أكد الشيخ/أحمد بن حمد الخليلي، مفتي عام سلطنة عمان أن ما يقال حول دخول الجن إلى جسم الإنسان ما هو إلا ضرب من الخيال ومزايدة من ضعاف النفوس الذين يستعبدهم الخوف. وقال في حديث للفضائية العمانية في برنامجه الأسبوعي حول تداعيات ما عرف في سلطنة عمان "بوحش الرستاق "والذي أثار الكثير من الذعر والخوف لدى الكثيرين من الناس في عُمان إن الجن شريحة من الخلق كالإنس ولا ينبغي أن نتصورهم تصوراً مَهولاًً بحيث نسند كل شيء إليهم، وليس هنالك دخول جني في الإنسي، إنما هو إيحاء إلى الإنسان من الشيطان ويتحدث بحسب ما يُملي عليه. وحول ما يتعلق بقضية دخول الجن في جسم الإنسان قال المفتي العام: علينا أن نؤمن قبل كل شيء أن الجن هم شريحة من الخلق كالإنس، وأنهم بأنفسهم مُعرَضون لما يُعرض له الإنس من الخوف والأمن والصحة والسقم وجميع الأحوال التي يتعرض لها الإنسان؛ إذ الجن ليسوا كالملائكة وليسوا أيضاً كالحيوانات، هم شريحة مُكلَفة تضطلع بأمانة العبادة، عبادة الله تعالى بدليل النص القرآني الصريح (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ، إِنَ اللَهَ هُوَ الرَزَاقُ ذُو الْقُوَةِ الْمَتِينُ) وهم يأكلون ويشربون ويتناسلون.. وقد نص القرآن الكريم على أنهم لا يملكون شيئاًًً ما يعود إلى أمور البشر، فالله سبحانه وتعالى يحكي عن الجن أنفسهم عن المؤمنين أنهم قالوا: (وَأَنَهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) (الجن:6) الرجال من الإنس الذين كانوا يعوذون برجال من الجن ما زادوهم إلا رهقا؛ يعني كونهم يعوذون بهم وتركوا العياذ بالله؛ ولجأوا إلى العياذ بالجن أدى بذلك إلى أن زادتهم الجن رهقا. وقال إن هؤلاء الذين يتشبثون بالجن ويعوذون بهم ويرجعون إليهم لن يزيدوهم إلا رهقاً بدليل هذا النص.