في ختام الجولة الأولى من منافسات كرة القدم «الدرجة الأولى» التقى عصر أمس الخميس على ملعب الشهداء بتعز رشيد الحالمة تعز مع ضيفه فريق نادي الشعلة من عدن في مباراة قوية ومميزة لم ينقصها سوى الأهداف. وما إن ولج الفريقان إلى أرضية الملعب، وأعلنت صافرة البدء من قبل حكم الساحة محمد نعمان حتى بدأت الهتافات المؤازرة لكلا الفريقين، خصوصاً جماهير الرشيد الذين واصلوا أهازيج المناصرة عبر ألوان شتى من المفردات الجميلة والألحان المستعارة. ولأن تلاميذ سامي نعاش كانوا يعلمون جيداً أن نمور الرشيد بمسيس الحاجة لتعويض خسارتهم السابقة أمام الاتحاد الإبي فإنهم عملوا بكل ما لديهم من إمكانات لامتصاص الحماسي الرشيدي الذي بدا جلياً منذ اللحظات الأولى للقاء، وذلك عبر الإغلاق المحكم لمنطقة الدفاع إلا أن ذلك الإغلاق والتحصين الدفاعي لم يدم طويلاً، حيث بادر الرشيديون إلى خلخلة التحصينات الشعلاوية من خلال العديد من الغزوات المتنوعة التي لم تؤتِ ثمارها نظراً للصحوة المتميزة للحارس ميعاد خرابة، الذي لولاه لكانت البوابة الشعلاوية أشبه بالخرابة التي يسهل عبورها دون عناء. وعموماً فقد شهدت أحداث الشوط الأول الكثير من المحاولات الرشيدية، أجملها تلك الجملة الكروية التي انتهت عند قدمي خالد دبوان لتذهب في نهاية المطاف خارج الأعمدة الثلاثة للحارس الشعلاوي.. تلتها فرصة مماثلة للمهاجم الرشيدي سامسن ميكائيل، ومن ثم انفرادة لبسام حميد في مواجهة المرمى ليتعرض له محمود عبدالله ويعيقه على حافة منطقة ال 18 ويتصدى للفاول سامسن الذي كاد يلدغ شبكة الخرابة. أما أجمل فرص الشوط الأول المهدرة من قبل الرشيد فقد جاءت عبر جملة تكتيكية هي الأروع طوال الشوط الأول وقد اشترك في تنفيذها كل من بسام حميد وخالد دبوان وشادي جمال، أي أن ثلاثتهم تناوبوا في تهديد المرمى الأصفر، وفي الوقت نفسه كان تناوبهم في إحراق أعصاب محبيهم الذين لم يجدوا سوى الحسرة والندم من ضياع تلك الفرص السانحة للتهديف، والتي قوبلت بردود فعل شعلاوية غير مماثلة. تغييرات موفقة وفرص مهدرة وجاءت أحداث الشوط الثاني لتشهد هي الأخرى العديد من الكرات الطائشة وغير الموفقة، استهلها الرشيديون الذين آثروا الاندفاع المبكر صوب المناطق المحظورة للشعلة، وقد كانت أولى تلك الفرص الضائعة للرشيد عبر البديل المشاكس يوسف عثمان الدبعي في الدقيقة الثانية من عمر الحصة الثانية، وهنا فطن الشعلاويون للمباغتة الرشيدية المبكرة وذلك من خلال المحاولة الطيبة لأحمد قاسم الطيب الذي سدد كرة قوية وماكرة أنقذها الحارس الرشيدي مروان أحمد عبدالوارث، ولم يتأخر الدبعي يوسف بن عثمان عن الرد ليرد عليه بمحاولة ثانية لكنها ذهبت كسابقتها. وهكذا استمرت محاولات الفريقين ليأتي حسين أحمد حسين ويضيع فرصة محققة للشعلة.. وخلال ذلك التناوب الغريب على إهدار الفرص التهديفية هنا وهناك بادر المدرب الرشيدي أحمد علي قاسم إلى إنزال المهاجم الفذ عبدالله أحمد علي يسلم هداف الفريق وهداف الدوري ونجم المنتخب الأولمبي، ورغم حالته حيث لم يمض على مشاركته في الأمس أمام المنتخب الإماراتي أكثر من 24 ساعة إلا أنه استطاع أن يحدث الكثير من حالات الإرباك للدفاع الشعلاوي من خلال تمركزه السليم داخل منطقة المناورات والتحرك بكرة وبدون كرة وكأنه أراد الرد على تلك الحفاوة التي قوبل بها من قبل الجماهير الرشيدية التي استقبلت ولوجه إلى ساحة العشب الصناعي أحسن استقبال. والحقيقة أن الجماهير كلها صفقت بحرارة لابن يسلم الذي أسهم هو الآخر مع باقي زملائه في إهدار الفرص المتتالية، التي لو أحرز نصفها فقط في لقاء الأمس لكان الرشيد كسب نقاط المواجهة الثلاث وبثلاثة أهداف على أقل تقدير مقابل فرصة شبه محققة للشعلة، إلا أن معطيات اللقاء أكدت أن العديد من الفرق تلعب من أجل تحسين المراكز لغيرها عبر خدمات لا يتوقعها حتى المتشائمون. وعموماً ما زال الرشيد محافظاً على مركزه الثالث برصيد 19 نقطة ما لم يجد أي جديد في مواجهات اليوم لكل من الصقر وأهلي صنعاء واتحاد إب، أما الشعلة فإن نقطة الأمس ستجعله يتقدم على اليرموك مؤقتاً. هوامش : المباراة نقلت عبر إذاعتي عدن وتعز من خلال محمد يسلم البرعي ومحمد الحاج. رجال الأمن المركزي يبذلون مجهودات طيبة بقيادة النقيب على المعاينة. للمرة الثانية يستوقفني أحد المتيمين عشقاً بالصقر، ليؤكد أن البطولة صقراوية لو تغير الجهاز الفني. طاقم التحكيم : محمد نعمان، جولان محمد علي، إبراهيم رحيمي ونضال القدسي، وراقبها عبدالعزيز فارع.