قد لايبدو العنوان مألوفاً عند الكثيرين، لكنني أحتفظ بذكريات جميلة لهذا اللفظ الحنون، فقد كان دعاء يحظى به كل محبوب من محبوبه قبل غيابه، وشائعاً استخدامه بين المودع والمغادر للمنزل قاصداً رزقه وباب الله الواسع، فما أن يغادر عتبة الدار حتى تحيطه أمه بأسماء الله الحسنى والأولياء الصالحين وبكل ما يقربه إلى الله، والدعاء له بكل ما يمنع عنه الشر ويطرد من حوله الأرواح الشريرة والمردة والشياطين وكل ما يوسوس في صدره من خناس. هذا الدعاء الجميل لا يصدر إلا من شخص يتمنى ويدعو بالخير لآخر يحبه ويتمنى له الخير، ويكثر ترديد هذا الدعاء بين الأقرباء جداً من حيث الدرجة الأسرية ومن حيث قوة المحبة بينهما، وهو دعاء رابط بين من لهم مصالح مشتركة مصيرية وحياتية ويعنيهم الحفاظ وتنمية هذه المصالح ويتبادلان الدعاء وكأنهما على سفينة واحدة ليعم الخير بقية أفراد الأسرة، فتقول الأم لولدها: أنت مجور بالله .. «محروس بالله». الأخ الدكتور/علي محمد مجور، رئيس الوزراء الأكرم في البداية أبارك لك نيلك ثقة القيادة السياسية، ولا شك أن ذلك نابع من تفردك بصفات وخصائص وسجل ناصع تميزت به عن غيرك/ فكنت أنت..... وبعد،،، أنت مُجور بالله.. مُجور بالله من كل شر وحقود وحاسد، مُجور بالله من كل بطانة سيئة ومُحوط ببطانة صالحة تعمل لخير البلاد والصلاح للعباد، أنت مُجور بالله من كل أصحاب المشاريع الفاسدة والمفسدة، ومن كل أصحاب الجيوب الواسعة، ومُحوط بأصحاب النفوس الزكية العالية القانعة التي يهمها الحفاظ على مصالح الأسرة الكبيرة، أنت مُجور بالله من كل من يفكر بمصلحته على أنها فوق مصلحة الوطن ويضيق أفقه فيعيش سجين الأنانية وحب النفس وينسى الحب الكبير، آمين اللهم آمين.