عدن مدينة السحر والجمال الطبيعي الآخاذ على الدوام، قبلة العشاق والحيارى ومنتجع الباحثين عن الدفء والسعادة والهدوء، تدهش كل من يزورها أو يبحث فيها عن لحظات من البسط والانشراح والطمأنينة .. فوق كومة من رمل أو على حجر في الشاطئ، الآف البشر يناجون البحر وأمواجه يتمتعون بالعناق الأبدي بين الساحل والجبل يتمتعون بمنظري الشروق والغروب على صفحة البحر التي تتحول إلى لوحة تشكيلية رائعة قل أن تضاهيها لوحة أخرى في أية مدينة في العالم. ودهشة المدن للناس توَّلد في قلوبهم الحب والهيام لكل شيء فيها وتزرع البهجة والسرور في النفوس والانشراح في الصدور فلعبقرية المكان وتفرده بجمال طبيعي في عدن دوره في الأدهاش ولابتسامات الناس سكانها الطيبون نصيبها من ذلك الادهاش وأول الحب الصادق دهشة فحتى المرأة التي تجيد فنون الأدهاش يتملك حبها القلوب والعكس تظل تلك النساء غير المتمكنات من فنون الأدهاش عانسات وتعيسات طوال حياتهن وهكذا هي المدن. قبلة عشاق الجمال عدن تمتلك من الأدهاش بحجم مايمتلكه بحرها من مياه وتتفوق على كثير من مدن الشرق وأوروبا فكل من زاروا مدن الغرب والشرق وجدوا في هذه المدينة الساحرة عدن كل الجمال والبهجة وجدوا فيها سعادة وانشراح رغم الفارق الكبير بين منشآتها السياحية وكورنيشها وبين تلك المنشآت والكورنيشات التي زاروها .. في بلدان الله اتدرون لماذا ؟ لأن شواطئها وزرقة بحرها والعناق الأبدي بين البحر والساحل والجبل قل أن يوجد في مدن أخرى هذا هو سر سحر عدن الذي يزرع الابتسامة في وجوه المصطافين والزائرين والبهجة في نفوسهم حتى لو كانوا من المتجهمين دائماً ففي عدن يبتسم المتهجمون ويضحكون وتنشرح صدورهم. ويقول كل من قضى أياماً للتنزة والراحة في عدن أن كل شيء في المدينة يبعث على الارتياح والرغبة في قضاء وقت أطول .. كما يتغزل المصطافون بعدن وجمالها الطبيعي كفاتنة تسحر العقول والقلوب والأفئدة فتصبح بعد ذلك محبوبة ومعشوقة وعندما يمتزج الحب بالعشق يبدأ الهيام وعند هذه النقطة يتمنى الحبيب والعاشق أن يرى محبوبته ومعشوقته كاملة لانقصان فيها. ولهذا فمن حب عدن عشقها ومن عشقها هام بها وتمناها كما يريد هو لا كما هي في الواقع ولا غرابة أننا نجد كل من يزور عدن يحبها ويعشقها ويبدأ بعد ذلك الحديث عن مايزيدها جمالاً وتالقاً .. فهناك من يتحدث عن غياب اللمسات الفنية والتحسينات للخدمات الترفيهية وهناك من يريد أن يرى الكورنيش أكثر جمالاً ومنتجع العروسة أكثر القاً وساحل العشاق أكثر جاذبية. بساطة عدن والعدنيين وهناك من يتحدث من المصطافين عن بساطة الناس في عدن وحسن معاملتهم ونزوعهم المفرط للأمن والاستقرار ويتحدث عن مساحات التسامح في قلوبهم رجالاً ونساء واطفالاً ولاينسى المتحدثون الاشارة إلى بعض «النواقص» لانهم يريدون أن يروا محبوبتهم ومعشوقتهم كاملة لانقصان فيها فيشيرون إلى : القدرة الاستيعابية للفنادق وكيف تتحول إلى عامل ازعاج بعد فرحة وانشراح وبهجة.. وهذا الأمر لن يحل إلا بمزيد من الاستثمار في المجال السياحي ومزيد من الحوافز لجذب المستثمرين الجادين علينا ان نتذكر قاعدة ذهبية وهي «أن رأس المال جبان» فكيف نجعله شجاعاً. محدودية المنشآت السياحية والترفيهية وعدم الاهتمام بالنظافة في الشواطئ التي يرتادها الآف البشر الذين يلقون بمخلفات الأكل ولوازم الاصطياف على الأرض .. وهذا الأمر يحتاج إلى قليل من التنظيم وتوزيع براميل قمامة وعمل لوحات ارشادية. غياب مواقف للسيارات في الشواطئ وتحديد سرعة سير السيارات في الشواطئ لأن ذلك يسبب ازعاجاً للأسر واطفالها خاصة عندما يفاجئ هذه الأسر بأن السيارات تنطلق مسرعة نحوها في الشاطئ وهي في أمان الله.. وهذا الأمر يتطلب قليلاً من الحزم والنظام من قبل رجال المرور والدوريات ولا بأس من دوريات راجلة في الشواطئ . غياب رجال الانقاذ في الشواطئ في حال تعرض أي إنسان من المصطافين للغرق . غياب اللوحات الارشادية وأسماء الأماكن والسواحل والمناطق وكيفية الدخول والخروج منها. والقائمة طويلة لكن جمال الطبيعة وسحر عدن الفاتنة يعوض كل شيء يمكن أن يطلق عليه منغصات مهما كانت ويظل ذلك الجمال والسحر الآخاذ يقوم بدور «الفلتر» الذي يمتص كل مايعلق في العين والذهن والذاكرة من منغصات وتكون النتيجة لصالح عدن في النهاية ولهذا فهي المحبوبة المعشوقة على الدوام في كل الظروف والأحوال فقط أين هم المستثمرون عاشقو الجمال ومحبو الألى والجواهر والذهب ؟؟ فعدن مازالت بكراً في مجال السياحة فقط هي بحاجة إلى مستثمرين شجعان وإلى مسئولين يمتلكون القدرة الفائقة بتحويل رأس المال من «جبان إلى شجاع» أما كيف فهذا شغل المتخصصين وأرباب الاقتصاد والمال ودهاة التخطيط..