- مدير عام مصنع اسمنت البرح : لدينا موارد تصل إلى 66 مليون دولار تمكننا من إقامة خط انتاج جديد المصانع المحلية تغطي 40% من الطلب المحلي د.حسين سعيد الملعسي ، أكاديمي حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد واستاذ مشارك في جامعة عدن .. شخصية إدارية اقتصادية بارزة .. في العام 2003م عُيّن مديراً عاماً لمصنع اسمنت البرح.. «الجمهورية» حاورته عن أزمة الاسمنت في الآونة الأخيرة .. وعن امكانيات المصنع المحدودة التي تعوق زيادة الكمية .. وبالمقابل ما هي أهم الحلول الممكنة؟! انخفاض العرض أزمة الاسمنت في الآونة الأخيرة .. ما أسبابها ؟ هناك مشكلة في سوق الاسمنت هذه الأيام نتيجة لتوقف مصنع عمران بطاقة انتاجية تقدر بحوالي مليون طن ، حيث تم توقيف الخط القديم من أجل ربطه بالخط الجديد لذلك انعدمت كمية كبيرة من العرض الذي كان يقدمه هذا المصنع والمقدرة ب(50.000) ألف كيس في اليوم فارتفعت الأسعار بناءً على ارتفاع الطلب وانخفاض العرض. طاقة محدودة زيادة الكميات ضرورية جداً .. ما المشكلة ؟ المشكلة أن عندنا طاقة تصميمية معروفة لا نستطيع زيادتها ، ف(500 ألف طن) هي الطاقة الانتاجية لمصنع اسمنت البرح في السنة ، ومع ذلك بعنا في العام الماضي حوالي (580 ألف طن) ما يعني أننا نفذنا الخطة بأكثر من (120%) ، ولو كان عندنا ثلاثة مصانع لسوقنا إنتاجنا بدون أية مشاكل. نحن تجار نريد أن نبيع أكبر كمية ممكنة ، لكن طاقتنا محدودة وإنتاجنا حسب طاقتنا ، ونأمل أن نعمل خطاً جديداً لنزيد من كمية الانتاج. إجراءات ضبطية يبدو لي أن هناك صعوبة في اتخاذ الإجراءات الضبطية بحق التجار المخالفين للتسعيرة الرسمية ؟ نحن نراقب إرتفاع الأسعار ، لكن هناك صعوبة تواجهنا في ضبطها نتيجة انتشار موزعي اسمنت البرح في محافظات (تعز الحديدة إب عدن لحج أبين الضالع ذمار) وبالتالي لا نستطيع أن نضبط الأسعار في كل هذه المحافظات. وعمليات ضبط الأسعار لاتقع مسئوليتها على إدارة المصنع ولكن تقع المسئولية على السلطات المحلية وعلى مكاتب الصناعة والتجارة بالمحافظات .. ونحن بدورنا عندما تأتينا أية شكاوى من هذه الأجهزة نقوم بإيقاف تعاملنا مع أي موزع مخالف للأسعار. ملتزمون بالمواصفات العالمية هل تلتزمون بالجودة في الانتاج حسب المواصفات العالمية ؟ الاسمنت مواصفاته عالمياً معروفة .. والمفروض أن كل المصانع تلتزم بهذه المواصفات ، لكن الاسمنت المستورد كثيراً منه مخالف للمواصفات واستطيع أن أؤكد أن المصانع الحكومية التابعة لمؤسسة الاسمنت جميعها ملتزمة بالمواصفات العالمية المحددة على الأكياس ، وبالنسبة لمصنع اسمنت البرح أجزم أنه من أفضل أنواع الاسمنت المباعة في السوق نتيجة للطلب الكبير والمتزايد عليه من قبل المستهلكين وبخاصة الشركات الأجنبية التي عندما تبدأ تنفيذ مشاريعها تستخدم اسمنت البرح وبالذات الاسمنت المقاوم للملوحة وهو اسمنت مشهور ، كما أن هناك طلباً كبيراً على اسمنت البرح في الفترة الأخيرة .. وزيادة الطلب مؤشر كبير جداً على أن نوعية الاسمنت الذي ننتجه عالية وممتازة ، وأؤكد أنه تم تحسين اسمنت البرح خلال السنوات الأخيرة بنسبة تزيد عن (35%) تحسين في النوعية مع الحفاظ على الجودة بشكل عال جداً. المنافسة على حساب المستورد هناك بوادر منافسة من قبل القطاع الخاص .. ماذا أعددتم لذلك ؟ المنافسة ستكون كبيرة بعد سنتين ، الآن وكما أشرت سابقاً هناك خط جديد في مصنع اسمنت عمران بحوالي مليون طن ، ومجموعة هائل سيقومون بانتاج الاسمنت اللحجي بحوالي مليون ونصف طن ، ومع ذلك فإن اجمالي ما يتم انتاجه من المصانع المحلية يغطي حوالي 40% من الطلب المحلي ويمكن أن تتم المنافسة في المستقبل على حساب المستورد وليس على حساب المنتج المحلي لأن كمية الطلب السنوي المحلي تقريباً أربعة ملايين ونصف طن ونحن ننتج حالياً مليوناً ونصف وفي حالة تشغيل مصنع لحج وعمران سيتم انتاج ثلث الطلب المحلي وبالتالي ستكون هناك منافسة ، لكن السوق يحتاج دائماً إلى كميات كبيرة من الاسمنت ، بالإضافة إلى الكمية المطلوبة هناك الزيادة السنوية والمقدرة ب10% زيادة الطلب السنوية للاسمنت .. كون البلاد تشهد حالة بناء وإعمار مرتفعة جداً. تأجيل المحطة الكهربائية مشروع المحطة الكهربائية التابعة للمصنع ، إلى أين وصل ؟ بالنسبة لمشروع محطة الكهرباء تقدر تكاليفه ب (25) مليون دولار مناقصة ل(20) ميجا ، وهذا رقم كبير جداً بالنسبة لنا لا نستطيع التنفيذ بهذا الرقم وعليه أحيل الموضوع للأخ وزير الصناعة السابق الذي بدوره وجه بامكانية تنزيل هذا المشروع بنفس تكاليف محطة مصنع اسمنت عمران ،وهذا صعب فالظروف حرجة والأسعار العالمية تتغير ، وبالتالي يبدو أنه سيتم تأجيل مشروع المحطة حتى إقامة خط جديد فنعمل محطة جديدة للمصنع كله مع الخط الجديد. وفورات مالية متضاعفة ما الذي حققتموه من نجاحات خلال العام الماضي ، وهل هناك مؤشر يعكس فاعلية النشاط الصناعي والكفاءات الإدارية والمالية للمؤسسة ؟ حقق مصنع اسمنت البرح في العام المنصرح 2006م نجاحات كبيرة في مجالات العمل المختلفة تضاف إلى تلك النجاحات المحققة في السنتين السابقتين. ففي مجال الانتاج للاسمنت نفذت الخطة بنسبة 116% حيث بلغت كمية الانتاج (579518طن) مقارنة بالمخطط البالغ (500000 طن اسمنت). أما في مجال المبيعات فقد نفذت خطة المبيعات بنسبة بلغت حوالي 118% حيث بلغت كمية المبيعات المحققة (583832 طن اسمنت) مقارنة بما خطط له والبالغ (495650 طن اسمنت). أما القيمة الاجمالية للمبيعات للمصنع وللعام 2006م فقد وصلت إلى (10.131.845.811) ريال أي عشرة مليارات ومائة وواحد وثلاثين مليوناً وثمانمائة وخمسة وأربعين ألفاً وثمانمائية وأحد عشر ريالاً. تجدر الإشارة أن قيمة المبيعات للمصنع لأول مرة تجاوزت حاجز العشرة مليارات ريال حيث بلغت في العام 2005م (8.4) مليار ريال. وفي مجال الإدارة فمصنع اسمنت البرح يعد من المرافق النموذجية في مجال الضبط الإداري ويحصل جميع موظفي المصنع على كل الامتيازات التي كفلها لهم قانون المرتبات والأجور الجديدة بالإضافة إلى الامتيازات الأخرى والخاصة بعمال المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الاسمنت . إن كل تلك الجهود تنعكس بشكل واضح وجلي من خلال مؤشرات الأداء المالي والذي يعد المرآة التي تعكس رقمياً مدى النجاح أو الاخفاق للمؤسسة الصناعية ومن المعروف أن مصنع اسمنت البرح ومنذ تأسيسه في عام 1993م لم يحقق أرباحاً تذكر بل عمل بخسارة ولمدة عشر سنوات من نشاطه . إنه ولمن الفخر والاعتزاز لكل منتسبي هذه المؤسسة الوطنية الهامة من إدارة وعمال وموظفين أن يتجاوز المصنع سنوات العجز وينتقل بنشاطه إلى تحقيق الأرباح ولأول مرة في العام 2005م. حيث انعكس ذلك من خلال الميزانية العمومية للمؤسسة العامة لصناعة وتسويق الاسمنت والمصانع التابعة لها للعام 2005م والمصادق عليها من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. إن مصنع اسمنت البرح قد حقق فائضاً قابلاً للتوزيع ولأول مرة بمبلغ (159.690.915) ريال وعلى الرغم من تواضع الأرباح إلا أنها بداية مبشرة بالخير في المستقبل. مؤشر هام كما حقق مصنع البرح فائضاً في النشاط الصناعي الجاري والذي يعكس الفرق بين الإيرادات في النشاط الصناعي والمصروفات المتفق عليها.. وهو مؤشر هام يعكس فاعلية النشاط الصناعي والكفاءة الإدارية والمالية للمؤسسة .. وقد بلغ فائض النشاط الصناعي الجاري وللعام 2005م (732.242.187) ريال وهو أعلى معدل للفائض حقق منذ تأسيس المصنع .. تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤشر قد حقق فائضاً ولأول مرة منذ تأسيسه في العام 2003م وذلك بمبلغ (225.544.457) ريال وذلك برغم الالتزامات الكبيرة التي يتحملها المصنع. دعم خطة التنمية الاقتصادية أما الوفورات المالية للمصنع فقد تضاعفت حوالي أربع مرات للفترة منذ نهاية العام 2003م حتى اليوم وإن قيادة المؤسسة وإدارة المصنع يخططان لإقامة خط جديد في المصنع بطاقة مليون طن في السنة وسوف يصل فريق ياباني الشهر الجاري لتنفيذ الدراسة الاقتصادية لذلك. إن كل تلك النجاحات ما كانت لتتم دون التوجيه والدعم من فخامة الأخ الرئيس القائد / علي عبدالله صالح، (حفظه الله) والذي كان لتوجيهه ودعمه لإدارة المصنع الأثر الكبير في تفاعل الإدارة والعمال والموظفين في التصميم على تجاوز المشكلات واستقرار العمل والبدء في الخطوات العملية الجادة لإقامة الخط الجديد ورفد الاقتصاد الوطني كدعم لتنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا. كادر وطني طاقم العمل في المصنع ، من الكوادر الوطنية الخالصة أم أنكم مازلتم تستعينون بخبرات أجنبية ؟ وماذا عن التأهيل والتدريب ؟ عندنا فقط ثلاثة خبراء فنيين أجانب من الفلبين والمصنع يدار بكفاءات محلية ممتازة وخلال الثلاث السنوات الماضية لم يتم استقدام أجانب لحل بعض المشكلات الفنية وإنما حلت على أيدي كوادر المصنع من مهندسين وفنيين وطنيين .. وحقيقة عملنا في المصنع أرتقى إلى درجات كبيرة من خلال ما اكتسبه العمال والمهندسون من خبرات مكنتهم من حل كثير من المشاكل المعقدة في الفترات الماضية مع توفير المال والوقت. أما عن التأهيل والتدريب فإن إدارة المصنع تولي التدريب أهمية خاصة ، حيث يوجد لدينا مركز تدريب في المصنع يقوم بتدريب الموظفين ليصبحوا ذا كفاءات تتناسب مع امكانيات ومتطلبات العمل بالمصنع ، وفي العام الماضي قمنا بتنفيذ خطة التدريب وتجاوزناها بنسبة 1.13% تقريباً أي دربنا (309 موظفين) أي نصف الموظفين في المصنع من خلال (27) دورة تدريبية ومع ذلك لا يتم الاكتفاء بالتدريب بمركز التدريب التابع للمصنع ولكن يتم التدريب في مراكز أخرى في بلادنا وكذلك ابتعثنا مهندسين إلى الخارج من أجل التدريب حيث ابتعثنا في العام الماضي عشرة مهندسين للتدريب في سوريا. استثمارنا محدود جداً باعتباركم قطاعاً استثمارياً وطنياً ، هل تستثمرون في مجالات أخرى ؟ للأسف القانون حدد مهمتنا بانتاج وتسويق الاسمنت فقط وحتى التسويق نقوم به بشكل محدود جداً في إطار المعارض ولم يسمح لنا في الاستثمار .. نستثمر فقط في أذون الخزانة والعام الماضي ابتعثنا ايراداتنا من الاستثمار في أذون الخزانة أكثر من مليار ومائتي مليون ريال. وعندنا خطة مستقبلية لإنشاء خط جديد للمصنع بالتعاون مع شركة يابانية سترسل مهندسين في الأيام القليلة القادمة ، حيث يفترض أن تكون الطاقة الانتاجية لهذا الخط مليون طن وسيتم استكمال الدراسات بشكل سريع من قبل هذه الشركة .. وعندنا موارد كافية تصل إلى حوالي ستين مليون دولار نستطيع أن نستخدمها في إقامة الخط الجديد بالإضافة إلى موارد أخرى من اليابان. خدمة الاقتصاد الوطني هل أنتم مؤسسة إيرادية بحتة ، أم إيرادية خدمية ؟ نحن مؤسسة إنتاجية إيرادية تخدم الاقتصاد الوطني ولا نخدم أشخاصاً معينين ولكن نخدم الاقتصاد من خلال إنتاجنا ، وأؤكد أن المصنع قد تجاوز كل المشكلات التي عانى منها منذ تأسيسه عام 1993 وحتى 2005م حيث استطاع المصنع ان يتجاوز الخسائر التي عانى منها فخلال عشر سنوات كان يعمل المصنع بخسارة ولأول مرة يحقق أرباحاً في عام 2005م وهذا يعتبر بالنسبة لنا فخراً كبيراً جداً ، صحيح أن مبلغ الأرباح كان حوالي160 مليون ريال ليس كبيراً لكنه مؤشر إيجابي وجيد على امكانية تحقيقنا في المستقبل أرباح أكبر. كما أن من أهم أسباب عدم تخصيص أرقام كبيرة للأرباح هو زيادة المصاريف والنفقات في مجال المازوت والفاتورة الكبيرة للكهرباء وارتفاع أقساط تسديد القرض بسبب سعر الصرف. اعتذار للمواطنين ما الذي تودون قوله في ختام هذا الحوار ؟ أتمنى تخفيف معاناة الإخوة المواطنين إن شاء الله مع بروز الانتاج الجديد لمصنعي عمران ولحج ونحن بدورنا نحاول بقدر امكانياتنا خدمة المواطنين لكن مع الأسف امكانياتنا محدودة ونرجو منهم المعذرة عن أية مضايقات قد يلاقونها في بعض المعارض فهناك كثيراً من الذين يحضرون المعارض غرضهم السمسرة ونحن نحب أن نحسن عملنا في المعارض ونتمنى أن نكون عند حسن ظن الناس. وأحب أن أشير إلى ظاهرة خطيرة جداً برزت في الآونة الأخيرة حيث أن كثير من الناس يعبّون اسمنتاً خارجياً بأكياس اسمنت البرح ولا نستطيع أن نضبط هذه العملية فالتعبئة تكون من الاسمنت المستورد ولا نعرف مصدرها حيث يتم تعبئتها بأساليب ملتوية وطرق مختلفة وفي أماكن مخفية ونحن ننبه المواطنين للتحري والحذر والتأكد في الشراء من الموزعين والوكلاء المعتمدين من المصنع.