تختتم اليوم الجمعة في جزيرة بالي الاندونيسية اعمال الاجتماع السادس عشر بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي الذي كان قد بدأ اعماله الاحد الماضي بمشاركة وفود برلمانية من مختلف دول العالم. من ضمنها وفد برلماني يمني برئاسة الدكتور عبد الوهاب محمود ، نائب رئيس مجلس النواب . حيث استكمل رؤساء الوفود البرلمانية وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية أمس ،إلقاء كلماتهم المتضمنة رؤاهم السياسية تجاه مختلف الموضوعات المطروحة امام المؤتمر ، فيما تعكف اللجان التخصصية المنبثقة عن المؤتمر والتي يشارك فيها أعضاء من الوفد البرلماني اليمني على دراسة وبلورة مجمل الأفكار والمقترحات الواردة في مداخلات الوفود سواء في الجلسات العامة للمؤتمر أم عبر لجانه الفرعية لاستخلاص جملة مشاريع القرارات والتوصيات. وفي هذا السياق تمحورت الجهود السياسية والفكرية للوفد البرلماني اليمني مع بقية برلمانيي الدول الشقيقة والصديقة حول التعبير بكل جدية ومسئولية عن تطلعات وطموحات الشعوب التي يمثلونها والتواقة إلى زيادة تفعيل أداء الاتحاد البرلماني الدولي كمؤسسة ديمقراطية ليضطلع بمسئولياته تجاه إقامة علاقات تعاون حقيقية وفعالة بين المجالس البرلمانية في جميع أنحاء العالم وجعل هذه المؤسسة سباقة في الدعوة إلى تعزيز الحوار السياسي على جميع المستويات باعتباره خيارا ضرورياً للتغلب على جميع المشكلات التي تواجه العالم اليوم. واستهدفت تلك الجهود حث كافة القوى السياسية والخيرة في العالم على اعتمادمبدأ الحوار المتكافىء بين الشعوب والحضارات والثقافات المختلفة مرتكزاً ومساراً حقيقياً للتعاون والشراكة المتعددة الجوانب ،بما يعزز التوفيق بين الحق في التنمية بمفهومه الشامل وحقوق الإنسان بمختلف أبعادها المتكاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما تبلورت جلسات عمل المؤتمر على اهمية ان تعطي التوصيات الصادرة عن المؤتمر أولوية مطلقة لمسائل حوار الحضارات والثقافات والأديان وبحيث تبرز أهمية تعميق الحوار الحضاري بين الأديان القائم على الإيمان بوحدة الأصل الإنساني. وقد أكدت مداخلة الوفد البرلماني اليمني اهمية تضافر الجهودالدوليةفي مجال مكافحة الارهاب تحت مظلة الأمم المتحدة ، والتفريق بين الارهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال. واشار الوفد اليمني الى أن مكافحة الإرهاب لا تبرر التشهير بأية ثقافة أو حضارة أو دين بأي شكل من الأشكال ، باعتبار أن أي عمل إرهابي هو سلوك غير مقبول ، ولا يمكن تبريره بالسعي إلى تحقيق أهداف سياسية أو دينية. وطالب بمزيد من الدعم والتعاون بين جميع الدول لمكافحة الإرهاب، والقضاء على أسبابه العميقة على أساس مقاربة شاملة قوامها الحوار والتضامن والتنمية. وحظيت قضية البيئة والاحتباس الحراري باهتمام البرلمانيين المشاركين في اجتماعات الدورة السادسة عشرة بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي والتي أصبحت هماً للعالم اليوم على خلفية التغيرات المناخية وارتفاع حرارة الارض وتطرق الوفد البرلماني اليمني الى الجهود التي تبذلها اليمن في مجال حماية البيئة وذلك بغية المساهمة في تحقيق أهداف الألفية للتنمية، وجعل مسائل البيئة والتنمية المستديمة حاضرة في الملفات الاستراتيجية الوطنية والإقليمية والدولية، وفي مختلف برامج التعاون الدولي في هذا المجال. وطالب الوفد البرلماني اليمني بضرورة العمل على رسم وبلورة تصور واضح يساعد على مواجهة التحديات المتعاظمة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها أكثر المناطق التهاباً في العالم . وقد تأسس الاتحاد البرلماني في 1889 ومقره في جنيف. ويعرف الاتحاد عن نفسه على انه عميد المنظمات السياسية الدولية وهو يضم 148 عضواً برلمانياً وطنياً وسبع جمعيات وطنية اقليمية شريكة.