يستعد 44.5 مليون ناخب فرنسي اليوم الأحد لحسم خيارهم والاختيار بين المرشح اليميني نيكولا ساركوزي المتقدم بحسب استطلاعات الرأي، ومنافسته الاشتراكية سيغولين رويال، لتحديد خلف/ جاك شيراك/ في الاليزيه للأعوام الخمسة المقبلة.. فبعد معركة حامية استمرت أشهراً انتهت الحملة الرسمية مساء الجمعة، بدعوة رويال الفرنسيين إلى "تكذيب" استطلاعات الرأي وصولاً إلى اتهام خصمها بتهديد السلم الأهلي، فيما حافظ ساركوزي على "هدوئه". وأوردت الصحف الفرنسية أن ساركوزي بات يرى نفسه في القصر الرئاسي، فيما يستعد معسكر رويال للهزيمة، مبدية أملها بعدم اصابة الحزب الاشتراكي بهزيمة شديدة وان يصوت ناخبو الوسط الذين مازالوا مترددين لصالح مرشحته.. وبموجب القانون الفرنسي، يحظر نشر استطلاعات الرأي أو تقديرات النتائج حتى الساعة السادسة بتوقيت غرينتش من مساء الأحد، وهو موعد إغلاق آخر مراكز الاقتراع. وحتى ذلك الموعد، يمتنع المرشحان أيضاً عن الإدلاء بأي تصريح. ومراعاةً لفارق التوقيت، دُعي نحو مليون فرنسي إلى الاقتراع أمس في عدد من مناطق ما وراء البحار وفي قنصليات دول القارة الأمريكية، بدءاً بناخبي ارخبيل سان بيار أيه ميكلون قبالة السواحل الكندية، تلاهم سكان جزيرتي غوادولوب ومارتينيك في الانتيل.. وكان كل من ساركوزي (52 عاماً) ورويال (53 عاماً) تعهدا بإجراء إصلاحات عميقة، الأولى من خلال "التغيير" والثانية "بهدوء". وركزت حملة ساركوزي على اعادة الاعتبار إلى "قيمة العمل" والنظام والسلطة.. مشدداً على مكافحة الهجرة غير الشرعية. اما رويال فسلطت الضوء على الجانب الاجتماعي من برنامجها متهمة خصمها بالسعي الى "تقسيم" فرنسا، حتى أنها حذرت من "خطر" اندلاع اعمال عنف في الضواحي المهمشة، والتي سبق ان شهدت موجة حادة من أعمال الشغب عام 2005، في حال انتخاب ساركوزي. لكن الأخير سارع لرفض هذه "الهجمات المبالغ فيها". وكان ساركوزي تقدم بخمس نقاط على منافسته بعد الدورة الأولى (31,18 في المئة مقابل 25,87 في المئة) بعدما اجتذب قسماً كبيراً من قاعدة زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبين.. لكن النتيجة الكبيرة التي حققها المرشح الوسطي فرنسوا بايرو (18,6 في المئة) أثارت تساؤلات بشأن توجهات ناخبيه البالغ عددهم 6,8 ملايين في الدورة الثانية. وبالرغم من امتعاض الجناح اليساري من الحزب الاشتراكي، التقت «رويال» بايرو في مناقشة علنية واقترحت عليه "القيام بقسم من الطريق معاً على الملأ داعية إياه الى "مواصلة الطريق معاً». لكن الزعيم الوسطي لم يدع الى تجيير أصوات ناخبيه لمصلحة رويال منتقداً برنامجها الاقتصادي، كما أنه لم يعلن نيته التصويت لساركوزي. في المقابل، أيد معظم نواب حزب بايرو الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية المرشح اليميني استباقاً للانتخابات التشريعية المقررة في حزيران/يونيو. وكانت الدورة الأولى من الانتخابات شهدت مشاركة كثيفة، ناهزت ال 84% من الناخبين، وهي نسبة قياسية لم تسجل منذ أكثر من ثلاثين عاما.ً