لأهمية الوحدة اليمنية وما نجم عنها من خير للأمة ، بل للحياة الاجتماعية المعاصرة وما نجم عن الفرقة والتشرذم الذي عشناه تاريخاً طويلاً من دمار وخراب في كل ناحية حتى تحققت الوحدة المباركة وأزاحت تاريخ الماضي بعيداً. ولعلي أضع بين يدي المطلع الكريم أهم العوامل التي ساعدت وأنجحت هذه الوحدة المباركة ... من أهمها أن قيظ الله لهذا الشعب العظيم قائداً محنكاً في اهتمامه بمصالح أمته. ومما ساعد بعد ذلك الوعي الشعبي بأهمية الوحدة وما ينجم عنها من الخيرات للشعوب، ولأهمية الوحدة فقد دعا لها الدين الإسلامي بل كل الديانات السماوية دعت إلى الوحدة والاتحاد لما لها من الأهمية العظيمة في تقدم المجتمعات في شتى المجالات. ثم لابد وأن نضع بين يديك ، أيها القارئ الكريم بعضاً من مواصفات المجتمع الموحد. 1) تطلع المجتمع الموحد نحو التقدم والازدهار. 2) النتافس في الانتاج والتقدم. 3) الترابط والتماسك والتلاحم بين أفراد المجتمع الموحد. ولعل من الأمور التي رغبت الشعب في السعي نحو تحقيق الوحدة اليمنية : 1) رفض الإسلام للفرقة والتناقض والصراعات. 2) حث القرآن الكريم على أهمية الوحدة. 3) لن تتحقق القوة والكثرة إلا بتحقق الوحدة. 4) لأنها حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به حيث قال تعالى : «وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا» صدق الله العظيم. وبعد أن تحققت الوحدة اليمنية المباركة في هذا الشهر الذي تحتفل فيه بلادنا العظيمة بهذه الذكرى المباركة لابد وأن تتحقق في هذا الشعب العظيم وحدة المجتمع والتي بدأت تتسرب بعض الشعارات الخداعة والتي تسعى إلى تفرقة المجتمع كالفوارق بين طبقات وفئات المجتمع اليمني والتي نحذر أصحاب العقول والقلوب بعدم الانصياع أو الانجرار وراءها لابد من قذفها وراء الحائط وتفنيد هذه الشبهات المنتشرة وبعد أن تحققت وحدة المجتمع كما الوحدة اليمنية المباركة لابد وأن تكون نواة للوحدة العربية والإسلامية المنشودة بإذن الله تعالى وهي وحدة الأمة على كل مستوياتها وحدة الأمة العربية والأمة الإسلامية ولاتناقض بين الدائرتين ، الدائرة الأضيق، القلب، والمركز، والأصل والدائرة الأوسع التي أعزت الإسلام ودخلت شعوبها في دين الله أفواجا. وبعد وحدة الأمة تأتي وحدة الإنسان فالناس أمة واحدة إسلامية أو غير إسلامية فالإسلام آخر الأديان لقد احتواها جميعاً. ديانات إبراهيم اليهودية والمسيحية والديانات الآسيوية الكونفوشيوسية والهندوكية والبوذية فما من أمة إلا خلا فيها نذير لقوله تعالى : «منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص» ومقاصد الشريعة هي الدفاع عن الحياة والعقل والعلم والكرامة لا تخص مسلماً دون الآخر وألأمة المسلمة من غير المسلمة فالأمة الإسلامية ركيزة الإنسانية وقلبها وميزان تعادلها. وثقافة التوحيد ليست مجرد عقيدة أو تاريخ بل هي تحقق عملي وحركة في المجتمع وقانوناً للتاريخ وهي القادرة على الحفاظ على وحدة الأمة مهما عصفت بها عوامل الفرقة والتجزئة القوله تعالى : «أأربابٌ متفرقون خير أم الله الواحد القهار». فالوحدة اليمنية المباركة مثلت نقطة التحول الاستراتيجي في تاريخ يمننا الحبيب وذلك بشكل خاص وللمنطقة العربية بشكل عام وبعد هذا الرد الوجيز عن الوحدة وأهميتها أقول لكل من يريد العودة باليمن الموحد إلى الوراء بأنه هو المنبوذ في هذا الشعب وهو الخاسر الوحيد ولا يوهم إلاّ نفسه الأمارة بالسوء فقط لن يستطيع بإذن الله ثم بإرادة هذا الشعب العظيم لن يستطيع الوصول إلى مراده. وإننا على ثقة كاملة من جميع فئات هذا الشعب العظيم الحفاظ على وحدته المجيدة والتصدي لمن يحاول المساس بها أو بمكتسباتها وبأمنها واستقرارها تحت أي مبرر أو مسمى انطلاقاً من قوله سبحانه : «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».