كان يوماً "يمنياً" في مهرجان الفحيص ، حيث حلقت الأفئدة حول صنعاء وحول حضرموت وحول سد مأرب ، وكل بلاد اليمن السعيد. فقد تواصلت فعاليات "الفحيص" وسيكون يومنا هذا الثلاثاء الأخير ، حيث من المنتظر ان يسدل الستارة السابعة عشرة لمهرجان الفحيص. ومع استمرار الفعاليات لوحظ زيادة اعداد الرواد من اهل الفحيص والمناطق المحيطة ومن عمان ومن كل محبي المهرجان. وقبيل بدء الندوة والامسية الشعرية في منبر خالد منيزل ، جمعت "الدستور" جلسة مع عبدالرحمن صالح الشرعبي القائم بأعمال السفارة اليمنية بالاردن والوزير المفوض ونائب رئيس البعثة وعدد من اعضاء سفارة اليمن ومثقفي اليمن من شعراء واعلاميين. وقد شارك في الجلسة النائب فخري اسكندر ومتصرف لواء ماحص والفحيص وغيرهما من الفعاليات الرسمية والشعبية ومسؤولي المهرجان. القائم بأعمال سفارة اليمن تحدث لصحيفة "الدستور" الاردنية عن المشاركة اليمنية في "الفحيص" ومن قبل ، في مهرجان "جرش" واشاد بركن المدينة الذي خصصته ادارة المهرجان لمدينة صنعاء لهذا العام ، وقال الشرعبي: "كنا نطمح بإدخال المزيد من القطع التراثية مثل البنادق القديمة والسيوف والخناجر وغيرها". واضاف: نحن لدينا من المقومات الثقافية والتراثية ما يجعلنا نشارك في كل التظاهرات الثقافية العربية والعالمية. كما اشار الى "الفحيص" المهرجان والمكان واشاد بحسن الاختيار من قبل ادارة المهرجان وكذلك اشاد ببيوت الفحيص وحاراتها ، وتمنى ان يتم تحويل شوارع المهرجان الى ميادين مبلّطة بدل تعبيدها بالاسفلت. اما النائب فخري اسكندر فقد تناول اطراف الحوار وقال ان المشاركة اليمنية فرصة للتعبير عن فرح الشعبين الاردني واليمني ببعضهما. ندوة ركن المدينة الكاتب اليمني محمد لطف كان قد قدم محاضرة عن صنعاء المكان والتاريخ والثقافة.. ووصف الأخيرة بأنها مزدهرة وهناك اتحاد للكتاب والادباء وهناك المهرجانات ووزارة الثقافة اليمنية والمؤسسات الخاصة ترعى المبدعين وتنشر ابداعاتهم. واشاد بحضور المرأة في الثقافة والفكر اليمني وكافة الفعاليات جنباً الى جنب مع الرجل. كما اشاد بدور القطاع الخاص مثل مؤسسة "العفيف" و "السعيد" في تعز ، ومؤسسة الروائي الراحل علي احمد باكثير. كما تحدث في الندوة عن مدينة صنعاء من حيث موقعها واثارها وعراقتها واقوال المؤرخين والكتاب والشعراء فيها ، وقال ان صنعاء تنتسب من حيث التسمية الى "سام" ابن نوح عليه السلام. وهي تقع على ارتفاع (2200) متر فوق سطح البحر ، وتعد من اقدم المدن في الوطن العربي. كما تمتاز بالمحافظة على هندسة عمارة مساكنها الفريدة المبنية من الاجر والطوب والطين او احجار البازلت والتي يصل ارتفاع المباني فيها من خمسة الى ستة طوابق ، تزين واجهاتها الزخارف والنوافذ ذات العقود القمرية المزينة بنقوش جصية معشقة بالزجاج الملون. واضاف لطف: ان قيمة المدينة التاريخية ترجع الى احتوائها على اكثر من (1400) مبنى ، بنيت اغلبها منذ اكثر من الف عام. وتضم صنعاء اكثر من خمسين مسجدا تزهو بمناراتها العالية. واشار الى ما كتبه الثعالبي وامين الريحاني حيث الماء فيها اصفى من السماء ، والمدينة لا تخيب رجاء من يطلبها. ثم كان الشعر والقصائد وتناوب على القائها الشاعران الزوجان سوسن العريقي واحمد السلامي. كانت الشاعرة العريقي هي البادئة بالقصائد وهي من مواليد مدينة عدن جنوب اليمن وشاركت في العديد من المهرجانات ، وصدر لها ديوان شعر بعنوان "مربّع الالم" وفازت مجموعتها "أكثر من اللازم" ، بجائزة "النعمان" اللبنانية. بينما زوجها الشاعر احمد السلامي له ثلاثة دواوين شعرية وهو عضو باتحاد الكتاب اليمنيين. وقد تبارى الشاعران في قراءة القصائد العاطفية والمسكونة بالهم الانساني والفرح الذي ينسجه الحب بين قلبين ، وتحول المكان الى مداخلة (عاطفية) بين الشاعرين الفرحين بعلاقتهما وبقصائدهما.