تعز.. مسلحون على متن أطقم عسكرية يعتدون على محكمة ويختطفون ضابط أمنها    مجلة أميركية: الحوثيون يستغلون تجارة الكبتاجون المخدر في تمويل عملياتهم العسكرية    شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف دير البلح وسط قطاع غزة    تدشين فعاليات وانشطة الاحتفاء بالمولد النبوي بذمار    رئيس هيئة الإعلام والثقافة يعزي في وفاة المخرج الإذاعي سعيد شمسان    السامعي والخطاب التصالحي الوطني    الأرصاد الجوية تحذّر من أمطار رعدية في عدة محافظات    شرطة مأرب تضبط كمية من مادة الحشيش قادمة من مناطق المليشيا    تعزيزات مرتبات شهر يونيو 2025    رئيس جامعة إب يتفقد سير الأداء بكلية العلوم التطبيقية والتربوية والكلية النوعية بالنادرة والسدة    لقب تاريخي.. ماذا ينتظر باريس وإنريكي في أغسطس؟    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    مناقشة الإعداد والتجهيز لإحياء فعاليات ذكرى المولد في إب    سعد بن حبريش.. النار تخلف رمادا    عدن .. البنك المركزي يحدد سقف الحوالات الشخصية    في السريالية الإخوانية الإسرائيلية    السقلدي: تحسن قيمة الريال اليمني فضيخة مدوية للمجلس الرئاسي والحكومات المتعاقبة    مفاجأة مونتريال.. فيكتوريا تقصي كوكو    سمر تختتم مونديال السباحة بذهبية رابعة    أيندهوفن يتوج بلقب السوبر الهولندي    جياع حضرموت يحرقون مستودعات هائل سعيد الاحتكارية    من المستفيد من تحسن سعر العملة الوطنية وكيف يجب التعامل مع ذلك    صومالي وقواذف وقوارير المشروبات لإغتصاب السجناء وتعذيبهم في سجون إخوان مأرب    وادي حضرموت يغرق في الظلام وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية    فضيحة الهبوط    "الوطن غاية لا وسيلة".!    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    العالم مع قيام دولة فلسطينية    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    جحيم المرحلة الرابعة    لمناقشة مستوى تنفيذ توصيات المحلس فيما يخص وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء..لجنتا الدفاع والأمن والخدمات بمجلس النواب تعقدان اجتماعين مع ممثلي الجانب الحكومي    العلامة مفتاح يحث على تكامل الجهود لاستقرار خدمة الكهرباء    في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة : استبسال المجاهدين في غزة درس لكل الأمة    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    لجنة أراضي وعقارات القوات المسلحة تسلم الهيئة العامة للأراضي سبع مناطق بأمانة العاصمة    ألغام في طريق الكرامة    إعلان قضائي    مرض الفشل الكلوي (15)    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنعود بأفكار لتنفيذ مشروعات تساهم في تطور وتقدم الوطن
شخصيات من أصول يمنية زاروا مناطقهم في حضرموت بعد عقود من الإغتراب


- وكيل وزارة البلدية السعودي:
وجدنا في حضرموت الأصالة وتعرفنا على تاريخ اليمن المجيد
- عضو الشورى السعودي:
لمسنا جدية الحكومة اليمنية في تعزيز البناء والتنمية
- مدير التخطيط بالموانئ السعودية:
عدت إلى مسقط رأسي وقررت جدولة زيارتي القادمة إلى وطني
- طيار في الخطوط السعودية:
سأحرص على تمكين أسرتي من زيارة موطن أجدادي
زار محافظة حضرموت مؤخرا بدعوة من المهندس عبدالله احمد بقشان وفد ضم عدداً من وكلاء الوزارات وأعضاء مجلس الشورى والمهندسين والمستثمرين ورجال المال والأعمال في المملكة العربية السعودية، وجلهم من خريجي دفعات71-72-1973م من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، الزيارة أتاحت الفرصة أمام شخصيات من أصول يمنية حضرمية ممن يتقلدون مناصب رفيعة في المؤسسات الحكومية والخاصة بالمملكة العودة إلى موطن الأباء والأجداد لأول مرة منهم من ولد في المهجر ومنهم من غادر وهو في سن الصغر، لذلك لم يكن غريبا أن نشاهد أحدهم يطير من البهجة والفرح والأخر اغرورقت عيناه بالدموع، والثالث يقف مذهولاً يعاين كيان منزله القديم ويلمس جدرانه ويطوف في حجراته وباحته الفسيحة، ذكريات الطفولة الجميلة عادت للواجهة من جديد، و مجال الحديث عنها وعن محطات الرحلة بفصولها المختلفة نتركه لكوكبة من المعنيين ونقصد هنا أعضاء الوفد الزائر، وإليكم المحصلة..
حب ومشاعر صادقة
المهندس محمد عبدالله القويحص، عضو مجلس الشورى السعودي، تحدث ل«الجمهورية» قائلاً:" لقد زرنا خلال هذه الرحلة عدداً من المناطق في ساحل ووادي حضرموت وجلها تتمتع بعمق تأريخي وتراث أصيل وطبيعة خلابة، مزايا من الصعب أن توصف في عدد من الكلمات، مناطق فيها من الروعة والجمال ما يختلف كليا عما رأيناه في دول عديدة في العالم، لقد كنا بصراحة نفتقر ونتوق لرؤية المباني الشامخة على سفوح الجبال، والبيوتات الطينية بطوابقها العالية وتصميمها الأنيق الجذاب، وهذا ما حدث بالفعل خلال زيارتنا التي هيأ أسباب نجاحها المهندس الفاضل الشيخ عبدالله أحمد بقشان، الذي بدأت علاقتي وتوطدت معه منذ التحاقنا بكلية الملك فهد للبترول والمعادن وتخرجي من ضمن دفعة 1973م، حقيقة الشيخ عبدالله رجل لطيف وكريم ومحبوب من قبل الجميع، وفرصة أن نتقدم بالشكر والتقدير لشخصه العزيز على دعوته لزيارة حضرموت ومنحنا فرصة للتعرف على البلد وطبائع الناس في المنطقة، وما من شك أن الزيارة تصب في اتجاه تدعيم التواصل ما بين الشعبين الشقيقين في اليمن والسعودية".
فطرة ربانية
المهندس/ فهد دخيل الله الشبرمي، وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية لتصنيف المقاولين بالمملكة العربية السعودية الشقيقة:" باختصار نقول: إن من رأى ليس كمن سمع، وحضرموت منطقة ذاع صيتها عبر التاريخ وبلغت شهرة أبنائها الآفاق، ولكن بصراحة خلال الأيام القليلة من عمر الزيارة أتيحت أمامنا الفرصة لمشاهدة ومعاينة واقع الناس والسكان في هذا المنطقة من شبة الجزيرة العربية ومن عالمنا الإسلامي والعربي، وقد وجدنا فيها الأصالة بكل ما تعنيه الكلمة من حرف، وعشنا في أحضان تاريخ تمتد جذوره الباسقة لمئات بل لالاف السنين، والتقينا بأهل العلم والمعرفة، وتعرفنا على أناس كرماء لطفاء يتعاملون مع أشقائهم بالفطرة الربانية والسلوك الحسن، و لا أبالغ عندما أقول إننا مازلنا نعيش في ثورة الشعور العارم بالمعايشة ومهما دبجنا من كلمات أجزم أنها لن تكون كافية للتعبير عن مشاعرنا، وخاصة أننا حضينا بضيافة أخينا المهندس عبدالله احمد بقشان، الذي كان كما عرفناه دائماً وأبداً كريما معنا إلى أبعد الحدود، ووفر لأعضاء الوفد كل وسائل الراحة، وكان البرنامج الذي أعده للزيارة متعباً وشيقاً في آن معا
طبعا أنا من خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن دفعة1972م، رفقة زميلي العزيز المهندس عبدالله أحمد بقشان، تخصص هندسة مدنية، خلال فترة الدراسة قضينا أفضل أيام العمر وعشنا لحظات ومواقف لا تنمحي من الذاكرة، خاصة سنين دراستنا في جامعة البترول، وكانت تجربة ساعدتنا كشباب على مواجهه ظروف الحياة، ولنا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ذكريات رسخت في القلوب وفي الوجدان، ولهذا نحن نجتمع مع بقية الزملاء سنوياً في إحدى مناطق المملكة، والكل حريص على حضور هذه اللقاءات قدر المستطاع بما في ذلك المهندس عبدالله أحمد بقشان رغم كثرة ارتباطاته والتزاماته".
تواصل للزيارات على المستوى الرسمي والشعبي
الدكتور/ حزام هزاع الغميسي، عضو مجلس الشورى السعودي:" ما من شك أن هذه الزيارة تندرج في إطار الرحلات التاريخية التي لن تنسى، سيما بعد أن وفر أسباب نجاحها الباهر الشيخ المهندس والزميل عبدالله أحمد بقشان، فكانت الفرصة مواتية لتحقيق رغبة دفينة في أعماقي حالت بيني وبينها ارتباطات الحياة ومشاغل العمل، وها نحن اليوم نشعر بالفرح يعتري نفوسنا ويستقر في القلوب والأفئدة عندما رأينا بأم أعيننا مستوى النهضة والتطور والحراك المتصاعد في بلد شقيق ومجاور للمملكة، ولا ريب أن هذه الزيارة تعد تواصلا للزيارات المكثفة على المستوى الشعبي، وتؤكد في الوقت نفسه عمق العلاقة الرسمية ورسوخها ما بين اليمن والسعودية، خلال الزيارة تسنت أمامنا فرصة الالتقاء بأناس يتمتعون بنفس خصال وسجايا أهلنا في المملكة، مما عزز لدينا الشعور أننا لم نبارح مدنا على الإطلاق ، ومصدر سعادتنا تعزز عندما لمسنا جدية المساعي الرامية لمواصلة عملية البناء والتنمية المستدامة بمشاركة مختلف القطاعات من حكومية ومنظمات مجتمع مدني، ومن ضمنها جهود المهندس عبد الله احمد بقشان، والذي يولي اهتماماً خاصاً بخريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لدرجة أنه يجعلك تشعر بأنه صديقك منذ سنوات طويلة هذا الكلام ينطبق علي كوني من خريجي دفعة عام 1973م، فالمهندس عبد الله بقشان مشهود له حرصه على ما يهم مصلحة مجتمعه وبلده في المملكة وفي بلدنا الثاني اليمن".
أناس مؤثرون بالإيجاب
الدكتور/ خليل عبد الرزاق دهلوي:"محافظة حضرموت ساكنة في قلوبنا منذ زمن، ولكن مشاهدة الواقع ورؤية أهلنا الطيبين يمنح النفس فضاءات شاسعة من الأمل استنادا ً إلى قول رسولنا الإيمان يمان والحكمة يمانية، حيث تشعر أن رجال الحكمة في هذه البقعة الفاضلة والراقية من بقع الإسلام ستكون يوما ما مؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية، وقد كانت منذ جاهليتها ممثلة في شعر أمرئ القيس و سيف بن ذي يزن أو غيرهم من الشعراء العظام في تاريخنا الغابر، وما من شك أن تاريخنا الحاضر يشهد أيضا بإنجازات علمية للأخوة من أبناء حضرموت سواء في مناطقهم موطن آبائهم وأجدادهم في الوادي والساحل، أم في هجراتهم المتكررة في شبة الجزيرة وشبة القارة الهندية و في الجزر الإندونيسية فهم دائما ً أناس مؤثرون ولا يتأثرون أبدا إلا بالخير، لذلك تأثيرهم في المقابل يتميز عن غيرهم بالإيجاب، وهذه الصفة التي تلمحها في شخصية الحضرمي الأصيل عندما تراها في واقع زيارتك فأنه من الطبيعي أن تلمس منبع هذا السلوك، وتشعر بأن هذه الشخصية العظيمة التي امتدت خيراتها إلى كل العالم تستطيع أن تعكس هذه الخيرات داخل نطاق بلدها،وهذا ما يفعله أخونا أبو فيصل الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان، الذي وسع الله عليه بخلق قبل أن يوسع عليه بالمال، واستطاع إقناع أهلة و ذويه أن الاستثمار الأكبر في البشر، وها هو يكرس مشاريعه في هذا الاتجاه في حضرموت، واعتقد أن عشر سنوات من الزمن ستكون فترة كافية ليلتقي أبن حضرموت البار في الداخل والخارج لتشييد بنيان حضارة عظيمة في المنطقة".
وصل للأرحام
الدكتور/ عبد العزيز سالم الحارثي، عضو مجلس الشورى السعودي:" في البدء نشكركم على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وقد يفاجئكم القول: إن أصل جدي من سيئون، حيث هاجر من حصن الحوارث في منطقة القرن قبل أكثر من مائه سنة، وكنا حقيقة على مدى أربعين عاماً نتحرق شوقا ً لزيارة هذه المنطقة لنصل ما بين الأرحام، لكن بركات أبو فيصل الشيخ عبدالله احمد بقشان انهالت علينا كالمعتاد من خلال ترتيبه لهذه الزيارة وتكفله بها من الألف إلى الياء، ومشاعرنا على أثر هذه الزيارة مشاعر مختلطة فنحن أولا كنا حريصين على الارتماء في أحضان موطن الأجداد، و ثانيا ً أسرنا تعامل أهل المنطقة و طيبتهم، وثالثا دهشنا بمعالم الحضارة الرائعة سوى في الوادي أو في شبام أو في المباني الطينية الشاهقة، وفي دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم، باختصار الرحلة كانت ممتعة وأعادت ألينا ذكريات مضى عليها أكثر من خمسة وثلاثين عاما ً عندما كنا طلاباً، واجتمعنا مجدداً لنوطد علاقة الأخوة المتبادلة بين زملاء الدراسة بعد أن باعدت بيننا ظروف الدنيا ومشاغل الحياة".
بساطة وذوق رفيع
الدكتور/ عبدالمحسن عبدالله الحماد، بروفيسور في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية:" هذه أول مرة أزور فيها محافظة حضرموت بعد أن تلقيت دعوة من منسقي اللقاء ما بين خريجي دفعتي العام72 -1973م من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتحديداً من منظمها ومستضيف أعضائها الشيخ المهندس عبدالله احمد بقشان، ولكوني خبيراً في الهندسة المعمارية فحقيقة تفاجأت فيما شهدته ووجدته في مناطق حضرموت الزاخرة بتراث مبني بأيادٍ محلية وبعمارة متميزة، أبدع صانعوها من خلال إجادتهم استخدام مواد البيئة في تنفيذ عمارات تبلغ تسعة أدوار كاملة من قبل ثلاثمائة إلى أربعمائة عام، ومن خلال الزيارة تعرفنا على نمط البناء المعماري وعلى العادات والتقاليد، ودهشت لأن عدداً من أصدقائي أعضاء الوفد ينتمون لهذه الأرض الخيرة، كما مررنا على مجموعة من القرى في الوادي، واستأنست باللقاء بأهلها الطيبين ممن يتحلون بالبساطة في التعاطي والذوق الرفيع".
منهاتن الصحراء
الدكتور/ عبد الرحمن عبدالله يماني:" لقد تلقينا أكثر من دعوة من الشيخ المهندس عبدالله احمد بقشان لزيارة محافظة حضرموت ولكن الظروف حالت دون ذلك، وعندما تسنت لنا فرصة القيام بهذه الرحلة أحسسنا بالأمانة بشعور غريب، هنا وجدنا الناس والأهالي يتعاملون بالفطرة وتحكم سلوكياتهم الأخلاق والعفوية، كما أن المناطق التي زرناها غنية بالمعالم الأثرية التي تجعلك تعيش في أحضان حقب تاريخية موغلة القدم، تحمل من الذكريات الجميلة الشيء الكثير، ولفت انتباهي ناطحات السحاب في مدينة شبام وصدق بالفعل من وصفها بمنهاتن الصحراء، ولا أنسى أن أشير إلى كنوز مدينة العلم والعلماء مدينة تريم بقصورها الزاهية جمالا ً المتألقة بمقومات سحرها الأخاذ، وقد تميزت هذه الرحلة بالإضافة إلى كثافة برنامجها وتنوعه بحسن التنظيم، وعلى الرغم من الجهد الجسماني الذي بذلناه خلالها إلا أن وجود هذا الكم من الأصدقاء والزملاء يجعلك تشعر بالمتعة مسيطرة على محطاتها المختلفة التي ستظل ذكرياتها باقية في أذهاننا إلى الأبد.
من حلم إلى علم
المهندس والشاعر الحداثي سعيد محمد بادويس من مواليد خديش بوادي دوعن، يتولى حالياً منصب مدير إدارة التخطيط و الدراسات في المؤسسة العامة للمواني في المملكة، في العام 1997م أصدر ديوانه الشعري الأول بعنوان( نكهة الموت المصفر)، تحدث عن انطباعاته وهو يزور حضرموت بعد 45 عاماً، قائلا ً:" في 1954م هاجرت حضرموت وعمري 9 سنوات، وحالت الظروف دون عودتي إلى حضن أمي حضرموت رغم الحنين الجارف الذي كان ينتابني للعودة إلى مسقط رأسي ورؤية وتكحيل عيناى ببيتنا القديم ومزارعنا والبيئة التي نشأت فيها، ثم جاءت الدعوة الكريمة من أخي وصديقي الشيخ المهندس عبد الله أحمد بقشان حيث أحسست أن هذه فرصة لا تعوض، سأحرص بعدها على أن أعود إلى حضرموت بين فترة وأخرى حتى لا انقطع عن حضنها الدافئ، ولا أبالغ عندما أقول إنني خلال الزيارة أجهشت بالبكاء عندما وصلت إلى حجر بيتنا القديم في خديش وزرت مزارعنا في شويطه، وطفت في وادي دوعن ليسر، لذلك الرحلة تركت لدي انطباعات لن تنسي أبداً لقد كانت مثل الحلم الذي تحول إلى علم.. سينعكس على ما أكتبه من قصائد شعر، لا سيما وأن حياة الطفولة التي عشتها في حضرموت انعكست على كتاباتي الشعرية، ويوجد في الديوان الذي نشرته مقطوعات تتكلم عن بيتنا القديم، وعن أمي حضرموت، والذكريات التي ترسخت في وجداني مثل التنور وشويطح والمزرعة وحصاد التمور والقصب وأيام السيول والأمطار وزحف الجراد، كما أنني عندما علمت أنني ذاهب لزيارة حضرموت بدأت أكتب مقطوعات كلها تتحدث عن خلفيه ذكريات طفولتي التي لا تنسى أبدا".
رحلة العمر
المهندس أحمد سالم باشويه:" الحقيقة أن هذه الرحلة تركت أثراً كبير في نفوسنا جميعاً، فكما تعرف أن الفكرة بدأت من الأخ العزيز المهندس عبد الله أحمد بقشان، والحمد لله وفقنا بجمع هذا العدد من الأخوة والزملاء وعندما نتحدث فيما بيننا عن مجريات الرحلة نلمس الانطباع الجميل الذي يبرز من ثنايا شعورهم الذي يفيض غبطة وسروراً ويستمد مدده من طيب ناس هذا البلد ومعدنهم الأصيل وقد استشعرت من أعضاء الوفد أن كل شخص سواء كان من أصول حضرمية أم سعودية يود أن يقدم شيئاًء لهذا البلد، وإن شاء الله لنا عودة بأفكار تساهم في تطور هذا البلد وتقدمه".
عودة إلى موطن الأجداد
الكابتن الطيار في الخطوط الجوية السعودية منذ 33 سنة مصطفى حسين المحضار، قطع حوالي 3000 ساعة طيران، قال بدوره: "حضرموت هي بلدي الأم مع العلم أنه حتى جدي ولد في السعودية، ولكن كما تعرف أن النفس تلهج بالحنين إلى أصل التربة، وجزى الله من شارك في نجاح الرحلة ونظمها على هذا النحو الشيق والمثير، لذلك أنا في الزيارة القادمة سأحرص على اصطحاب أهلي وأسرتي لقضاء أيام جميلة في ربوع حضرموت التي وجدنا فيها كل الكرم والمحبة والاحتفاء".
مقومات صناعة بلا دخان
الدكتور/ سعدون سعد السعدون:" نحن سعداء جداً بالمشاركة في هذه الرحلة الجميلة بكل تفاصيلها، فاليمن عموماًَ وحضرموت على وجه الخصوص تتمتع بتاريخ عريق وقصور مبنية على طراز رفيع، واعلام وسلاطين أسماؤهم محفورة في سجلات التاريخ ولقد رأينا ملامح التطور الذي تشهده هذه الأرض البكر التي تمتلك كل مقومات الاستثمار والسياحة الأمر الذي يشجع على دعوة رجال المال والأعمال السعوديين لاستطلاع إمكانات هذه المنطقة وقدراتها والتعرف على طبيعة الأرض وتضاريسها الجغرافية المميزة وتداخل الجبال مع الوديان والنخيل، مشاهد تشد الناظرين وتبعث البهجة والفرحة في قلوبهم وترسم على وجوههم علامات التعجب والانبهار كل هذه المعطيات تحفز على تنمية صناعة السياحة المرتبطة بتوفر طرق المواصلات وشبكة الاتصالات واكتمال الخدمات التقنية، وتعزيز جهود التنمية البشرية، وهي مشاريع حاضرة بالفعل في أرض اليمن السعيد".
ود وإخاء متبادل
كما كان لنا لقاء مع الأستاذ محمد حسن بامانع:" طبعاً الرحلة أتاحت أمامي فرصة زيارة منزل العائلة في خصوبر بدوعن، الذي آوى جدي وأبي الفاضل، وحقيقة انبهرت ودهشت بما تمتلكه حضرموت من تراث حضاري متميز، وتحلي أبنائها بقيم نبيلة،و أخلاق عالية، يبادلونك الود، ويخصوك بكل الرعاية والاهتمام".
استعادة الذاكرة البصرية
المهندس علي عبد القادر بافقيه:" خلال هذه الرحلة زرت بيتنا القديم في قيدون، وتمكنت من استعادة الذاكرة البصرية لمشاهد الجبال الشاهقة وأشجار النخيل الباسقة والبيوت الشامخة فوق المرتفعات العالية وممرات الوديان والسيول، وما من شك أن هذه الزيارة كانت بمثابة حلم يراودني منذ حوالي 15 عاما، واليوم تحقق الحلم وكانت فكرة المهندس عبد الله أحمد بقشان مثمرة جداً حيث كثف برنامج الزيارة، وجعلنا نطوف خلال ثلاثة أيام في مناطق وقرى ما كنا سنصلها خلال أسبوعين كاملين".
الزيارة الأولى من نوعها
المهندس صالح حسن باشماخ، من منطقة رحاب:" أنا زرت اليمن ومحافظة حضرموت مرات عديدة، لكن هذه الزيارة الأولى التي جمعت محطاتها بزملاء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من خريجي دفعتي 1972- 1973م، فنحن في المملكة العربية السعودية حريصون على عقد لقاءات سنوية لكل دفعة على حده إلا أننا هذه المرة تجاوزنا هذه القاعدة".
انقطاع دام عشرين عاماً
المهندس سعيد حسن باخشوين:" لقد تعددت صور نجاح هذه الرحلة، و يكفي أنه من خلالها تمكنت من النزول إلى موطني الأصل في منطقة هدون بمديرية دوعن، وقابلت زملائي بعد فترة انقطاع طويلة تجاوزت العشرين عاما"ً.
زيارات متواصلة
المهندس مصطفي أحمد فاضل: لقد تعرفنا خلال الرحلة على محافظة حضرموت ومناطقها الأثرية وطبيعتها الجغرافية الخلابة والتقينا بزملائنا من أعضاء البعثة بعد أن حالت بيننا الظروف ومشاغل الحياة على الجلوس سويه منذ ثلاثين عاماً، ما من شك أنه بين زيارة وأخرى لمحافظة حضرموت نلمس تغييرات كثيرة في مختلف المجالات والقطاعات، ونأمل خلال زيارتنا المقبلة بمزيد من التطور والتقدم والازدهار".
بين موعد الوصول ولحظة المغادرة
بين يوم موعد الوصول إلى مطار المكلا ولحظة المغادرة من مطار سيئون على متن الطائرة الحالكية، قضى الوفد السعودي الزائر أياما ولياليَ تفوح بروائح من المسك والعنبر وتشذو نسماتها من على أريج محطات ستظل ذكرياتها محفورة في أذهانهم إلى حين التحضير لزيارة أخرى يتكفل بتنظيمها مجدداً المهندس عبدالله احمد بقشان الذي يُعد أكبر مروج سياحي لليمن ككل على حد تعبير الأخ عبد القادر علي هلال محافظ محافظة حضرموت السابق، وزير الإدارة المحلية الحالي، فالمهندس بقشان عودنا خلال زيارته للمحافظة على اصطحاب عدد من رجال المال والأعمال والاقتصاديين و الأكاديميين من المملكة العربية السعودية الشقيقة، ليطوفوا في رحاب معالم أثرية وسياحية واقتصادية في بقعة مباركة من بقاع بلدهم الثاني اليمن ممثلة بمحافظة حضرموت. ونحن ما من شك في انتظار تحقق هذه الزيارة على أحر من الجمر، بقلوب شغوفة مليئة بالحب، فياضة بمشاعر الود والأخوة الصادقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.