تعني الترجمة المؤتمتة Automated Translation، أي تلك التي تنهض بها برامج الكترونية متخصصة في التعامل مع اللغات وأساليب الترجمة، أن مستعمِل الكمبيوتر يستطيع أن يستخدم نظاماً معلوماتياً يترجم له نصاً أو مجموعة من النصوص أو موقعاً معيّناً على الانترنت بصورة آلية ومن دون مساعدة المستعمِل. إن أنظمة الترجمة المؤتمتة ليس باستطاعتها أن تحلّ مكان المُترجم المتخصص، ومحاولة استعمالها لهذا الغرض غير مجدية حالياً. فحتى الآن لا يوجد نظام ترجمة آلي باستطاعته أن يترجم ولو في شكل مقبول نسبياً، نصاً لغوياً. وفي المقابل،وطبقاً ل"الحياة" في موضوع أعده غسان مراد (استاذ في الجامعة اللبنانية): تقدم أنظمة الترجمة المؤتمتة مُساعدة لا يُستهان بها لكل مستعمل للحاسوب يريد أن يفهم نصاً معيناً كُتب بلغة أخرى، سواء كان يعرفها أم يجهلها. فمثلاً باستطاعتنا استخدام الترجمة الآلية لأخذ فكرة عن موضوع طبي مكتوب باللغة الإسبانية حتى من دون أن يكوّن لنا إلمام بتلك اللغة. فنظام الترجمة الآلي سيعطينا نصاً مترجماً نفهم من خلاله المعنى العام لما كُتِب فيه. وتُشير إحصاءات مستعملي الترجمة الآلية إلى أن سرعة الكمبيوتر الحالي والتطوّر الحاصل في مجالات البرامج المعلوماتية وفي مجال علم اللغات وعلم المعلوماتية ستسمح لنا بأن نحصل على ترجمة خمسين صفحة خلال خمس دقائق، وتكون نسبة فهم الجُمَل في هذا النص 50 في المئة، كما تصل نسبة الفهم العام للنص الى 80 في المئة. وبامكاننا تحسين الأمور بالعمل على النص المُترجم، بمعنى التأمل في الجُمل ومعانيها وسياقاتها ومنطقها، ما يساعدنا، خلال ساعة من ذلك العمل، أن نحصل على نسبة 70 في المئة من الجمل المفهومة جيداً وعلى فهم النص بنحو 80 في المئة. وفي المقابل، فإن ترجمة النص عينه من قِبَل مترجم متخصص، تستلزم نحو 5 أيام من العمل، لكي نحصل على نسخة جيدة مترجمة بطريقة صحيحة ومفهومة كلياً. وتكمن أهمية هذه الترجمات في أنّها مفيدة في شكل خاص للشركات التي تسعى الى فهم بعض المواضيع في شكل سريع، ما يعني أنها ليست بحاجة إلى ترجمة تامة وجيدة، في معظم الأحيان. فنظراً الى تكاثر الشركات المتعدّدة الجنسيات والعابرة للقارات حالياً، صارت الترجمة الآلية حاجة مُلحة لتبادل النصوص والرسائل بين العاملين في الأسواق الدولية. وأوجب هذا الوضع وجود ترجمة آلية لتُساعد على حلّ بعض العقد اللغوية بين أطراف العمل.