عاش جمهور مهرجان الفحيص السابع عشر مساء أول من أمس، أجواء قصائد الشاعرين اليمنيين سوسن العريقي ، وقرينها احمد ألسلامي. وقرأت الشاعرة العريقي من مربع الألم ، فيما قرأ السلامي قصائد من ديوانه حياة بلا باب في الأمسية التي أدارها رئيس اللجنة الثقافية للمهرجان عيسى صويص. وقدمت العريقي من مربع الألم فتوهجت حبا، وغناء، وتراتيل جنون، أخذت جمهورها العريض عبر عناوين قصائدها في زوايا الديوان الخمسة التي تضمنت عناوين آلام اللحظة القادمة وحب ابعد من حدود الشهقة وتراكمات متعددة الظلال و إضاءات لمرايا معتمة ورماد الكلمات. واتبعت العريقي في قصائدها الباكية خطا هندسيا عبرت عنه زوايا الديوان وعنوانه ، وهدفت من وراء ذلك إلى تأطير فكرة الحبس الذي تحتشد فيه معاناة غنية بثتها الشاعرة في مقطوعة احتواء التي خاطبت فيها البحر بكل ما يحمله من لهفة للاحتضان. مثخنا... يقف على حافة الجرح باحثا عن احتواء الأحضان الممتدة عبر الأوردة تصعر خدها للريح والأرض أنبتت شوكا بحجم الفراق أي مجافاة الواقع المرير بالحلم الذي يكسره جفاف الراهن الذي تعيش احلم بك زهرة برية تتكوم في أحضان الظل المتفرد بالحلم يغشاني الندى الأثيري أتدفق ضوءا خرافيا قمرا يزرع في مرايا الشوق ألف موعد للنجوم لكني حينما استند على رمال الواقع يكتب على جبين الشمس: ( نحن المزروعين في قلب اللحظة الحلم سنظل نرشف من قاموس الجوع صبرا مثخنا بالانتظار). ومن ديوانه حياة بلا باب شد السلامي متلقيه إلى المزيد من التأمل في مساحات الحرية الضيقة، والروتين الممل القاهر، والضجيج الذي يعيش برومانسية الهدوء، متنقلا بين مفردات : الندم، والشهيق بعد طول وحشة، والوشوشات المصادرة، والنجمات المنطفئة، والعالم الغارق في لعبة الكوتشينة، والضجة الناشئة. واستطاع السلامي أن يسقط مفرداته ويوظفها لمعالجة الواقع السياسي المحيط، في مفارقات لافتة. وظل السلامي يدور في فلك عناوين انتمت لنفس الدائرة: كسل انهزام إحساس تمويه غيابك مدينة مغلقة موظف مريض بديل مراهنة وهكذا.. ومن قصيدة صنعاء نقرأ: أصابع ترتبك فرص تعارف تفشل تسير على سلك شائك تلوم ارتعاشها صباحات محجبة تشد القرويين إلى نائبات رأوا فيها أكتاف بنات تتمطى تقص أحلام البارحة نهارات مغلقة لا بد تجرح يأس انفتاحها ترفع أجفان جدران تنام في تسلل الضوء . يشار إلى أن الشاعرة سوسن العريقي أصدرت ديوانها مربع الألم 2004، وقد فازت بجوائز أدبية متعددة، أما زوجها اليمني السلامي فهو من مواليد 1972، وله مشاركات محلية وعربية لافتة، وهو عضو اتحاد الكتاب اليمنيين. عن/ الرأي الأردنية