يوم مولده كان التاريخ شاهداً، بأنه سيشكل الجزء الأجمل في الأهلي، وعند كثيرين ممن عرفوه، شيئين اثنين لابد وأن يذكرا في الحالمة تعز، الأهلي النادي، والإنسان الكابتن «عصام» مع توقيت بدئه مداعبة الكرة، كان ينبغي على النادي الرمز آن ذاك بأن ينثر الورود الحمراء على الأرض التي شهدت ملامسة أقدامه للمستديرة كرة القدم، فالنجم الذي سطع مؤخراً لم يكن لاعباً عادياً، وسريعاً ما تعلم كيف يتخطى من سبقوه. عصام ابراهيم غالب الحميدي، من مواليد تعز عام 1972م، أب لفتاتين في عمر الزهور «رهف، وربا». في عالمه الشخصي احداث لن تتكرر، في سن السادسة دخل مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة الثلايا، ومنها كون علاقات انسانية مع زملاء له، إلى أن اشترك معهم في اللعب تحت مسمى فريق صغير كان «المجد» وقد كان هذا الفريق هو البوابة الصغيرة إلى ولوجه عالم الرياضة، وفي عقله الباطن «عصام» كان يتمنى مستوى أكبر. عام 1986م، كانت اللحظة المصيرية له مع الرياضة، وفي سن الخامسة عشرة التحق بصفوف الناشئين لأهلي تعز، وقد تلقى حصص المرآن على يد الكابتن القدير «عبدالله عتيق». العام 1988م كان اللاعب الصغير أصبح نجم كرة الكل توقع له الظهور اللافت، لقد تشبع من التمارين واصبح جاهزاً للعب، وفي ذلك الموسم استطاع أن يثبت بأنه عند مستوى اللعب للفريق الكروي الأول بنادي اهلي تعز، كانت كل الشواهد تقول بأن له مستقبل واعد مع المدورة الكروية، فله جسد ممتلئ وقامة فارعة وفي خط الدفاع المتقدم كان الفريق اكثر حاجة وهذا مامكنه من سرعة الانطلاقة والظهور سريعاً في صفوف الأهلي. إن اللاعب الذي تمرس على اللعب مع الكبار وفي فترة زمنية قصيرة، اكتسب الخبرة وقدرة اللعب في خطي الدفاع وكذا في موضع المهاجم الأول رأس الحربة، وبوقت غير محسوب علمت الجماهير بأنه أصبح لاعباً جاداً ومهم جداً حضوره في الأهلي. عام 91/1992م المدرب الوطني الذي ادرك قيمة موهبته الكروية الكابتن/عبدالعزيز مجذور اختاره للعب ضمن صفوف منتخب الناشئين الذي كانت له مشاركة في قطر، ومنها عاد «عصام» وقد اكتسب مهارات لعب جديدة، بل لقد زودته الرحلة الوطنية طرق تداريب جديدة، كان هو أن تعلمها، ليعلمها بدوره لفريق الناشئين الذين كان الكابتن «عصام» يشرف على تدريبهم بالأهلي. العام 1993م شارك الكابتن «عصام ابراهيم» في جميع مباريات الأهلي في الدرجة الأولى، وكان واحداً من الذين ساهموا بعودة الفريق إلى صفوف الممتاز «سابقاً» وفي العاصمة صنعاء أمام فريق الطليعة لتحديد بطل الدرجة الأولى «عصام» قدم واحدة من اروع مبارياته التي لا تنسى. عام 1994م في بطولة الممتاز كان فريق الأهلي يثق كثيراً بخط الدفاع الذين يتقدمهم «عصام» كمدافع متقدم ولاعب مخمس مع خط الوسط لما له من مقدرة على المراوغة والاحتفاظ بالكرة والتقدم صوب صنع الاهداف لزملائه، وفي ذلك الموسم أمام فريق التلال، كان الكابتن «عصام» مكلف بمراقبة الهداف «شرف» وقد كان على قدر عالٍ في إنجاز المهمة، بل ولقد ظهر بمستوى افضل لاعبين في الفريقين حتى إن جائزة أفضل لاعب في تلك المباراة، إلى قبل اللحظات الأخيرة كانت قيدت بأسمه لولا حصوله على الكرت الأحمر. موسم 1994م لعب مباراة أمام وحدة عدن ولا أروع منها، حتى إن المتابعين تمنوا لو إن مدربي المنتخبات تمكنوا من مشاهدة أدائه الراقي في الملعب حينها كان «عصام» العملاق الصغير في النادي الكبير. عام 1995م تلقى عرضاً للعب بنادي الوحدة صنعاء، وقد شكل مع الصديق الحميم له الكابتن «عادل التام» شكلا ثنائي متوافق داخل الملعب وخارجه، من خلال شهر المران الذي قضاه «عصام» مع الوحدة صنعاء. 1996م كان ذلك الموسم هو الأخير للاعب الذي بدأ يكبر اسمه في سماء الرياضة المحلية، وقد شارك الأهلي في تصفيات الفرق المتنافسة للعودة إلى الأضواء، لكن الحظ لم يكن في صف الأهلي ما جعل الكابتن «عصام» يغادر الملاعب بمغادرته البلاد كلها متوجهاً إلى أرض المملكة لبناء مستقبل ومكانة اجتماعية كما خطط لها بذاته الكابتن «عصام ابراهيم» اللاعب والإنسان الذي ظل يلعب من أجل الأهلي النادي، الأهلي الناس، غادر الرياضة، لكن الأهلي تعز لم يغادر روحه حتى اللحظة.