مرض السكر لايقل خطورة عن مرض السرطان والقلب والكلى والكبد ولابد من توفير أدويتها وتوزيعها عبر المرافق الصحية الحكومية في جميع محافظات الجمهورية بصورة منتظمة حتى لاتحدث للمرضى مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة.. فمعظم هؤلاء المرضى من الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود لاتستطيع شراء الأدوية من الصيدليات في الأسواق التجارية نتيجة لتفاقم ارتفاع أسعارها بصورة تفوق حدود المعقول.. ولأهمية هذه القضية الإنسانية قامت (الجمهورية) بمتابعة الجهات المسئولة لمعرفة الاسباب في شحة مادة الأنسولين ووضع المعالجات المختلفة لاستمرار صرف الأدوية بصورة منتظمة من خلال اللقاء بعدد من الإخوة مديري عموم المكاتب الصحية والمستشفيات الحكومية وكذا الجهات المسئولة في وزارة الصحة والسكان .. وإلى حصيلة هذه اللقاءات .. من جهتنا ابلغنا الوزارة ? في البداية التقينا الدكتور/ فضل عبدالكريم مدير مستشفى خليفة بالتربة وحاورناه بالمحاور التالية: عدم توفر مادة الأنسولين الخاصة بعلاج مرضى السكر في مستشفياتنا الحكومية منذ فترات طويلة مسألة تستدعي معالجتها بحيث يضمن المرضى صرف علاجهم بصورة مستمرة ماهي الأسباب التي أدت إلى تأخيره ؟ مسألة تأخير مادة الأنسولين ظاهرة حقيقية يعرفها الجميع وهذه الحالات المزمنة تتفاقم يوماً بعد يوم ووصل عددها على مستوى تعز مايقارب 3000 حالة منها 158 حالة يتلقون علاجهم من مستشفى خليفة بالتربة جميعهم يعانون مرارة مضاعفات هذا المرض نتيجة لعدم توفر مادة الأنسولين بصورة مستمرة وهذا يتوقف على عملية الامداد المركزي الذي يصرف من وزارة الصحة والسكان عبر المخازن الإقليمية ونحن كجهة مسئولة في مستشفى خليفة نضم صوتنا إلى جانب صرخات أصوات المرضى الذين يعانون سكرات مضاعفات هذا المرض المزمن الخطير وقد ابلغنا من جهتنا وزارة الصحة وطالبناهم في أكثر من مرة توفير مادة الانسولين بصورة منتظمة وقد تفهم الأخ الوزير الوضع ووعدنا بوضع المعالجات الشاملة بصورة عاجلة ونأمل من أصحاب القرار بصفة أساسية أن يفوا بوعودهم وسرعة دعم المرافق الصحية في كل محافظات الجمهورية بمادة الانسولين بصورة دائمة بحسب الكروت والكشوفات الموجودة لديهم وتنظم عملية امداد المرافق الصحية بمادة الانسولين المخلوط دون انقطاع . المرضى من الأسر الفقيرة ? تطرقتم عقب حديثكم أن عدد الحالات المصابة بداء السكر 158 حالة يتلقون علاجهم من مستشفى خليفة فهل معظم هذه الحالات تستخدم مادة الانسولين المخلوط وماهي البدائل العلاجية في حالة عدم توفر مادة الانسولين لمنع المضاعفات المرضية..؟ فعلاً كل هؤلاء المرضى المصابين بداء السكري يستخدمون مادة الانسولين المخلوط وجميعهم من الأسر الفقيرة ، والفئات المعدمة وذوي الدخل المحدود لايستطيعون شراءها من الأسواق التجارية نتيجة لارتفاع اسعارها.. وللحقيقة غياب مادة الانسولين وعدم استخدامها بصورة منتظمة قد أدت إلى كثير من المضاعفات لمعظم المصابين بداء السكر وكل هذه المضاعفات دون شك خطيرة تؤدي إلى الوفاة.. المؤسف أن معظم الاحيان لاتتوفر مادة الانسولين في الصيدليات التجارية نتيجة لشحتها.. نأمل من الجهات ذات العلاقة في وزارة الصحة وضع الحلول العاجلة لعملية الامداد لمادة الانسولين وصرفها للمخازن الإقليمية والمرافق الصحية بصورة مستمرة بحيث تعطى لمرضى السكر بشكل دائم وفي نفس الوقت تخفيف من معاناة المرضى من حصولهم على هذا العلاج بسهولة ويسر وبدون أي كلفة.. فعلينا أن نكون عند مستوى المسئولية حتى نتمكن من تقديم خدمات صحية ذات المستوى والجودة المطلوبة وعلينا أن نستوعب كل ما طرحه فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله في برنامجه الانتخابي وأكده في أكثر من مرة من تقديم خدمات مميزة تتناسب مع طموحات المرضى وطموحات قيادتنا السياسية والصحية. المشكلة كبيرة ? واستطرد الدكتور فضل قائلاً : وأود أن اشير إلى أن المسئولية في هذا الجانب لايتحملها المركز الإقليمي بعدن لأنه يتحصل على الدعم مركزياً والدعم الذي يحصل عليه المركز الإقليمي ضئيل جداً لايستطيع توزيعه على المرافق الصحية لعدد من المحافظات التي تتلقى الدعم منه ، وتخيل مثلاً محافظة تعز كلها تحصل على 100 انبولة انسولين في حين عدد المصابين المسجلين لديها يتراوح أكثر من 3000 حالة تقريباً فهذه وللأمانة مشكلة كبيرة بما تعنيه الكلمة خاصة ومادة الانسولين لاتقبل التأخير فالمرضى يعانون حالة هبوط وارتفاعاً في السكر وفي الأخير يصابون بمضاعفات حادة قد تؤدي إلى الغيبوبة والوفاة.. لأن عملية استخدام الانسولين بشكل منتظم مسألة مهمة جداً في الحفاظ على صحة المرضى من مضاعفات مرضى السكر والحمية لوحدها لاتكفي بدون تعاطي مادة الانسولين فلابد من توفير العلاج واستخدامه بانتظام. نأمل وضع الحلول ? دكتور فضل من الذي يتحمل المسئولية من وجهة نظركم في حالة زيادة المضاعفات الحادة والوفاة لمرضى السكر ؟ ياعزيزي نحن نتمنى لمرضى السكر الصحة وأن يمر هذا الاشكال بخير ونأمل من قيادتنا الصحية في الوزارة أن تضع الحلول العاجلة لمسألة امداد المراكز الإقليمية والمرافق الصحية بشكل مستمر كونها المسئولة بالدرجة الأولى عن توفير مادة الانسولين وإدارة الامداد الدوائي هي الملزمة بتوفير هذا النوع من الدواء لكل محافظات الجمهورية حتى لاتتفاقم هذه المعاناة ونكون نحن السبب فيها. نعاني عدم توفر الانسولين ? من جانبه تحدث الدكتور الخضر ناصر لصور مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن عن مسألة عدم توفر مادة الانسولين بشكل منتظم قائلاً: نحن في محافظة عدن نعاني أيضاً عدم توفر مادة الانسولين بشكل منتظم منذ فترات طويلة كمثل بقية المرافق الصحية في محافظات الجمهورية في الوقت الذي يتراوح عدد المصابين بداء السكر المدنيين والعسكريين أكثر بكثير من المصابين في المحافظات الأخرى.. والمؤسف أن كمية مادة الانسولين التي تصرف لنا من المركز الإقليمي بعدن شحيحة وضئيلة جداً لاتتناسب مع عدد المرضى ولا تفي بالغرض المطلوب ، وهذا قد يكون ناتجاً عن قلة مايصرف من الانسولين للمركز الإقليمي من البرنامج الوطني للاعداد الدوائي بوزارة الصحة والسكان ، هذا بالنسبة لأدوية مرضى السكر بينما هناك أدوية أخرى كمثل أدوية السرطان والقلب والضغط ايضاً غير متوفرة في المستشفيات الحكومية الأمر الذي يعانيه المرضى من مضاعفات حادة وكبيرة وخطيرة تؤدي إلى الوفاة إذا ما توفرت الأدوية.. وإذا تواجدت في الأسواق التجارية فدون شك أسعار تفوق حدود المعقول وخاصة أدوية السكر .. مادة الانسولين المخلوط.. وتصل احياناً اسعار مادة الانسولين إلى اضعاف مضاعفة وهذا قد يكون نتيجة لعدم وجود موردين جدد منافسين بحيث تتواجد هذه المادة في الأسواق التجارية باسعار مناسبة تتناسب مع مستوى كل مريض يعاني المرض المزمن. وصول %10 من الانسولين بصورة عاجلة بعد أن التقينا بعضاً من مديري عموم المكاتب الصحية بالمستشفيات الحكومية في عدد من محافظات الجمهورية وتعرفنا من خلالهم على الأسباب التي أدت إلى اختفاء مادة الانسولين.. التقينا الجهات المسئولة في المخزن الإقليمي للأدوية بعدن وكذا البرنامج الوطني للامداد الدوائي بوزارة الصحة والسكان وما ستقرأونه في هذا التحقيق مزيد من التوضيح فماذا قالوا: ? الدكتور/ علي عبدالله صالح مدير المخزن الإقليمي للأدوية بعدن أوضح حيث قال: عملت وزارة الصحة مناقصة وقد أرسيت على المورد شرط أن يورد %10 من كمية الانسولين بصورة عاجلة والمخازن في وزارة الصحة في انتظار وصول كميات مادة الانسولين المتفق عليها على أساس أن يتم توزيعها على المرافق الصحية في كل محافظات الجمهورية ، ونحن في المخزن الإقليمي بعدن نتوقع حصتنا من مادة الانسولين بحيث يتم توزيعها لمحافظة تعز ولحج وعدن ولازلنا نتواصل مع الأخت ابتهاج الكمال مديرة البرنامج الوطني للامداد الدوائي بالوزارة ووظيفتنا هي توزيع ما يتم استلامه من الوزارة وأما بالنسبة لقضية التوفير ووقت التوفير واستمرارية التوفير للادوية فهي من مسئولية وزارة الصحة وهي المسئولة عن حالة التقصير في المقام الأول وبالتحديد الوزير والإدارة المالية ومدير الامداد الدوائي فكلما تيسرت الاجراءات يستطيع الإنسان أن يوفر الأدوية بصورة مستمرة. وإذا توفرت المخصصات الكافية الخاصة بالأدوية في الميزانية استطاعت الوزارة توفير أدوية السكر بشكل مستمر وتأخير الأدوية إلى الآن يدل على أن هناك كثيراً من الصعوبات وبامكان الصحيفة الاتصال بالأخت ابتهاج لمعرفة هذه الصعوبات. لايوجد لدينا سياسة استراتيجية وعلى نفس الصعيد التقينا الأخت ابتهاج الكمال مديرة البرنامج الوطني للامداد الدوائي بوزارة الصحة والسكان وسألناها عن الأسباب التي أدت إلى تأخير صرف أدوية السكر «مادة الانسولين» المخلوط على المرافق الصحية في كل محافظات الجمهورية منذ فترات طويلة.. ردت قائلة : حقيقة سياستنا سياسة دوائية لاتوجد فيها استراتيجية .. والوزارة عملت مناقصة مع الموردين بما يقارب خمسمائة الف دولار مقابل شراء كميات جديدة من مادة الانسولين. وفي الفترات السابقة وفرنا مادة الانسولين بنسبة زيادة %20 وتزامن ذلك مع زيادة نسبة عدد مرضى السكر وهذا قد يكون سبباً في شحة مادة الانسولين لأن الكمية المطلوبة من مادة الانسولين كانت أقل من نسبة عدد مرضى السكر وبالفعل نفدت هذه الكمية. معالجات لابد منها والمعالجات المطلوبة من وجهة نظري لاستمرار صرف مادة الانسولين بصورة منتظمة زيادة ميزانية الشراء وهذا هو المفروض لأن ميزانية الامداد الدوائي شحيحة تقدر بمليار واربعمائة مليون وهذا المبلغ لايعطي كلفة كل الاحتياطات نحن نتحمل مسئولية مراكز الكلى ومرضى السكر ومرضى السرطان وأدوية القلب وأدوية الرعاية الصحية الأولية كل أدوية هذه الأمراض نوفرها من هذا المبلغ الضئيل. ولذا نحن طالبنا بزيادة الميزانية في أكثر من مرة عبر وزارة الصحة وعبر مجلس النواب وعبر الحكومة ووجهنا رسائل مختلفة وإلى الآن لم يكن هناك أي مجيب من هذه الجهات وللأسف.