- سالم عبدالله العطيشيإن الكتابة عن السياحة في مديرية غيل باوزير محافظة حضرموت تتطلب إعطاء جل المعلومات التي يمكن توضيحها للقارئ والمهتم في آن واحد لتعريفهم بالموقع الذي تقع فيه المديرية ومساحتها وحدودها والمناطق التابعة لها من حضر وبادية مع إعطاء أرقام عن مايوجد بها من مساجد ومدارس وذكر أهم المعالم الأثرية وأبرز الخدمات المتوفرة لكل زائر إليها وغيرها من المزايا الأخرى التي تتصف بها هذه المديرية التاريخية التي تقع في الجزء الجنوبي لمحافظة حضرموت على مساحة «2419» كيلومتراً مربعاً منها «6000» فدان مساحة صالحة للزراعة تتغذى من الحوض الجوفي من عدد ثلاثة أودية رئيسية وهي «حويرة تحامين وجذ» ويحد المديرية من الشمال مديرية غيل بن يمين والشحر وحورة ووادي العين ومن الجنوب مديرية المكلا والبحر العربي ومن الشرق مديرية الشحر ومن الغرب مديريتا المكلا وداعن، ويسكن بالمديرية عدد «47689» نسمة في عدد «6764» مسكناً موزعين على «73» منطقة «كالغيل المدينة والقارة وشحير والنقعة والصداع وحباير والريان والعيون وكثيبة والهمة» ويوجد بمديرية غيل باوزير أكثر من «41» مسجداً، وما يقارب من «30» مدرسة موزعة بين رياض أطفال وتعليم أساسي وتعليم ثانوي ومعهد للعلوم الإدارية. طبيعة ناظرة وقد وهب الله تجلت عظمته مديرية غيل باوزير طبيعة ناظرة وخلابة سواء كان عبر المقومات الطبيعية بقدرة الخالق سبحانه وتعالى... كالحوم «مفردها حومة» وعددها «8» حوم مثل النجوم والسركال الواقعة في مدينة القارة «تقع شمال مدينة غيل باوزير عاصمة المديرية» وماحواليها أو ماكان بفعل الإنسان كالمعايين الزراعية تقدر عددها «92» معياناً والتي مازالت تحاكي ماضي الأجداد الذين مافتئت بصماتهم تحكي لنا عن دورهم الكبير وأعمالهم الرفيعة وأدوات عملهم التقليدية البسيطة ووفرة المياه الجوفية ووجود التربة الصالحة للزراعة التي مكنت الإنسان في تلك البقعة من زراعة مايمكن زراعته، وقد قام ذلك الإنسان باستغلال بعض المواقع كمصايف خلال فترة خريف النخيل لعل أشهرها الدروع والفرجة والحافة والديوان كما توجد بعض المواقع الزراعية الأخرى التي يستمتع أبناء المديرية وغيرهم برحلاتهم فيها: كالباغ وصهوت ومع تقدم الزمن وبالتحديد بعد الوحدة اليمنية المباركة شهدت المديرية قيام العديد من المعايين الزراعية في مواقع متفرقة وقد اهتم بعضهم بتجهيز مواقع خاصة للرحلات القادمة وأشهرها بستان الحسينية «شمال مدينة الغيل» ليقضي أصحاب الرحلات الوافدة أوقاتاً جميلة وممتعة تحت الأشجار الظليلة، كما يوجد في المديرية شريط ساحلي في الاتجاه الجنوبي ويطل على البحر العربي ويمتد من الريان غرباً حتى حدود مديرية الشحر شرقاً بطول «30» كيلومتراً تقريباً يقصده الناس في مناسبات الأعياد والعطل ومؤخراً أعلن الأخ العميد/ عبدالقادر علي هلال محافظ محافظة حضرموت عن إنشاء كورنيش هناك على مساحة «2» كيلومتر. آثار تجسد الهوية وفي الاتجاه الآخر تقف الآثار شامخة لتجسد الهوية الوطنية الحقة وتحكي لنا نحن معشر هذا الجيل والأجيال القادمة بإذن الله تعالى ماضيا غنياً بالمخزون الحضاري والثقافي الذي تبعث من خلاله روائح عبق التاريخ الأصيل التي تنتشر في أنحاء متفرقة من المديرية عدد من المواقع الأثرية سواء كان من حيث شكل بنائها الهندسي أم من حيث مواد البناء التقليدية الداخلة في البناء، والشيء الملفت في تلك المباني الفنية والرائعة إنها مابرحت تتحدى البقاء وتثير دهشة الزائر لها منذ الوهلة الأولى مثل مسجد جامع النقعة لمؤسسه الشيخ/ محمد بن سعيد باوزير في بداية القرن الثامن الهجري وبقايا آثار قارة آل عمر باعمر وحصن الحطيم بشحير وحصن العوالق الذي بني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الواقع بمنطقة الحزم «الواقعة بين منطقتي الصداع وحباير» والحصن الأزهر بمدينة الغيل الذي تم تحويله عام 1944م إلى مدرسة وسطى وبعد ترميمه مؤخراً تم استغلاله كمركز ثقافي يحتضن العديد من الفعاليات المتنوعة من ندوات ومحاضرات ويستوعب النشاط الشبابي والنسائي وبشكل منفصل في بعض الحرف التقليدية كالحياكة والخياطة ويضم إلى جانب ذلك متحفاً ومكتبة. قباب.. ونقوش كما يوجد كذلك بالغيل المدينة بقايا سورها الممدود، وتنتشر على طول وعرض المديرية الأكوات التي بنيت خصيصاً لدواعي أمنية لحماية أمن الدولة القعيطية حينها وأمن المواطن أيضاً بالإضافة إلى وجود حصون آل بن همام «تقع شمال مدينة الغيل» وهناك السقايات التي بنيت في نواحي متفرقة لتروي ظمأ كل ظامئ وعطشان وكذلك قباب الأولياء المتناثرة في مواقع مختلفة بالمديرية على نطاق التحديد المخصص له الموضوع وفي تلك المديرية هناك أيضاً مايشد انتباه الزائر إليها كالبيوت القديمة التي تظهر فيها النقوش والزخارف الجميلة التي عملتها أنامل البناء البديعة وقد نحت النجار أشكالاً غاية في الروعة والجمال على أبواب ونوافذ الديار، كما سيتعرف كل قادم إلى مديرية غيل باوزير على أهم المعالم التربوية التي لاتزال تؤدي دورها التنويري على أكمل وجه مثل رباط العلامة محمد عمر بن سلم «تأسس عام 1320ه» والمعهد الديني «سابقاً» مدرسة 14 أكتوبر «حالياً» ومعهد المعلمين سابقاً، مدرسة الفقيد الشيخ أحمد عبدالقادر الملاحي للتعليم الأساسي بالغيل ومدرسة الأول من مايو بالقارة وغيرها التي تعطي لنا دلالات تاريخية وثقافية وتراثية غزيرة المعاني وهي لامحالة يقع على عاتق الجميع حمياتها لتتأصل علاقة الترابط بالماضي ولنجعل عنوانها «الأرض والإنسان حب سرمدي» وكذلك من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي لتقوية أواصر الصلة بين الأجيال المتعاقبة. سوق المدينة وهناك من الأشياء الأخرى التي لايمكن إغفالها كونها تحظى باهتمام الزائر وهي سوق مدينة الغيل المتوفر فيها كل مايحتاجه من يدخلها وبشكل يومي من أسماك ولحوم وفواكه وخضروات، وإلى جانب ذلك سوق بيع وشراء الأغنام وسوق المزاد العلني بالإضافة إلى المحلات التي تشتهر ببيع الأدوية العربية وبيع عديد من المنتجات الحرفية الرجالية والنسائية وهناك أيضاً المحلات التجارية للأقمشة وإلى جانبها محلات الخياطة. خدمات متوفرة ولايفوتنا هنا أن نذكر كل من يزور المديرية بأنه يوجد بها الكثير من الخدمات التي سيجدها أينما يتجه بوجهته مثل خدمات المواصلات الميسرة وعبر خطوط إسفلت تربطها بكافة مدن ومحافظات الجمهورية وخدمات الاتصالات والكمبيوتر والانترنت والفندقة ضف إليها خدمات المطاعم التي تقدم فيها الأكلات الحضرمية المشهورة وغيرها من الخدمات التي يجدها كل وافد وبيسر وسهولة. أنشطة مختلفة وتجدر بنا الإشارة هنا أن نوضح أن مديرية غيل باوزير تحتضن الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية التي تنفذها عدد من الجمعيات الثقافية والأندية الرياضية وبعض من فرقها الشعبية التي تعمل على إصدار العديد من النشرات الثقافية والرياضية المتميزة الشيء الذي يؤكد أحقية مدينة غيل باوزير بلقب «أرض العلم والثقافة» وإلى جانب ذلك توجد فرق الرقص الشعبية رجالية ونسائية تشارك في إحياء عادات أفراح الأعياد في مناطقها وأيضاً إحياء احتفالات أفراح الزواجات عبر قيامها بالعديد من الرقصات الشعبية «كالعدة والشبواني وغيرها من الشروحات النسائية التي تتميز بها محافظة حضرموت على وجه خاص واليمن عموماً». ونختم مقالنا المتواضع هذا بأن نردد الاهزوجة الشعبية: الغيل غيل الوزيري يا بخت من حلها فيها بصلها ودبتها على بقلها فيها معايين تجري كلها طيبة فيها عمر موربع داكي على حصاتها