كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الاستجواب الذي خضع له الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والوثائق الرسمية التي عثر عليها في العراق بعد الغزو عام 2003 تؤكد أن النظام العراقي السابق لم يتعاون مع تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. ونقلت الصحيفة على موقعها الإلكتروني عن تقرير لوزارة الدفاع الأميركية كان مصنفا سريا أن المعلومات التي جمعت إثر سقوط نظام صدام حسين تؤكد المعلومات الاستخباراتية التي جمعها البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) قبل مارس/آذار 2003 وأشارت إلى أن الحكومة العراقية لم تقم باتصالات مهمة مع القاعدة. وأضافت الصحيفة أن التقرير ذكر أن استجواب صدام حسين ومسؤولين كبار في النظام أكد هذه الفرضية. ويشير التقرير إلى أن دوغلاس فايث المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي -وهو أحد أهم المؤيدين للتدخل العسكري في العراق بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001- تجاهل رأي السي آي أي. وقال فايث في تقريره إلى مدير مكتب نائب الرئيس ديك تشيني في سبتمبر/أيلول 2002 إن العلاقات بين النظام العراقي والقاعدة قديمة ومتينة. وطبقا للتقرير فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية خلصت في حينها إلى "عدم وجود أدلة دامغة" عن علاقات محتملة بين النظام العراقي والقاعدة، وأنه "تعذر إثبات وجود تعاون مباشر بينهما.. ومنذ 2003 اتهم عملاء في الاستخبارات الأمريكية البيت الأبيض بتجاهل المعلومات التي جمعتها أجهزتهم وباختيار المعلومات المناسبة لتبرير تدخل عسكري في العراق. وشدد نائب الرئيس الأمريكي الأربعاء الماضي على فرضية وجود علاقات بين نظام صدام حسين والقاعدة، مؤكداً أن التنظيم كان ناشطاً في العراق قبل غزوه. ويناقض التقرير أحد المبررات الرئيسة للإدارة الأمريكية للتدخل عسكرياً في العراق ، والذي أكد أن نظام صدام حسين على علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة.