في العادة طقوس المقيل والتخزين يفتعلها ويهيئها معشر الرجال في المجتمع اليمني وتكون في يوم من الأيام مقرونة بالنساء .. و مع ذلك أتت الأيام لتقحم النساء بهذه الطقوس التي أصبحت ظاهرة سيئة لها كثير من الانعكاسات والآثار الاجتماعية على الأسرة اليمنية بعد أن جرت الأم والأخت والنسوة إلى مجالس التخزين النسوية بجدول ملازم فيه المرأة الجلوس لمضغة »قات« تطول فيها ساعات الفهنة والكيف. هذه الظاهرة التي بدت سيئة عند منظمة جمعيات أضرار القات بعد أن بدأت ظاهرة تعاطي القات تغزو مجالس النسوة في اليمن ، وبمرور الوقت أصبحت النساء ومنهن فتيات مراهقات يجاهرن بهكذا فعل ، بل إن غير المقبول أصبح اليوم أمراً معتاداً ها نحن نشاهد نساء يقتحمن اسواق الرجال من أجل اعواد القات .. السطور التالية تصف ضجر الرجال من عادة تخزين النساء والتي تحولت إلى سلوك يومي. منذ الخامسة عصراً وحتى الرابعة فجراً تبدد الوقت في مضغ القات وارتشاف الشيشة ، وهكذا حال غالبية نسوة اليمن ، ربة بيت عدني طال العمر بها إلى سن 42 عاماً روت قائلة : أنا لم أعد ادرك ماذا يحدث معي ، بل وماذا يحدث في منزلي ، فما عدت أكترث للوقت وقيمته ، في الغالب اتناول مادة القات هذه فقط لأهرب من عراكات الأولاد الصغار ، ففي جلسة القات اشعرهم بأن الهدوء مطلب ،ولذلك أنا اختبىء من مطالبهم ، وعند لحظات الكيف هم يدركون بأني أمقت من يعكر مزاجي و اضافت: هكذا ابدو مع القات حتى أصبحت عادة ، أما عن مسئولية البيت فقد رميت العمل كله على ابنتي الكبرى. طقوس خاصة أما الاخ »ح . م« 45 سنة موظف يقول: الزوجة عندما تقوم بتخزين القات بأسلوب شره بل وأكثر من زوجها تصبح عبٍئاً على الزوج مادياً وعاطفياً أيضاً ، ناهيك عن »الشيشة« التي تتطلب طقوساً خاصة ولها اضرار صحية على الأم ، والزوجة ومن يحيطون بها في المنزل.. إذ يصبح الكيف يأخذ الوقت الأطول.. لا أن يكون القات ومضغه لغرض الجلوس مع الزوج في جلسات الانس الزوجية. الزوج سبب إدمان الزوجة أما الأخ وهيب «50 سنة موظف يتحدث عن اسباب ادمان زوجته للقات قائلاً : أنا عودت زوجتي على التخزين ، حتى اصبحت مدمنة قات واصبحت لاتراعي أي ظروف امر فيها رغم أنها أملَّ الحياة داخل البيت بسبب ادمانها على القات ، وفي حالة عدم وجود القات بدت أمارات الغضب على وجهه ، مواصلاً حديثه بالقول: أما الارجيلة هذه لوحدها تسبب لي ولأولادي الضجر ناهيك عن متطلباتنا اليومية الخاصة ، بمصروفات وشراء القات والتنباك والفحم.. المنوم للأولاد ضروري امرأة أخرى: عندما استعد للقات ، لابد أن تتوفر لدي طقوس خاصة لهذا اعطي قليلاً من المنوم للأولاد ، لأنهم يسببون لي الصداع ، ويمنعوني من »الفهنة« وأنا في مجلسي مع لوزام القات مثل الشيشة و مع هذا المنوم لايؤثر على أولادي بدليل أننا نتناول أدوية بها منوم ! لحظة شيطانية امرأة أخرى: في لحظة شيطانية اسمها »القات« خرجت من المنزل دون رضا زوجي الذي حلف بعدم قبوله عودتي إلى المنزل إذا صممت على الخروج.. ولكنه القات وجلسة القات ، مكالمة هاتفية تدعوني إلى القات في مجلس خاص بالعائلة جعلتني ارفض التهديد واخرج حاولت أن ابرر له أن الدافع كان مرض أختي لكن دون جدوى كرهني وأصبحت الآن عند أهلي الذين لايستطيعون دفع مصاريفي وابنتي ، كل هذا من أجل لحظة نشوة مع القات. استحداث مجالس القات النسائية في الجانب نفسه تحدث الدكتور سمير عبدالرحمن هائل الشميري رئيس قسم علم الاجتماع كلية التربية »جامعة عدن« عن الاسباب الاجتماعية لتفشي ظاهرة القات بين النساء فقال : الأسباب العامة التي أدت إلى تفشي ظاهرة تعاطي النساء للقات وخصوصاً في دراستي الموسومة ب»القات وشيوع تعاطيه في المجتمع اليمني « تعود إلى صعوبة الحياة المعيشية وضيق ذات اليد وتفاقم المعضلات الاجتماعية والأسرية وعدم مقدرة الأسرة على تلبية الحاجات الضرورية للأطفال ولأعضاء الأسرة الآخرين من الملابس والأحذية والأشربة والاطعمة والأدوية ، علاوة على الجهل والأمية وعدم التصرف لوقت الفراغ بصورة عقلانية ، وعدم الاكتراث بالمرأة ككائن اجتماعي له دوره ومكانته الاجتماعية في الفضاء العام. فالمرأة بحاجة للعطف والطمأنينة النفسية والأمن العاطفي والوجداني والاحترام فهي تبحث عن كيانها وتعبر بوسائط مختلفة عن ذاتها وتبحث لنفسها عن أماكن ووسائل لقضاء وقت الفراغ ضمن هوامش الحركة المتاحة ، وتبعاً لذلك استحدثت لهن مجالس تسمى »مجالس القات النسائية« فمجالس القات النسائية انشأها الرجل للإناث بصورة غير مباشرة حيث كانت البداية كالتالي: يقوم الرجل المتعاطي للقات بمنح القات للأم أو الزوجة أو الأخت.. من باب التقدير والمحبة وللتسلية وتضييع الوقت ، وكنوع من التسلية وتوسعت هذه الظاهرة إلى أن أصبحت عادة ومن عادة مضغ القات تناسلت مجالس مضغ القات النسائية ، حيث تشير الاحصاءات الرسمية إلى ما بين 30 50% من النساء المتزوجات يتعاطين القات. فمجالس القات النسائية هي نوع من أنواع الترفيه والتسلية للمرأة لقضاء وقت الفراغ ، لأن أماكن الراحة والتنزه والرياضة والثقافة والتسلية قليلة الوجود ، وتجد المرأة صعوبة في ارتيادها ، فتختار المرأة جماعة صغيرة من النساء يكن قريبات في المزاج ومن النواحي النفسية والاجتماعية والثقافية للتفاعل والتجاذب والإندماج والتقارب في إطار هذه الجماعة النسوية تجد المرأة حريتها في القول والتنكيت والبوح الوجداني ، وابداء الرأي والمشورة والتضامن والمؤازرة . ويضيف الدكتور الشميري : ففي مجالس القات النسوية تجد المرأة حرية في القول والحركة والاعتقاد والتصرف والابتعاد عن السلوكيات الرسمية أو المصطنعة لإظهار الوجه الآخر ولإثبات الذات. فهناك عوامل لنجاح التجمعات الاجتماعية الصغيرة أو الخاصة ، كما يشير علماء النفس الاجتماعي ، حيث يشير د حامد عبدالسلام زهران إلى هذه العوامل وهي : جاذبيتها ، ازدياد التفاعل بين افراد الجماعة ، اللا انفراد ، الخصائص المحببة ، الوفاق ، الخبرات السارة ، الجو الديمقراطي سهولة الاتصال ، الرضا عن المعايير . أسباب متعددة ويعلل من جانبه الدكتور الشميري بأن اسباب تعاطي النساء للقات متعددة ومتنوعة ولعل أبرزها: وقت الفراغ ، التفككات الأسرية ، برود العلاقات العائلية أو الزوجية ، الشعور بالدونية عند بعضهن ، حيث يقمن بتقليد الآخريات في تعاطي القات ، فقدان المرأة للتنمية في حياتها ، البرود الجنسي ، الانحرافات وبعد الرجل عن المرأة مثل هجرة الزوج من الريف إلى المدينة أو خارج الوطن. استبيان ونسب مئوية وفي استبيان قمنا به لمعرفة اسباب تعاطي المرأة للقات كانت النتيجة على النحو التالي: %49 يتعاطين القات لقضاء وقت الفراغ. 20 % يتعاطين القات لوجود مشكلة اجتماعية »كلام شجار تفكك اسري«. %16 يتعاطين القات لمقاومة الكآبة والضجر والحزن. 5 % يتعاطين القات لتأدية الأعمال المنزلية أو الدراسية. 4 %يتعاطين القات لغياب الزوج المستمر من البيت . 3 % يتعاطين القات للهروب من ضوضاء وشغب المنزل، 1 % يتعاطين القات للبروز والمفاخرة والاعتزاز بالنفس. 1 % يتعاطين القات تمشياً مع العادات الأسرية. 1 % يتعاطين القات للشعور بالحرية والمساواة مع الآخرين. المرأة المخزنة والآثار المترتبة وعن النتائج المترتبة على تعاطي المرأة القات يقول الدكتور الشميري : توجد نتائج متعددة ومختلفة لتعاطي النساء للقات ربما يأتي على رأس هذه الاضرار الصحية التي تضر بصحة الأم وتشكل خطراً على صحتها ، وعلى حياتها بشكل عام وهناك اضرار اجتماعية في تعاطي المرأة للقات من ضمن هذه الاضرار أن البعض منهن يهملن تربية وتنشئة الأطفال وهذا يشكل ضرراً مجتمعياً عاماً بوجه عام ، وعندما المرأة تصرف كل وقتها بالتخزين وتهمل بشكل كبير تربية أطفالها فيؤدي هذا إلى اهمال الزوج واهمال العائلة بالمتطلبات الصحية هذا بحد ذاته دليل خطر على الأسرة ، وربما نتائج ذلك أنها تخلق مشاكل اجتماعية داخل المجتمع ، وتشكل خطراً على السلام أو الوئام الاجتماعي ، من ضمنها ايضاً القضايا الاخرى عندما نتحدث عن عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية تدخل مسألة القات ، القات أصبح جزءاً من الثقافة الاجتماعية داخل المجتمع ، لكن في هذا الضياع صار عادة اجتماعية وجزءاً من الثقافة الاجتماعية لكن في شق سلبي اهمال تربية الأطفال أو ايضاً محاولة الأطفال تقليد آبائهم في مسألة مضغ القات وهذا يضرب في عمق مسألة التنشئة الاجتماعية. عبء اقتصادي وضرر اجتماعي وحول التحريم والتحليل لمضغ القات في هذا الجانب يتحدث الشيخ علي بن محمد بارويس إمام وخطيب جامع ابي ذر الغفاري في منطقة خور مكسر عدن قائلاً: يلاحظ أن مسألة القات وتعاطيه من المسائل الهامة وخصوصاً في مجتمعنا نظراً لانتشاره وظهور اثاره على المجتمع والفرد والأسرة ، وقد قال كثير من العلماء المعاصرين بتحريمه على أن فريقاً من العلماء رأى الجواز ، والنظر الصحيح إلى مايحيط بالقات من اضرار صحية على الفرد وكذا ماينفق فيه من أموال طائلة لاتعود بالنفع على الفرد بل الضرر أكبر مع مايشكل من عبء اقتصادي على الفرد المتعاطي وما يؤدي بسببه إلى الاخلال بواجبات الفرد نحو أسرته مع قوله صلى الله عليه وسلم »كفى بالمرء اثماً أن يضيع من يعول« ما يحصل بسببه من اهدار للوقت في غير ما ينفع المرء بل يضره ، وهذا فيه ضرر اقتصادي واجتماعي كبير على مستوى الشعب ، وأما المرأة فقد تزيد بسبب تعاطيه مع ماسبق هو انشغالها عن وظيفتها في العناية ببيتها ورعايتها لأطفالها وبالتالي ينعكس سلباً على ضياع فلذات الاكباد وتراكم المشاكل الزوجية بسب ذلك ، ومما يلاحظ ايضاً أن مجالس القات لاتخلو أيضاً من القيل والقال والغيبة المحرمة مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية لهذه الأسباب واميل إلى ضرورة دراسة هذه الظاهرة وسبل علاجها ، وأن يكون الرأي العام السائد منتشراً للحد منها ومن اضرارها. همسة للأم المخزنة مساحة كبيرة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة تذهب للقات ، ومايزيد عن %42 من المياه الصالحة للشرب تذهب لتسقية هذه الشجرة الخبيثة ، ناهيك عن ملايين الريالات التي تنفق من قبل الأسر اليمنية لاستهلاكه ، ومايزيد الأمر سوءاً وخطورة استخدام اطنان من المبيدات الحشرية المحرم استخدامها ، والسماد الكيماوي عند زراعته وهناك جانب آخر اشد خطورة وفتكاً يجب الوقوف أمامه دون تأخير طرفا معادلته الأساسيين هما الأم ربة البيت ، والبنون والبنات وطقوس القات اليومية نعم هناك وقت يهدر بلا ثمن نزيف يومي لاطائل له من بداية العصر حتى نهاية المساء ، تقضيه الأم بين الاعشاب الخضراء وجمرات الشيشة وهي في مربضها توزع الاوامر والتعليمات بتبرم وضجر من محاولات الأولاد تعكير ساعات الكيف نافثه الدخان في الغرفة واصغرهم نائم بالقرب منها ليستنشق معها دخان الشيشة أو السيجارة ، وأكبرهم يقلب القنوات الفضائىة أو في الشارع ، اذهب وسخن العشاء ، وانت ايتها البلهاء اذهبي بعيداً لا اريدك أن تسمعي مانقوله ، ويشتد أوار التعليمات العليا إذا ماكانت احدى الجارات ضيفة في الدار ، ويصبح التبرم سلوكاً يومياً إذا ماكانت تلك الجارة دائمة الزيارة .. وقت طويل ياسيدتي »المولعية« يذهب هدراً أو تتسلل خلاله العلاقة الأنبل الأمومة بينك وبين أولادك ، وتكون النتيجة علاقة مهلهلة تربطك بفلذة كبدك ، ومستويات متدنية في التحصيل الدراسي.. نعم تعيشين معهم تحت سقف واحد لكنه عيش بلا روح وبلا رؤية أو فاعلية ولمن مازال لديها من الوقت متسع ابعدي سحب الدخان عن بيتك.. ضمي اولادك الى صدرك و اذا كان لابد من شراء القات اياك أن تقضي خلواتك في ملكوته ، أو ساعاتك في دردشاته التافهة ، ضعيه في المرتبة الثانية أو الثالثة أو الرابعة وأن تستطيعي تركه بعد اولادك وزوجك وشؤون بيتك احذري حواء غواية الشيطان ، وشجرة الشقاء ،ومن يدري إلى أين عسانا نهبط هذه المرة؟!.الاجتماعية ، القات اصبح من ضمن عاداتنا الاجتماعية .