صنعاء/سبأ.. ناقش وزير الثقافة الدكتور/ محمد أبو بكر المفلحي أمس في اجتماع اللجنة التحضيرية لمهرجان صنعاء السينمائي الأول المقرر إقامته آواخرالعام القادم تفاصيل مسودة مشروع المهرجان .. وأكد وزير الثقافة خلال الاجتماع أهمية أن يكون المهرجان عند المستوى المطلوب من حيث الترتيب والتنظيم، واستيعاب كل مفردات المهرجان التعريفي بالسينما اليمنية والخطوات التي سارت فيها حتى الآن. وأشار المفلحي إلى أن الكوادر السينمائية في اليمن تعد الأفضل في المنطقة، وأن السينما اليمنية ينقصها التمويل فقط لصناعة السينما. وأوضح وزير الثقافة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن مشروع المهرجان تقدم به المخرج اليمني حميد العقبي، وشكلت له لجنة تحضيرية برئاسة وزير الثقافة وعضوية كل من وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات والملكية الفكرية هشام علي بن علي، ووكيل الوزارة لقطاع الفنون نجيبة حداد، ورئيس المؤسسة العامة للسينما والمسرح الدكتور حسين محمد عبد الله، بالإضافة إلى عضوية المخرج اليمني حميد العقبي منسق اللجنة.. كما أشار إلى أن الهدف من المهرجان هو تأسيس حراك سينمائي في اليمن يحوي ويحتوي الكوادر السينمائية، ويأخذ بيدها على طريق صناعة سينمائية يمنية.. مفيداً بأن المهرجان الذي سيكون كل عامين على مدى خمسة أيام سيتضمن مسابقات بين العروض السينمائية اليمنية في مختلف أشكال السينما الوثائقية، التسجيلية، الروائية، التجريبية، الموسيقية، وغيرها، بالإضافة إلى عمل دورات تدريبية للكوادر السينمائية في مختلف أدوات السينما، التي تشمل التصوير، الإخراج، السيناريو، المونتاج وغيره، وكذا العمل على إقامة ورش عمل، وحلقات نقاشية، وندوات متصلة بموضوع السينما والصناعة السينمائية. إلى ذلك نظمت وزارة الثقافة على قاعة المسرح الصغير بالمركز الثقافي بصنعاء أمس حلقة نقاش خاصة بالتجربة السينمائية للمخرج اليمني/حميد العقبي، وأبجديات مهرجان صنعاء السينمائي الأول المقرر إقامته آواخر العام المقبل. وفي حلقة النقاش قال وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات والملكية الفكرية هشام علي بن علي: إن السينما هم مشترك وثقافة مشتركة تحتاج إلى روح المغامرة لخوض غمارها في اليمن". واضاف: هناك تفاؤل الإرادة مقابل تشاؤم الواقع للعمل على إيجاد صناعة سينمائية، والتي سوف تتبناها الوزارة من خلال مهرجان صنعاء السينمائي الأول، الذي من شأنه تحريك عجلة السينما، وتأسيس الخطوة الأولى للعمل السينمائي الفاعل في اليمن. وكشف وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات عن تشكيل لجنة تحضيرية لهذا المهرجان برئاسة وزير الثقافة الدكتور/محمد أبوبكر المفلحي وعضوية كل من وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات ووكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون ورئيس المؤسسة العامة للسينما والمسرح، بالإضافة إلى عضوية المخرج السينمائي اليمني/حميد العقبي، منسق اللجنة".. مشيراً إلى أن إيجاد بنية تحتية للسينما يأتي بالتفكير العملي الجاد.. لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تعتمد على الكثير في اقتصادها على الإنتاج السينمائي باعتبار السينما صناعة وتجارة وفناً. من جانبها قدمت وكيلة وزارة الثقافة لقطاع الفنون/نجيبة حداد نبذة مختصرة عن السينما في اليمن حيث أشارت إلى أن السينما بدأت في اليمن في خمسينيات القرن الماضي بفيلم سينمائي قصير تحت اسم "من القصر إلى الكوخ" بالإضافة إلى إنتاج سينمائي يمني عربي في الفيلم الروائي "حبي في القاهرة" عام 1965م، للفنان المرحوم/أحمد بن أحمد قاسم بمشاركة فنانين مصريين كبار أمثال محمود ياسين وزيزي البدراوي ومن إنتاج الفنان اليمني/أحمد بن أحمد قاسم. وأشارت إلى أفلام يمنية عديدة منها فيلم "ثورة اليمن" باعتباره من الأشكال السينمائية الجديدة، وفيلم "يوم جديد في صنعاء القديمة" للمخرج اليمني/بدر بن الحرسي، وفيلم "سلمى" للإعلامية والمخرجة اليمنية خديجة السلامي، وفيلم "الاختطاف"، وفيلم "عودة أحمد" الذي قدمته مؤسسة شوذب بالتعاون مع السفارة الأمريكية، بالإضافة إلى أفلام سينمائية وثائقية حول المرأة اشتركت في صناعتها إعلاميات يمنيات مثل الدكتورة/رؤوفة حسن، وجميلة علي رجاء، وإخلاص القرشي.. وكان قد تم في بداية حلقة النقاش عرض الفيلم الوثائقي " الرتاج" للمخرج اليمني/حميد العقبي. ويشكل الفيلم الذي استمر عرضه/45/ دقيقة واعتمد في طرح مادته على الشعر اليمني نموذجاً من نماذج العمل السينمائي الناجح في اليمن. وكان الفيلم الذي عرض في العاصمة الفرنسية باريس، وجنوب أفريقيا، والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى عدد آخر من الدول العربية والأجنبية قد لقي نجاحاً جيداً. وقد استعرض المخرج السينمائي حميد العقبي تجربته السينمائية وخبراته في مجال دراسته السينما.. لافتاً إلى وجود أكثر من /50/ سينمائياً في عدن، بالإضافة إلى أكثر من /40/ في صنعاء سوف يقدمون نتاج خبراتهم في مختلف أشكال العمل السينمائي إخراجاً، تصويراً، سيناريو، وإنتاج وغيره.. وعبر عن امتنانه لوزارة الثقافة لتفاعلها معه للعمل على تبني تنظيم مهرجان صنعاء السينمائي الأول خلال العام القادم، والذي سيكون بمثابة مهرجان منتظم يعقد كل عامين.. موضحاً أن المهرجان سيشتمل على تقديم الكثير من أبجديات السينما من خلال ورش عمل، وحلقات نقاش، ودورات تدريبية مختلفة، بالإضافة إلى عروض سينمائية يمنية، وعربية ودولية، فضلاً عن تقديم نماذج سينمائية مختلفة روائية ووثائقية وموسيقية وتجرييبة وغيرها. مشيراً إلى أن المهرجان يعد خطوة أولى من أجل تفعيل السينما القصيرة والمتوسطة والطويلة. كما شارك في حلقة النقاش التي أدارها وكيل وزارة الثقافة/هشام علي بن علي عميد كلية الفنون بجامعة الحديدة/علي سيف المشرقي، الذي أشار إلى تجربة المخرج اليمني/حميد العقبي، ووصفها بالتجربة اليمنية الممتازة، وقال: لقد استطاع المخرج أن يتجه إلى سينمة الشعر.. متمنياً أن يكون هنالك مشاركة بين وزارة الثقافة وكلية الفنون بجامعة الحديدة من أجل عمل ثقافي كالذي استطاع تقديمه المخرج/حميد العقبي في فيلم الرتاج الذي يحكي البيئة في بيت الفقيه.. وقد أثريت حلقة النقاش بالعديد من المداخلات والأطروحات التي أكدت في مجملها أهمية العمل على ما من شأنه الاستفادة من فن السينما، ليس باعتباره مجرد صناعة وتجارة وفناً فحسب بل ولكونه أيضاً يعد مرآة حقيقية للواقع من حولنا تعكس حياة الشعوب والأمم وتوثقها.