوق القات ثم نعود منه إلى حيث أتينا .. لكن شيئاً كان يبعث على التساؤل والدهشة إنه ذلك الصراخ والأنين الذي تعودنا على سماعه أثناء مرورنا إلى سوق القات، مصدر ذلك الصوت في العمارة البيضاء المكونة من ثلاثة طوابق حيث الطابق الأول الذي يمكث فيه الشيخ ويمارس أساليب وطرقاً علاجية مدهشة كما أشار صاحبنا عبدالله .. وبفضول اقتربنا من المبنى وأمامنا اللوحة وقد كتب عليها «العلاج بالقرآن الكريم» وهناك أعداد من الشخوص على مقربة من الباب ينتظرون مرضاهم سألنا أحدهم عن الصوت والصياح وهذا الصراخ الذي أيقنا من أن هناك عمليات جراحية جافة دون مخدر لكن صاحبنا سالم محمد أكد أن ذلك الصياح ما هو إلا نتيجة للضرب الذي يلحق بمريضهم الذي أكد الشيخ أنه مسكون بجني وأن الغرض من الضرب هو طرد الجني .. وأن ذلك الصياح هو صوت الجني وأن المريض لا يشعر بشيء، وأثناء حديثه معنا انقطع الصراخ والأنين فجأة لندرك أن المريض لم يتحمل شدة الضرب فأغمي عليه وتم في الحال نقله إلى المستشفى ليفيق وفي جسمه علامات الضرب وشروخ في الجلد ليضل طريحاً بآلامه وجروحه..
أشباح وشياطين
زكي علي قاسم «علوم إسلامية» يقول :
- إنه لمؤسف حقاً أن تجد اليوم من لازال متمسكاً بما يروج له البعض من الأفكار السخيفة والهمجية وتلك الأفكار الرجعية التي تعود بنا إلى قبل الإسلام أيام الجاهلية التي كان في ذلك الزمن للكاهن دور في تحديد مستقبل الفرد وكانوا يؤمنون بخرافات وأساطير كما كانوا يعملون في تأويل الحدث ويربطونه بالحظ .. فالتنجيم كان بحثاً في الغيب لايكذب .. وكان يغلب على طابعهم الثقافي طابعهم البيئي حيث كانت بيئتهم بيئة جهل وظلام ومفاسد ومجون فكانت البيئة هي المورد الذي تستقى منه أفكارهم وتصوراتهم لأنماط الحياة المختلفة .. فقد كانوا معذورين إن حضرتهم أشباح الليل في التصور الذهني فقط وأهوال الليالي وحالتهم وهم كثير معرضون لأتفه الأسباب القهرية الناتجة عن حياتهم تلك.
أما اليوم فأنماط الحياة مختلفة تماماً وثقافتنا بطابعها البيئي وليس اللغوي مستقلة تماماً وهناك انسجام بين النفس البشرية والبيئة التي يعيش فيها .. لم يبقَ سوى الوهم والخيال ومتغيرات الظروف ربما تنعكس على النفس لتغذي الذهن بالصور المقلوبة ومن ثم قد يصاب الإنسان بهلوسات مرضية وهذيان وتقلب في حالته النفسية التي تنعكس على سلوكه ومنطقه حينئذ يظن البعض أن ذلك إما سحر أو جني سكن فيه أو عمل بإحدى الطلاسم أو أو الخ.. من المسميات في حين تظل حقيقة حالته لاعلاقة لها بكل ماذكر أساساً.
التباس وخرافة
جمال المخلافي (مهندس) أشار من جانبه بالقول :
بصراحة موضوع الجن والحديث عنهم مخيف بعض الشيء لكن وطالما ونحن في مجتمع إسلامي نؤمن بحقيقة وجود الجن إيماناً مطلقاً و يبقى الالتباس في تفاصيل الكيفية التي يعيشون عليها وماهي النمطية التي تقوم عليها حياتهم وهل ما يدعيه بعض المرضى والمصابون بحالات نفسية ربما صحيح أم أن ذلك خرافة حول ما يقال إنهم يلتقون بالجن وبعضهم يقال بأنه متزوج من جنية وتنجب له أطفال و...و.. وغيرها من الأقاويل.
أعتقد أن كل ذلك لن يؤكده إلا حقائق علمية تبرهن لنا صحة ما يقال .. لأنه وبصراحة كلما كان هذا غامضاً كلما استغله البعض لمخادعة الناس ونثر أكاذيبهم وخرافاتهم .. فهناك الكثير ممن احترفوا مهنة الطب النفسي لمعالجة المرضى الذين يعانون حالات نفسية بواسطة الطلاسم والحرز وأشياء كثيرة فظنوا في تقديمها كعلاج وهم بذلك يشخصون مرضاهم بعدد من المصطلحات وهي إما مسة شيطان أو سكون جني في أحد أعضاء المريض وغيرها من المصطلحات التي يطلقونها على مرضاهم..
ومعلوم أن الشيطان ليس له سلطان على البشر إلا من خلال الوسواس والتمثيل وتصوير الأشياء على غير حقيقتها وهذا لمن هم أهل للشيطان..
هؤلاء ما يسمون أنفسهم بالأطباء هم أقرب الى الشعوذة وبعيدون كل البعد عن الطب النفسي المبني على أسس علمية حقيقية وصحيحة وما نخشاه هو أن يأتي يوم وقد صور لنا هؤلاء أن كل واحد منا قد سكنه جني أو سحرته جنية.
أنواع الدجل
الأخ/ عابد الشرعبي يقول :
- في أحياء وقرى ومناطق بلادنا مازال الكثير من بائعي الكذب والدجل يمارسون خدعهم وأساليبهم الملتوية التي تؤثر تأثيراً سلبياً ومباشراً على المجتمع ونتيجة لاقتناع البعض بما يقوله هؤلاء المشعوذون تصبح لديهم اعتقادات ربما تقودهم إلى بؤرة من المشاكل في حين يفقدون التفكير السليم ،وهنا سأوضح لك بعض المشاهدات التي حصلت : في القرية المجاورة لقريتنا ذاع اسم رجل ولا أحسب ذكر اسمه هنا بأنه صاحب قدرات فائقة ومنها اكتشاف السرقات ومعرفة السارق عن طريق البيضة وكثير من الناس كانوا يتوجهون إليه للتعرف على الحرامي الذي سرق كذا أو كذا واستمر على هذا فترة قصيرة لأنه نتج عن ذلك مشاكل وصراعات وكل من ظهرت صورته في البيضة كان السارق حسب ما يزعمه الشيخ، وبالتالي كل واحد يصبح غريمه إما جاره أو صديقه أو ابن عمه فبدأت الصراعات وازدادت الاختلافات حتى وصلت إلى القتل .. وبعدها تم القبض عليه .. ومثل هذا يحدث في مناطق عديدة ولأن البعض على نياتهم وطيبون يصدقون وهذا ما يجعلهم يتقبلون مثل هذه الأفكار الضالة والمضلة .. وفي هذه الحالة لابد أن يتدخل القانون لعقاب هؤلاء المشعوذين والذين ينثرون أباطيلهم في مجتمعنا.. إذ أنهم يسخرون وسائل الزيف والخداع في سبيل الاسترزاق المحرم ، وهذا ما نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف كما أنهم يثيرون الفتن ويفككون الأسر وحرفتهم ليس لها معنى سوى النصب والاحتيال عن طريق الدجل والشعوذة والافتراء ... وهذا ما يجعل منهم خطراً على المجتمع وعلى ثقافة المجتمع.
المجرب والطبيب
الأخ الشاب/ أحمد حيدر الريمي يقول :
«اسأل مجرب ولا تسأل طبيب» وطالما والموضوع له علاقة بالدجل والشعوذة والجن فأنا إذا تكلمت عن هذا الموضوع فإن ذلك من واقع تجربة مرة عشتها أنا .. وكنت ضحية لأحد المشائخ ولجهل المجتمع وغباء من حولي .. في البداية كنت أعاني تخيلات في المنام تأتي على هيئة تلك الفتاة التي كنت أحبها وغالباً ماكنت في المنام أحدثها ومن شدة حبي لها كان انشغالي بها في أغلب الأوقات هذا الأمر أقلق والدي وكل من في البيت فأخذوني إلى الشيخ ليقرأ الآياتويعمل لي حرزاً .. الشيخ بدوره قرر فترة علاجي لأكثر من شهر بحيث أظل بجواره كي يقوم بعمل العلاج بين فترة وأخرى .. حينها كنت أتوقع أن الشيخ سيقرأ القرآن وسيقوم بتركيب خلطة الأعشاب لأتناولها وكنت أتصور هكذا هو علاجي في حين أني لم أكن مريضاً أصلاً .. في الحقيقة الشيخ له ممارسات في علاج ضحاياه ومرضاه فهو يقوم بالشد والضرب والمد والجزر .. انقضى الشهرالأول وحالتي الصحية بدأت بالانكسار وتضاعفت فالشيخ قرر أيضاً بقائي الى أجل غير مسمى حتى أشفى كما قال ونزولاً عند رغبة والدي فقد مكثت أكثر من ستة أشهر أحسست خلالها بالكبت والعزلة والضيق في حين لم أسلم من اكتواء جسمي بوخز الكهرباء والضرب المبرح وكأني أعيش في سجن أبو غريب لما كان يعتمل فيّ من العذاب الحسي والمعنوي ولولا أن تداركت نفسي بالخروج لكان هلاكي على يد الشيخ وأمثالي وأمثاله كثير .. إن هؤلاء المشائخ الذين يمارسون هذه المهمات بغير علم بلاشك يصبح دجلاً وشعوذة وقلة خير وحياء أيضاً.. لأن من يدعي علم الغيب فهو كاذب ومن يدعي المعرفة لفنون ومهام الطب العربي وما يسمى التداوي بالأعشاب بغير علم أيضاً فهو كاذب ويتعرض الكثيرون للخطر بسبب ما يقوم به هؤلاء الذين لا يعلمون شيئاً.
أيضاً من يقول إن له خوارق ووو.... وهؤلاء إذا لم تلتفت إليهم الدولة وتضع لهم حداً سيكونون مصدر خطر على المجتمع .. لأن تركهم هكذا سيضرون بمصالح الوطن ..والذي نخشاه أن يزداد نشاطهم وسيكون ذلك مؤشراً سلبياً لسلامة وصحة المجتمع.
عباقرة الطلاسم
أما الشاب / جميل أحمد الراعي «مثقف» فيقول :
- اليوم ومع تداعيات العصر الحديث والحاضر فيمكن القول ألا مجال لهؤلاء لأن يكونوا محل اهتمام وتصديق فنحن في عصر العلم والتقنية ولاداعي للرجوع إلى الوراء إلا أنه في الوقت ذاته مازال هؤلاء عباقرة الدجل ومبدعو الأكاذيب يستغلون جهل البسطاء من الناس ويوهمونهم بأنهم لهم القدرة على النفع والضر وكشف المستور .. كما أنهم يقومون بعمل طلاسم قاصدين منها جلب المحبة وطرد الكراهية ووو.. وغيرها من الأعمال السخيفة التي تعكس مدى وتطاول هؤلاء على الشرك بالله تعالى فهم حين يقولون إنهم على يقين من نفع هذا أو ضر ذاك فإنما ذلك اشراك بالله تعالى في صفاته وإن كانوا يستخدمون هذا الأسلوب لإنفاق بضاعتهم ولتصديق الناس لهم سيكون مصدر رزق وهم ليضلوا الناس فقط.
في حين أن بعضهم قد كشف أمره وقبض عليه وهو يمارس الدجل والشعوذة ومازال بعضهم مستمرين في مواصلة تصاعد البخور وتمتمات متقطعة في سبيل إقناع الآخرين بما يعملونه وأنهم على صلة مع عالم غير عالمنا.
النساء في مجتمعنا أكثر عرضة لتأثير هؤلاء وتصديقهم والجري لتلقي نصائحهم الضارة وذلك بسبب تفشي الأمية بنسبة عالية في بعض الأرياف بين أوساط النساء الأمر الذي يساهم بسهولة في تقبل آراء وطلاسم الشعوذة .. وكثيراً ما تجد الاقبال على أماكن هؤلاء من النساء .. غير أن هناك من بين هؤلاء الماهرين في هذه الأعمال قد طمع في جهلهن وأوعز إلى استخدام اسلوبه في الايقاع بمن يراها تحلو له وقد حدثت نماذج من هذا النوع وقد سمعنا أن شخصاً كان يعالج فتاة بين الحين والآخر ثم تزوجها وآخر رآها فريسة له فهم بها وكشفه الناس .. في حين يظل بعضهم متلبساً بالاستقامة محاولة منه لثقة الناس به وتجد ممارساته لاتمت بأية صلة إلى ما نهانا عنه الدين وتتعدد أصناف وأنواع هؤلاء الدجلة والكذابين .. إننا على أمل أن تقوم الدولة بحملة وقائية ضد المشعوذين ليكفوا المجتمع شرهم .. وحرصاً على سلامة المجتمع..
الحاجبي والخدام
زكية أحمد والتي تبلغ من العمر 70 عاماً تقول ماحدث لها :
كانت جارتي حُسن تزور هذا الصوفي باستمرار والذي كان يطلق عليه «الحاجبي» وكانت كل من لها قصد في هذا المجال تعمل محبة أو فرقة أو أي شيء من هذا الطلاسم أو من يمرض ابنها كانت تتوجه إلى حٌُسن لتتوسط لها عند الحاجبي ،«وعلشان» ابني الكبير محمد غائب في السعودية وله عشرون عاماً كنت في أمس الحاجة إلى طريقة تجعل ولدي الغائب يعود فطرحت الموضوع على حُسن وقررنا الذهاب إلى الحاجبي، في المرة الأولى أكد لي بأن ابني معمول له عمل كره للبلاد ولأمه وهذا العمل محتاج إلى جهد ووقت لفكه وأيضاً محتاج لفدية ومطلوب مني المال الذي يساعده على دفع قيمة الفدية ومصاريف لجلب بعض الأدوات التي يستعين بها لجلب الخدام ليدلونه على مكان العمل أو السحر.. فدفعت له عشرة آلاف ريال كبداية ثم مكثت اسبوعين وعدت إليه في المرة الثانية كتب لي ورقة لا أدري ماهو مكتوب فيها وقال لي حطيها تحت عتبة الباب وطلب مني خمسة آلاف ريال فنفذت كل ماطلب مني وبالحرف الواحد ولكن لا نتيجة فابني محمد يتصل ويؤكد عدم عودته وأنه مشغول ، في المرة الثالثة عدت إليه وقلت له لا فائدة لكنه قال بأن الفدية لم يقتنع بها خادمه هرموش كما قال وأنه محتاج لمبلغ يساوي ثلاثة أضعاف المبلغ السابق ليقتنع هرموش ويفك العمل فاضطررت إلى بيع ذهبي واعطيه المبلغ، وفي المرة الأخيرة كنت اذهب لأخبره بأن لاشيء حدث وكلما عملناه سراب في سراب ولكن كنت ألقى الإجابة بعدم وجوده في البيت ومرات عديدة اذهب إليه حالة أعثر عليه يقول بأنه مشغول ويقوم يذهب في الحال وهكذا حتى يئست وعرفت أن مايقوم به ماهو إلا نصب واحتيال وكذب على امثالي من الناس الطيبين ففوضت أمري إلى الله.. ودعوت الله وحده أن يعوضني فقد ولدي ويعود بالسلامة ، وأن يبعد عنا الدجالين والمشعوذين والمحتالين على الناس بالباطل.
قول مفتي الديار
دينياً أوضح الحبيب حسين محمد الهدار مفتي محافظة البيضاء بالقول:
إن مايمارسه البعض في أعمال الطلاسم ومن يقومون بهذه الأعمال مثل الفرقة المحبة وغيرها من المسميات المتعلقة بالطلاسم هذا حرام ولا يجوز شرعاً.
في الحقيقة هناك نوعان ممن يقومون بالعلاج عن طريق القرآن الكريم .. النوع الأول وهم أهل صدق ومعرفة وذو علم فهم يقومون بالمعالجة بآيات الله وبطرق شرعية مصادقة للشرع وفي هذه الحالة تكون المعالجة بالقرآن بصورة شرعية وجائزة.
أما النوع الثاني وهم الذين ليس لديهم علم مؤهل لقيامهم بعلاج الناس بالقرآن وإنما استغلالاً لجهل الناس فهؤلاء يصبح أمرهم موكولاً على الدولة بحيث يكون هناك منح تصاريح أو تراخيص تمنحها الدولة لمن هو قادر على هذه المهام وبحيث يتم اختبارهم والتأكد مما يملكونه من مؤهل ومعارف في هذا الجانب وبذلك لن يكون هناك من يدعي الشيء وهو فاقد له.. وبالتالي فإننا سننجو بمجتمعنا من دعاوى المبطلين وأصحاب الفتن والخرافات الذين يعممون أفكارهم على الناس بغير علم ولا هدى .. وهؤلاء يشكلون خطورة في المجتمع اذا لم يتنبه لهم وتوضع لوائح من شأنها الرقابة والتأكد مما يقوم به هؤلاء المعالجون الذين ينتشرون هنا وهناك.
الحرام والحلال
الأخ ناجي البدوي «خطيب جامع » يقول: في الحقيقة السحر والشعوذة محرم اطلاقاً اذ أن ذلك يتعمد في استغلاله الكثير من الناس لجلب المصالح الشخصية إذ يقومون باستخدام وسائل غير مشروعة في نشر وتوزيع الأباطيل والكذب وزرع الفتنة والتفريق بين الإخوان والأب وولده والرجل وزوجته فهم يمارسون ما حرم الله وذلك عن طريق الطلسمة والشعوذة وهذا ما دعانا الدين الاسلامي إلى تجنبه والابتعاد عنه لأن ذلك قد يودي بكثير إلى الشرك والعياذ بالله لأن الاعتقاد بما يعمله هؤلاء المشعوذون يعد شركاً ربما أن البعض من الناس قد تؤثر فيه تلك الأفعال المشعوذة نتيجة للجهل والانقياد لمايقوله هؤلاء.. لذلك مطلوب توعية الناس وأفراد المجتمع بخطر هؤلاء واجتنابهم لئلا نقع في فخ الرذيلة والبعد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.