لقد وهب الله تجلت عظمته مديرية غيل باوزير بطبيعة ناضرة وخلابة سواء كان عبر المقومات الطبيعية بقدرة الخالق سبحانه وتعالى..كالحوم «مفردها حومة» وعددها «8» حوم مثل النجم والسركال الواقعة في مدينة القارة «تقع شمال مدينة غيل باوزير عاصمة المديرية» وماحواليها أم ماكان بفعل الإنسان كالمعايين الزراعية تقدر عددها «92» معياناً والتي مازالت تحاكي ماضي الأجداد الذين مافتئت بصماتهم تحاكينا عن دورهم الكبير وأعمالهم الرفيعة وأدوات عملهم التقليدية البسيطة ووفرة المياه الجوفية ووجود التربة الصالحة للزراعة التي مكنت الإنسان في تلك البقعة من زراعة مايمكن زراعته، وقد قام ذلك الإنسان على استغلال بعض المواقع كمصايف خلال فترة خريف النخيل لعل أشهرها الدروع والفرجة والحافة والديوان كما توجد بعض المواقع الزراعية الأخرى التي يستمتع أبناء المديرية وغيرهم برحلاتهم فيها: كالباغ وصهوت ومع تقدم الزمن وبالتحديد بعد الوحدة اليمنية المباركة شهدت المديرية قيام العديد من المعايين الزراعية في مواقع متفرقة وقد اهتم بعضهم بتجهيز مواقع خاصة للرحلات القادمة وأشهرها: بستان الحسينية «شمال مدينة الغيل» ليقضي أصحاب الرحلات الوافدة أوقاتاً جميلة وممتعة تحت الأشجار الظليلة كما يوجد في المديرية شريط ساحلي في الاتجاه الجنوبي ويطل على البحر العربي ويمتد من الريان غرباً حتى حدود مديرية الشحر شرقاً بطول «30» كيلو متراً تقريباً يقصده الناس في مناسبات الأعياد والعطل، حيث يتم حالياً تنفيذ مشروع إنشاء كورينش هناك على مساحة «2» كيلو متر. آثار تجسد الهوية وفي الاتجاه الآخر تقف الآثار شامخة لتجسد الهوية الحقة وتحكي لنا نحن معشر هذا الجيل والاجيال القادمة بإذن الله تعالى ماض غني بالمخزون الحضاري والثقافي الذي تنبعث من خلاله روائح عبق التاريخ الأصيل حيث تنتشر في أنحاء متفرقة من المديرية عدد من المواقع الأثرية سواءً كان من حيث شكل بنائها الهندسي أم من حيث مواد البناء التقليدية الداخلة في البناء والشيء الملفت في تلك المباني الفنية والرائعة إنها مابرحت تتحدى البقاء وتثير دهشة الزائر لها منذ الوهلة الأولى مثل مسجد جامع النقعة لمؤسسة الشيخ/محمد بن سعيد باوزير في بداية القرن الثامن الهجري وبقايا آثار قارة آل عمر باعمر وحصن الحطيم بشحير وحصن العوالق الذي بني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الواقع بمنطقة الحزم «الواقعة بين منطقتي الصداع وحباير» والحصن الأزهر بمدينة الغيل الذي تم تحويله عام 1944م إلى مدرسة وسطى وبعد ترميمه مؤخراً تم استغلاله كمركز ثقافي يحتضن العديد من الفعاليات المتنوعة من ندوات ومحاضرات ويستوعب النشاط الشبابي والنسائي وبشكل منفصل في بعض الحرف التقليدية كالحياكة والخياطة ويضم إلى جانب ذلك متحفاً ومكتبة. كما يوجد كذلك بالغيل المدينة بقايا سورها الممدود، وتنتشر على طول وعرض المديرية الاكوان التي بنيت خصيصاً لدواعي أمنية لحماية أمن الدولة القعيطية حينها وأمن المواطن أيضاً بالإضافة إلى وجود حصون آل بن همام «تقع شمال مدينة الغيل» وهناك السقايات التي بنيت في نواح متفرقة لتروي ظمأ كل ظام وعطشان وكذلك قباب الأولياء المتناثرة في مواقع مختلفة بالمديرية على نطاق التحديد المخصص لها الموضوع وفي تلك المديرية هناك أيضاً مايشد انتباه الزائر إليها كالبيوت القديمة التي تظهر فيها النقوش والزخارف الجميلة التي عملتها أنامل عمال البناء البديعة وقد نحت النجارون أشكالاً غاية في الروعة والجمال على أبواب ونوافذ الديار، كما سيتعرف كل قادم إلى مديرية غيل باوزير على أهم المعالم التربوية التي لاتزال تؤدي دورها التنويري على أكمل وجه مثل رباط العلامة محمد عمر بن سالم (تأسس عام 1320هجرية) المعهد الديني (سابقاً) مدرسة 14 أكتوبر (حالياً) ومعهد المعلمين (سابقاً) مدرسة الفقيد الشيخ أحمد عبد القادر الملاحي للتعليم الأساسي بالغيل ومدرسة الأول من مايو بالقارة وغيرها التي تعطي لنا دلالات تاريخية وثقافية وتراثية غزيرة المعاني وهي لا محالة يقع على عاتق الجميع حمايتها لتتأصل علاقة الترابط بالماضي ولنجعل عنوانها (الأرض والإنسان حب سرمدي) وكذلك من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي لتقوية أواصر الصلة بين الأجيال المتعاقبة. سوق المدينة وهناك من الأشياء الأخرى التي لا يمكن إغفالها كونها تحظى بأهتمام الزائر الأ و هي سوق المدينة الغيل المتوفر فيها كل ما يحتاجه من يدخلها وبشكل يومي من أسماك ولحوم وفواكة والخضراوات وإلى جانب ذلك سوق بيع وشراء الأغنام وسوق المزاد العلني بالإضافة إلى المحلات التي تشتهر ببيع الأدوية العربية وبيع عدد من المنتجات الحرفية الرجالية والنسائية وهناك أيضاً المحلات التجارية للأقمشة وإلى جانبها محلات الخياطة. خدمات متوفرة ولا يفوتنا هناك أن نذكر كل من يزور المديرية بأنه يوجد بها الكثير من الخدمات التي سيجدها أينما يتجه بوجهته مثل خدمات المواصلات الميسرة وعبر خطوط إسفلت تربطها بكافة مدن ومحافظات الجمهورية وخدمات الإتصالات والكمبيوتر والإنترنت والفندقة- ضف إليها خدمات المطاعم التي تقدم فيها الأكلات الحضرمية المشهورة وغيرها من الخدمات التي يجدها كل وافد وبيسر وسهولة. أنشطة مختلفة وتجدر بنا الإشارة هنا أن نوضح أنَّ مديرية غيل باوزير تحتضن الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية التي تنفذها عدد من الجمعيات الثقافية والأندية الرياضية وبعض من فرقها الشعبية التي تعمل على إصدار العديد من النشرات الثقافية والرياضية المتميزة الشيء الذي يؤكد أحقية مدينة غيل باوزير بلقب (أرض العلم والثقافة)، وإلى جانب ذلك توجد فرق الرقص الشعبية رجالية ونسائية تشارك في إحياء عادات أفراح الأعياد في مناطقها وأيضاً إحياء احتفالات أفراح الزواج عبر قيامها بالعديد من الرقصات الشعبي (كالعدة والشواني وغيرهما من الشروحات النسائية التي تتميز بها محافظة حضرموت على وجه خاص واليمن عموماً).